نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في هذه الليلة الغراء من ذلك الشهر المبارك نحتفل بمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونقدم الثناء لرب العالمين أن منَّ علينا بكل هذه النعم وبكل هذه المنن، وأن تؤدوا نعمة الله. لا تحصوها ومن أعلى تلك النعم كانت نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو نعمة مهداة خص الله بها المسلمين ومن آمن به إلى يوم الدين، نعمة لو تأملناها نغرق في فضلها ونتوه في معانيها، وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قومٌ نيام تسلوا عنه بالحلم، فهو الذي تم معناه. وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم هذا النبي الأتم نعمة من عند الله أنعم الله بها علينا ونحن في غفلة عن تلك النعمة وهذه الأيام المباركة نحيي في قلوب المسلمين أن يلتفتوا إلى تلك النعمة وأن يقدموا الثناء إلى الله سبحانه وتعالى حمدًا ومدحًا وشكرًا وأن نسجد له بالليل والنهار شكرًا على هذه النعمة ولئن شكرتم لأزيدنكم فيزيد لكل مسلم فتحًا ويعلمه أدبًا ويسلك به الطريق إليه عندما تشكر نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي لا تتناهى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره نعمة تجعله نبياً إلى يوم الناس هذا وإلى يوم يُبعثون. النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة، إنك ميت وإنهم ميتون، ولكنه حي عند ربه وحي في قبره. وهذه الحياة استوجبت ألا تأكل الأرض جسده، فهو باقٍ إلى يوم الناس هذا. لم يعلم العباس بن عبد المطلب هذه الحقيقة فتعجل الدفن وقال للصحابة الكرام: "أخاف أن يأسن" يعني تتغير رائحة جسده الشريف كما هي عادة البشر. قل: "إنما أنا بشر مثلكم لكن يوحى إلي". ولكن هذا خاتم النبيين، والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء. لم يلتفت الصحابة إلى كلام العباس فمات صلى الله. عليه وسلم انتقالاً إلى علو ربه يوم الاثنين ودُفن يوم الأربعاء ولم يتغير جسده الشريف وصلوا عليه فرادى وعزى المسلمون أنفسهم بكل مصاب نزل بهم بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. منة عظمى أن يظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد عليه روحه فيرد على من سلم عليه. السلام ويعلم من صلى عليه وهو ليس في عنقه لأحد منا، ليس في عنقه دين. نحن المجنيون ونحن الذين تفضل علينا بأن من صلى عليه صلاةً صلى الله بها عليه عشراً. من المنن التي من الله بها علينا أن جعله خاتم النبيين. كل من اتبع نبياً لم يكن نبيه خاتماً. للنبيين كل من اتبع نبياً ينتظر نبياً آخر يأتي ليقدم ويؤخر وليقبل ويرفض وليغير ويطور نسخاً وتغييراً وتبديلاً لحياة الإنسان، لكنه من منة الله علينا يخبرنا فيقول: "بُعثت والساعة كهاتين"، يعني لا فاصل بيني وبين الساعة، خاتم الأنبياء وخاتم المرسلين وإمام الأنبياء وإمام المرسلين لما اجتمعت النبوة في بيت المقدس. في ليلة الإسراء كان هو إماماً لهم، مما مَنَّ الله به علينا أن أرشدنا إلى تلك الصلاة، ولم يُرشد إليها أحد، وليس هناك أحد يسجد لربه في العالم إلا المسلمين، وجعلها على الرجال والنساء والكبار والصغار، وجعلها خمس مرات في اليوم، وأخبر أنها لكبيرة إلا على الخاشعين، هذه نعمة أن... يسمح الله لك أن تتصل به خمس مرات في اليوم، نعمة لا يتخيلها عقل عاقل، ونحن نغفل عن تلك النعمة ونحن نؤديها، ونغفل عنها ونحن لا نؤديها. الله سبحانه وتعالى أنعم علينا به نِعَماً لا تتناهى، أنعم علينا بيوم الجمعة فأرشدنا إليه، وفيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء تنفيذاً لا عبادة. يعني لو دعوت فيها نفّذ الله الدعاء فوراً. هذه الساعة كان عمر يقول: صاحب الحاجة يجلس من الفجر إلى الغروب في هذا اليوم. إذا كان يعني صاحب حاجة شديدة فليجلس هذه الفترة يدعو ربه، وهذه ساعة لا يلقاها مسلم إلا دعا الله سبحانه وتعالى إلا استجاب له، وقال: ربكم ادعوني. استجب لكم فالله يتقبل الدعاء لكنه لم يعد أن ينفذ هذا الدعاء، قد يؤخر الإجابة وقد يدخر ثواب ذلك لك يوم القيامة، ولكن إذا أردت التنفيذ الفوري فيوم الجمعة من النعم غير المتناهية، من النعم التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالى كرامة لنبيه، ليلة القدر وهي في العشر الأواخر من رمضان لا يلتفت إلى ذلك كثير من الناس من كونها نعمة لم نكن نحصلها إلا من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي أنعم الله بها علينا من خلال رسول الله أنه أيده واستجاب دعاءه وأيد كلامه فكان مما قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي، المفروض أنه رأى ما حدث في الأمم السابقة، وكل البشر يعرف أن محمداً من أذكى عباقرة العالم عبر التاريخ، وهو كذلك، ما كان له أن يقول هذا إذا كان من عند نفسه. رأى الكتب قد حُرِّفت، ويرى سنة الله لا تتبدل فما حُرِّف. هذا وحرف هذا وحرف هذا فسيحرف هذا لكنه يقول تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، والله لا يقدر أن يقولها إلا إذا كان مؤيداً. رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا الكتاب فلم يستطع أحد أن يعبث به. أخطأ الناس في نقله وأخطأ الناس في. المحافظة عليه وأخطأ الناس في عدم بقاء النسخ الأولى على ما هي عليه أخطأ وبقي القرآن لا يقدر عليه أحد ولو أرادوا تأييداً لرسول الله كرامةً ودلالاً لرسول الله ربنا يؤيده حتى يصدق "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً كتاب الله" فحافظ على كتابه بالرغم من كل ما حوله من تحريف وتخريف يبقى الكتاب وحيداً فريداً أمام العالمين ومعجزة دائمة في كل يوم وحين، يبقى هذا الكتاب بقراءاته المتواترة يبقى معجزاً ليس بقراءة ولا باثنتين ولا ثلاثة ولا خمسة بل بعشر قراءات، وكأنه حُفِظ عشر مرات، ضربة قاضية تأييداً لحبيبه صلى الله عليه وسلم. غريب. أن يحفظ الإنسان نصاً ويكون بعشر طرق وبعشر قراءات ثم يجمع ابن جني ما حاولوا وما أخطأوا عن قصد أو عن غير قصد فيجمع التسعين قراءة حاولت أن تلعب في شيء من القرآن فلم تستطع، تسعين قراءة ذكرها في كتابه المحتسب. إذاً ما هذا؟ هذه نعمة أرسلها الله إليك أنت. حتى تنبهر فوق انبهارك بحبيبنا، بعضهم يقول: لماذا تهتمون هكذا بشخصية كانت منذ قرون؟ شخصية غير طبيعية، شخصية مبهرة، شخصية يتضاءل الإنسان عندها، شخصية وصلت من العبادة إلى الكمال، ومن الكمال إلى الربانية، ومن الربانية إلى النورانية، فأصبح نور الله الذي يهدي الناس لمن يشاء، إليه يهدي لنوره من يشاء. ذكرنا مراراً أن مشايخنا إذا ذُكر هذا عندهم صلّوا عليه، فنقول: يهدي الله لنوره من يشاء، فيقولون: صلى الله عليه وسلم، لأنهم حملوا الضمير عليه وأنه موصوف بالنور، وهو كذلك. رسول الله صلى الله عليه وسلم له منن عظيمة علينا، من هذه المنن أن حافظ الله على عترة أهل بيته. وها هم أمامنا وفينا عترة أهل بيت النبي المفروض أنها تكون قد انتهت، كل بناته ماتوا إلا فاطمة خلفت الحسن والحسين وزينب عليهم السلام. الحسن كل أولاده ماتوا حتى يخبرك الله أنه قادر على إهلاك ذلك النسل، فعّال لما يريد، لكن يبقى منه الحسن المثنى وزيد الأملك وأربعون ماتوا، والحسين. كل أبنائه ماتوا ويبقى علي زين العابدين وحده. ثلاثة أصبحوا اليوم خمسة وعشرين مليوناً هم المسجلون عندنا في نقابات الأشراف في العالم بأنسابهم وأحسابهم وأسمائهم إلى منتهاها صلى الله عليه وآله وسلم. الله يريد أن يدلل وأن يخبر البشرية بأنه يؤيده سبحانه من فوق سبع سماوات، يؤيد ذلك النبي صلى. الله عليه وآله وسلم هذا سبب احتفالنا وإبراز فرحنا بهذا المخلوق العجيب عالي القدر صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي ارتضاه الله أسوة حسنة ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ هذا النبي أيّده الله فحافظ على البيت الذي يحج إليه الناس، وعندما قام أحد السذج الذين يتكلمون فيهرفون بما لا يعرفون، وأراد أن يضرب الكعبة المشرفة، فإن الكعبة باقية، لا هو ولا آباؤه ولا أبناؤه ولا أحد يستطيع أن يقترب من هذا البيت العظيم؛ لأنه في حفظ الله. لماذا؟ حتى يحج إليه المسلمون، كرامةً للنبي، ونعمة من النعم. أن يكون هذا البيت الذي هو محل نظر الله ولمن رآه دعوة مستجابة عند أول وقوع نظره إليه، تعلقت القلوب به، وكلما غاب عنه الإنسان اشتاق إليه، فإذا ذهب إليه وضع حموله لديه. من الذي فعل هذا؟ ومن الذي علق القلوب بهذا البيت العظيم؟ رب العالمين، لا هذا في يد. النبي صلى الله عليه وسلم وليس في يد أمته حافظ على قبره، وليس هناك قبر نبي معروف يقيناً. مَن آمن بالله ومَن كفر، ومَن خلف ومَن سلف، يقولون إن هذا الذي تحت القبة الخضراء هو محمد الذي صاحب القرآن، سواء آمنوا به أو لم يؤمنوا. اتفقت البشرية على أن هذا... قبر النبي أقرب قبر شاع وداع، وقبر الخليل إبراهيم لكنه ليس متفقاً عليه، وقبر موسى في أريحا لكنه ليس متفقاً عليه. قبور الأنبياء منتشرة في بلاد الشام في فلسطين والأردن وسوريا ولكن ليست متفقاً عليها. ليس هناك متفق عليه سوى من هو تحت القبة الشريفة في المدينة المنورة زادها. الله شرَّفها ببقائه فيها. مَن الذي جعل هذا؟ وحافظ على قبره، وحافظ على بيته، وحافظ على كتابه، وحافظ على أمته. أمِن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ وأخبر أن الأمم تفنى وأنها تتغير عليهم الأحوال، فيقول: "لا، بل أنتم يومئذٍ كثير"، اثنان مليار. مَن الذي فعل هذا وهو يقول: "تكاثروا". تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة. من قلة كانت هناك، فإذا بالله سبحانه وتعالى يجعل هذه الأمة تكثر كثرة ترهب وترجف قلوب العالمين، كثرة يحتاج إليها الشرق والغرب. إذا نحن أمام مِنَّة ونعمة سببها رسول الله الذي نحتفل به اليوم. نحتفل بكائن عجيب غريب، حبيب محبوب، قريب إلى قلوبنا. والي عقولنا والي نفوسنا والي أرواحنا في درجاتها إذا أرادت أن تترقى إلى الله سبحانه وتعالى وما بُعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق. لو جلسنا نعد تلك المنن وهذه النعم ما انتهينا، وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قوم يا من تسلوا عنه بالحلمين. أحب نبيك وعلّم أولادك حبه فهو بابنا إلى الله. ولا باب سواه، كل سنة يحتفل المصريون بمقدم النبي في ربيع كله وليس في يوم مخصوص شعبياً ورسمياً دينياً ودولياً. نعم، نحب رسول الله ونظهر الفرح به وبمقدمه رجاء ثواب الله ورجاء أن يخفف الله عنا عناء الدنيا وأن يفتح الله لنا به أبواب الجنة، فنحن نحتمي بهذا الليث الأغر. صلى الله عليه وآله وسلم، متى تلقاه كان في أفضل حالاته، لأنه رُفعت أمامه الحُجب فسبّح الحصى بين يديه، وسمع هو وأصحابه أنين الجذع، وتكاثر الماء فخرج حتى روى جيشاً. رُفعت الحُجب فرأى الكون كما خلقه الله، وأخبر عنه خبر الناظر البصير، وليس خبر من سمع وتكلم عنه وتعامل معه. وعاش في معيشة السيد الأجلّ صلى الله عليه وآله وسلم. هل تعرفون بمن تحتفلون؟ تحتفلون بسيد الكائنات، تحتفلون بمن احتاج إليه كل من في السماوات والأرض، تحتفلون بمن توسل به إلى ربه آدم عندما خرج من الجنة، تحتفلون بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم صل أفضل صلاة على. اللهم صل وسلم وبارك على أسعد مخلوقاتك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكر وغفل عن ذكره الغافلون. انتظروا ولا تتعجلوا، ستسمعون منا شيئاً، أم أبقى أنا الذي أتحدث؟

النص بالعامية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه في هذه الليلة الغراء من ذلك الشهر المبارك نحتفل بمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقدم الثناء لرب العالمين أن من علينا بكل هذه النعم وبكل هذه المنن وأن تودوا نعمة الله لا تحصوها ومن أعلى تلك النعم كانت نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو نعمة مهداه خص الله بها المسلمين ومن امن به إلى يوم الدين نعمة لو تاملناها نغرق في فضلها ونتوه في معانيها وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم هذا النبي الأتم نعمة من عند الله أنعم الله بها علينا ونحن في غفلة عن تلك النعمة وهذه الأيام المباركة نحيي في قلوب المسلمين أن يلتفتوا إلى تلك النعمة وأن يقدموا الثناء إلى الله سبحانه وتعالى حمدا ومدحا وشكرا وأن نسجد له بالليل والنهار شكرا على هذه النعمة ولئن شكرتم لأزيدنكم فيزيد لكل مسلم فتحا ويعلمه أدبا ويسلك به الطريق إليه عندما تشكر نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي لا تتناهى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره نعمة تجعله نبيا والي يوم الناس هذا والي يوم يبعثون النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة إنك ميت وانهم ميتون ولكن هو حي عند ربه وحي في قبره وهذه الحياة استوجبت إلا تأكل الأرض جسده فهو باق إلى يوم الناس هذا لم يعلم العباس بن عبد المطلب هذه الحقيقة فتعجل الدفنة وقال للصحابة الكرام اخاف ان يأسن يعني تتغير جسده الشريف كما هو عادة البشر قل إنما أنا بشر مثلكم لكن يوحى إلي ولكن هذا خاتم النبيين والأرض لا تأكل اجساد الأنبياء لم يلتفت الصحابة إلى كلام العباس فمات صلى الله عليه وسلم انتقالا إلى علو ربه يوم الاثنين ودفن يوم الأربعاء ولم يتغير جسده الشريف وصلوا عليه فرادى وعز المسلمون أنفسهم بكل مصاب نزل بهم بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منة عظمى أن يظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد عليه روحه فيرد على من سلم عليه السلام ويعلم من صلى عليه وهو ليس في عنقه لاحد منا ليس في عنقه دين نحن المجنين ونحن الذين تفضل علينا بأن من صلى عليه صلاة صلى الله بها عليه عشرا من المنن التي من الله بها علينا أن جعله خاتم النبيين كل من اتبع نبيا لم يكن نبيه خاتما للنبيين كل من اتبع نبيا ينتظر نبيا آخر يأتي ليقدم ويؤخر وليقبل ويرفض وليغير ويطور نسخا وتغييرا وتبديلا لحياة الإنسان لكنه من منة الله علينا يخبرنا فيقول بعثت والساعتك هاتين يعني لا فاصل بيني وبين الساعة خاتم الأنبياء وخاتم المرسلين وامام الأنبياء وامام المرسلين لما اجتمعت النبوة في بيت المقدس في ليلة الاسراء كان هو اماما لهم مما من الله به علينا أن ارشدنا إلى تلك الصلاة ولم يرشد إليها أحد وليس هناك أحد يسجد لربه في العالم إلا المسلمين وجعلها على الرجال والنساء والكبار والصغار وجعلها خمس مرات في اليوم واخبر وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين هذه نعمة أن يسمح الله لك أن تتصل به خمس مرات في اليوم نعمة لا يتخيلها عقل عاقل ونحن نغفل عن تلك النعمة ونحن نؤديها ونغفل عنها ونحن لا نؤديها الله سبحانه وتعالى أنعم علينا به نعما لا تتناهى انعم علينا بيوم الجمعة فارشدنا إليه وفيه ساعة يستجاب فيها الدعاء تنفيذا لا عبادة يعني لو دعوت فيها نفذ الله الدعاء فورا هذه الساعة كان عمر يقول صاحب الحاجة يجلس من الفجر إلى الغروب في هذا اليوم إذا كان يعني صاحب حاجة شديدة فليجلس هذه الفترة يدعو ربه وهذه ساعة لا يلقاها مسلم إلا دعا الله سبحانه وتعالى إلا استجاب له وقال ربكم ادعوني استجب لكم فالله يتقبل الدعاء لكنه لم يعد أن ينفذ هذا الدعاء قد يؤخر الإجابة وقد يدخر ثواب ذلك لك يوم القيامة ولكن إذا أردت التنفيذ الفوري فيوم الجمعة من النعم غير المتناهية من النعم التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالى كرامة لنبيه ليلة القدر وهي في العشر الاواخر من رمضان لا يلتفت إلى ذلك كثير من الناس من كونها نعمة لم نكن نحصلها إلا من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي أنعم الله بها علينا من خلال رسول الله أنه ايده واستجاب دعائه وايد كلامه فكان مما قال تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابده كتاب الله وعترتي المفروض أنه رأى ما حدث في الامم السابقة وكل البشر يعرف أن محمدا من اذكى عباقرة العالم عبر التاريخ وهو كذلك ما كان له أن يقول هذا إذا كان من عند نفسه رأى الكتب قد حرفت ويرى سنة الله لا تتبدل فما حرف هذا وحرف هذا وحرف هذا فسيحرف هذا لكنه يقول تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا والله لا يقدر أن يقولها إلا إذا كان مؤيدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا الكتاب فلم يستطع أحد أن يعبث به اخطا الناس في نقله واخطا الناس في المحافظة عليه واخطا الناس في عدم بقاء النسخ الأولى على ما هي عليه اخطا وبقي القرآن لا يقدر عليه أحد ولو أرادوا تاييدا لرسول الله كرامة ودلالا لرسول الله ربنا يؤيده حتى يصدق تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا كتاب الله فحافظ على كتابه بالرغم من كل ما حول معه من تحريف وتخريف يبقى الكتاب وحيدا فريدا امام العالمين ومعجزة دائمة في كل يوم وحين يبقى هذا الكتاب بقراءاته المتواترة يبقى معجزا ليس بقراءة ولا باثنين ولا ثلاثة ولا خمسة بل بعشر قراءات وكأنه حفظ عشر مرات ضربة قاضية تاييدا لحبيبه صلى الله عليه وسلم غريب أن يحفظ الإنسان نصا ويكون بعشر طرق وبعشر قراءات ثم يجمع ابن جني ما حاولوا وما اخطئوا عن قصد أو عن غير قصد فيجمع التسعين قراءة حاولت أن تلعب في شيء من القرآن فلم تستطع تسعين قراءة ذكرها في كتابه المحتسب إذا ما هذا هذه نعمة أرسلها الله إليك أنت حتى تنبهر فوق انبهارك بحبيبنا بعضهم يقول لما تهتمون هكذا بشخصية كانت منذ قرون شخصية غير طبيعية شخصية مبهرة شخصية يتضائل الإنسان عندها شخصية وصلت من العبادة إلى الكمال ومن الكمال إلى الربانية ومن الربانية إلى النورانية فأصبح نور الله الذي يهدي الناس لمن يشاء إليه يهدي لنوره من يشاء ذكرنا مرات كان مشايخنا إذا ذكر هذا عندهم صلوا عليه فنقول يهدي الله لنوره من يشاء فيقول صلى الله عليه وسلم لأنهم حملوا الضمير عليه وأنه موصوف بالنور وهو كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم له منن عظيمة علينا من هذه المنى أن حافظ الله على عترة أهل بيته وها هم امامنا وفينا عترة أهل بيت النبي المفروض انها تكون قد انتهت كل بناته ماتوا إلا فاطمة خلفت الحسن والحسين وزينب عليهم السلام الحسن كل اولاده ماتوا حتى يخبرك الله أنه قادر على اهلاك ذلك النسل فعال لما يريد لكن يبقى منه الحسن المثنى وزيد الأملك وأربعون ماتوا والحسين كل ابنائه ماتوا ويبقى علي زين العابدين وحده ثلاثة النهاردة بقوا خمسة وعشرين مليون هم المرصودين عندنا في نقابات الاشراف في العالم بانسابهم واحسابهم واسمائهم إلى منتهاها صلى الله عليه وآله وسلم الله يريد أن يدلل وأن يخبر البشرية بأنه يؤيده سبحانه من فوق سبعة ارقع يؤيد ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا سبب احتفالنا وابراز فرحنا بهذا المخلوق العجيب عالي القدر صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي ارتضاه الله أسوة حسنة لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا هذا النبي ايده الله فحافظ على البيت الذي يحج إليه الناس ولما قام أحدهم من السزج الذين يتكلمون فيهرفون بما لا يعرفون وأراد أن يضرب الكعبة المشرفة الكعبة باقية لا هو ولا اباؤه ولا ابناؤه ولا أحد يستطيع أن يقرب من هذا البيت العظيم لأنه في حفظ الله لماذا حتى يحج إليه المسلمون كرامة للنبي نعمة من النعم أن يبقي هذا البيت الذي هو محل نظر الله ولمن رآه دعوة مستجابه عند أول وقوع نظره إليه تعلقت القلوب به وكلما غاب عنه الإنسان اشتاق إليه فإذا ذهب إليه وضع حموله لديه من الذي فعل هذا ومن الذي علق القلوب بهذا البيت العظيم رب العالمين لا هذا في يد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في يد امته حافظ على قبره وليس هناك قبر نبي معروف يقينا من امن بالله ومن كفر ومن خلف ومن سلف يقولون إن هذا الذي تحت القبة الخضراء هو محمد الذي صاحب القرآن سواء امنوا به أو لم يؤمنوا اتفقت البشرية على أن هذا قبر النبي أقرب قبر شاع وداع قبر الخليل إبراهيم لكنه ليس متفقا عليه قبر موسى في اريحة لكنه ليس متفقا عليه قبر قبور الأنبياء مليئة في بر الشام في فلسطين والاردن ووسوريا ولكن ليس متفق عليها ليس هناك متفق عليه سوى من هو تحت القبة الشريفة في المدينة المنورة زادها الله شرفا ببقائه فيها من الذي جعل هذا وحافظ على قبره وحافظ على بيته وحافظ على كتابه وحافظ على امته امن قلة نحن يومئذ يا رسول الله وارد أن الامم تفنى وأنها تتغير عليهم الأحوال فيقول لا بل أنتم يومئذ كثير اثنين مليار من الذي فعل هذا وهو يقول تكاثروا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة من قلة كانت هناك فإذ بالله سبحانه وتعالى يجعل هذه الأمة تكثر كثرة ترهب وترجف قلوب العالمين كثرة يحتاج إليها الشرق والغرب إذا نحن امام منى ونعم سببها رسول الله الذي نحتفل به اليوم نحتفل بكائن عجيب غريب حبيب محبوب قريب إلى قلوبنا والي عقولنا والي نفوسنا والي ارواحنا في درجاتها إذا أرادت أن تترقى إلى الله سبحانه وتعالى وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق لو جلسنا نعد تلك المنن وهذه النعم ما انتهينا وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قوم يام تسلوا عنه بالحلمين أحب نبيك وعلم اولادك حبه فهو بابنا إلى الله ولا باب سواه كل سنة يحتفل المصريون بمقدم النبي في ربيع كله وليس في يوم مخصوص شعبيا ورسميا دينيا ودوليا نعم نحب رسول الله ونظهر الفرح به وبمقدمه رجاء ثواب الله ورجاء أن يخفف الله عنا عناء الدنيا وأن يفتح الله لنا به ابواب الجنة فنحن نحتمي بهذا الليث الاغر صلى الله عليه وآله وسلم متى تلقاه الاست في اجامها تجم لأنه رفعت امامه الحجب فسبح الحصى بين يديه وسمع هو واصحابه انين الجزع وتكاثر الماء فخرج حتى روى جيشا رفعت الحجب فرأى الكون كما خلقه الله واخبر عنه خبر الناظر البصير وليس خبر من سمع وتكلم عنه وتعامل معه وعاش في معيشة السيد الاجل صلى الله عليه وآله وسلم هل تعرفون بمن تحتفلون تحتفلون بسيد الكائنات تحتفلون بمن احتاج إليه كل من في السماوات والأرض تحتفلون بمن توسل به إلى ربه آدم عندما خرج من الجنة تحتفلون بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك دين محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكر وغفل عن ذكره الغافلون هجي لا تتعجلوا هتسمعونا حاجة ولا افضل أنا اللي اقول

ملخص المحاضرة

- نحتفل بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو نعمة مهداة للمسلمين ومن آمن به إلى يوم الدين. - من نعم الله علينا أن النبي حي في قبره يرد السلام على من سلم عليه ويعلم بمن صلى عليه. - تميز النبي بأنه خاتم النبيين، فالمسلمون وحدهم لا ينتظرون نبياً آخر يأتي بعده. - أرشدنا النبي إلى الصلاة التي جعلها الله خمس مرات في اليوم، وهي نعمة للاتصال بالله. - خصنا الله بيوم الجمعة وفيه ساعة يستجاب فيها الدعاء تنفيذاً لا عبادة. - ترك النبي لنا كتاب الله الذي حفظه الله من التحريف تأييداً لقوله: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً". - حافظ الله على عترة النبي وأهل بيته فهم منتشرون بأنسابهم وأحسابهم. - حفظ الله الكعبة المشرفة وقبر النبي المعروف يقيناً عند المسلمين وغيرهم. - جعل الله أمة محمد كثيرة يرهب العالم منها تحقيقاً لقوله: "تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم".

استحضار النعم التي أنعم الله بها على المسلمين | كلمة أ.د علي جمعة في احتفال المولد النبوي الشريف

استحضار النعم التي أنعم الله بها على المسلمين | كلمة أ.د علي جمعة في احتفال المولد النبوي الشريف - تصوف, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في هذه الليلة الغراء من ذلك الشهر المبارك نحتفل بمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونقدم الثناء لرب العالمين أن منَّ علينا بكل هذه النعم وبكل هذه المنن، وأن تؤدوا نعمة الله. لا تحصوها ومن أعلى تلك النعم كانت نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو نعمة مهداة خص الله بها المسلمين ومن آمن به إلى يوم الدين،
نعمة لو تأملناها نغرق في فضلها ونتوه في معانيها، وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قومٌ نيام تسلوا عنه بالحلم، فهو الذي تم معناه. وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم هذا النبي الأتم نعمة من عند الله أنعم الله بها علينا ونحن في غفلة عن تلك النعمة وهذه الأيام المباركة نحيي
في قلوب المسلمين أن يلتفتوا إلى تلك النعمة وأن يقدموا الثناء إلى الله سبحانه وتعالى حمدًا ومدحًا وشكرًا وأن نسجد له بالليل والنهار شكرًا على هذه النعمة ولئن شكرتم لأزيدنكم فيزيد لكل مسلم فتحًا ويعلمه أدبًا ويسلك به الطريق إليه عندما تشكر نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي لا تتناهى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره نعمة تجعله نبياً
إلى يوم الناس هذا وإلى يوم يُبعثون. النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة، إنك ميت وإنهم ميتون، ولكنه حي عند ربه وحي في قبره. وهذه الحياة استوجبت ألا تأكل الأرض جسده، فهو باقٍ إلى يوم الناس هذا. لم يعلم العباس بن عبد المطلب هذه الحقيقة فتعجل الدفن وقال للصحابة الكرام: "أخاف أن يأسن" يعني تتغير رائحة جسده الشريف كما هي
عادة البشر. قل: "إنما أنا بشر مثلكم لكن يوحى إلي". ولكن هذا خاتم النبيين، والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء. لم يلتفت الصحابة إلى كلام العباس فمات صلى الله. عليه وسلم انتقالاً إلى علو ربه يوم الاثنين ودُفن يوم الأربعاء ولم يتغير جسده الشريف وصلوا عليه فرادى وعزى المسلمون أنفسهم بكل مصاب نزل بهم بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. منة عظمى أن يظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد عليه روحه
فيرد على من سلم عليه. السلام ويعلم من صلى عليه وهو ليس في عنقه لأحد منا، ليس في عنقه دين. نحن المجنيون ونحن الذين تفضل علينا بأن من صلى عليه صلاةً صلى الله بها عليه عشراً. من المنن التي من الله بها علينا أن جعله خاتم النبيين. كل من اتبع نبياً لم يكن نبيه خاتماً. للنبيين كل من اتبع نبياً ينتظر نبياً آخر يأتي ليقدم ويؤخر وليقبل
ويرفض وليغير ويطور نسخاً وتغييراً وتبديلاً لحياة الإنسان، لكنه من منة الله علينا يخبرنا فيقول: "بُعثت والساعة كهاتين"، يعني لا فاصل بيني وبين الساعة، خاتم الأنبياء وخاتم المرسلين وإمام الأنبياء وإمام المرسلين لما اجتمعت النبوة في بيت المقدس. في ليلة الإسراء كان هو إماماً لهم، مما مَنَّ الله به علينا أن أرشدنا إلى تلك الصلاة، ولم يُرشد إليها أحد، وليس هناك أحد يسجد لربه في العالم إلا
المسلمين، وجعلها على الرجال والنساء والكبار والصغار، وجعلها خمس مرات في اليوم، وأخبر أنها لكبيرة إلا على الخاشعين، هذه نعمة أن... يسمح الله لك أن تتصل به خمس مرات في اليوم، نعمة لا يتخيلها عقل عاقل، ونحن نغفل عن تلك النعمة ونحن نؤديها، ونغفل عنها ونحن لا نؤديها. الله سبحانه وتعالى أنعم علينا به نِعَماً لا تتناهى، أنعم علينا بيوم الجمعة فأرشدنا إليه، وفيه
ساعة يُستجاب فيها الدعاء تنفيذاً لا عبادة. يعني لو دعوت فيها نفّذ الله الدعاء فوراً. هذه الساعة كان عمر يقول: صاحب الحاجة يجلس من الفجر إلى الغروب في هذا اليوم. إذا كان يعني صاحب حاجة شديدة فليجلس هذه الفترة يدعو ربه، وهذه ساعة لا يلقاها مسلم إلا دعا الله سبحانه وتعالى إلا استجاب له، وقال: ربكم ادعوني. استجب لكم فالله يتقبل الدعاء لكنه لم يعد أن ينفذ هذا
الدعاء، قد يؤخر الإجابة وقد يدخر ثواب ذلك لك يوم القيامة، ولكن إذا أردت التنفيذ الفوري فيوم الجمعة من النعم غير المتناهية، من النعم التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالى كرامة لنبيه، ليلة القدر وهي في العشر الأواخر من رمضان لا يلتفت إلى ذلك كثير من الناس من كونها نعمة لم نكن نحصلها إلا من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النعم التي أنعم الله بها علينا من خلال رسول الله أنه أيده واستجاب دعاءه وأيد
كلامه فكان مما قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي، المفروض أنه رأى ما حدث في الأمم السابقة، وكل البشر يعرف أن محمداً من أذكى عباقرة العالم عبر التاريخ، وهو كذلك، ما كان له أن يقول هذا إذا كان من عند نفسه. رأى الكتب قد حُرِّفت، ويرى سنة الله لا تتبدل فما حُرِّف. هذا وحرف هذا وحرف هذا فسيحرف هذا لكنه
يقول تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، والله لا يقدر أن يقولها إلا إذا كان مؤيداً. رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا الكتاب فلم يستطع أحد أن يعبث به. أخطأ الناس في نقله وأخطأ الناس في. المحافظة عليه وأخطأ الناس في عدم بقاء النسخ الأولى على ما هي عليه أخطأ وبقي القرآن لا يقدر عليه أحد ولو أرادوا تأييداً لرسول الله كرامةً
ودلالاً لرسول الله ربنا يؤيده حتى يصدق "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً كتاب الله" فحافظ على كتابه بالرغم من كل ما حوله من تحريف وتخريف يبقى الكتاب وحيداً فريداً أمام العالمين ومعجزة دائمة في كل يوم وحين، يبقى هذا الكتاب بقراءاته المتواترة يبقى معجزاً ليس بقراءة ولا باثنتين ولا ثلاثة ولا خمسة بل بعشر
قراءات، وكأنه حُفِظ عشر مرات، ضربة قاضية تأييداً لحبيبه صلى الله عليه وسلم. غريب. أن يحفظ الإنسان نصاً ويكون بعشر طرق وبعشر قراءات ثم يجمع ابن جني ما حاولوا وما أخطأوا عن قصد أو عن غير قصد فيجمع التسعين قراءة حاولت أن تلعب في شيء من القرآن فلم تستطع، تسعين قراءة ذكرها في كتابه
المحتسب. إذاً ما هذا؟ هذه نعمة أرسلها الله إليك أنت. حتى تنبهر فوق انبهارك بحبيبنا، بعضهم يقول: لماذا تهتمون هكذا بشخصية كانت منذ قرون؟ شخصية غير طبيعية، شخصية مبهرة، شخصية يتضاءل الإنسان عندها، شخصية وصلت من العبادة إلى الكمال، ومن الكمال إلى الربانية، ومن الربانية إلى النورانية، فأصبح نور الله الذي يهدي الناس لمن يشاء، إليه يهدي لنوره من يشاء. ذكرنا مراراً أن مشايخنا
إذا ذُكر هذا عندهم صلّوا عليه، فنقول: يهدي الله لنوره من يشاء، فيقولون: صلى الله عليه وسلم، لأنهم حملوا الضمير عليه وأنه موصوف بالنور، وهو كذلك. رسول الله صلى الله عليه وسلم له منن عظيمة علينا، من هذه المنن أن حافظ الله على عترة أهل بيته. وها هم أمامنا وفينا عترة أهل بيت النبي المفروض أنها تكون قد انتهت، كل بناته ماتوا إلا فاطمة خلفت الحسن والحسين وزينب عليهم السلام. الحسن كل أولاده
ماتوا حتى يخبرك الله أنه قادر على إهلاك ذلك النسل، فعّال لما يريد، لكن يبقى منه الحسن المثنى وزيد الأملك وأربعون ماتوا، والحسين. كل أبنائه ماتوا ويبقى علي زين العابدين وحده. ثلاثة أصبحوا اليوم خمسة وعشرين مليوناً هم المسجلون عندنا في نقابات الأشراف في العالم بأنسابهم وأحسابهم وأسمائهم إلى منتهاها صلى الله عليه وآله وسلم. الله يريد أن يدلل وأن يخبر البشرية بأنه يؤيده سبحانه من فوق سبع
سماوات، يؤيد ذلك النبي صلى. الله عليه وآله وسلم هذا سبب احتفالنا وإبراز فرحنا بهذا المخلوق العجيب عالي القدر صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي ارتضاه الله أسوة حسنة ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ هذا النبي أيّده الله فحافظ على البيت الذي يحج إليه الناس، وعندما قام أحد السذج الذين يتكلمون فيهرفون بما لا يعرفون، وأراد أن يضرب
الكعبة المشرفة، فإن الكعبة باقية، لا هو ولا آباؤه ولا أبناؤه ولا أحد يستطيع أن يقترب من هذا البيت العظيم؛ لأنه في حفظ الله. لماذا؟ حتى يحج إليه المسلمون، كرامةً للنبي، ونعمة من النعم. أن يكون هذا البيت الذي هو محل نظر الله ولمن رآه دعوة مستجابة عند أول وقوع نظره إليه، تعلقت القلوب
به، وكلما غاب عنه الإنسان اشتاق إليه، فإذا ذهب إليه وضع حموله لديه. من الذي فعل هذا؟ ومن الذي علق القلوب بهذا البيت العظيم؟ رب العالمين، لا هذا في يد. النبي صلى الله عليه وسلم وليس في يد أمته حافظ على قبره، وليس هناك قبر نبي معروف يقيناً. مَن آمن بالله ومَن كفر، ومَن خلف ومَن سلف، يقولون إن هذا الذي تحت القبة الخضراء هو محمد الذي صاحب القرآن، سواء
آمنوا به أو لم يؤمنوا. اتفقت البشرية على أن هذا... قبر النبي أقرب قبر شاع وداع، وقبر الخليل إبراهيم لكنه ليس متفقاً عليه، وقبر موسى في أريحا لكنه ليس متفقاً عليه. قبور الأنبياء منتشرة في بلاد الشام في فلسطين والأردن وسوريا ولكن ليست متفقاً عليها. ليس هناك متفق عليه سوى من هو تحت القبة الشريفة في المدينة المنورة زادها. الله شرَّفها ببقائه فيها. مَن الذي جعل هذا؟ وحافظ على قبره، وحافظ على بيته، وحافظ على كتابه، وحافظ
على أمته. أمِن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ وأخبر أن الأمم تفنى وأنها تتغير عليهم الأحوال، فيقول: "لا، بل أنتم يومئذٍ كثير"، اثنان مليار. مَن الذي فعل هذا وهو يقول: "تكاثروا". تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة. من قلة كانت هناك، فإذا بالله سبحانه وتعالى يجعل هذه الأمة تكثر كثرة ترهب وترجف قلوب العالمين، كثرة يحتاج إليها الشرق والغرب. إذا نحن أمام مِنَّة ونعمة سببها رسول الله الذي نحتفل به اليوم.
نحتفل بكائن عجيب غريب، حبيب محبوب، قريب إلى قلوبنا. والي عقولنا والي نفوسنا والي أرواحنا في درجاتها إذا أرادت أن تترقى إلى الله سبحانه وتعالى وما بُعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق. لو جلسنا نعد تلك المنن وهذه النعم ما انتهينا، وكيف يعلم في الدنيا حقيقته قوم يا من تسلوا عنه بالحلمين. أحب نبيك وعلّم أولادك حبه فهو بابنا إلى الله. ولا باب سواه، كل سنة يحتفل
المصريون بمقدم النبي في ربيع كله وليس في يوم مخصوص شعبياً ورسمياً دينياً ودولياً. نعم، نحب رسول الله ونظهر الفرح به وبمقدمه رجاء ثواب الله ورجاء أن يخفف الله عنا عناء الدنيا وأن يفتح الله لنا به أبواب الجنة، فنحن نحتمي بهذا الليث الأغر. صلى الله عليه وآله وسلم، متى تلقاه كان في أفضل حالاته، لأنه رُفعت أمامه الحُجب فسبّح الحصى بين يديه،
وسمع هو وأصحابه أنين الجذع، وتكاثر الماء فخرج حتى روى جيشاً. رُفعت الحُجب فرأى الكون كما خلقه الله، وأخبر عنه خبر الناظر البصير، وليس خبر من سمع وتكلم عنه وتعامل معه. وعاش في معيشة السيد الأجلّ صلى الله عليه وآله وسلم. هل تعرفون بمن تحتفلون؟ تحتفلون بسيد الكائنات، تحتفلون بمن احتاج إليه كل من في السماوات والأرض، تحتفلون بمن توسل
به إلى ربه آدم عندما خرج من الجنة، تحتفلون بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم صل أفضل صلاة على. اللهم صل وسلم وبارك على أسعد مخلوقاتك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكر وغفل عن ذكره الغافلون. انتظروا ولا
تتعجلوا، ستسمعون منا شيئاً، أم أبقى أنا الذي أتحدث؟