نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء المتجدد مع فن الدعاء. والسؤال الذي يسأله كثير من الناس: هل هناك أذكار نتوصل... بها إلى سؤال الله سبحانه وتعالى، كما أن هذه الأذكار قد تشتمل على تكرار، فهل التكرار مما أذن فيه ربنا سبحانه وتعالى؟ الله سبحانه وتعالى أورد اسمه "الله" الذي هو لفظ الجلالة، والذي هو علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، أورده نحو سبعة آلاف مرة في القرآن الكريم. أو يزيد فأذِنَ لنا في التكرار، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة"، فأذِنَ لنا بالتكرار. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيكررها ثلاثاً، يدعو لأهل بيته: "اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً"، فهذا معناه أن التكرار في الدعاء مقبول ومسموح به ووارد، ولأن العرب كانت إذا أحبت شيئًا أو خافت منه أكثرت من أسمائه، فإن الله قد سمى نفسه سبحانه وتعالى بصفاته العُلى أكثر من مائة وخمسين مرة في كتاب الله، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه بما لم يكن في كتاب الله وهو يدعو فيقول: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علَّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا". وحسن هذا الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه بأسمائه الحسنى التي نزلت في الكتاب، أيضاً يُسأل بتلك الأسماء التي لم تَنزل في الكتاب، ولما لم تَنزل في الكتاب عَلَّمها الله أحداً من خلقه، ولما عَلَّمها أحداً من خلقه فإنه لم يقتصر على الأنبياء ولا المرسلين، بل أيضاً وسَّع الدائرة إلى الصالحين، عَلَّمهم ما لم يكونوا يعلمون، عَلَّمهم بطرق شتى، فإن العلاقة لم تنته بين العبد وربه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كان فيكم محدثون فعمر". فإذا كان منكم في الإلهام فعمر بن الخطاب كان ملهماً. إذاً الصلة لم تنقطع، ولذلك شق على الصحابة أن تنقطع الصلة بانقطاع النبوة. قال: "فلا نبي بعدي ولا رسول"، فشق ذلك علينا، فقال: "وتبقى الرؤية". الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرى له، فالصلة ما زالت قائمة في سورة الإلهام وفي سورة الواردات وفي سورة الإشراقات وفي سورة الإشارات وفي سورة الكرامات وفي سورة الرؤى الطيبة يراها العبد الصالح أو تُرى له، وفي سورة استجابة الدعاء وفي سورة ما ينكشف لعباد الله الصالحين من هذه العوالم. التي حولنا بتلك الشفافية الراقية التي ترقى إليها أرواحهم. إذا فَصِلة الإنسان بربه لم تنقطع، إنما الذي انقطع النبوة والرسالة والتكليف، هذه هي الأمور التي انقطعت. نستفيد مما ذكرنا أن التكرار في الدعاء وأن الإلحاح في الدعاء أمر مطلوب، ولذلك نرى الله سبحانه وتعالى نوَّع صفات نفسه حتى نطلع عليها. أكثر من مائة وخمسين صفة وأكثر من مائة وستين صفة في السنة، ولو جمعنا بينهما وحذفنا المكرر يكون لدينا نحو مائتين وعشرين صفة لله تعالى. هي أسماء سُمِّيت أسماءً لأنها بلغت الغاية في حقه تعالى، فهو غاية في الرحمة بحيث إذا ما أُطلقت كلمة الرحمن انصرف الذهن إلى الله غاية. في الهيمنة بحيث إذا أُطلقت كلمة من المهيمن قلت: الله من الوهاب، الله من المعطي، من المانع، الله من الضار النافع هو الله. بلغت هذه الصفات في حقه تعالى غاية جعلتها أسماء، جعلتها إذا ما أُطلقت انصرف الذهن إليها، وهذا هو حقيقة الأسماء. فنحن أمام أسماء الله التي سماها رسول. بسم الله، بأسماء الله الحسنى، إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة. قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها". فمن فن الدعاء أن تصف الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء الحسنى العليا، فيفرح الله بك، لأن الله ما خلقك إلا لعبادته كما قال: "وما خلقت الجن ليعبدوا، سواء بالتكرار كأن تدعو فتتنقل بين معاني الصفات مثل "يا رحمن يا عفو" أو "يا جبار يا متكبر"، لأن هذا بالتخلق وهذا بالتعلق، وإما أن تكرر "يا الله يا الله يا الله" مراراً. والنبي صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى ذلك ويقول: "لا تقوم الساعة إلا على لكع بن أي أنه عندما يقل الإيمان وينسى الناس شأن الدين، حيث لا يُذكر في الأرض "الله الله". وقد ورد أن بعض الشباب يُعرض عليه حينئذٍ - عافانا الله - كلمة "الله"، فيقول: سمعت جدي يذكر هذا اللفظ "الله"، إذ لا يعرفون معناها. إلى هذا الحد تنحدر المجتمعات البشرية عندما تقترب من لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة. فالإنسان يتقلب بين صفات الله من ناحية، ويتقلب من التكرار، يستغفر الله مائة مرة، وأيضًا الدعاء له علاقة بالمعنى، فكما أنه يكرر: يا الله، يا الله، يا الله، اغفر لي، اغفر لي، اغفر لي، ويكرر. أو يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، فينوّع، فإنه أيضاً المعنى يتعلق به، وسنعالج ذلك في لقائنا القادم إن شاء الله. فإلى لقاء، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

النص بالعامية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الاخوة المشاهدون ايات والاخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المتجدد مع فن الدعاء والسؤال الذي يسأله كثير من الناس هل هناك أذكار نتوصل بها إلى سؤال الله سبحانه وتعالى كما أن هذه الاذكار قد تشتمل على تكرار فهل التكرار مما اذن فيه ربنا سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى أورد اسمه الله الذي هو لفظ الجلالة والذي هو علم على الذهب الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد أوراده نحو سبعة آلاف مرة في القرآن الكريم أو يزيد فاذن لنا في التكرار كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني استغفر الله في اليوم مائة مرة فاذن لنا بالتكرار كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيكررها ثلاثا يدعو لأهل بيته اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهذا معناه أن التكرار في الدعاء مقبول مسموح به وارد ولأن العرب كانت إذا أحبت شيئا أو خفت اكثرت من اسمائه فإن الله قد سمى نفسه سبحانه وتعالى بصفاته العلى أكثر من مائة وخمسين مرة في كتاب الله والنبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه بما لم يكن في كتاب الله وهو الذي يدعو فيقول اللهم اني اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته احدا من خلقك أو استاثرت به في علم الغيب عندك أنت جعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحسننا هذا الدعاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه باسمائه الحسنى التي نزلت في الكتاب لكن أيضا يسأل بتلك الاسماء التي لم تنزل في الكتاب ولما لم تنزل في الكتاب علمها الله احدا من خلقه ولما علمها احدا من خلقه فإنه لم يقتصر على الأنبياء ولا المرسلين بل أيضا وسع الدائرة إلى الصالحين علمهم ما لم يكونوا يعلمون علمهم بطرق شتى فإن العلاقة لم تنتهي بين العبد وربه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن كان فيكم محدثون فعمر فإذا كان منكم في الهام فعمر بن الخطاب كان ملهما إذا الصلة لم تنقطع ولذلك شق على الصحابة أن تنقطع الصلة بانقطاع النبوة قال فلا نبي بعدي ولا رسول فشق ذلك علينا فقال وتبقى الرؤية الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له فالصلة ما زالت قائمة في سورة الالهام وفي سورة الواردات وفي سورة الاشراقات وفي سورة الاشارات وفي سورة الكرامات وفي سورة الرؤى الطيبة يراها العبد الصالح أو ترى له وفي سورة استجابه الدعاء وفي سورة ما ينكشف لعباد الله الصالحين من هذه العوالم التي حولنا بتلك الشفافية الراقية التي ترقى إليها ارواحهم إذا فصله الإنسان بربه لم تنقطع إنما الذي انقطع النبوة والرسالة والتكليف هذه هي الأمور التي انقطعت نستفيد مما ذكرنا أن التكرار في الدعاء وأن الالحاح في الدعاء أمر مطلوب ولذلك نرى الله سبحانه وتعالى نوع صفات نفسه حتى نطلع عليها أكثر من مائة وخمسين صفة واكثر من مائة وستين صفة في السنة ولو جمعنا بينهما وحذفنا المقرر يكون معنا نحو مائتين وعشرين صفة لله تعالى هي اسماء سميت اسماء لأنها بلغت الغاية في حقه تعالى فهو غاية في الرحمة بحيث إذا ما اطلق كلمة الرحمن انصرف الذهن إلى الله غاية في الهيمنة بحيث إذا اطلق كلمة من المهيمن قلت الله من الوهاب الله من المعطي من المانع الله من الضار النافع هو الله بلغت هذه الصفات في حقه تعالى غاية جعلتها اسماء جعلتها إذا ما اطلقت انصرف الذهن إليها وهذا هو حقيقة الاسماء فنحن امام اسماء الله التي سماها رسول الله باسماء الله الحسنى إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من احصاها دخل الجنة قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ففن الدعاء أن تصف الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء الحسنى العلى فيفرح الله بك لأن الله ما خلقك إلا لعبادته كما قال وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون التكرار سواء بأن تدعو فتنقلب في معاني الصفات يا رحمن يا عفو أو يا جبار يا متكبر لأن هذا بالتخلق وهذا بالتعلق واما أن تكرر يا الله يا الله يا الله مرارا والنبي صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى ذلك ويقول لا تقوم القيامة إلا على لكع بن لكع يعني حيث ما يقل الإيمان وينسى الناس شأن الدين حيث لا يقال في الأرض الله الله وورد أن بعض الشباب يعرض عليه حينئذ عفان الله كلمة الله فيقول سمعت جدي يذكر هذا اللفظ الله لا يعرفون معناها إلى هذا الحد تنحدر الاجتماعات البشرية والمجتمعات عندما تقارب المسائل إلى الساعة ولكن لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة فالإنسان يتقلب بين صفات الله من ناحية ويتقلب من التكرار يستغفر الله مائة مرة وأيضا الدعاء له علاقة بالمعنى فكما أنه يكرر يا الله يا الله يا الله اغفر لي اغفر لي اغفر لي ويكرر أو يقول يا الله يا رحمن يا رحيم فينوع فإنه أيضا المعنى يتعلق به وسنعالج ذلك في لقائنا القادم إن شاء الله فالي لقاء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص المحاضرة

- التكرار في الدعاء مقبول ومشروع، فالله سبحانه ذكر اسمه نحو سبعة آلاف مرة في القرآن الكريم. - النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله مائة مرة في اليوم، وكان يكرر الدعاء ثلاثاً. - العرب إذا أحبت شيئاً أو خافت منه أكثرت من أسمائه، وقد سمى الله نفسه بصفاته العُلى أكثر من مائة وخمسين مرة. - من فن الدعاء أن تصف الله بأسمائه الحسنى، سواء بالتكرار كأن تقول "يا الله يا الله" أو بالتنوع كأن تقول "يا رحمن يا عفو". - صلة الإنسان بربه لم تنقطع رغم انقطاع النبوة والرسالة، فهي مستمرة عبر الإلهام والواردات والرؤى الصالحة واستجابة الدعاء. - أسماء الله بلغت الغاية في حقه تعالى، فهو غاية في الرحمة والهيمنة والعطاء. - لله تسعة وتسعون اسماً، من أحصاها دخل الجنة، وقال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها".

فن الدعاء | حـ #25 | الأذكار | أ.د علي جمعة

فن الدعاء | حـ #25 | الأذكار | أ.د علي جمعة - فن الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء المتجدد مع فن الدعاء. والسؤال الذي يسأله كثير من الناس: هل هناك أذكار نتوصل... بها إلى سؤال الله سبحانه وتعالى، كما أن هذه الأذكار قد تشتمل على تكرار، فهل التكرار مما أذن فيه ربنا سبحانه وتعالى؟ الله سبحانه وتعالى أورد اسمه
"الله" الذي هو لفظ الجلالة، والذي هو علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، أورده نحو سبعة آلاف مرة في القرآن الكريم. أو يزيد فأذِنَ لنا في التكرار، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة"، فأذِنَ لنا بالتكرار. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيكررها ثلاثاً، يدعو لأهل بيته: "اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً،
اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً"، فهذا معناه أن التكرار في الدعاء مقبول ومسموح به ووارد، ولأن العرب كانت إذا أحبت شيئًا أو خافت منه أكثرت من أسمائه، فإن الله قد سمى نفسه سبحانه وتعالى بصفاته العُلى أكثر من مائة وخمسين مرة في كتاب الله، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه بما لم يكن في كتاب الله وهو يدعو فيقول: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علَّمته
أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا". وحسن هذا الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه بأسمائه الحسنى التي نزلت في الكتاب، أيضاً يُسأل بتلك الأسماء التي لم تَنزل في الكتاب، ولما لم تَنزل في الكتاب عَلَّمها الله أحداً من خلقه، ولما عَلَّمها أحداً من خلقه فإنه لم يقتصر على الأنبياء ولا المرسلين، بل أيضاً وسَّع الدائرة إلى الصالحين، عَلَّمهم ما لم يكونوا يعلمون، عَلَّمهم بطرق شتى، فإن العلاقة لم تنته بين
العبد وربه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كان فيكم محدثون فعمر". فإذا كان منكم في الإلهام فعمر بن الخطاب كان ملهماً. إذاً الصلة لم تنقطع، ولذلك شق على الصحابة أن تنقطع الصلة بانقطاع النبوة. قال: "فلا نبي بعدي ولا رسول"، فشق ذلك علينا، فقال: "وتبقى الرؤية". الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرى له، فالصلة ما زالت قائمة في سورة الإلهام وفي سورة الواردات وفي سورة الإشراقات وفي سورة الإشارات وفي سورة الكرامات وفي سورة الرؤى الطيبة يراها العبد الصالح أو تُرى له، وفي سورة استجابة
الدعاء وفي سورة ما ينكشف لعباد الله الصالحين من هذه العوالم. التي حولنا بتلك الشفافية الراقية التي ترقى إليها أرواحهم. إذا فَصِلة الإنسان بربه لم تنقطع، إنما الذي انقطع النبوة والرسالة والتكليف، هذه هي الأمور التي انقطعت. نستفيد مما ذكرنا أن التكرار في الدعاء وأن الإلحاح في الدعاء أمر مطلوب، ولذلك نرى الله سبحانه وتعالى نوَّع صفات نفسه حتى
نطلع عليها. أكثر من مائة وخمسين صفة وأكثر من مائة وستين صفة في السنة، ولو جمعنا بينهما وحذفنا المكرر يكون لدينا نحو مائتين وعشرين صفة لله تعالى. هي أسماء سُمِّيت أسماءً لأنها بلغت الغاية في حقه تعالى، فهو غاية في الرحمة بحيث إذا ما أُطلقت كلمة الرحمن انصرف الذهن إلى الله غاية. في الهيمنة بحيث إذا أُطلقت كلمة من المهيمن قلت: الله من الوهاب، الله من المعطي، من المانع، الله من الضار النافع هو الله. بلغت هذه الصفات في حقه تعالى غاية جعلتها أسماء، جعلتها إذا ما أُطلقت
انصرف الذهن إليها، وهذا هو حقيقة الأسماء. فنحن أمام أسماء الله التي سماها رسول. بسم الله، بأسماء الله الحسنى، إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة. قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها". فمن فن الدعاء أن تصف الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء الحسنى العليا، فيفرح الله بك، لأن الله ما خلقك إلا لعبادته كما قال: "وما خلقت الجن ليعبدوا، سواء بالتكرار كأن تدعو فتتنقل بين معاني الصفات مثل "يا رحمن يا عفو" أو "يا جبار يا
متكبر"، لأن هذا بالتخلق وهذا بالتعلق، وإما أن تكرر "يا الله يا الله يا الله" مراراً. والنبي صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى ذلك ويقول: "لا تقوم الساعة إلا على لكع بن أي أنه عندما يقل الإيمان وينسى الناس شأن الدين، حيث لا يُذكر في الأرض "الله الله". وقد ورد أن بعض الشباب يُعرض عليه حينئذٍ - عافانا الله - كلمة "الله"، فيقول: سمعت جدي يذكر هذا اللفظ "الله"، إذ لا يعرفون معناها. إلى هذا الحد تنحدر المجتمعات البشرية عندما
تقترب من لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة. فالإنسان يتقلب بين صفات الله من ناحية، ويتقلب من التكرار، يستغفر الله مائة مرة، وأيضًا الدعاء له علاقة بالمعنى، فكما أنه يكرر: يا الله، يا الله، يا الله، اغفر لي، اغفر لي، اغفر لي، ويكرر. أو يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، فينوّع، فإنه أيضاً المعنى يتعلق به، وسنعالج ذلك في لقائنا القادم إن شاء الله. فإلى لقاء، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    فن الدعاء | حـ #25 | الأذكار | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا