نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

أنقل لحضراتكم احتفال الطرق الصوفية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هنا من مسجد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة. وننتقل من رحاب القرآن الكريم إلى رحاب ميراث النبوة. نبقى الآن مع هذه الكلمة وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، بسم الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وندعو الله سبحانه وتعالى ونحن في هذه الرحاب الطاهرة، رحاب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا تقطعنا القواطع ولا تمنعنا الموانع من الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم هذا الاحتفال. الذي يحيي القلوب والذي يذكر برب العالمين والذي اعتاده المسلمون في الشرق والغرب تعظيماً لشأن النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، فاللهم لا تقطع عادتنا ولا تردنا بذنوبنا واحشرنا مع الصالحين ومع الصادقين في ظل عرشك يا أرحم الراحمين، اللهم آمين. كل عام ومصر بخير، كل عام. وبلاد العرب والمسلمين بخير كل عام، وبلاد العالم في نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولا يكون في كونه إلا ما أراد، فاللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير. تحتفل المشيخة العامة للطرق الصوفية كل عام بعادة مطردة لم تنقطع، والحمد لله رب العالمين، بهذا اليوم الأجل الذي عدّه بعض العارفين. وبعض العلماء ليلة من ليالي القدر الليلة لها قدر عند الله. وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء. أبان مولده عن طيب عنصره، يا طيب مبتدأ منه ومختتم. صلى الله عليك وسلم يا علم الهدى ما هبت النسائم وناحت على الأيك الحمائم. صلاة وسلاماً دائمين أبدين إلى أن نلقاك. يا ربَّ العالمين، في هذه السنة تطاول بعضهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلما أصابنا أمرٌ عظيم وآلمنا في قلوبنا شيءٌ مؤلم رجعنا إليه صلى الله عليه وسلم. لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. رأينا بعض السفهاء. يمرون عليه ومن عدم علمهم بشأنه يقولون السام عليك يا محمد أي الهلاك عليك يا محمد. تحزن عائشة ولها الحق أن تحزن، فحبيبها وزوجها ونبيها وشيخها ومعلمها تحبه فتتألم. ونحن نتألم كما تتألم عائشة، نتألم من هذه الإساءات التي تصدر من السفهاء بغير علم وبغير معرفة وبغير إدراك أنهم يؤلمون. قلوب مليارين من المسلمين، لا بد أن يكون هذا جريمة دولية تُجرَّم. لا بد لحرية التعبير ألا يُساء استعمالها، وهناك في القانون إساءة استعمال الحق وهي جريمة يتدخل القاضي فيمنعها إذا أساء أحدنا استعمال حقه. يعتقد ما يعتقد، يؤمن أو يكفر، لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي. لكم دينكم ولي دين ولكن في النهاية هناك حد لإيذاء الناس وإيقاع الألم في صدورهم. فيتصرف بعض الذين لم يدركوا رسول الله على حقيقته فيقومون بأعمال عنف؛ يقتلون مدرساً أثناء إساءته، أو كما حدث اليوم يفجرون في فرنسا عملاً نحن الذين نصفه بأنه إرهابي لأنه لم يدرك كلام رسول الله لعائشة. إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه. عندما يُسمع "السام عليك يا محمد"، تَرَكَها لله. "إنا كفيناك المستهزئين". يعني اتركوها لله. اشتغلوا بالصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار، ومن أراد أن يعترض اعتراضاً فليكن اعتراضاً يليق بجلال النبي. أكثروا. من مجالس الصلوات على النبي حتى يتبين للناس مدى تعلق قلوب هؤلاء المسلمين بذلك النبي الأجل صلى الله عليه وآله وسلم. فنحن مع رسول الله، يا عائشة: "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه". أمامنا تصرفات كثيرة، فاصفح الصفح الجميل، فصبر جميل، والله. المستعان على ما يصفون، أُمرنا أن نصفح الصفح الجميل، والجمال يتأتى عندما نقدم للناس وللعالم صورة إنسانية، حتى يتبين للناس أن من سبّ ومن أساء ومن شتم لعله أن يرجع، ولعله أن يتوب، ولعله أن يهديه الله سبحانه وتعالى. فإذا قُدِّر عليه عدم الهداية فإنك لا تهدي من أحببت ولكن. الله يهدي من يشاء، فاللهم يا ربنا أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، وإذا ما أنزلت البلاء فأنزل الصبر على قلوبنا يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء ومما فعل هؤلاء؛ هؤلاء الذين أساءوا إلى سيد الخلق، وهؤلاء الذين لم يتبعوا سنته في الأناة والحلم. فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة. تقدم لكم المشيخة العامة للطرق الصوفية أجمل التهاني بمولد سيد الخلق، وعلى رأسها شيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي. كل عام وأنتم بخير. اللهم يا ربنا احشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً. أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، واجعل جمعنا هذا وجمع من استمع إلينا في العالمين جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً، يا رب العالمين متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم. في جنة الخلد يا أرحم الراحمين، وأعِنّا على ذكرك. ونحن مع سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة، حيث ننقل لحضراتكم احتفال الطرق الصوفية بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "العلماء ورثة الأنبياء، لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وورثوا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر"، كما... قال سيدنا النبي: "العلماء هم سُرُج الأزمنة، كل عالم مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره".

النص بالعامية المصرية

أنقل لحضراتكم احتفاء الطرق الصوفية بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هنا من مسجد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة وننتقل من رحاب القرآن الكريم إلى رحاب ميراث النبوة نبقي الآن مع هذه الكلمة وفضيلة الاستاذ الدكتور علي جمعة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وندعو الله سبحانه وتعالى ونحن في هذه الرحاب الطاهرة رحاب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا تقطعنا القواطع ولا تمنعنا الموانع من الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم هذا الاحتفال الذي يحيي القلوب والذي يذكر برب العالمين والذي اعتاده المسلمون في الشرق والغرب تعظيما لشأن النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم فاللهم لا تقطع عادتنا ولا تردنا بذنوبنا واحشرنا مع الصالحين ومع الصادقين في ظل عرشك يا أرحم الراحمين اللهم آمين كل عام ومصر بخير كل عام وبلاد العرب والمسلمين بخير كل عام وبلاد العالم في نعمة من الله سبحانه وتعالى ولا يكون في كونه إلا ما أراد فاللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير تحتفل المشيخة العامة للطرق الصوفية كل عام بعادة مطرده لم تنقطع والحمد لله رب العالمين بهذا اليوم الاجل الذي عده بعض العارفين وبعض العلماء ليلة من ليالي القدر الليلة لها قدر عند الله ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء أبان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدئ منه ومختتم صلى الله عليك وسلم يا علم الهدى ما هبت النسائم وناحت على الأيك الحمائم صلاة وسلاما دائمين أبدين إلى أن نلقاك يا رب العالمين في هذه السنة تحامق بعضهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلما حزبنا حازب وآلمنا في قلوبنا شيء مؤلم رجعنا إليه صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا رأينا بعض السفهاء يمرون عليه ومن عدم علمهم بشأنه يقولون السام عليك يا محمد أي الهلاك عليك يا محمد تحزن عائشة ولها الحق أن تحزن حبيبها وزوجها ونبيها شيخها ومعلمها تحبه فتتالم ونحن نتالم كما تتالم عائشة نتالم من هذه الاساءات التي تصدر من السفهاء بغير علم وبغير معرفة وبغير ادراك أنهم يؤلمون قلوب مليارين من المسلمين لا بد أن يكون هذا جريمة دولية تجرم لا بد لحرية التعبير إلا يساء استعمالها وهناك في القانون إساءة استعمال الحق وهي جريمة يتدخل القاضي فيمنعها إذا اساء أحدنا استعمال حقه يعتقد ما يعتقد يؤمن أو يكفر لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي لكم دينكم ولي دين ولكن في النهاية هناك حد لايل الناس وإيقاع الألم في صدورهم فيتصرف بعض الذين لم يدركوا رسول الله على حقيقته فيقومون بأعمال عنف يقتلون مدرسا أثناء اسائته أو اليوم يفجرون في فرنسا عملا نحن الذين نقول عنه أنه ارهابي لأنه لم يدرك كلام رسول الله لعائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانة وما نزع من شيء إلا شانة عندما يسمع السام عليك يا محمد تركها لله إنا كفيناك المستهزئين يعني اتركوها لله اشتغلوا بالصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار ومن أراد أن يعترض اعتراضا فليكن اعتراضا يليق بجلال النبي أكثروا من مجالس الصلوات على النبي حتى يتبين للناس مدى تعلق قلوب هؤلاء المسلمين بذلك النبي الاجل صلى الله عليه وآله وسلم فنحن مع رسول الله يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانة وما نزع من شيء إلا شانه امامنا تصرفات كثيرة فاصفح الصفح الجميل فصبر الجميل والله المستعان على ما يصفون أمرنا أن نصفح الصفحة الجميل والجمال يتأتى عندما نقدم للناس وللعالم صورة إنسانية حتى يتبين للناس أن من سب ومن اساء ومن شتم لعله أن يرجع ولعله أن يتوب ولعله أن يهديه الله سبحانه وتعالى فإذا قدر عليه عدم الهداية فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فاللهم يا ربنا أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين وإذا ما أنزلت البلاء فأنزل الصبر على قلوبنا يا أرحم الراحمين اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء ومما فعل هؤلاء هؤلاء الذين اساءوا إلى سيد الخلق وهؤلاء الذين لم يتبعوا سنته في الأناة والحلم فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة تقدم لكم المشيخة العامة للطرق الصوفية أجمل التهاني بمولد سيد الخلق وعلى راسها شيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي كل عام وأنتم بخير فاللهم يا ربنا احشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا واجعل جمعنا هذا وجمع من استمع إلينا في العالمين جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما يا رب العالمين متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنة الخلد يا أرحم الراحمين واعنا على ذكرك و سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة حيث ننقل لحضراتكم احتفال الطرق الصوفية بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر كما قال سيدنا النبي والعلماء هم سرج الأزمنة كل عالم مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره

ملخص المحاضرة

- يستعرض النص احتفال الطرق الصوفية بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحاب مسجد الإمام الحسين بالقاهرة. - يتحدث الدكتور علي جمعة عن أهمية الاحتفال بالمولد النبوي الذي يحيي القلوب ويُعظم شأن النبي المصطفى. - يشير إلى أن هذا الاحتفال عادة متواصلة للمشيخة العامة للطرق الصوفية سنوياً. - يتطرق إلى الإساءات التي يتعرض لها النبي من بعض السفهاء، مؤكداً أنها تؤلم قلوب المسلمين. - يدعو لتجريم هذه الإساءات دولياً، وعدم استغلال حرية التعبير في إيذاء مشاعر المسلمين. - ينتقد ردود الفعل العنيفة تجاه المسيئين، مذكراً بحديث النبي "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه". - يدعو المسلمين للإكثار من الصلاة على النبي وإظهار الصورة الإنسانية للإسلام بدلاً من العنف. - يختم بالتهنئة بالمولد النبوي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية والدعاء للأمة الإسلامية. - يذكر قول النبي: "العلماء ورثة الأنبياء" و"العلماء هم سرج الأزمنة".

كلمة أ.د. علي جمعة في احتفال الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف لعام 1442هـ

كلمة أ.د. علي جمعة في احتفال الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف لعام 1442هـ - تصوف, سيدنا محمد
أنقل لحضراتكم احتفال الطرق الصوفية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هنا من مسجد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة. وننتقل من رحاب القرآن الكريم إلى رحاب ميراث النبوة. نبقى الآن مع هذه الكلمة وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، بسم الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وندعو الله سبحانه وتعالى ونحن في هذه الرحاب الطاهرة، رحاب سبط رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، ألا تقطعنا القواطع ولا تمنعنا الموانع من الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم هذا الاحتفال. الذي يحيي القلوب والذي يذكر برب العالمين والذي اعتاده المسلمون في الشرق والغرب تعظيماً لشأن النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، فاللهم لا تقطع عادتنا ولا تردنا بذنوبنا واحشرنا مع الصالحين ومع الصادقين في ظل عرشك يا
أرحم الراحمين، اللهم آمين. كل عام ومصر بخير، كل عام. وبلاد العرب والمسلمين بخير كل عام، وبلاد العالم في نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولا يكون في كونه إلا ما أراد، فاللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير. تحتفل المشيخة العامة للطرق الصوفية كل عام بعادة مطردة لم تنقطع، والحمد لله رب العالمين، بهذا اليوم الأجل الذي عدّه
بعض العارفين. وبعض العلماء ليلة من ليالي القدر الليلة لها قدر عند الله. وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء. أبان مولده عن طيب عنصره، يا طيب مبتدأ منه ومختتم. صلى الله عليك وسلم يا علم الهدى ما هبت النسائم وناحت على الأيك الحمائم. صلاة وسلاماً دائمين أبدين إلى أن نلقاك. يا ربَّ العالمين، في هذه السنة تطاول بعضهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلما
أصابنا أمرٌ عظيم وآلمنا في قلوبنا شيءٌ مؤلم رجعنا إليه صلى الله عليه وسلم. لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. رأينا بعض السفهاء. يمرون عليه ومن عدم علمهم بشأنه يقولون السام عليك يا محمد أي الهلاك عليك يا محمد. تحزن عائشة ولها الحق أن تحزن، فحبيبها وزوجها ونبيها وشيخها ومعلمها
تحبه فتتألم. ونحن نتألم كما تتألم عائشة، نتألم من هذه الإساءات التي تصدر من السفهاء بغير علم وبغير معرفة وبغير إدراك أنهم يؤلمون. قلوب مليارين من المسلمين، لا بد أن يكون هذا جريمة دولية تُجرَّم. لا بد لحرية التعبير ألا يُساء استعمالها، وهناك في القانون إساءة استعمال الحق وهي جريمة يتدخل القاضي
فيمنعها إذا أساء أحدنا استعمال حقه. يعتقد ما يعتقد، يؤمن أو يكفر، لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي. لكم دينكم ولي دين ولكن في النهاية هناك حد لإيذاء الناس وإيقاع الألم في صدورهم. فيتصرف بعض الذين لم يدركوا رسول الله على حقيقته فيقومون بأعمال عنف؛ يقتلون مدرساً أثناء إساءته، أو كما حدث اليوم يفجرون في فرنسا عملاً نحن الذين نصفه بأنه إرهابي
لأنه لم يدرك كلام رسول الله لعائشة. إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه. عندما يُسمع "السام عليك يا محمد"، تَرَكَها لله. "إنا كفيناك المستهزئين". يعني اتركوها لله. اشتغلوا بالصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار، ومن أراد أن يعترض اعتراضاً فليكن اعتراضاً يليق بجلال النبي. أكثروا. من مجالس الصلوات على النبي حتى يتبين للناس مدى تعلق قلوب هؤلاء المسلمين بذلك النبي الأجل صلى الله عليه
وآله وسلم. فنحن مع رسول الله، يا عائشة: "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه". أمامنا تصرفات كثيرة، فاصفح الصفح الجميل، فصبر جميل، والله. المستعان على ما يصفون، أُمرنا أن نصفح الصفح الجميل، والجمال يتأتى عندما نقدم للناس وللعالم صورة إنسانية، حتى يتبين للناس أن من سبّ ومن أساء ومن شتم لعله
أن يرجع، ولعله أن يتوب، ولعله أن يهديه الله سبحانه وتعالى. فإذا قُدِّر عليه عدم الهداية فإنك لا تهدي من أحببت ولكن. الله يهدي من يشاء، فاللهم يا ربنا أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، وإذا ما أنزلت البلاء فأنزل الصبر على قلوبنا يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء ومما فعل هؤلاء؛ هؤلاء الذين أساءوا إلى سيد الخلق، وهؤلاء الذين لم يتبعوا سنته في الأناة والحلم. فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة. تقدم
لكم المشيخة العامة للطرق الصوفية أجمل التهاني بمولد سيد الخلق، وعلى رأسها شيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي. كل عام وأنتم بخير. اللهم يا ربنا احشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً. أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، واجعل جمعنا هذا وجمع من استمع إلينا في العالمين جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً،
يا رب العالمين متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم. في جنة الخلد يا أرحم الراحمين، وأعِنّا على ذكرك. ونحن مع سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بمدينة القاهرة، حيث ننقل لحضراتكم احتفال الطرق الصوفية بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "العلماء ورثة الأنبياء، لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وورثوا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر"، كما... قال سيدنا النبي: "العلماء هم سُرُج الأزمنة، كل عالم مصباح زمانه يستضيء
به أهل عصره".