نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. اليوم نستمع إلى أبي سعيد الخدري. الصحابي الجليل وهو يروي لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم"، يوصينا بطلب العلم خاصة إلينا لأنه ترك أهله، ترك بلده، ترك وطنه، ترك ناسه وذكرياته، وانتقل من أجل شيء واحد وهو طلب العلم. فلا بد علينا أن نعينه على طلب العلم بكل وسيلة. أول هذه الوسائل أن نلقاه بوجه طلق مبتسمين، فالتبسم في وجه أخيك صدقة. مرحباً، بوصية رسول الله. الغريب عندما يسمع... هذا مرحبًا بوصية رسول الله يطمئن الغريب، ويشعر أنه صار في وسط محبين له، وليس مستغربين حاله، ولا رافضين شأنه، ولا يريدون أن يعزلوه، وأن يبتعدوا عنه، وأن يروا صدامًا بين ثقافته وثقافتهم، وعاداته وعاداتهم. بل على العكس، أنهم يرحبون به: مرحبًا هذا الترحيب معناه نزلت أهلًا، وحللت سهلاً، نحن أهلك، والحكاية في غضون ساعة ستكون مبسوطة عندنا. مرحباً بوصية رسول الله. ورسوله أوصاكم بي، فلن تضيعوني هنا. ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فائدته الطمأنينة، وعلموهم، يعني أنا الذي أسعى إلى تعليمه، أنا الذي أسعى إلى تيسير ذلك التعليم بتيسير الكتب، بتيسير الأستاذ الشارح. بتيسير الجو العلمي، وتيسير المنهج المتبع، وتيسير إقامة ذلك الطالب ومعاونته حياتياً على هذا. ومن هنا نجد الأزهر الشريف وقد قصد إليه طلاب العلم من أكثر من مائة دولة. كان الأزهر الشريف قديماً فيه أكثر من سبعين رواقاً، كل رواق يختص باستقبال الطلبة، هؤلاء من الأتراك وهؤلاء من الشوام وهؤلاء. من الجبرت وهؤلاء من المغرب وهؤلاء من السودان وهؤلاء من وهكذا مائة وثلاث جنسيات. الأزهر الشريف فيه أكثر من مائة جنسية الآن، مائة وثلاث جنسيات في أكثر من ثلاثين ألف وافد جاؤوا ليتعلموا العقيدة الصحيحة الأشعرية، جاؤوا ليتعلموا المذاهب الأربعة، جاؤوا ليتعلموا كيف يدرك الإنسان منا عصره وأن الإسلام. ابتعدوا عني، لقد جاؤوا ليتعلموا الأخلاق القويمة التي عليها علماء ظهروا عبر القرون وعبر السنين. جاؤوا ليتعلموا كيف نقرأ التراث، وكيف أن هناك فارقاً بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص، وأن كل واحد من هذه الثلاثة يحتاج إلى أدوات قد يجهلها من ابتعد عنا، من ابتعد عنا هنا هناك نحن لا نحجر على العلم ولكن نرى الأزهر له تجربة عبر السنين كانت هي السباقة والسابقة على كثير من الناس، فلما احتك الناس بالعصر الذي نعيش فيه من الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة أدركوا أن علماء الأزهر إنما بنوا المنهج من خلال أهل السنة والجماعة، لا يخرجون عنهم وإنما لكل عصر واجب للوقت ينبغي أن نقوم به حتى نحقق للإسلام وللمسلمين هذه الصورة التي أرادها الله وحتى لا نصد عن سبيل الله بغير علم وحتى لا نذهب إلى ما في الكتب فنأخذ منها دون وعي بتغير الزمان بتغير المكان بتغير الأشخاص بتغير الأحوال ودون وعي للمآلات وللمقاصد الشرعية وللمصالح المرعية. ولإجماع الأمة ولقوانين اللغة العربية، إذا سرنا هكذا فإننا سنصطدم بحائط القدر، وسنكون كما وصفنا القرافي بأن من كان كذلك كان ضالاً مُضِلاً. وحاشا لعلماء الأزهر الشريف أن يضلوا هذه الضلالة التي يدعو إليها من لم يدرك العصر، والتي يدعو إليها من حصر نفسه في الكتب وأراد أن يفرضها على قد تغير وعلى علاقات قد تبدلت، نحن ننظر إلى مناهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرك تفسيرها الصحيح ونعرف كيفية تطبيقها في واقع الناس، وندعو الخلق لأن يعيشوا حياتهم وعصرهم بمنهج النبوة، لا أن يسحبوا عصر النبوة وزمن النبي صلى الله عليه وسلم لعصرنا هذا فيصطدمون بشيء لا هو مراد الله ولا هو من مراد رسوله الكريم، نعم سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلِّموهم. ونحن نرسل رسالة إلى العالمين، نرسل رسالة إلى تلك البلاد التي تعاني من الإرهاب، ونقول لهم إن الأزهر الشريف سيعلم أبناءكم ما يدركون به. الحقيقة ويبتعدون به عن الإرهاب كثير من الناس يظن أنه يجب القضاء على الدين حتى نقضي على الإرهاب ولن يكون وسيتحول هؤلاء المتدينون تدفعونهم دفعاً ليلقوا بأنفسهم في أوساط جحيم الإرهابيين ثم تبكون من ذلك. الطريقة الصحيحة أرسلوهم ليتعلموا في الأزهر الشريف وليس من أجل أن تفعلوا هذا الخلل الذي سوف يكون عند محاولتهم حرمانهم من الأزهر الشريف، ونقول لهؤلاء الناس الذين يظهرون في اليمين واليسار: اتقوا الله، فإنكم وإن كنتم مخلصين إلا أنكم قد افتقدتم الصواب. مولاي صلِّ وسلِّم دائماً أبداً. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

النص بالعامية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الاخوة المشاهدون ايات والاخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اليوم نستمع إلى أبي سعيد الخضري الصحابي الجليل وهو يروي لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى اللهينا بطلبه العلم خاصة من أتى وافدا إلينا لأنه ترك أهله ترك بلده ترك وطنه ترك ناسه وذكرياته وانتقل من أجل شيء واحد وهو طلب العلم فلا بد علينا أن نعينه على طلب العلم بكل وسيلة أول هذه الوسائل أن نلقاه بوجه طلق مبتسمين فالتبسم في وجه أخيك صدقة مرحبا مرحبا بوصية رسول الله الغريب عندما يسمع هذا مرحبا مرحبا بوصية رسول الله يطمئن الغريب يشعر أنه صار في وسط محبين له وليس مستغربين حاله ولا رافضين شأنه ولا يريدون أن يعزلوه وأن يبتعدوا عنه وأن يروا صضاما بين ثقافته وثقافتهم وعادته وعادتهم العكس أنهم يرحبون به مرحبا مرحبا الساعة الترحيب معناه نزلت أهلا وحللت سهلا وواطئت سهلا احنا أهلك والحكاية على الساعة هتتبسط عندنا مرحبا مرحبا بوصية رسول الله الله ورسول الله وصاكم علي إذا فلن تضيعوني هنا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فائدته الطمانينة وعلموهم يعني أنا الذي اسعى إلى تعمه أنا الذي أسعى إلى تيسير ذلك التعليم بتيسير الكتب بتيسير الاستاذ الشارح بتيسير الجو العلمي بتيسير المنهج المتبع بتيسير إقامة ذلك الطالب ومعونته حياتيا على هذا ومن هنا نجد الأزهر الشريف وقد قصد إليه طلاب العلم من أكثر من مائة دولة كان الأزهر الشريف قديما فيه أكثر من سبعين رواقا كل رواق يختص باستقبال الطلبة هؤلاء من الاتراك وهؤلاء من الشوام وهؤلاء من الجبرت وهؤلاء من المغرب وهؤلاء من السودان وهؤلاء من وهكذا مائة وثلاثة جنسية الأزهر الشريف فيه أكثر من مائة جنسية الآن مائة وثلاثة جنسية في أكثر من ثلاثين الف وافد جاؤوا ليتعلموا العقيدة الصحيحة الاشعرية جاؤوا ليتعلموا المذاهب الأ الأربعة جاءوا ليتعلموا كيف يدرك الإنسان منا عصره وأن الإسلام اوسع منا جاءوا ليتعلموا الأخلاق القويمة التي عليها علماء اظهر عبر القرون وعبر السنين جاءوا ليعلموا كيف نقرأ التراث وكيف أن هناك فارقا بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص وأن كل واحد من هذه الثلاثة تحتاج إلى ادوات قد يجهلها من بعد عنا من بعد عنا هنا أو هناك نحن لا نحجر على العلم ولكن نرى الأزهر له تجربة عبر السنين كانت هي السباقة والسابقة على كثير من الناس فلما احتك الناس بالعصر الذي نعيش فيه من الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة ادركوا أن علماء الأزهر إنما بنوا المنهج من خلال أهل السنة والجماعة لا يخرجون عنهم وإنما لكل عصر واجب للوقت ينبغي أن نقوم به حتى نحقق للإسلام وللمسلمين هذه الصورة التي أرادها الله وحتى لا نصد عن سبيل الله بغير علم وحتى لا نذهب إلى ما في الكتب فنأخذ منها دون وعي بتغير الزمان بتغير المكان بتغير الأشخاص بتغير الأحوال ودون وعي للمآلات وللمقاصد الشرعية وللمصالح المرعية ولاجماع الأمة ولقوانين العربية إذا سرنا هكذا فاننا سنصطدم بحائط القدر وسنكون كما وصفنا القرافي بأن من كان كذلك كان ضالا مضلا وحاشى لعلماء الأزهر الشريف أن يضلوا هذه الضلالة التي يدعون إليها من لم يدرك العصر التي يدعون إليها من حصر نفسه في الكتب وأراد أن يفرضها على واقع قد تغير وعلى علاقات قد تبدلت نحن ننظر مناهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرك تفسيرها الصحيح ونعرف كيفية تطبيقها في واقع الناس وندعو الخلق لأن يعيشوا حياتهم وعصرهم بمنهج النبوة لا أن يسحبوا عصر النبوة وزمن النبي صلى الله عليه وسلم لعصرنا هذا فيصطدمون بشيء لا هو من مراد الله ولا هو من مراد رسوله الكريم نعم سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلموهم ونحن نرسل رسالة إلى العالمين نرسل رسالة إلى تلك البلاد التي تعاني من الارهاب ونقول لهم إن الأزهر الشريف سيعلم ابنائكم ما يدركون به الحقيقة ويبتعدون به عن الإرهاب كثير من الناس يظن أنه يجب القضاء على الدين حتى نقضي على الإرهاب ولن يكون وسيتحول هؤلاء المتدينون تدفعونهم دفعا ليلقوا بأنفسهم في اوساط جحيم الارهابيين ثم تبكون من ذلك الطريقة الصحيحة أرسلوهم ليتعلموا في الأزهر الشريف وليس من أجل أن تفعلوا هذا الخلل الذي سوف يكون عند محاولتهم من حرمانهم من الأزهر الشريف ونقول لهؤلاء الناس الذين يظهرون في اليمين واليسار اتقوا الله فإنكم وإن كنتم مخلصين إلا أنكم قد افتقدتم الصواب مولاي صل وسلم دائما أبدا إلى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص المحاضرة

- الحديث النبوي يوصي بإكرام طلاب العلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً مرحباً بوصية رسول الله". - ينبغي إعانة طالب العلم بكل وسيلة، أولها استقباله بوجه طلق وابتسامة تشعره بالطمأنينة والترحيب. - الأزهر الشريف مثال على تطبيق هذه الوصية، حيث استقبل طلاباً من أكثر من مائة وثلاث جنسيات. - يسعى الأزهر لتعليم العقيدة الصحيحة والمذاهب الأربعة والأخلاق القويمة وكيفية قراءة التراث الإسلامي. - العلم الشرعي يراعي تغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال والمقاصد الشرعية. - يُرسل الأزهر رسالة للعالم بأن الإرهاب لا يُعالج بالقضاء على الدين، بل بالفهم الصحيح للدين. - المنهج الوسطي يتبع مناهج النبوة مع مراعاة العصر، لا سحب عصر النبوة للعصر الحالي.

وصايا الرسول | حـ 24 | أ.د علي جمعة

وصايا الرسول | حـ 24 | أ.د علي جمعة - سيدنا محمد, وصايا الرسول
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. اليوم نستمع إلى أبي سعيد الخدري. الصحابي الجليل وهو
يروي لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم"، يوصينا بطلب العلم خاصة إلينا لأنه ترك أهله، ترك بلده، ترك وطنه، ترك ناسه
وذكرياته، وانتقل من أجل شيء واحد وهو طلب العلم. فلا بد علينا أن نعينه على طلب العلم بكل وسيلة. أول هذه الوسائل أن نلقاه بوجه طلق مبتسمين، فالتبسم في وجه أخيك صدقة. مرحباً، بوصية رسول الله. الغريب عندما يسمع... هذا مرحبًا بوصية رسول الله يطمئن الغريب، ويشعر أنه صار في وسط محبين له، وليس مستغربين حاله، ولا رافضين شأنه، ولا يريدون أن يعزلوه، وأن يبتعدوا عنه، وأن يروا صدامًا بين ثقافته وثقافتهم، وعاداته
وعاداتهم. بل على العكس، أنهم يرحبون به: مرحبًا هذا الترحيب معناه نزلت أهلًا، وحللت سهلاً، نحن أهلك، والحكاية في غضون ساعة ستكون مبسوطة عندنا. مرحباً بوصية رسول الله. ورسوله أوصاكم بي، فلن تضيعوني هنا. ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فائدته الطمأنينة، وعلموهم، يعني أنا الذي أسعى إلى تعليمه، أنا الذي أسعى إلى تيسير ذلك التعليم بتيسير الكتب، بتيسير الأستاذ الشارح. بتيسير الجو العلمي، وتيسير
المنهج المتبع، وتيسير إقامة ذلك الطالب ومعاونته حياتياً على هذا. ومن هنا نجد الأزهر الشريف وقد قصد إليه طلاب العلم من أكثر من مائة دولة. كان الأزهر الشريف قديماً فيه أكثر من سبعين رواقاً، كل رواق يختص باستقبال الطلبة، هؤلاء من الأتراك وهؤلاء من الشوام وهؤلاء. من الجبرت وهؤلاء من المغرب وهؤلاء من السودان وهؤلاء من وهكذا مائة وثلاث جنسيات. الأزهر الشريف فيه أكثر من مائة جنسية الآن، مائة وثلاث جنسيات في أكثر من ثلاثين ألف وافد جاؤوا ليتعلموا
العقيدة الصحيحة الأشعرية، جاؤوا ليتعلموا المذاهب الأربعة، جاؤوا ليتعلموا كيف يدرك الإنسان منا عصره وأن الإسلام. ابتعدوا عني، لقد جاؤوا ليتعلموا الأخلاق القويمة التي عليها علماء ظهروا عبر القرون وعبر السنين. جاؤوا ليتعلموا كيف نقرأ التراث، وكيف أن هناك فارقاً بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص، وأن كل واحد من هذه الثلاثة يحتاج إلى أدوات قد يجهلها من ابتعد عنا، من ابتعد عنا هنا هناك نحن لا نحجر على العلم ولكن نرى الأزهر له تجربة عبر السنين كانت هي السباقة والسابقة على كثير من الناس، فلما احتك
الناس بالعصر الذي نعيش فيه من الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة أدركوا أن علماء الأزهر إنما بنوا المنهج من خلال أهل السنة والجماعة، لا يخرجون عنهم وإنما لكل عصر واجب للوقت ينبغي أن نقوم به حتى نحقق للإسلام وللمسلمين هذه الصورة التي أرادها الله وحتى لا نصد عن سبيل الله بغير علم وحتى لا نذهب إلى ما في الكتب فنأخذ منها دون وعي بتغير الزمان بتغير المكان بتغير الأشخاص بتغير الأحوال ودون وعي للمآلات وللمقاصد الشرعية وللمصالح المرعية. ولإجماع الأمة ولقوانين اللغة العربية،
إذا سرنا هكذا فإننا سنصطدم بحائط القدر، وسنكون كما وصفنا القرافي بأن من كان كذلك كان ضالاً مُضِلاً. وحاشا لعلماء الأزهر الشريف أن يضلوا هذه الضلالة التي يدعو إليها من لم يدرك العصر، والتي يدعو إليها من حصر نفسه في الكتب وأراد أن يفرضها على قد تغير وعلى علاقات قد تبدلت، نحن ننظر إلى مناهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرك تفسيرها الصحيح ونعرف كيفية تطبيقها في واقع الناس، وندعو الخلق لأن يعيشوا حياتهم وعصرهم بمنهج النبوة، لا أن يسحبوا عصر النبوة وزمن النبي صلى
الله عليه وسلم لعصرنا هذا فيصطدمون بشيء لا هو مراد الله ولا هو من مراد رسوله الكريم، نعم سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلِّموهم. ونحن نرسل رسالة إلى العالمين، نرسل رسالة إلى تلك البلاد التي تعاني من الإرهاب، ونقول لهم إن الأزهر الشريف سيعلم أبناءكم ما يدركون به. الحقيقة ويبتعدون به عن الإرهاب كثير من الناس يظن أنه يجب القضاء على الدين
حتى نقضي على الإرهاب ولن يكون وسيتحول هؤلاء المتدينون تدفعونهم دفعاً ليلقوا بأنفسهم في أوساط جحيم الإرهابيين ثم تبكون من ذلك. الطريقة الصحيحة أرسلوهم ليتعلموا في الأزهر الشريف وليس من أجل أن تفعلوا هذا الخلل الذي سوف يكون عند محاولتهم حرمانهم من الأزهر الشريف، ونقول لهؤلاء الناس الذين يظهرون في اليمين واليسار: اتقوا الله، فإنكم وإن كنتم مخلصين إلا أنكم قد افتقدتم الصواب. مولاي صلِّ وسلِّم دائماً أبداً. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وصايا الرسول | حـ 24 | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا