أبي يطلب مني مقاطعة أعمامي وألا اتصل فهل لي أن اتصل بعمي دون علم أبي | أ.د علي جمعة

يسأل أحدهم: أبي يطلب مني مقاطعة أعمامي وألا أتصل بهم لأنه لم يُعطَ نصيبه الشرعي من ميراث جده. أو بإمكاني أن أتصل بأعمامي من خلفه وبسرية عبر الهاتف؟ نعم، يجوز لك أن تصلهم، ويجوز أن يكون ذلك في الخفاء وليس في العلن، فإن الرحم
شأنها عظيم، اشتق الله. اسمها من اسمه سبحانه وتعالى، وفي الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى أخرج الرحم فخلقها وناداها: "لأصلنَّ من وصلك ولأقطعنَّ من قطعك". وصلة الرحم تتم بكل وسيلة؛ تتم بأن نقف معهم في القربات، وتتم بأن نتصل بهم بصورة دورية، وتتم بأن نعود مريضهم، وتتم بأن نكف الأذى عنهم أيضاً.
نوع من أنواع صلة الرحم هو أن أزورهم في الأعياد، وكذلك أن أصلح ما كان بيني وبينهم في المناسبات وهكذا. فصلة الرحم ليس معناها الالتصاق الشديد به، وإنما معناها إظهار الود له بكل وسيلة وبكل مقدرة، وكل حسب حاله وطاقته. فإذا جاء أحدهم وطلب مني أن أصبح منهم بسبب يراه. المشكلة بينه وبينهم سواء كان ذلك من أحد الوالدين لأمه أو لأبيه أو كان هذا للإخوة أو الأخوات أو
الجد أو الجدة أو نحو ذلك، فإننا لا نطيع قطع الرحم، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونقلل من الصدام والمزاح والخصام، وإذا كان هذا يثير شيئاً من الخصام والمزاح فعلناه. ولو في غير الجهل