أحاديث الصيام - أ.د علي جمعة | الريان باب يدخل منه الصائمون - 12 مايو 2019 - الحلقة الكاملة

أحاديث الصيام - أ.د علي جمعة | الريان باب يدخل منه الصائمون - 12 مايو 2019 - الحلقة الكاملة - أحاديث الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع حديث الصيام في شهر الصيام، نعيش اليوم مع حديث يرويه سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن في الجنة باباً يُقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد. رواه البخاري
ومسلم. رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئنا بشيء غيبي سمعي نتلقاه من قِبَل السمع، يُحدثنا عن شأن من شؤون الآخرة وهو أن الجنة. ولها أبواب كثيرة، لها ثمانية أبواب منها باب خاص بالصائمين وحدهم، وذلك أن الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يقول: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". كان الصوم من سائر العبادات له خصيصة يختص بها وله سر يقوم به، وذلك أنه هو فعلاً سر بين العبد وربه لا يُعرف. لا يعرف إطلاقاً أحدٌ ممن حولي إذا كنت
صائماً أو غير صائم إلا إذا أردت أن أُظهر غير الصيام، لكن إذا أردت أن أخفي صيامي فإنني أستطيع ذلك. لا أستطيع ذلك في الحج، ولا أستطيع ذلك في الصلاة، ولا أستطيع ذلك في الزكاة، فإنه سيأخذها مني شخص ويتملكها مني فيعرفني، والصيام وحده هو الذي يُعدّ علاقة تامة نقية بين العبد وبين ربه، ولذلك فهو لله وهو يجزي به. من أصناف هذا الجزاء الذي يختص به الله سبحانه وتعالى أن جعل للصائمين باباً معيناً. وما معنى "للصائمين"؟ هل معناه كل الصائمين؟ يعني
سيدخل الجنة أناس لم يكونوا يصومون وسيدخلون من الأبواب؟ الأخرى أو معناه كثرة الصيام لأنه كما ثبت في الحديث الذي ذكرنا أن نوحاً كان يصوم الدهر كله. هذا يصلح فيه أن نقول إنه كان صائماً لأن الصيام هي صفة ملازمة له. فكثير من العباد كان يعبد الله سبحانه وتعالى بصيام الدهر. جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفف. عندنا كثيراً ورفع عنا الإصر والأغلال التي كانت في أعناق من سبقنا فقال: "ما صام من صام الدهر كله"، يعني في شريعة غيرنا كان الصيام للدهر أمراً مقبولاً، ولكن رسول الله هنا
نهانا عنه. ولكن عندما جمع الفقهاء هذا فقالوا: هذا النهي للكراهة فقط لأنه هو الذي أمر الشباب أن يصوم من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، ولذلك ففي صوم الدهر نحو اثني عشر قولاً للفقهاء، وكان الإمام النووي رضي الله تعالى عنه يصوم الدهر لأنه لم يكن متزوجاً، وتوفي في نهاية شبابه في الخامسة والأربعين من عمره، ولذلك فصوم الدهر ليس منهياً عنه على إطلاقه هذا الباب في الجنة سيدخل منه من كثر صومه فأكثروا من صومكم السلام عليكم ورحمة
الله