أحاديث الصيام - أ.د علي جمعة | "رمضان إلي رمضان" - 9 مايو 2019 - الحلقة الكاملة

أحاديث الصيام - أ.د علي جمعة | "رمضان إلي رمضان" - 9 مايو 2019 - الحلقة الكاملة - أحاديث الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومع أحاديث الصيام في شهر الصيام نعيش هذه اللحظات عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. رواه
الإمام مسلم في صحيحه. حديث يبين لنا أن ربنا سبحانه وتعالى الغفور الرحيم يعطينا فرصاً، من ضمن هذه الفرص أننا إذا فعلنا سيئة - وكل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون الذين يكررون التوبة - فإن ملك السيئات كما ثبت في الحديث الصحيح يتأخر في كتابتها ست ساعات، ست ساعات من الساعات التي نتعامل بها هنا في الدنيا، الستين دقيقة. خلال الستين دقيقة يرى وينظر: هل تبت؟ هل رجعت؟ هل استغفرت؟ هل فعلت شيئاً يمحو هذه السيئة؟ فإذا فعلت ذلك وتبت
واستغفرت وندمت على ما صدر منك وعرفت أنه خطأ ما. كان ينبغي لك أن تفعله وأن تقوم به، لم يكتبها عليك ولم يكتبها عليك، معناها أنه يوم القيامة لن تجدها في سجلاتك لأنها لم تسجل أصلاً. لماذا؟ لأن التوبة تمت في خلال ست ساعات من حدوث الذنب الذي فعلته تحت وطأة وسواس الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء أو ضغط الدنيا. والهوى عليك أو نحو ذلك، إذاً فعلينا أن نبادر بالتوبة وبالاستغفار حتى تكون صحيفتنا يوم القيامة بيضاء. هذه فرصة من الفرص الأخرى. نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها". إذا عملت سيئة، إذاً فتوضأ، تصدق
بالقليل من المال، صلِّ ركعتين، اذكر الله، استغفر، افعل أي شيء. من أفعال الخير التي تثاب عليها وهنا أمر آخر وهو أن من الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، ومن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، ومن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، ومن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. إذاً هذه فرص أن أعطانا الله محطات للغفران لغسل الإنسان من. الذنوب فإذا بنا بعد كل هذه الأسرار التي كشفها لنا الله سبحانه وتعالى ولم يكشفها لأمة من قبل، هذا من رحمة ربنا وإكراماً للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. إذاً فعليك أن تضع برنامجاً مع الله سبحانه وتعالى، كل
بني آدم خطّاء ولا نستطيع أن نفر من هذه الخطيئة. لأن النفس والشيطان والدنيا والهوى تجتمع علينا، لكن ماذا نفعل؟ نبادر بالتوبة ونبادر بالعمل الصالح ونجعل هذه المحطات، إن صح التعبير، لنا من أجل الغفران ومن أجل بداية جديدة. جدد فيها حياتك مع الله سبحانه وتعالى. من بركات رمضان أن ندرك هذا الفضل وهذه المنة من عند الله وهيّا بنا. نتخذها أسلوب حياة وبرنامج معيشة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.