أحاديث الصيام - علي جمعة | من غلبه القيئ فلا شيئ عليه | 14 مايو 2019 - الحلقة الكاملة

أحاديث الصيام - علي جمعة | من غلبه القيئ فلا شيئ عليه | 14 مايو 2019 - الحلقة الكاملة - أحاديث الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومع حديث الصيام في شهر الصيام نعيش هذه اللحظات: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقضِ". رواه البخاري ومسلم وهذا وإن كان في الظاهر حديث موقوف على أبي هريرة لكن
مثل هذا لا يقال إلا وقد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. القيء قد يكون غصباً عن الإنسان وهذا هو معنى كلمة "ذرعه القيء"، يعني فاجأه القيء، أي أن القيء خرج منه غصباً عنه، وفي هذه... الحالة فإن القيء يخرج مندفعًا لأن المعدة ترفض هذا الطعام أو هذا القيء فتأباه فتطرده بقوة مندفعًا. غلبه القيء، غلبه القيء، يعني فاجأه القيء. يعني هو
لم يرد أن يستقيء، هو لم يرد أن يتقيأ، لكنه بالرغم من ذلك غلبه القيء وهو صائم، قال فلا قضاء عليه. وليتم صومه ولا شيء عليه لماذا؟ أولاً لأنه ليس له فيه اختيار، ثانياً أن القيء عندما يكون مندفعاً هذا الاندفاع لا يرتد منه بعضه إلى جوف الإنسان مرة أخرى، ولذلك فهذه الحالة لا تكون غالباً إلا وقد خرج هذا القيء من الفم ولم يعد مرة أخرى، أما الحالة الثانية فهي... أن يستقيء يعني يطلب القيء، أي أنه يريد أن يتقيأ لأي سبب كان.
فإذا كان صائماً فإنه يفعل من الأفعال ما قد يبطل صومه بإدخال يده مثلاً من أجل أن يتقيأ، وهذا يدخل يده في جوفه فيكون قد دخل شيء. ثانياً، هذا القيء الذي يريده الإنسان ويحاوله الإنسان يرتد بعضه. لأنه لا يريد أن يخرج القيء الذي ذرعه، يريد أن يخرج وينطلق فلا يعود، لكن هذا متردد. أنا الذي أريد أن أخرج وهو يأبى أن يخرج، ولذلك يرتد بعضه. فإذا ارتد بعضه، فكأنه تناول شيئاً جديداً يفسد صومه. ومن هنا أتى هذا الحكم أن
من ذرعه القيء في صيام سواء. كان هذا الصيام فريضة أو كان قضاءً عن فريضة أو كان نافلة لوجه الله فإنه يتم صومه، أما الذي حاول أن يتقيأ وأن يستقيء يعني يطلب القيء فإنه يكون قد أفطر، وعليه حينئذٍ إذا كان في رمضان أن يقضي ما أفسده في خارج رمضان، ويكون عليه يوم يجب عليه فيه. الصيام والقضاء لأنه أفسد صومه، إذ هذا الحديث يُبيِّن لنا أن القيء على نوعين: ذَرَعَهُ القيء، فيستمر في الصيام
وصيامه صحيح، أو هو طلب القيء وهو الذي كان سبباً فيه، فإنه في هذه الحالة يكون قد أفسد صومه وعليه القضاء. السلام عليكم ورحمة الله.