أحاديث الصيام - علي جمعة - "الذكر والدعاء في رمضان" 29 مايو 2019 - الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومع أحاديث الصيام في شهر الصيام نعيش هذه اللحظات. عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ذاكر الله..." في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب، رواه الطبراني والبيهقي. بشرى
لنا معشر المسلمين أن شهر رمضان تُفتح فيه أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النيران وتتنزل فيه الرحمة وتكثر فيه البركة حتى سُمي بشهر البركة، كما سمعنا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذاكر الله في رمضان مغفورٌ له، وهنا نذكر أن من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين. والذكر متنوع، فهناك ذكر بالعبارة، وهناك ذكر بأسماء الله الحسنى، وهناك ذكر بالقرآن، وهناك ذكر بالدعاء،
كل ذلك من الذكر. يقول ربنا سبحانه وتعالى: "والذاكرين الله كثيراً والذاكرات"، ويقول: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا". تكفرون، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذكر بالجمل المفيدة: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، أستغفر الله، توكلت على الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه. وآله وسلم الخمسة الأول يسميها العلماء بالباقيات الصالحات لأنها تبقى بعد وفاتنا في ميزان حسناتنا تنير قبورنا وتعطينا من الثواب ما الله به عليم وهذه العشرة مجتمعة
تسمى بالعشرة الطيبة لأنها كلمات طيبات وإليه يصعد الكلم الطيب الذكر بأسماء الله الحسنى وذلك أن أسماء الله فيها من الجمال وفيها من الجلال وفيها من الكمال ما الله به عليم، ولذلك نذكر الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، وفي حديث أبي هريرة تسعة وتسعين، أن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها - يعني من أحصاها تخلقاً وتعلقاً وتصديقاً - دخل الجنة، لأن فيها منظومة أخلاقية تجعل الإنسان إنساناً وتجعله عابداً لربه معمراً لكونه مزكياً لنفسه، يُخلي
قلبه من القبيح ويُحليه بالصحيح. كل ذلك في الذكر: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". فالقرآن ذكر، والدعاء ذكر، "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، يعني اذكروه بها. إذاً فالذاكر في رمضان مغفور له أكثر مما علمنا إياه الرسول. أكثِر من التسبيح ومن الاستغفار ومن سائر هذه الأذكار، وأكثِر من تلاوة القرآن في الصلاة وفي خارج الصلاة، وأكثِر من الدعاء، فإنك مثابٌ ومغفورٌ لك، والداعي سائلُ الله في رمضان لا يُرَدُّ ولا يخيب. إذاً هذه منةٌ وفضلٌ وفرصةٌ، فهيا بنا نغتنمها. والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.