أحاديث الصيام - علي جمعة - "كرم رسول الله (ص) في رمضان" 28 مايو 2019 - الحلقة الكاملة

أحاديث الصيام - علي جمعة - "كرم رسول الله (ص) في رمضان" 28 مايو 2019 - الحلقة الكاملة - أحاديث الصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع أحاديث الصيام في شهر الصيام نعيش هذه اللحظات، نرى فيها ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زجر عنه، ونرى فيها ما بشر به وما حذر منه. فعن عبد الله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير، يعني كان أجود الناس طوال العام، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.
فإذا جاء شهر رمضان فكأنه الريح المرسلة، كأنه ريح من شدة جوده وإعطائه ما يملك لمن حوله، فلم يرد سائلاً. قط وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة في رمضان فيعرض عليه القرآن. كان رسول الله يعرض القرآن مرة في كل رمضان الذي فُرِض على المؤمنين صيامه في السنة الثانية. كل رمضان يعرض ما معه مما نزل من القرآن على جبريل، حتى إذا جاءت السنة الأخيرة التي انتقل فيها. رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه على جبريل مرتين، ومن هنا أخذ أهل الله ختم القرآن في رمضان، لأنه كان يختمه
على جبريل في رمضان مرة، ولما جاءت السنة الأخيرة عرضه مرتين. إذاً فيجوز أن تختم القرآن الكريم في رمضان مرة، ويجوز أن تختم القرآن مرتين عملاً بالسنة الأخيرة، وكل. بحسب طاقته، فإذا لقي رسول الله جبريل فإذا لقيه كان أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري. في هذا الحديث يتبين لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كريماً، ومن كرمه أنه كان يجهز مؤنة سنة لأهله، يعني يخزن الطعام الأساسي من بر ومن شعير ومن تمر. كان يُجهزه لمدة عام فلم
يكن يبقى عنده سوى شهر لأنه أعد لبيوته هذا المبلغ من الطعام، لكن كل من سأله أعطاه، وكل من طلب منه شيئاً أعطاه. لكن هذا الجود وهذا الكرم كان في سائر السنة، فإذا جاء رمضان، رمضان شهر القرآن، رمضان شهر جبريل، رمضان شهر البركة. رمضان شهر الله، شهر الله الذي عظمه الله فأنزل فيه القرآن، فكان أجود الناس وكأنه الريح المرسلة، أي كان في كرمه وعطائه أضعافاً مضاعفة مما كان يفعل خارج رمضان. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. أخذ المسلمون من هذا
فترى كثيراً منهم يخرج زكاته في رمضان، ونرى كثيراً منهم يخرج صدقاته في رمضان ونرى كثيراً منهم يبادر بالأعمال الصالحة في رمضان وأنا أقول لهم ليس رمضان فقط، بل كان أجود الناس في كل السنة. عندما اشتغلنا بالعمل الاجتماعي تبيّن لنا أن التركيز على رمضان قد يُحدث مشكلة إدارية، ولذلك فنحن ندعو الناس أن يعطوا في سائر السنة. الله سبحانه وتعالى يختص رمضان بالعبادة. بالصلاة والصيام والذكر والقرآن، وينبغي لمن يدفع زكاة وصدقاته أن يعطيها على مدار السنة حتى لا يُحرم منها المحتاج،
وتؤدي الزكاة دورها المجتمعي الذي أراده الله سبحانه وتعالى في كفالة المحتاجين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.