أحكام الأضحية في الإسلام - أ.د/ علي جمعة

يسأل بعضهم عن أحكام الأضحية والأضحية كالأمنية والأثفية لها نطقان في اللغة العربية بالتخفيف والتشديد: أضحية، أمنية، أثفية. ويقول لي أحدهم: "حسناً، أنا أعرف أضحية وأعرف أمنية، ولكن ما هي الأثفية هذه؟ فأنتم لا تعرفونها لأننا أصبحنا بعيدين قليلاً عن الطبيعة والخلق وغير ذلك إلى آخره". فكانوا يحضرون حجراً وحجراً آخر لكي يضعوا عليها القِدر وقالوا
إن القِدر لا يُنصب إلا على ثلاثة، أي أنه يحتاج إلى ثلاث أثافٍ. لماذا يُحضرون حجرين؟ لأن الثالث يكون الجبل. يبحثون عن تلةٍ أو جبلٍ ما، ثم يضعون حجراً هنا وحجراً هناك، ويسندون القِدر على الجبل. وعندما يسندون القِدر على الجبل، ماذا يقولون عن الجبل؟ ثالثة الأثافي تعني ثالثة الأثافي هي الجبل، فصار مثلاً يقول لك: "يا أخي، لقد جئت بثالثة الأثافي". والناس لا تفهم ما هي ثالثة الأثافي هذه، وهي الحجرة الكبيرة. يعني أنا ارتكبت ذنباً صغيراً أو غلطة صغيرة، وأنت ارتكبت
غلطة صغيرة، أما هو فقد ارتكب ثالثة الأثافي وهي الخطيئة الكبيرة التي هي الجبل، أثفية، أضحية، أمنية، هذه فقط الأشياء التي يقول لك: أماني، أضاحي، أثافي، ثلاثة تحفظونهم وبالفعل عرفناهم. حسناً، والأضحية الأضحية مشتقة من ماذا؟ من أنني أضحي، يعني يقول لك أنا سأضحي. سأضحي يعني سأتنازل، سأضحي يعني سأبذل شيئاً وسأضحي في سبيل الله يعني الشيء هذا في سبيل الله، أضحي لأجلك، فأنا سأتنازل عن شيء من أجلك. فأنت تتنازل
عن أموالك التي نشتري بها الخروف، أو عن مالك الذي نشتري به سهماً في البقرة التي تكفي عن سبعة، والجمل الذي يكفي عن سبعة، والجاموسة التي تكفي عن سبعة من أجل الفقراء. إذاً هاكَ التضحية. التضحية هي عبارة عن التنازل والتبرع والترك. فالأضحية هي عبارة عن تنازل من ملكك لوجه الله سبحانه وتعالى، تنازل من ملكك لوجه الله. يعني هذه الأضحية ذاهبة إلى ربنا، نعم
في النهاية هي ذاهبة إلى ربنا، ولذلك يجب أن نختارها أحسن ما يكون، فأنت ستقدمها هدية لربنا هو في الحقيقة كلمة ربنا يا إخواننا التي موجودة في الفقه الإسلامي، أتعلم ماذا جعلوها الآن؟ المجتمع، انتبه لما أقول، كل شيء فيه كلمة حق الله، ذهبوا وفعلوها ماذا الآن؟ "حق المجتمع" في أدبياتنا الحديثة. ماذا يعني هذا؟ يعني أنك ستعطي هذا الشيء ليس لنفسك، بل ستعطيه لوجه الله الأضحية يجب أن تكون سليمة وليست عوراء فاقدة لعين من عينيها، ولا
تكون هزيلة ولا مريضة، ولا يكون لحمها غير صالح للأكل، لأنك تقدمها هدية لله، فيجب عليك أن تنفق من خير ما رزقك به الله سبحانه وتعالى، لأن الملك الحقيقي إنما هو لله، فأنت تُخرج شيئاً لله من ملكك وتتنازل عنه. فأنت تُضحّي الأضحية إذن واجبة أم سُنّة؟ قال: لا، بل سُنّة. بعض الناس يظن أن الأضحية واجبة. يقول لك: لكنني لا أملك المال هذه السنة. نقول له: هي في الأصل سُنّة، إن لم يكن معك مال فلا تستدن، وإن كان معك فلا تبخل، وإن لم يكن معك فلا تستدن. انظر كيف يكون الكلام. هذا نحفظه قاعدة
معك في كل شيء: لا تبخل. وإن لم يكن معك، فلا تستلف. فعندما يأتي إليك شخص ويقول لك: "أريد منك قرضاً بخمسة آلاف جنيه"، انظر في جيبك، إن كانت الخمسة آلاف موجودة ومدخرة، فلا تبخل، حل أزمته وأعطه القرض. وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل القرض الحسن كنصف الزكاة. يعني لو أخذهم وبقوا عنده سنة، وإذا بقوا عنده سنتين تصبح وكأنك تصدقت بألفين وخمسمائة جنيه. وإذا جاء بعد السنتين وأعطاهم لك، تكون كأنك تصدقت بخمسة آلاف جنيه. القرض على النصف من
ماذا؟ من الزكاة. هل تخرج عليهم زكاة أم لا؟ طبعاً هذا هو الأجر والثواب، فيجب عندما يردهم لك أن تخرج عليهم الاثنين ونصف في المائة الخاصة بالسنة الأولى والخاصة بالسنة الثانية تصبح خمسة في المائة، فتكون مائتين وخمسين جنيهاً في الخمسة آلاف. أليس ربنا أعطاني ثواباً؟ نعم، أعطاك ثواباً وهذا شيء، والفرائض التي فرضها عليك شيء آخر. الأمر مثل عندما تذهب إلى مكة المكرمة وتصلي ركعتين لله، أتعلم بكم هما؟ بمائتي ألف ركعة. هل تصبح الركعتان قضاءً للصلوات التي عليّ؟ لا، هذا غير صحيح، فالثواب شيء والفروض التي علينا شيء آخر. فالأضحية نقدمها لله، لذا يُشترط فيها السلامة
من كل عيب. الأضحية لأنها أساساً سنة وليست فرضاً، وهي مخصصة للفقراء والمساكين، فيمكن أن نوزعها كلها، فهذا هو الأصل، فأذهب لأحضر الخروف أو سهمي في البقرة فأقوم بإخراجه كله لوجه الله فيكون ثوابه كبيراً جداً. حسناً، وماذا إذا كانت نفسي لا تسامح. قال لك ثلثها ثلث لك وثلث لأصدقائك وجيرانك وأقاربك وثلث للفقراء. قال: حسناً، أنا ضحيت ولا أريد أن أخرج شيئاً للفقراء، سأطعم هكذا وأفرح العائلة. قال:
لا مانع، ولكنك أضعت على نفسك فرصة، فالقضية كلها هي التعامل مع الله. الذي يتعامل مع الله ويريد أن يهديها له كلها هكذا، يمكنه أن يقدمها كلها للفقراء، أو يمكنه أن يأكلها كلها. حسنًا، فإذا أخرجها كيف يقدمها؟ هل يقدمها لحماً أم مطهية؟ قال لك: هي هي، البيت ليست لديه الأدوات التي تمكنه من طبخ خروف، حسناً، قدم اللحم. حسناً، إذا كان عنده ويريد أن يقيم عليها وليمة ويجمع عليها الفقراء فلا بأس، لا يحدث شيء. حسناً، فليفعل وممكن أن يقدمها طيبة هكذا هدايا، لا مانع. يصبح التصرف فيها
كيفما اتفق. ماذا يعني كيفما اتفق؟ حسب إمكانياتك. فهناك منزل المرأة فارغ والمطبخ جاهز والأدوات موجودة، وفي بيت ضيق وليس هناك متسع والمرأة غير قادرة، وهكذا كل الكلام الذي نقوله هذا في الأضحية سنقوله هو نفسه في العقيقة. خذ القاعدة الآن لأننا عندما نحفظ القواعد نعرف ألا نسأل كثيراً، العقيقة كالأضحية وهذا يكفي، احفظها هكذا: العقيقة كالأضحية في ماذا؟ في السلامة، في التوزيع، في جميع الأحكام. العقيقة كالأضحية، فكل ما ستعرفه في
الأضحية هو نفسه في العقيقة. يأتيني سؤال يقول: "أنا هذه السنة الخرفان متوفرة في السوق وأمامي وكل شيء، وأنا عليّ عقيقة، لكنني لن أستطيع أن أضحي. هل أشتري خروفاً لأجعله عقيقة أم أجعله أضحية؟" أيهما أولى؟ نقول: العقيقة أولى، فهي مرة واحدة في العمر لميلاد الولد أو البنت، لكن الأضحية هذه سُنَّة كل سنة، فيجب أن أبدأ بالعقيقة لأن ما كان مرة واحدة في العمر مُقدَّم على ما كان فيه تكرار. إذاً تبدأ بالعقيقة. قال لي: حسناً، أنا سمعت أن
الولد نذبح له كبشين والبنت نذبح لها كبشاً واحداً، وأنا ليس معي [مال كافٍ]. أنا أنجبت ولداً نعم، ولكن معي كبش واحد. قلت له في حديث أنه كبش واحد، يكون مناسباً أن نجعل العقيقة كبشاً واحداً. غالبية الفقهاء أخذوا برواية الكبشين والكبش، حيث يكون للذكر كبشان وللبنت كبش واحد. لكن هناك حديث بأن هذا كبش وهذه كبش. قال لي: "طيب، أنت تقول عن الأضحية عندما أشتري خروفاً يمكن أن آكله كله". قلت له، نعم، ما دام غير منذور يمكن أن تأكله كله. قال: لا، أريد أن أفهم هذان الأمران. بما أن الأضحية يمكن أن آكلها كلها أنا وعائلتي
وأقاربي وجيراني وهكذا كلها، فأين يكون الثواب الذي لها؟ يعني لماذا نفعلها؟ من أجل الدم، من أجل فكرة إراقة الدم لوجه الله، أننا لا نعتدي على هذا الحيوان. كما يقول بعض الحقوقيين أننا نفعل ذلك ابتغاء وجه الله فقط، مرة لإغناء الفقير ومرة لإسعاد الخلق، فنحن لا نعتدي على الحيوان، هذا الحيوان نحبه ونطبطب عليه ونريح الذبيحة ونكبر عليها "بسم الله". ماذا تعني "بسم الله"؟ تعني أنني لست أفعل ذلك عدواناً عليكِ أيتها الذبيحة، بل أنا أفعلُ ذلك لأجل الله، لأجل أنه خلقك لوظيفة هي وظيفة الغذاء. ونحن
الآن تحت اسم الله نذبحك. فهي مثلها مثل العلاقة بين الرجل والمرأة - والعياذ بالله - لو كانت خارج العقد تكون زنا، إنه كان مقتاً وساء سبيلاً، إنه كان فاحشة وساء سبيلا. لكن إذا كانت تحت اسم الله "زوجتك نفسي"، قال قبلت على سنة الله ورسوله أصبحت حلالاً ونظام الزواج أصبح فيه حقوق وواجبات وميراث ونسب وما إلى آخره، ما الفرق يعني ما بين ما قبل الكلمة وما بعد الكلمة؟ الفرق "الله" أننا لا نفعل هذا من قبيل الفحش،
ولا نفعل هذا من قبيل الفساد والعدوان وانتهاك الأعراض، إنما نحن نفعل هذا في نطاق اسم الله يعني أفعله للعمارة لأداء الوظائف والخصائص والمراكز القانونية وهكذا أبدًا في كل شيء، أنا أفعل ذلك وأنا أبتغي عبادة الله وأبتغي الصلاح في الأرض وأبتغي عمارة الدنيا وأبتغي تزكية النفس، فهناك فرق، فأنا عندما أذبح الأضحية أكبِّر وأقول بسم الله، أذكر اسم الله عليها لكي أُدخل أن هذا ليس عدواناً، وهذا يجعلني أفعل ماذا؟ أُحرِّم العدوان على الحيوان، فلا
أذهب لأحرق القطط، ولا أذهب لأبيد الفيلة، ولا أذهب لأفسد في الأرض وأغير سنة الله في كونه، وإنما أنا أدخل على هذا من خلال اسم الله وبوابة اسم الله، وليس من خلال شيء آخر. سؤال في الأضحية أيضاً على السن، يقول على سبيل المثال، البقرة يجب أن يكون عمرها سنتين، والماعز أو الخروف يجب أن يكون عمره ستة أشهر أو سنة أو نحو ذلك. لماذا قالوا هكذا؟ لماذا قالوا هكذا؟ لأن اللحم يصبح جيداً بهذه الطريقة، ويصلح للتوزيع
ويصلح لأمور أخرى. ثم إن وسائل التغذية اختلفت، ووسائل التربية الحيوانية اختلفت تماماً، ولم يعودوا يتركون الحيوانات تأكل ما تريد وقتما تريد، فالذي يحدث أنه قبل السنتين تكون البقرة فوق الأربع مائة كيلو. في الماضي لم يكن هكذا. قبل السنتين ليس ممكناً أبداً أن ترمي اللحم. اليوم قبل السنتين تكون أربع مائة كيلو، أربع مائة وثلاثين. اذبحها إذن أم لا؟ نعم، لأن العبرة والعلة في العمر كثرة اللحم وليس ذات العمر، هذه أمور تتغير بتغير الزمان، فأنا أعين قيمة الحيوان على
كثرة لحمه، هل البقرة الآن كثيرة اللحم أم لا؟ بالطبع. وافترض أنني أبقيتها حتى أصبح عمرها سنتين، فشيء غريب جداً سيحدث، ستنحف وسينخفض وزنها بدلًا من أربعمائة أو ستمائة كيلوجرام حسب وزن كل واحدة. يعني بدل الأربع مائة وثلاثين، هذه الأربع مائة وثلاثين إذا لم أذبحها الآن ستفقد وزنها وتصبح ثلاث مائة وثمانين ويضيع عليّ خمسين كيلو لأجل أن أحصل على سنها. النصية يقول لك أنا لا شأن لي، سنتان يعني سنتان. الفقهاء علّمونا أن نبحث عن المعاني المعقولة وراء الأوامر يا. سيدي يا رسول الله،
لماذا قلتَ في الحديث سنتين في زمنك. أبحث أنا الآن، فأفهم أن هذا لازم لأجل اللحم وإغناء الفقير لو وزعناها، أو إظهار السعادة لو لم نوزعها. طيب، إذا كان الآن اللحم سينقص بنسبة خمسين، فالحكم يدور وجوداً وعدماً مع علته، ما دامت العلة هي اللحم، فينبغي أن أشتري أعلى ما يكون من لحم الأضحية حتى ولو لم يصل إلى الزمن المكتوب في الكتب حكم مهم جداً. لماذا أصبح مهماً؟ لأنه هكذا سيجعلك كأنك تفهم الدنيا وتفهم الدين. فأنت تفهم الدنيا وتفهم الدين، أما هناك فأنت تفهم الكتب فقط، لكنك لا تفهم الواقع.
فمن يريد ألا يرى إلا ما يراه هو، ويُحرّم ويتنطط ويفعل ذلك فهو لم يتعلم. الفقهاء يعلموننا البحث عن معقول المعنى، والحكم يدور وجوداً وعدماً مع المعنى المناسب. ما هي القاعدة؟ احفظ أن الحكم يدور وجوداً وعدماً مع علته. تعلَّم هذا الجزء واحفظه، فلن تنساه بعد ذلك. وإليك المثال: لو جاء نص بأنه سنتان، نسأل أنفسنا لماذا سنتين؟ فنفهم أن ذلك لأجل اللحم لأن تفكيري سيوصلني إلى ذلك. فقال لي أحدهم: "هذا عقلك الذي أوصلك إلى هذه النتيجة، افترض يوم القيامة تبين أنه يريد سنتين أي سنتين؟ قلت له: "سآخذ أجراً، ماذا سآخذ؟
أجر من اجتهد فأخطأ فله أجر. وافترض أنه تبين أن اللحم يا حلو، سآخذ أجرين". والدراقطني يقول لك: "لو تبين أنك مخطئ، ستأخذ أجرين" حسب الحديث المذكور للدراقطني. طيب، ولو كان صحيحاً قال تأخذ عشرة، نحن نتماشى مع الدراقطني في هذا الأمر لأنه إذا أخطأنا نأخذ أجرين، وإذا لم نخطئ وأصبنا نأخذ عشرة، فضل الله واسع وحسن. فتصبح هذه مسألة مهمة للغاية لأنها تفهم الناس كيف تتعامل مع النصوص ليس خروجاً عنها ولا مخالفة لها بل تحقيقا لمرادها. هذه هي الأزمة التي نحن فيها، فالنابتة تتعامل مع النصوص بغض النظر عن مآلاتها
ومعانيها وعللها، وتلوم الناس أنها خرجت عن هذا النص، في حين أن الفقهاء العظام بحثوا في النص وعرفوا معناه ومآله وحكمته وعلته، وأرادوا تحقيق مراد الشارع الكريم وليس التمسك بالنص حرفياً. هذا واحد منهم أخطأ وواحد منهم أصاب. صحيح، ولكن الاثنان سيُثابان، الاثنان سيُثابان. المخطئ سيأخذ أجراً، أو النابتة المخطئة هنا في هذا الأمر ستأخذ أجراً فهو مسكين لأنه نظر هكذا، فوجد
سنتين ويتبع، فسيأخذ أجراً. فإذا اجتهد خارج عن هذا وأصاب سيأخذ أجرين. لا، هنا أجران وهنا كم؟ عشرة، يا رب. حصل الكلام هذا لما سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال لهم لا لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة. انظر إلى النص، فأذّن العصر وبعد ذلك اقترب المغرب. هل نصلي يا إخواننا؟ نحن لم نصل بعد إلى بني قريظة وما زال أمامنا عدة كيلومترات. هل نصلي العصر الآن إدراكاً لأصل الشريعة، أم ننتظر ونصلي العصر ولو بعد العشاء؟ فبعض الناس صلت وبعض الناس أجلت، والنبي عليه الصلاة والسلام تركهم هم الاثنين لكي يعلمنا نحن الفهم،
وأن نحن نفهم هذا. قال لي: حسناً أنت قلت كلمة في الوسط هكذا سؤال تقول إن الأضحية إذا كانت منذورة فهي واجبة، ونحن ما زلنا نقول الأضحية سنة، الأضحية سنة، الأضحية سنة، لكن أنت هنا ماذا؟ تقول أنها واجبة في حالة واحدة فقط، أن تقول نذرت لله الأضحية هذا العام، فيصبح النذر كأنه قَسَم. يا إخواننا احفظوا هذه القاعدة: "والنذر يمين". ها أنا أقدم لكم أشياء سهلة هكذا وتُحفظ حفظاً هكذا وتقول هكذا: "النذر يمين". يمين يعني
ماذا؟ يعني كأنك قلت: والله لأذبحن أضحية لوجه الله هذه السنة كأنك قلت هكذا أنت كلمة والله لم تخرج من فمك، الذي خرج من فمك ماذا؟ نذرت لله قال هذا مثل يعني اليمين كأنك قلت والله لأذبحن أضحية هذه السنة فيكون النذر يمينًا، واليمين يجب أن ينفذ أم لا؟ نعم طبعًا، هل انتبهت؟ اليمين لا بد أن تَبَرُّ به. طيب، افترض أنك لم تبر. والله لن أسافر إلى الإسكندرية اليوم. جاءك خبر أنه يلزم عليك السفر، ماذا ستفعل؟ قال لك: كفارة يمين، أي عليك إطعام عشرة مساكين. ليس معي مال،
إذن عليك صيام ثلاثة أيام ثم تذهب. "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا". حسناً، النذر لم أستطع أداءه. قال: إذن عليك صيام ثلاثة أيام إذا لم يكن معك أو ستطعم عشرة مساكين تخلصاً من إثم مخالفة اليمين الذي أقسمته وأدخلت نفسك في الوجوب. الله لم يوجب عليك صلاة الضحى، لكن أنت فرضتها على نفسك، أما إذا قلت: نذرت لله أن أصلي ركعتين، فيجب عليك أن تصلي ركعتين. أتنتبه؟ ولنفترض أنه مات قبل أن يصلي الركعتين قال يصليهما عنه وليه ابنه يصليهما عنه لأنه هذا نذر، أما صلاة الظهر التي لم يصلها فلا يصليها ابنه عنه، فالصلاة لا تُؤدى بالنيابة. الحج
يمكن أداؤه بالنيابة، والصوم كذلك لأن فيهما أحاديث، لكن الصلاة لا. هذا النذر أنت فرضته على نفسك، فإذا لم تؤده تُخرج كفارته من التركة. لكن أنت إذا تركت الصلاة مثلاً، فأصلاً لا توجد فيها كفارة، هذا إثم يجب أن تصلي، لا يصح فهذه غير ذاك. احذر أن يقرأ أحدكم في كتب الشافعية ثم يأتي ويقول: ما هذا؟ الشافعية تقول إن الذي لا يصلي يصلي عنه وليه. أبداً أبداً، هذا الكلام في حالة واحدة فقط وهي النذر. طيب، فقد عرفنا الآن بشكل عام قصة الأضحية أنها يجب أن تكون سليمة، وأنها سنة، وأنها لا تجب إلا بالنذر، وأن السنة أن
نقسمها ثلاثة أثلاث. لكن لو دفعناها كلها لله، فالمنذورة هذه نقسمها أيضاً. أبداً، المنذورة عند الشافعية وعند غيرهم تُعطى كلها لله حتى إنهم يُحرِّمون أن تُعطي الفِراء للجزار كأجر له، لكن إذا كان الجزار فقيراً وطَمِعَ في الفِراء، فيجب أن تُعطيه أجرته، ولا تقل له: "خُذْ الفِراء بعشرة جنيهات وخُذْ العشرة جنيهات الخاصة بك". لا، إذا كان أجره عشرين جنيهاً، فيأخذ عشرين جنيهاً ويأخذ الفِراء أيضاً. هكذا من أجل العيد كل سنة وأنت طيب، وانتهى الأمر. شيء آخر لا مانع، ويأخذ كيلو لحم لأولاده لا مانع، لكن لا يجوز أن تعطي الأجر من الأضحية هذه. حسناً، جاءني
شخص يقول: حسناً، أنا فعلاً اشتريت الخروف وأريد أن أجمع بين نية العقيقة وبين نية الأضحية. يريد ماذا؟ أن يجمع بينهما. هل يجوز؟ لا، لا يجوز. اجعلها نية العقيقة، قال لي ولكني ذبحته في يوم العيد قلت له لا يصح الجمع أو التشريك هنا ما بين نية الأضحية ونية العقيقة، لا يصح حتى لو ذبحته في يوم العيد فإنها تكون للعقيقة. وإن شاء الله يمكنك الله أو لا يمكنك من الأضحية السنة القادمة لتعمل هذه السنة الحسنة الجميلة. واحد يقول أنا...
لدي أسرة ومعنا ألفان ومائتا جنيه، وعلمنا أن جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات لديها صكوك للأضحية بهذا المبلغ أو قريب منه. لكننا عائلة كبيرة، أنا وأولادي، وقد تزوج أولادي وأصبح كل واحد في بيته، لكننا نجتمع جميعًا في العيد لنفطر معًا ونتغدى معًا وهكذا. فهل يجوز لنا جميعًا هكذا أن نخرج سهماً واحداً، نعم يمكن، يمكن. قال لي: هل يمكن أن أخرج سهماً في بقرة؟ يمكن. قال: هل يمكن
أن أخرج صكاً لشركة في بقرة؟ يمكن. إذاً، هنا كل صور المشاركة هذه تصلح. يقول الناظم: وأضحية من أهل بيت تعددوا، إذاً هذه يسمونها سنة الكفاية سماها هكذا الفقهاء. احفظ ماذا يسمون الأضحية التي خرجت عن العائلة الكبيرة هذه: سنة الكفاية. ماذا تعني سنة الكفاية؟ تعني أن الأضحية سنة قام بها واحد فتسقط السنة أو يعم ثواب السنة على كل العائلة الذين هم ساكنون في بيت العائلة، مدخلهم واحد، ومشربهم وهكذا إلى آخره، ساكنون هكذا في البيت، وأضحية من
أهل بيت تعددوا، فهذه تسمى سنة الكفاية. سنة الكفاية مثل السلام، نحن داخلون خمسة عليكم، من السنة أن نسلم، فقال واحد منا، "السلام عليكم" فهي تكفي، ليس من الضروري مثلاً أن يقول هو "السلام عليكم" وبعد أن ننتهي يقول الثاني "السلام عليكم". وبعد أن ينتهي يقول الثالث السلام عليكم، فليس هناك وقت فإذن هذه سنة، ولكن من متعددين، فتصبح سنة كفاية. فيكون فإذا قال لي: "طيب، صك الأضحية هذا أفضل أم أذهب وأشتري الخروف أفضل؟"، أقول: حسب إمكانياتك وحاجتك.
هناك أناس الآن ليس لديها مكان لكي تذبح وتنظف وتخزن، فصك الأضحية يجعلني على علاقة بالشريعة وعلى علاقة بالسنة وعلى أنني أقوم بالتضحية، فإذا سألك أحدهم، لا تقل له يصلح أو لا يصلح، لا تقل له هكذا. ولكن أسأله ما هي حالتك؟ قال: أنا في الأرياف، وعندنا دائماً أمام البيت نضع الخطاف ونعلق الذبيحة، وكل شيء في أمان الله، فإذن الأمر سهل، نعم. هذه سهلة، والثاني يقول لي: "لا، أنا أسكن في المنطقة الفلانية، ولو فعلنا هكذا ربما يعلقونني مكان الذبيحة"، ويقولون إنه يبعثر الدم ويصنع تلوثًا ويقول: "لا، لا، لا، لا، إذن فعليه
بالصك الثالث يقول له ماذا؟ يقول له: "لا، لا تدفع الصك إن شاء الله حتى ما فعلنا السنة، نعم". ها هو الخطأ، والصح أن نعمل السنة وبالتالي نعمل الصك. ورد أن سيدنا بلال كان يضحي بديك في عيد الأضحى، ضحى بديك. فهل يجوز التضحية بالديك؟ لا، المذاهب الأربعة وغيرهم لم يُجيزوا أن تكون الأضحية إلا بالماشية: بقر، جمل، الخراف، الشاة، الماعز وما شابه، لكن قضية الديك الرومي هذه والديك العادي. لا يصح أن يضحي به باعتبار أنه أراق دماً، ذبح دمه وانتهى الأمر،
هذا مفهوم سيدنا بلال هكذا، ولكن هذه المذاهب لم تعمل بها الأمة. قال لي: حسناً، أنا قرأت هذا الكلام وعملت به، فذهبت وذبحت ديكاً بنية الأضحية. قلت له: حسناً، تقليداً لسيدنا بلال، وهو سيدنا بلال كان بسيطاً يعني إنه مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام سيدنا بلال بعد وفاة الرسول لم يرضَ أن يؤذن قال: "اتركوني"، وذهب مسافراً إلى الشام. وبعد ذلك جاء مرة في زيارة إلى المدينة، فقالوا له: "لا، يجب أن تقوم لتؤذن،
أنت تركتنا هكذا". فقام وأذّن، فبكى أهل المدينة كلهم، تذكروا أيام وجود سيدنا فينا صلى الله عليه وسلم. فسيدنا بلال ليس بسيطاً يعني أتدرك هذا؟ إنه من المتقدمين الكبار والسابقين، قال لي: افرض أني ذبحت كتكوت أو ذبحت ديكاً ينفع؟ قلت له: إنما الأعمال بالنيات، لكن الذي ننقله من العلم وهذه نقطة مهمة جداً هو ما استقرت عليه الأمة واختارته، فكان خير مثال، ففي يا جماعة فرق ما بين رأي الإسلام ورأي إسلامي احفظوا يا جماعة والله القواعد هذه تفيدكم كثيراً. هناك فرق بين رأي الإسلام.
رأي الإسلام هو أن الخمر حرام، والزنا حرام، والكذب حرام، وسفك الدماء حرام، هذا هو رأي الإسلام، لا خلاف فيه. الصلاة واجبة، والزكاة واجبة، والحج واجب مرة في العمر، هكذا، والبيع حلال. الزواج حلال، هكذا، إذن رأي الإسلام يكون متفق عليه، ولم يختلف فيه أحد. لن يأتي أحد ليقول لك أن أكل الخنزير جائز، هذا غير ممكن لأن هذه نصوص قطعية مُجمع عليها. وهناك رأي إسلامي - أي رأي منسوب لأحد أئمة المسلمين - في مسألة: قابلتني
امرأة ومدت يدها فسلمت عليها هكذا، هل يجوز ذلك أم لا؟ فهؤلاء قالوا لا يجوز، وهؤلاء قالوا يجوز. الاثنان ورَدا. طيب، أنا لمستها خلاص وكنت متوضئاً، هل أتوضأ ثانيةً أم لا؟ فهذا قال يجوز أن تتوضأ أو يجب أن تتوضأ وهو الشافعي، وذاك قال يمكن ألا تتوضأ. فهذا رأيٌ إسلامي، فيجب أن تحفظوا هذا حتى لا تختلط عليكم الأمور. المسألة أننا نتبع ما اعتدنا عليه وما اخترناه. في مصر الذي يجعل الحياة أسعد وأجمل وأعلى وأرقى، نقوم بفعله ما دام في حدود رأي إسلامي، ولا نخالف رأي الإسلام. رأي الإسلام هذا مستقر ومُجمَع عليه، لا أحد يختلف فيه. يسأل سائل
فيقول: في مسألة الأضحية والعقيقة، كان عندنا بقرة واحدة، فاشترك فيها رجل بثلاثة أسهم، واحدة أضحية. والثانية عقيقة عن ابنه واشترك أخوه معه بسهمين وجعلهما أضحية، واشترك آخر معهما في البقرة فهي عن سبعة. فالسبعة هذه رقم واحد: قسمها ثلاثة، ورقم اثنين: أنها لنيات مختلفة، واحد جعلها عقيقة وجعلها أضحية، والثاني جعلها نذراً كان عليه،
والثالث جعلها لله نافلة. فهل يجوز ذلك في حالة الاشتراك في بقرة واحدة؟ نعم يجوز