أ.د علي جمعة يجيب | ماذا لو صدر معصية من أحد من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم؟

يقول أن ذرية النبي صلى الله عليه وسلم قال إلا أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. فأهل البيت قال فيهم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي". فلا بد من احترامهم، فلو كانوا عصاة استر عليهم كما تستر. على ابنك أو أبيك والمعصية معصية والذنب ذنب، إلا أنك ترجو لهم الصلاح والستر وتُخفي عليهم كما تُخفي عن نفسك. ماذا لو كتب الله عليك الذنب؟ ماذا تفعل؟ أتفضح نفسك؟ أنزله منزلة نفسك، والذنب ذنب، والمعصية معصية معروفة منكرة، لكن من حبك في نبيك تُنزل أبناءه منزلة عظيمة وتُجلُّهم. في قلبك
إجلالاً كبيراً وتستر عليهم وتدعو لهم وتنصحهم، وهكذا ارتكب أحد أبناء العترة الشريفة ذنباً وجهر به، فقوى عليه المحتسب وهو قابض عليه يقول له: سامحني، أنا أحبك. وأجلسه للضرب على قدميه وقال له: أنا أحبك. وقيده في رجليه وضربه، وفي كل ضربة يقول: والله العظيم أحبك، خوفاً من عتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له وهو يبكي، يضربه وهو يبكي. الذي يبكي هو الضارب وليس المضروب. الضارب هو الذي يبكي ويقول له: ماذا أقول للنبي إن قال:
تركته ولم تقم عليه الحد؟ وماذا أقول للنبي إن قال لي: ضربته وهو ابني؟ فأخذ يضرب ويبكي. فنعم المشكلة، لكنها مشكلة. تعالجها بالحكمة وبالحب