أ.د علي جمعة يكشف لأول مرة عن كواليس زيارته للقدس الشريف

أ.د علي جمعة يكشف لأول مرة عن كواليس زيارته للقدس الشريف - فتاوي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات عسى أن تحفنا الملائكة وأن تتنزل علينا السكينة وأن تغشانا الرحمة وأن ينظر إلينا الله سبحانه وتعالى بنظر الرضا وأن ينقلنا من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه اللهم آمين. سائل يقول: تابعنا على مدار الأيام الماضية ما حدث بالقدس الشريف، فما واجبنا الآن
تجاه هذا البلد المقدس؟ أتذكر منذ سنوات وكنت أقف على هذا المنبر الذي ورائي ودعوت الله سبحانه وتعالى أن لا يقبضني إليه إلا وقد صليت. في الأقصى وبعد ساعات من هذه الخطبة اتصل بي مسؤول أردني كبير وقال لي يوم الأربعاء سنذهب إلى القدس الشريف وقال
لي إن هذه أول مرة يذهب هو إلى القدس فهل تأتي معي؟ قلت له على البداهة: وهل استمعت إلى الخطبة؟ قال: أي خطبة؟ قلت: خطبتي يوم الجمعة. قال: لا. لم تصل إلينا الله وذهبت من غير استئذان من أحد وكانت البلاد تحت إمرة الجيش المصري المبارك. لم
أستأذن من أحد لأنهم لو منعوني لذهبتُ، فلم أُرِد أن أُحرج أحداً وذهبت. وانتشر الخبر في يوم الثلاثاء، فرأيت الجانب المصري يتصل بي ويسأل عن حقيقة هذا الخبر، هل صحيح ستزور القدس؟ قلت لهم نعم هذه استجابة لدعوة وأنا لا ألعب مع ربي، دعوت الله فاستجاب لي في خلال ساعات. قالوا لا نرى ذلك ونرجو
منك العودة. قلت لهم وأنا لا أعود إلا وقد صليت في القدس. قالوا لي إذا التفت إلى نفسك فإن الأمر خطير وحياتك محل عدوان وعندنا معلومات. قلت لهم الأجل واحد والرب واحد والحمد لله رب العالمين، وإذا كان الله قد استدعاني من مصر إلى القدس لأموت فيها شهيداً، فنعم الشهادة هي. وذهبنا يوم الأربعاء وصليت في القدس، ولما
نزلنا من المسجد، ولما كنا في المسجد كان الناس يهتفون ويهتفون في الشوارع، وأنا ذاهب إلى كنيسة القيامة بعد. ما صلينا في المسجد الأقصى ويطالبون المسلمين بأن يملؤوا القدس، موجود اليهود فقط من كل أركان العالم يحجون إلى القدس. أين المسلمون؟ لا وجود لهم لأن الإخوان المسلمين منعوا الذهاب إليها ورأوا
أن في هذا نوعاً من التطبيع، وانطلت الخدعة على المسلمين. واستغاث أهل القدس فلم يذهب لهم أحد فاضطر... يضطر التاجر المقدسي إلى أن يبيع القبعات اليهودية حتى يأكل، ويريد أن يبيع المصاحف والمسابح والأشياء التي يشتريها المسلمون لأداء الصلاة، لكنه لا يجد. واليهودي الذي يريد أن يشتري أرضه بالمال
وبعقد بيع حرمناه فيما سبق، وأسميناها أحكام الأمة. وأحكام الأمة تأخذ شكلاً آخر غير أحكام الأفراد، وهذا حدث في الترانسفال. جنوب أفريقيا عندما سأل المسلمون عن حكم لباس القبعة، القبعة ليس فيها شيء، فالمسلم في لندن يلبس قبعة، لكن في ترانسفال تكون علامة على المحتل البغيض، فحرمها العلماء. الامتناع
عن أكل البقر: مسلمون كثيرون يمتنعون عن أكل البقر، كل الجزيرة العربية لا تأكل البقر، يأكلون الإبل والأغنام لكنهم يعافون البقر. فلما جاء جلال أكبر وأراد أن يوحد بين الهندوسية والإسلام قال المسلم يظل كما هو مسلم لكن لا يأكل البقر فقط وانتهى الأمر، فقام الشاه الدهلوي وقال: "أكل البقر من أكبر شعائر الإسلام، أكل البقر من أكبر شعائر الإسلام". ما هذا؟ يعني هذا حكم خاص بمن
دعا وكان ملكاً وأميراً وهكذا إلى... آخر محاولاته للوحدة بين الهندوس والمسلمين أن الهندوسي سيسمي نفسه مسلماً ويفعل ما يشاء، والمسلم يكتفي باسمه مسلماً هكذا ويفعل ما يشاء، يذهب للحج ويكون كل ما عليه أنه لا يأكل لحم البقر وحسب. تهنا ثم وجدنا أن بيع أراضي القدس لليهود حرام، والبيع لليهودي ليس حراماً أصلاً، وظللنا نبيع ونشتري معهم وكل. حاجة يشترون بيوتاً ويشترون سلعاً أما في القدس والآن حرام ذهبنا إلى القدس وصلينا فيها واستقبلنا شعبها وحملنا
رسالة ولما نزلت في المطار وجدت بعض العلماء يجتمعون واستمعت إلى هؤلاء العلماء واحدهم وله انتماء إلى جماعة الإخوان الإرهابية قال أعلم بكل ثقة هكذا بكل ثقة وانظروا الفرق بين الحقيقة وبين ما يتخيله هؤلاء الناس أعلم أن أجهزة المخابرات العالمية اتصلت بالشيخ علي وأخذته إلى القدس
لأغراض خفية وهو لن يقول لنا الحقيقة لأن أجهزة المخابرات العالمية ولا أدري ما هي أجهزة المخابرات العالمية، هذا ما لا يوجد شيء اسمه أجهزة المخابرات العالمية، وهم في وهم، وجلس يتكلم بهذه الطريقة وأنا أقول. سبحان الله! لم يسمع الخطبة ولم يسمع المكالمة التي جاءت بعد ساعات. هكذا يعيشون في الأوهام. قال أن الأمر لم يتغير وكأنه كان في القدس أمس. إن الأمر لم يتغير. قلت له: بل تغير، وكنا حينئذ في سنة ألف وتسع مائة، ألفين وتسعة، ألفين واثني
عشر، سنة ألفين واثني عشر. يعني منذ خمس سنوات مضت قلت لهم بعيداً عن هذا الهرت، والهرت يعني ماذا؟ يعني الكلام الأحمق، ومنها هرتلة، والهرتلة تعني ماذا؟ تعني الحمق في الكلام. "ولكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها". قلت لهم: أنا جئتكم من القدس برسالة تسمعونها والأجر على الله أهل. القدس يستغيثون بكم، اذهبوا يرحمكم الله والسلام ختام. وقمت ومشيت.
يسأل: ما واجبنا؟ ما تذهب يا أخي إلى القدس، اذهب إلى القدس حتى يفزع بنو صهيون عندما يرونك هكذا جماعات في جماعات في جماعات في جماعات، تخيف الصهاينة، فهم جبناء. لماذا لست راضياً أن تذهب إلى القدس الآن؟ اذهب إليها لكي تراها، لكي تحبها. لأنَّ البعيدَ عن العين بعيدٌ عن القلب. تخيَّل أنَّ أحداً قال لك أنَّ مكة قد احتُلّت، لذهبنا جميعاً إليها لأننا نراها ونذهب إليها ونحبها
وقد تعلقت قلوبنا بها، ويهون في الدفاع عنها كل غالٍ ورخيص. الحل بسيط جداً: اذهبوا إلى القدس. وفي اليوم التالي وجدتُ صلاح سلطان الذي هو الآن في السجن. من أجل القتل الذي ارتكبه والفساد الذي أحدثه، والله أعلم إن كان يستحق الإعدام أم لا. اسألوا باعتبار الفتوى إذا كان حكمه الإعدام أم لا. إنني لا أتتبع هؤلاء الناس، لكنني وجدته قادماً هو وصفوت حجازي الذي ارتدى بذلة رقم ستة، وكان يريد الذهاب هناك هارباً من ليبيا، فوجدتهم عند دار الإفتاء.
ومعهم أطفال صغار هكذا، نحن صوّرنا كل هذا، أطفال صغار هكذا، خمسة أو ستة، وهم يهتفون: "ماضون ماضون للقدس بالملايين". كانوا يعترضون على الذهاب إلى القدس ويقولون أنه يجب أن أكون آخر شخص لكي أدخل في صحبة الإخوان المسلمين. بعد ذلك أذن الله أن يكشف الحق والحقيقة وأظهر هذه الجماعة الإرهابية. والناس رأت منها الويل حتى خلّص الله البلاد والعباد منها، والحمد لله. فمرسي
الذي كان يريد كرسياً، مرسي يريد كرسياً، يقول أمسك به هكذا وقال: "دون الرقاب". قلت: "يؤتي الملك من يشاء". مرسي، فمرسي قام وقال: "عزيزي وصديقي المخلص نتنياهو". أيكون نتنياهو عزيزاً وصديقاً ومخلصاً له؟! خيبك الله. والله خيبك الله، ها هم الذين بالملايين يسيرون، يسيرون، لا أعرف ماذا، وكلام فارغ. إذا حلت
القدس في زيارتها، فليزرها كل واحد منكم مرتين أو ثلاثة أو أربع مرات سنوياً. ادخلوها من كل مكان، هذه هي القضية. وهذا الكلام نقوله منذ خمس سنوات. حسناً، وصاحب الغفلة والمغرور بنفسه لا يرى الواقع إنما... يرى ما تراه جماعته أو يرى ما تراه جماعته القديمة التي هم الشيوعيون، فأنت ستجد اثنين يقولان لك نفس الكلام: الإخوان المسلمون والشيوعيون. لم يعد هناك شيوعيون، لقد ذهبوا وزالوا مع مرور الزمن. أما نسلهم الذين يعملون الآن، فهم من يقولون لك: "أصلي أنا مثقف"، نعم مثقف. ما شاء الله
ما شاء الله، حسناً، موافق يا مثقف، لكننا ذهبنا ورجعنا بماذا؟ بدعوة ربانية، دعونا ربنا فهدانا. هذه هي الحكاية. هؤلاء الناس لا يعرفون كيف يقرأون الكون، ولا يقرأون فعل الله، ولا يقرأون مراد الله، ولا يقرأون الواقع. والقدس حلها أن نملأها ليلاً ونهاراً فقط وانتهى الأمر.