أ.د علي جمعة | كيف تدعو الله عز وجل؟

أ.د علي جمعة | كيف تدعو الله عز وجل؟ - فتاوي
لا يكن تأخر أمد يعلمنا الأدب مع الله. تأخر أمد العطاء ودعوته لم تُستجب لك، احذر أن يحدث شيء في قلبك من تبرم أو استياء. وبعد ذلك، لا تسئ الأدب مع الله، كن جميلاً، كن راضياً، قل يا سلام، إنني كنت وضيع النفس، إنني أدعو بشيء الله. أعلم ما كان يترتب عليها، يا لطيف سبحانك يا كريم. لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الظالمون الكافرون والعياذ بالله. ونحن قد منَّ الله علينا بسيد
الخلق وبالإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم، فانتقلنا من الظلمات إلى النور. ومن الكفر إلى الإيمان ومن الضلالة إلى الهدى، فالحمد لله الذي منحنا ذلك من غير حول منا ولا قوة، إنما هو محض توفيق من الله وهداية من الله. فكان الصحابة يقولون: ما أنعم الله علي بنعمة بعد نعمة الإسلام. ليس هناك شيء أكبر من نعمة الإسلام يا إخواننا، لا مال. ولا جاءوا ولا صحيح ولا كذا إلى آخره بعد نعمة الإسلام أكثر من كذا أو كذا ويعدد نعم الله عليه، لكن بعد نعمة الإسلام فالله هدانا وجعلنا من المؤمنين، فلا تيأس لأن اليأس من صفات الكافرين. إنما ماذا نعمل؟ نفهم الأدب مع الله، ماذا يقتضي
الفهم؟ يكون أول شيء يعلّمه. لنا إنك إذا دعوت فادعُ عبادة، وادعُ عبادة يعني ماذا؟ يعني لا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه كأنك تقول: يا رب افعل لي كذا إن شئت. معناها هكذا: افعل لي كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وإن شئت. اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وكيف شئت وإن شئت. اللهم إن. لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، انظر إلى كلام سيد المرسلين مع ربه، يعلمنا الأدب. أولاً: الدعاء عبادة. ثانياً: بعد أن أفرغت قلبك من المطلوب وجعلته، وجعلت المطلوب هو الله وليس الغرض الذي تدعو فيه دنيوياً أو أخروياً، جعلت المطلوب هو الله، فلا تيأس مع الإلحاح.
في الدعاء من تأخر المدد فإن المدد من الله فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك، لا يكون في كونه إلا ما أراد لا فيما تختاره لنفسك، لا إنك لست عارفاً شيئاً.
    أ.د علي جمعة | كيف تدعو الله عز وجل؟ | نور الدين والدنيا