أ.د/ علي جمعة : هل يمكن أن ينتمي الأزهري إلى حزب سياسي؟

فضل هل الأزهري يمكن أن ينتمي إلى حزب سياسي؟ هل الأزهري يمكن أن ينتمي إلى حزب سياسي؟ نعم، ينتمي الأزهري إلى حزب سياسي، ولكن ليس من باب أن الحزبية من الدين، بل من باب أنه مواطن في مجتمع، فيريد أن ينتمي إلى حزب لخدمة الناس. فالسياسة لها معنيان، السياسة بمعناها... الأعم رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج، وهذه مكلف بها كل أحد. لا بد أن يرعى شؤون الأمة، وأنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا.
والسياسة بالمعنى الحزبي أن الحزب له برنامج في الإصلاح الاقتصادي أو الاجتماعي أو التعليمي أو السياسي أو في الترتيبات الإدارية، فهو يريد أن يمارس. ذلك النشاط هذا أمر لا شأن له بالدين. هذا أمر لم يحدد لنا الدين صورة له، كما لم يحدد لنا صورة المسجد مثلاً، ولا صورة المسكن، ولا صورة اللبس، ولا صورة الأكل، ولا صورة. إنما قال: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". نأكل ماذا؟ فلينظر أيها أزكى طعاماً. فلياتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا.
تأكل الأكل الزكي، ماذا؟ فتختلف الشعوب في ما هو الذكي وما الذي تعودت عليه من المطاعم، وتختلف البلدان حتى في إنتاج الفاكهة والخضروات، فترى ما في ماليزيا ليس موجودا في مصر، وما كان في مصر ليس موجودا في ماليزيا. الجوافة عندنا ليست... عند ماليزيا والجرجير وهكذا، فنوع الله هذا ولم يحدد فيه شيئاً، فهو ليس من الدين أن تأكل الجوافة أو لا تأكل أو تعافها. ولما عُرِض الضب على سيدنا قالوا: "هذا الضب"، فعافه. فقال: "أحرامٌ هو؟" قال: "لا، لم يكن بأرض قومي فأراه أعافه"،
لم يتعود عليه صلى الله عليه وسلم. فكان نفسه تعافه، وورد أنه كانت تعافه نفسه من الأرنب، وكثير من الأمم لا تأكل الأرنب، والمصريون يأكلون الأرنب. إذاً فهناك مساحة من المعيشة تركها لنا الدين، ومنها الأحزاب السياسية ننخرط فيها لا من قبيل أنها من الدين، وإنما من قبيل واسطة بيننا وبينها وهو خدمة الناس ببرنامج اقتنعت أنت به. به ورأيته أفضل من البرامج الأخرى وكلها جائزة وعلى حد الإباحة.