أصابها حيض بعد الطواف | أ.د علي جمعة

قمت بأداء العمرة وبعد الطواف هي تسأل: جاءني الحيض ولم أقم بالسعي، فهل تُقبَل مني العمرة؟ أنتِ أخطأتِ، إذا داهمكِ الحيض بعد الطواف اذهبي وأنتِ على الحيض للسعي، لأن السعي لا يُشترط فيه الطهارة. قلناها عدة مرات، لكن نؤكد أيضاً أنه يمكن للمرأة الحائض أن تسعى بين الصفا والمروة وهي حائض. وإذا سعى الرجال يمكن أن يسعى وهو غير متوضئ ويسعى وهو جنب لأن الطهارة ليست شرطاً إطلاقاً في السعي بين الصفا
والمروة. إنما الطهارة التي تبدأ بالوضوء والتي تحل الصلاة واجبة في الطواف. انتهى الطواف فاجأها الحيض أو لم يفاجئها كانت منتظرة ليس لنا تدخل تذهب لتؤدي السعي مباشرة. بين الصفا والمروة وهي بهذا الشأن لأي، لأن السعي بين الصفا والمروة لا يحتاج إلى طهارة ولا يحتاج إلى مولانا. يعني ماذا؟ يعني ستسعى ما بين الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا، وبعد ذلك احتاجت أن تذهب إلى الفندق لكي تغير ملابسها. ذهبت، وعندما وصلت إلى الفندق
وجدت الغداء، فجلست تتناول الغداء بعدما انتهت. الغداء نزلت فوجدت شيئًا ما في المحلات التي حول الحرم. يعني ما المبهرة؟ فذهبت واشترتها، وبعد ذلك صعدت مرة أخرى إلى غرفتها لكي تضعها. وبعد ذلك عندما نزلت ستقوم بالطواف كم مرة؟ أصبح خمس مرات لأنها قامت باثنين من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا، فيكون في ذمتها كم؟ خمسة. لماذا؟ لأن... الموالاة ليست شرطًا في السعي بين الصفا والمروة ما بين الرجال والنساء، فهذه ليست حالتها. انتبه يعني لا تقف عند المثال، أي ليس للمرأة فقط وللرجل أيضًا، وليس للحائض فقط أو لا، وحتى لو
كان متوضئًا فإن الموالاة ليست شرطًا. وكانت فاطمة بنت سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه. كانت تطوف على مدار ثلاثة أيام لسمنتها؛ إذ كانت سمينة بعض الشيء، فكان المشوار يرهقها، فتؤدي مرة وثانية ولا تستطيع الذهاب، وفي اليوم التالي تؤدي الثالثة والرابعة ثم تذهب، وفي اليوم التالي تؤدي الخامسة والسادسة، وتتحامل على نفسها قليلاً لتؤدي السابعة. كانت تؤدي هذا الطواف على ثلاث مرات موزعة على ثلاثة أيام، وفي كل مرة كانت تفعل هكذا. إذا أخذنا من كل هذه التصرفات أن الموالاة ليست واجبة، فقد نعرف أن
الوضوء للطواف واجب والموالاة في الطواف ليست واجبة. يعني لو طفت مرتين ثم أذن المغرب، أصلي المغرب، وبعد أن أصلي المغرب أصلي السنة، وبعد أن صليت السنة جلست وقمت بالأذكار الخاصة بي، وبعد أن فعلت ذلك قمت. أكملت الخمسة التي علي وهكذا لأن الموالاة ليست شرطاً يعني ليست واجبة، وإنما الواجب هو الطهارة في الوضوء وليست الطهارة واجبة في السعي. وعلى هذا أجبنا، لكن هي ماذا فعلت؟ تركت السعي مطلقاً وذهبت، تركت السعي وذهبت، فيبقى في ذمتها سعي،
فيجب عليها أن ترجع وتسعى.