أصيب الزوج بالجنون بعد فترة من الزواج .... | أ.د علي جمعة

أصيب الزوج بالجنون بعد فترة من الزواج .... | أ.د علي جمعة - فتاوي
أُصيب الزوج بالجنون، أي أنه تزوجها وهو سليم مائة في المائة، وبعد أن أنجب ولدين أُصيب بالجنون. الأمر لله، فالدنيا تُصيب الإنسان بما لا حيلة له فيه. مكث في المستشفى اثنتي عشرة سنة، ولم يترك لها شيئاً تُعيل به ابنيها وتربيهما وما إلى ذلك. ويبدو أنه ستطول مدة مكوثه، فقد صبرت اثنتي عشرة سنة، فهل يجوز لها... يعني أن تطلبي الطلاق وأن تتزوجي بغيره، نعم يجوز، يجوز لكِ هذا في حالتكِ هذه
لأن فقد النفقة من موجبات التطليق بغض النظر عن سبب فقد النفقة. أحياناً يكون بسبب أنه سافر إلى العراق ولم يعد، ولا نعرف عنه شيئاً. لا توجد نفقة لسنة، اثنتين، ثلاث، أربع، خمس سنوات، لا توجد فائدة أحياناً. الحالة هي أنه مريض مرضاً استدعى حجزه في المستشفى، عفا الله. وهكذا، فهذا من الطب. ماذا نفعل؟ نرفع قضية أمام القاضي، والقاضي يحكم بالتطليق لموجب هذا التطليق الذي هو ماذا؟ ليس معنا نفقة، ليس معنا نفقة. افترض أنه كان مجنوناً قبل الزواج وأخفى عليها
وتزوجها وهو على هذه الحالة، وبعد ذلك تبين. جنونه الكامن ظهر من مجموع تصرفاته أنه لا يدرك الزمان ولا المكان ولا الأشخاص ولا الأحوال، وأنه مسكين يتعالج قبل ذلك من هذا الجنون، فيجوز لها عند علمها أن تطلب فسخ العقد. انظر إلى أي حد يصل الأمر، فسخ العقد وليس الطلاق، إنهاء هذا العقد لأنه قد خدعها وأخفى عليها. أمراً من مهمات الزواج، لكن هذه قعدت اثني عشر سنة بعد علمها، فهذا غير مقبول. هذه رضيت وقالت: أنا بنت أصول وسأقف معها، ولكن هناك ألم آخر وليس هناك نفقة، فماذا ستفعل؟ وحبها لأبنائها أعظم
من حبها للمريض الغائب، إذاً يجوز لكِ أن تطلبي الطلاق وأن... ترفعي دعوى تطليق بهذه الموجبات للقاضي، والقاضي سيحكم لك فيها في أول جلسة. طيب، طُلِّقتِ، فهل تتزوجين في اليوم التالي للحكم معها؟ أبداً، تنتظرين ثلاثة أشهر التي هي ثلاث حيضات إن كانت من ذوات الحيض، وبعدها تتزوجين. الله! لقد مضى عليه اثنتا عشرة سنة لم يرها أو لم يقترب منها. لماذا ستعتد؟ قال: العدة للتعبد، هي هكذا. العدة ليست لاستبراء الرحم فقط، فلو كانت هي قد استأصلت الرحم فستعتد
أيضاً تعبداً. العدة لاستبراء الرحم ولحق الزوج وللتعبد وللتحسر عليه عند الوفاة، ولذلك اختلفت العدد؛ مرة نقول لها ثلاث حيضات، ومرة نقول لها ثلاثة شهور، ومرة نقول لها أربعة شهور وعشرة أيام. لماذا؟ هكذا إذا كانت عدة استبراء الرحم لكانت على نمط واحد، لكنها ليست استبراء الرحم وإلا لكان في حالة استئصال الرحم لا تكون لها عدة لو كان الأمر كذلك، لكن لا، إن السبب والعلة في العدة مركب من حق الزوج ومن استبراء الرحم كجزء منه. التحسر من أيضاً التعبد عبادة، ولذلك
هو مركب من أربعة، ليس من واحد فقط. انتبه، وطلبة العلم أيضاً لينتبهوا لأن هذا الجزء دقيق.