أمي وهبت لي شهادات بنكية فعلى من زكاتها؟ | أ.د علي جمعة

أمي وهبت لي شهادات بنكية فعلى من زكاتها؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
أمي وهبت لي مبلغاً من المال في صورة شهادات بنكية، فهل تجب الزكاة منها على الأم أم عليّ أنا؟ الهبة تنقل الملك، فأمه أعطته مائة ألف جنيه في صورة شهادات، وقالت: "تفضل الشهادات الخاصة بك"، فخرجت من ملكها إلى ملكه. وماذا عن الزكاة؟ قال: الزكاة تجب بالملك التام، وها قد حصل، وأنت مالكها. مالك الكتاب؟ لا، فهو يمكن أن يقول لي نعم ويمكن أن يقول لي لا. فأقول له: أنت مالكها، مالك الكتاب، يعني يمكنك سحب هذه الشهادات في أي وقت. فقال لي:
نعم. قلت له: هذه الشهادات خاصة بك وفي حسابك. فقال لي: نعم. قلت له: أنت الذي تستفيد من ريعها. فقال لي: نعم، لكن... يمكن أن يقول لي الثاني: "لا، هذه باسمها هي، لقد سلمتها لي في يدي فقط هكذا". حسناً، هل يمكنك التصرف فيها؟ قال: "أبداً، لو ذهبت إلى البنك وقلت له أعطني الريع أو استبدلها أو أودعها، سيقول لي البنك: وما شأنك أنت؟" قلت له: "حسناً، إذاً هي ليست في ملكك، فالزكاة واجبة على المالك". مَن صاحب الملك التام؟ يبدو أن السؤال يريد أن يُربك المفتي. كيف قال: "أمي وهبتني"؟ هل هي فعلاً وهبتك أم أعطتك؟ إذا أعطتك فهذا يعني أنها سلمتك الشهادات في يديك دون أن تقوم بأي
إجراء لنقل الملكية. وإذا وهبتك فهذا يعني أنها غيَّرت الملكية. قال: "لا، أنا لم أنتبه بهذا الشكل، أقصد من 'وهبتني' أنها أعطتني". يجب أن يكون المفتي واعياً ويدقق في الكلام ويسأله: هل انتقلت الملكية إليك أم لا؟ لماذا؟ لأن مناط الزكاة هو الملك، فالزكاة واجبة على من؟ على المالك. حسناً، أنت لست مالكاً، إذن المالك هو الذي تجب عليه الزكاة.