أنا شابة مطلقة و أريد أن أتزوج، فكثيراً أكلم بعض المرشحين للزواج فهل على ذنب؟ | أ.د علي جمعة

أنا شابة مطلقة و أريد أن أتزوج، فكثيراً أكلم بعض المرشحين للزواج فهل على ذنب؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
سيدة تسأل وتقول: أنا شابة مطلقة، والحقيقة أنني أريد أن أتزوج، فأحياناً أذهب وأكلم من أرى أنه صالح للزواج، فهل هذا حرام؟ يعني كأنها تعرض نفسها على من تراه صالحاً للزواج: أنت متزوج؟ لا، لست متزوجاً. هذا أنا أيضاً لست متزوجة. هنا يعني كأنها: آه، وأنا أراك رجلاً. ابن حلال كلام هكذا فهل هذا حرام يعني التعريض هذا أبدا والله ما
هو حرام ولا حرام ولا مكروه والصحابيات كنّ يفعلن هذا مرة واحدة صحابية قالت لواحد من الصحابة أيضاً قالت له أنا أريد أن أتزوج وملكتك أمري يعني تزوجني إذا أردت قالت تزوجتك أتفهم كيف تزوجتك يعني فهم منها أنها تعرض عليه نفسها بما أنه أعزب وتريد الزواج، وتأتمنه ليس على نفسها فقط، بل حتى على الذي يريد أن يزوجها إياه سيزوجها إياه، فذهب وقال: "تزوجتك". إذاً فالحالة الاجتماعية هذه التي هي العلاقة بين الرجل والمرأة، الاجتماع البشري يقوم
على العلاقة بين الرجل. والمرأة هي في الإسلام في غاية الرقي والعفاف وفي غاية الانفتاح وليس في غاية الانفلات، بل هي في غاية الانفتاح والتفتح، والانفتاح والتفتح ليس انفلاتًا بل هو أمر محترم راقٍ عفيف عاش فيه المسلمون أبدًا، وظل هذا الحال في العلاقة بين الرجل والمرأة على أحسن ما يكون إلى العصر العثماني. عندما دخل العثمانيون مصر سنة تسعمائة وخمسة وعشرين هجرية، تغير الحال. كان لابن حجر العسقلاني اثنان وخمسون شيخة
ذكرهم في مشيخته، اثنان وخمسون. كيف نفعل؟ كيف كانوا يجلسون؟ أين كانوا يجلسون؟ ماذا كانوا يقرأون؟ أكانوا يذهبون إلى البيت أم كانت تأتي إلى المسجد؟ هل تنتبه؟ أنت تتصور. هكذا يعني ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث، شيخه الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط والقاموس الوسيط، فيما ذهب من لغة العرب قطعًا متفرقة. هكذا ابن حجر صاحب الفتح، لما قالوا له الشوكاني: ألا تشرح لنا البخاري؟ قال: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. ألّف آية بعد ذلك كتاب. فتح الباري في شرح صحيح البخاري أعجوبة، كيف استطاع شخص أن يعرف كل هذا ويؤلفه وينظمه ويعمله بهذه
الطريقة؟ وكان شافعياً متعصباً للشافعية، حتى يفرح إخواننا من إندونيسيا بهذه الأمور، وماليزيا أيضاً، يقولون إنه كان شافعياً متعصباً للشافعية، لكن لا يظهر ذلك، ستقرأ ولا يظهر، لكن كل شيء موجود. في الترجيحات تجدها شافعياً، أتفهم؟ وكان أمامه شخص يشرح صحيح البخاري أيضاً، وكان قد ألّف كتاباً اسمه "عمدة القاري شرح صحيح البخاري". فهذا ألّف "فتح الباري" وذاك ألّف "عمدة القاري". الشيخ العيني، والشيخ العيني كان حنفياً، أتفهم؟ وعندما تذهب خلف جامعة الأزهر القديمة تجد مسجداً اسمه مسجد. الشيخان
أو الشارحان مسجد الشارحين العيني والقسطلاني، وهما مدفونان فوق بعضهما وليس بجانب بعضهما، أي مدفون واحد في الأسفل تماماً وبعده واحد فوقه. الذي في الأسفل تماماً هو الشيخ العيني لأنه أقدم وكان في القرن التاسع، والذي فوقه الشيخ القسطلاني صاحب "إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" لأنه كان بعده. هذا اهتم بالنسخ وذاك اهتم بالشافعية. وهذا اهتم بالحنفية وهذا اهتم بتحرير النسخ. علم علم يظهر أنهم كانوا يعرفون المنهجية، لا علم علم يعرفون كيف تسير المنهجية. فيقول
الشيخ الشوكاني، الشيخ الشوكاني الذي قال "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" وأشياء مثل ذلك، كان من المحققين، من المحققين. فإذا السيدة هذه التي تريد تعرض نفسها لا مانع من ذلك، هذه العلاقة بين الرجل والمرأة كانت حتى الدخول العثماني سهلة، والرجل يتعلم عند المرأة والمرأة عند الرجل. إذاً هذه السيدة التي علّمت ابن حجر أين تعلمت؟ لقد تعلمت هكذا، واستمر الحال على ذلك إلى أن جاء العثمانيون وجعلوا هذا حلالاً لك وذاك حراماً عليك. سلامٌ لكِ القاعة الخاصة باستقبال
الرجال ويُفتح لكِ باب من الخلف، حرامٌ عليكِ أن تأتي المرأة من الخلف هكذا، هو حرامٌ عليكِ. أصبح هناك سلامٌ لكِ وحرامٌ عليكِ ابتداءً من القرن العاشر الهجري. يبدو أننا في الدين الموروث الأول كانت العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة محترمة عفيفة عالية القدر، وهذا يمنع. الفساد يعني أبداً ما هو الفساد موجود موجود. هذه ليست قضية فساد، هذه قضية أصول يجب أن نعيش فيها.