أنا طالبة في الصف الثالث الاعدادي وأدرس نظرية الانفجار الكبير وعقلي ليس مقتنع بها فماذا أفعل؟

أنا طالبة في الصف الثالث الإعدادي، ولدينا في المنهج نظرية نَدرُسها أعتقد أنه ليس لها أساس من الصحة، وأرى عقلياً أنني غير مقتنعة بها، وهي نظرية الانفجار العظيم التي تقول بأن هناك نقطة في الكون انفجرت فتسبَّبت في نشوء هذا الكون خلال خمسة عشر مليار سنة، فماذا أفعل؟ هناك ما يسمى... بالأسئلة الكبرى
والأسئلة الكبرى عندما عُرضت على العقل الجديد النسبي سُمّيت بالأسئلة النهائية وليست الكبرى: من أين نحن؟ ماذا يحدث الآن؟ ماذا سيكون غداً؟ ثلاثة أسئلة. فالإسلام جاء وقال لنا أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وأن الله خلق آدم وجعل هذا في أول صورة، صورة الخلق هذه. صورة البقر وأن الآن أطيعوا الله وأطيعوا الرسول تكليف وغداً يوم اسمه يوم القيامة، فيه جنة وفيه نار وفيه حساب وفيه عقاب وفيه ثواب. أجاب على الأسئلة الثلاثة:
نحن من أين؟ ربنا خلقنا. سهلة. طيب ونحن الآن ماذا نفعل؟ نطيعه فيما أمر. سهلة. طيب غداً ماذا سيحدث؟ بعد الموت ستذهب إلى ربك. ثوابٌ وعقابٌ، جنةٌ ونارٌ، سهلُ التصور وواضحٌ. هذا هو الخير وهذا هو الشر. إذا فعلتَ الشر فمصيرك النار، وإذا فعلتَ الخير فمصيرك الجنة. وأشياء جميلة جداً هناك. سألوها الأسئلة النهائية، فقالوا: والله نحن لا نعرف. إذًا، التيه قد بدأ من هنا. تيهٌ لأننا لا نعرف ما هي الحكاية ومن أين أتينا. لا أعرف. حسناً، عندما لا تعرف ماذا تريد، قال: نبحث. قلنا له: حسناً، ابحث. فبدأوا يستخدمون
علم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا والتكنولوجيا والفلك وغيرها من العلوم لكي يصلوا إلى إجابة هذا السؤال: من أين أتينا؟ وبدأ الناس طبقاً للمظاهر التي جمعوها يخرجون بهذه النظريات. النظرية يعني من الممكن أن تتغير، النظرية معناها أن شخصاً رأى أن هذه الصورة أقرب. صورة لما حدث أن الكون كله كان موجوداً في صورة نقطة مركزة وأن هذه النقطة انفجرت الانفجار العظيم فتكوّن منها مادة لفت حولها الفضاء من شدة الانفجار فكوّنت هذه الكائنات. حسناً، ليكن،
ولكن هناك سؤال ما زلنا لم نجب عليه: من الذي فجّر النقطة؟ قالوا هذه أسباب غير رياضية ولا... فيزيائية ماذا؟ من الذي فجر النقطة؟ الله، أنت تحرجنا لماذا؟ نعم، حسن، لكن من الذي فجر النقطة؟ من الذي قال لها كن فكانت هكذا في خمسة عشر مليار؟ أصبح في خمسة عشر كذا؟ ليس لنا شأن بذلك، لكن من الذي قال لها كن فكانت؟ قال: لا، لا نعرف، هذا شيء. غير رياضية قلنا لهم حسناً، الحاجة غير الرياضية التي تتحدثون عنها نحن نسميها الله كي يحدث شيئاً. قالوا: حتى الآن لم يحدث شيء، سمّوها ما تشاؤون. سبب هذا الانفجار الذي لا يستوعبه العقل ستسمونه الله، حسناً. قلنا له: حسناً، إذاً أنت تعترف
بوجود الله، فلن يعرف أحد. ينكر وجود الله لا من الانفجار العظيم ولا من انفجار غير عظيم، وتبقى القضية بيننا وبينهم في صفاته. نحن نرى أنه له صفات كمال وجلال وجمال، وأنت لا ترى ذلك، تقول: لا، هذا شيء آلي، شيء لا نعرفه أصلاً. هذا الكلام هو كلام أرسطو في القانون العظيم عندما تكلم وسمى هذا. الذي فجر الكون هذا وبدأ القضاء قال: لا بد أن يكون خارجاً عنه، ليس داخلاً فيه، ولا علاقة له به من ناحية المشابهة. وقد تكلم عن القضاء في نصف صفحة في الأرجانون العظيم،
يعني كان أكثر وعياً من هؤلاء، وقال إنه شيء لا تستطيع أن تقول إنه - أي إنه - منزه من... كل شيء هذا، هذا ما لا نعرفه، طيب اذكر خيراً، لكن لم ينكره، لم ينكرها، وإنما قال: هذه أشياء لا نعرفها، هذا لا تجد عالماً ولا غير عالم، ولا مريداً ولا غير مريد، يريد أن يقول ماذا يا عيني "ليس كمثله شيء"، يريد أن يقول هكذا فقط، لكن اللغة لا تساعده لأنه لا ليس هناك وحي في العقل وصل إلى ما قاله، هذا شيء آخر. نعم، الرب رب والعبد
عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. انظر إلى جمال لغتنا، فقد عرف كيف يعبر عنها: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار". نعم، هذا هو، لكنه متصف. بصفات الكمال والجلال والجمال أنت لست مؤمناً بهذه الصفات فعش حياتك. أنا أرى هذه الصفات تتجلى في الأكوان، وأنت لا تراها، أنت حر. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. والذي علينا هو أننا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها. التبليغ ما على الرسول إلا البلاغ، لست عليهم بمسيطر وما. أرسلناك عليهم حفيظاً، هذا هو الحال يا
بنيتي. الانفجار العظيم أصلاً نظرية حاولوا بها أن يجيبوا عن السؤال الأكبر وسموه سؤالاً نهائياً، ورأينا من يؤلف في "الإندز" أي النهايات، فأحدهم ألف "نهاية التاريخ" يعني خلاص وصلنا نهاية الحضارة، نهاية العالم، نهاية كذا وكذا، لأنه يحاول أن. يُجيب على هذه الأسئلة النهائية التي لدينا، واسمها الأسئلة الكبرى وليست النهائية. "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين
عضدا". لم أُحضرهم، هم لم يكونوا حاضرين، لم يكونوا حاضرين، فلا يعرفون كيف يصلون إلا لهذه النظريات التي قد تفسر، ثم يأتي سؤال واحد فقط يهدم ما... هناك ما لا يهدم ما هناك أنه لم يكن نقطة، أنا لم أشاهد، لعله كان نقطة، ولعله بقي خمسة عشر مليار سنة، ولعله انفجر فكان. لكن السؤال الذي يهمني: مَن الذي فجّره؟ أنا أبحث في مَن الذي فجّره، لا أبحث هل تفجر أم لم يتفجر، فتنبه فإنه يُشكِل. على كثيرٍ من الناس