أنا فتاة كلما تقدم لي عريس يتركني قبل الزواج فقيل لي أني معمول لي عمل؟ | أ.د علي جمعة

أنا فتاة كلما تقدم لي عريس يتركني قبل الزواج، فقيل لي إنني معمول لي عمل، فماذا أفعل؟ أيضاً إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، وكل هذه الأشياء تزول، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نصحنا أن نبدأ بأنفسنا، قال: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول"، قال: "أترى القذاة في عين أخيك وتدع جذع النخلة في عينك، فالخوف أن تكوني أيتها الفتاة في عينك جذع نخلة وأنت لا ترينه. كل واحد يظن في نفسه أنه سلطان،
وواحد رحل، حسناً، لماذا رحل؟ هل هناك تصرف؟ هل هناك مفهوم؟ هل هناك عادة؟ هل هناك طلبات تسبب النفور فيهرب منك ويخاف أن يدخل هذه التجربة ولا يتأقلم؟ ذلك معه قد يكون، وأغلب هذه الحالات كذلك. أما حكاية رمي الشيء على الأعمال فأنا لا أعرف يعني لماذا الأعمال لا توجد إلا في منطقتنا وبلدنا، يعني لماذا لا توجد أعمال في إنجلترا؟ أريد أن أفهم هذا الأمر فقط. سويسرا ليس فيها أعمال يا رب! يعني هل الأعمال اختصت بهنا هنا فقط، ليس
من المعقول، فلو كان هناك شيء مثل هذا لكان منتشراً وذائعاً، وكل شخص يقوم بعمل السحر للآخر، نعم، حينها ستكون هذه الأعمال منتشرة وذائعة، لكنها موجودة، ومع وجودها فهي قليلة. ولنبدأ بما هو ملموس، فليس كل شخص لديه ضيق نفسي. يعتقد أن السحر قد تسلط عليه وأن الجن قد لبس جسمه. لا نبدأ بالنظر، فإذا ما انتهينا من هذا وذاك فمعنا شيء قوي جداً اسمه القرآن الكريم، لأن فضله على كلام الناس كفضل الله على سائر خلقه. ما هذا؟ هذه صفة من صفات الله، ولذلك تتحرك به الجبال،
فتقرأ آية. آية الكرسي، اقرأ خواتيم سورة البقرة، لا تقرأ سورة البقرة كاملة، فقط خواتيم سورة البقرة. انتهى الأمر. ما زالت الحالة موجودة فليس له علاقة بسحر ولا بعفاريت ولا بشياطين ولا بأي شيء، "إن كيد الشيطان كان ضعيفاً". اقرؤوا القرآن ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لا تجعلوا بيوتكم مقابر. السيدة نفيسة ختمت القرآن في مدفنها مائة وأربعين مرة، مائة وأربعين مرة كانت تنزل في المكان الذي دُفنت فيه رضي الله تعالى عنها، وتقرأ القرآن حتى ينير قبرها وأنار، وكل الناس منجذبة
إليه إلى يومنا هذا في السيدة نفيسة. مائة وأربعين مرة تعلق قلبها بالله فتضرعت إليه، ولا جن نفع، وأسلم كثير جداً من الناس. كانوا يدخلون في دين الله أفواجًا على يد السيدة نفيسة لأنهم رأوا عبدًا ربانيًا يدعو الله فيستجيب الله. كيف آمنوا؟ كانت جارتها يهودية وعندها طفلة كسيحة، فجاءت للسيدة وقالت: "ارعيها حتى أذهب إلى السوق وأقضي بعض الحوائج". قالت: "أهلاً ومرحبًا". فوضعت البنت وذهبت تقضي حوائجها من السوق السيدة نفيسة.
أرادت الصلاة فتوضأت، فانساب الماء حتى وصل إلى قدم الفتاة المشلولة الصغيرة هذه، فقامت وخرجت فرحة. كانت الفتاة فرحة أنها تمشي، خرجت خارج الباب والسيدة دخلت في الصلاة. فجاءت أمها ولم تعرفها، فهذه فتاة تقفز أمامها لكنها تشبهها. فلما جاءت احتضنتها قالت لها: "الله! ومن أنتِ؟" قالت لها. أنا ابنتكِ دخلت فرأت السيدة تُصلي، فتعجبت من هذا الحال. أشياء رأوها بأعينهم،
فهم لا يريدون أدلة ولا يريدون كلاماً وثرثرة وذهاباً وإياباً وجدلاً. لا يريدون هذا. لقد رأتها بعينها، فماذا عساها أن تفعل؟ فلما جاء زوجها، وكان سيد طائفة اليهود، أسلم في ذلك اليوم سبعون بيتاً. سبعون بيتاً من بيوت اليهود، قول البيت فيه خمسة، فيصبح ثلاثمائة وخمسين في يوم واحد. رأوا بأعينهم وعاشوا. أما أن تجلس وتقول لي إنه موجود في الكتب، فليكن موجوداً في الكتب. الذي يؤمن فليؤمن، والذي لا يؤمن فلا يؤمن. لا بد أن يرى شيئاً كهذا، يرى وحينها سيصبح الأمر واضحاً. لا يبصر فليكن، إنا لله
وإنا إليه راجعون. كانت السيدة نفيسة هكذا عرضاً مستمراً، فالناس تأتيها من كل مكان، فضاق بها الحال، لا يمكنها أن تصلي ولا أن تذكر الله، والناس واقفة في طوابير، منظر لا تريده، شيء قد يُدخل الغرور في النفس، فقررت وأرسلت لزوجها أنها ستهاجر إلى مكة، فسمع بذلك الوالي. فقال لها الوالي: "لا نحلها". قالت له: "كيف تحلها؟". قال: "أولاً نعطيك بيتاً واسعاً، ثانياً نحدد اللقاء كل يوم أحد وكل يوم أربعاء. الأحد والأربعاء يأتيك الناس، وبعد ذلك نتركك في عبادتك". مرة
كان هناك مركب في النيل، وهذا المركب ثُقب، فلما ثُقب المركب كاد أن يغرق هو والبضاعة التي عليه، وفجأة وجدوا حدأة تحمل صرة كبيرة هكذا، صرة كبيرة. ألقت الصرة فسد الثقب فنجوا. فقالوا: "لا، هذه نعمة من عند الله، هذه أمر غير عادي". كانت البضاعة ستغرق كلها، هم يستطيعون أن يعوموا في النيل بسهولة، لكن البضاعة ستخسر. فقالوا: "يجب أن نفعل شيئاً لله ونتصدق". السيدة نفيسة لم تكن تحتفظ بالمال عندها أبداً. في الإنفاق، لم يكن لديها شيء، فجاءت
امرأة تبكي، فقالوا لها: اذهب إلى السيدة نفيسة، ربما لديها شيء. إن حدأة اختطفت من على رأسها صرة العمل كله للشهر، أي أنها ستجوع هي وأولادها. وكان العمل كله بخمسة دراهم كانت ستبيعها في السوق. الحدأة التقطتها من رأسها وطارت، وبعد ذلك ذهبت إلى سيدتنا نفيسة. أيضاً وجدتها تصلي النافلة مهمة، فقالوا لها: "انتظري هنا". وهكذا انتظرت إلى أن انتهت. قالت لها: "ماذا تريدين؟" فقالت: "لقد ضاعت مني خمسة دراهم وهذا كل رأس مالي، وأنا لا أجد طعاماً الآن ولا لأولادي". قالت لها: "حسناً، اجلسي هنا
والله سيحلها". ودخلت في الصلاة. فكرت السيدة وقالت السيدة نفيسة إنها تقول لي: "اجلسي، و هل أنا متفرغة لأجلس قليلاً والناس الذين جاؤوا قالوا إنهم يريدون شخصاً صالحاً هنا ليعطوه الفداء الخاص بنجاة صندلهم. قالوا لهم: "السيدة نفيسة موجودة هنا". كنا نسميه في البلد قديماً "الشونة". ما هي الشونة؟ إنها المكان الذي يضع فيه الناس أشياءهم، ويعطي منها. هذه الأماكن للمؤن كانت مفتوحة أربعًا وعشرين ساعة للأكل والشرب، فهذا يُحضِر بطة، وذاك يُحضِر وزة، وآخر يُحضِر كيلة قمح، وغيره يُحضِر كيلة ذرة، والمطبخ يعمل، والطعام يُقدَّم طوال النهار والليل. كان
اسمها هكذا "الشونة"، وقد سمّوها بالإنجليزية الآن "إن كم آوت كم" أي "داخل وخارج". كنا نسميها في البلدة "الشونة". فجاءت الناس وقالوا لها: "إننا نريد أن نتصدق بخمسين ديناراً". انتبهوا أن الدينار يساوي عشرة دراهم في عهد النبي، لكن بعد ذلك أصبح الدينار بأربعة عشر درهماً. فتضرب خمسين في أربعة عشر فيصبح المجموع سبعمائة درهم وهذه المرأة السيدة ضاع منها خمس دراهم، فجاؤوا وقالوا لها: "نحن نريد أن نقدم فداءً بخمسين ديناراً توزعينها لوجه الله".
وانظروا الآن إلى النفسية التي لم تعد موجودة في وقتنا الحاضر، قالت: "حسناً، أعطوا الخمسين ديناراً للسيدة، فهي في انتظارهم. وليس تأخذين عشرة أو عشرين أو خمسين درهماً؟ لا، لقد أعطتها لأن مِن عندِ الله، فربنا هو الذي أرسلهم، وما شأني أنا؟ إنما أنا قاسم والله هو المعطي فقط، وما شأني أنا؟ وذهبتْ وأعطتها الخمسين ديناراً، فأُغمي على السيدة.