أنا مؤمن بالله ولكن لا أؤمن بالاسراء والمعراج فهل هذا يخرجني من الإسلام؟ | أ.د علي جمعة

أنا مؤمن بالله ولكن لا أؤمن بالاسراء والمعراج فهل هذا يخرجني من الإسلام؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
أنا مصلي ومؤمن بالله ولكن هناك مواقف في الإسلام لا أؤمن بها كحادثة الإسراء والمعراج وشق قلب النبي وهو طفل، فهل يخرجني ذلك من الإسلام؟ أبداً، هذا لا يخرجك من الإسلام، بل ينقلك من الواعين إلى المغفلين، لكن لا يخرجك من الإسلام. كيف يخرجك من الإسلام وأنت رجل مسلم وتحب الله؟ وتُصلي ولكنك غافل، وما الغفلة؟ الغفلة هي الجهل. اسأل وانظر ما فائدتها، وما نوعها، وكيف تُؤدى، ولماذا؟ وهكذا. وعندما يثقل على الإنسان الإيمان بشيء مثل هذا، فلْنُنَحِّهِ جانباً، أي لا تجعله قضية حتى يفتح الله
عليك ويفهمه لك. وقد حدث هذا عند كثير جداً من المسلمين مرة واحدة. تغار كثيراً، تقول لك أنا أحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً، لكنني لا أستطيع أن أفهم زواجه من تسع نساء، فهي متألمة من أنه تزوج تسعاً. لقد تزوج تسع زوجات لغرض ما أنت لا تفهمينه الآن، ولكنك تصومين الاثنين والخميس وتصلين وتصومين وتفعلين كل شيء، فدعي الأمر كما هو. وقضية التسع زوجات هذه، دعينا نحييها جانباً. بجانبك حديث لا تفهمه، فلنحييه، نحيي هذا الحديث. لا تجعله قضية، لأن فهمك أنت هو السبب في أنك ترفضه. فأنت ترفض المعنى القائم في ذهنك أنت. هو يظن أن الإسراء والمعراج خرافة، لا، الزكاة خرافة، فلندعها، ولكنها
ليست خرافة. يعتقد أن شق صدر النبي... خرافة، خلاص نُنحِّيها، لكن خرافة لها معانٍ جليلة وأوضاع رفيعة. يمكن أن نجلس عليها ونتحدث. ولكن قبل أن نجلس لننحيها، ننحيها. أي شخص يَشكُل عليه أي شيء، أي يبعده جانباً. وكان هذا موجوداً عند السلف الصالح، يقول: "وكان في القلب منه شيء"، أي أنه يحيرني، يعني هذه المسألة ليست... أفهمها جيداً، لكنهم لم تكن لديهم الجرأة على الاعتراض والنفي والإنكار بشدة. لا تجعلها قضيتك! وعندما يحدث هكذا ويناقشك أحدهم، اتركهم يسرقون المعركة. اسكت عن شق قلب النبي، اسكت عن
حديث الذبابة في البخاري. أنت لا تفهمه، اسكت حتى يُريك الله بعينك. مرة قال لي أحدهم: "العسل النحل". له ألوان، ليس لوناً واحداً فقط وهو الأصفر هذا وحسب، فكنت كلما أقرأ الآية أقول إن هذه الآية خاطئة، ثم أخفيها بيدي لئلا يراها أحد. والله، ظللت على هذه الحال حتى سافرت إلى باريس في فرنسا. يخرج منه شراب مختلفة ألوانه، مختلفة ألوانه، هذا هو اللون. واحد فقط، كيف تختلف ألوانه
يعني؟ عندما ذهب إلى فرنسا، دخل سوبر ماركت فوجد حوالي تسعين لوناً من العسل، فانقطع حديثه في السوبر ماركت من شدة الدهشة، وكان ذلك مؤلماً جداً له. لماذا يقول ربنا فقط "مختلفاً ألوانه"؟ إذا وقعت في هذه المسألة، عليك أن تصلي أيضاً وتصوم. وكل شيء وأنت مسلم، أنت مسلم جيد لكن هذه الأمور لا أفهمها حتى يفهمني الله إياها. انظر إلى هذا الرجل، كيف فهمه الله بالتجربة العملية. لقد دخل السوبر ماركت فوجد العسل بألوان مختلفة: الأخضر والأزرق والأحمر والأبيض والأصفر. ما هذا؟ أي
أن الله تعالى كان على صواب. نعم، الله كان على صواب، وهذا بالطبع... إنها لا تريد الله ولا أي شيء، فحتى صاحب السوبر ماركت يعرف ذلك. هذا الرجل حدثت له مشكلة، فنحن لا نكفّره ولا نفسّقه ولا نقول له إيمانك ناقص أو ما شابه ذلك. لكن ماذا تفعل عندما تحدث لك مشكلة مثل هذه؟ دعنا نوضحها حتى تفهمها، وستفهمها. إن شاء الله أو اسأل عنها فإن السؤال مفتاح العلم