أنا موظفة في شركة بأحدى الدول الغربية وأغلب من يعملون بها من أصحاب المثلية الجنسية....

أنا موظفة في شركة بأحدى الدول الغربية وأغلب من يعملون بها من أصحاب المثلية الجنسية.... - فتاوي
أنا موظفة في شركة بإحدى الدول الغربية وأغلب من يعملون بها من أصحاب المثلية الجنسية والشواذ، بما فيهم رئيستي في العمل. فهل أترك العمل إنكاراً للمنكر؟ ما الذي يُبقيكِ هناك؟ أنتِ تعيشين في بيئة كلها منكر وتريدين إنكار المنكر! على من تنكرين المنكر إذا كان القانون يسمح به؟ إذا كان المجتمع يسمح، إذا كان الإعلام يسمح، إذا كان الخطاب الجماهيري يسمح، فسوف نُجن. لا، ما هذه القصة؟ كان سيدنا أسوة حسنة في كل مراحله وليس في المرحلة الأخيرة فقط. فسيدنا علمنا نموذجاً اسمه نموذج مكة. وما
هو نموذج مكة هذا؟ مسلم يعيش في وسط دولة تكره الإسلام والمسلمين. وتحاربه وتأباه وترفضه، حسناً، إليك نموذجاً. مكث أربعة عشر عاماً في هذا النموذج، كان يدخل الكعبة صلى الله عليه وسلم وفيها ثلاثمائة وستون صنماً، وهو يدعوهم إلى التوحيد وإلى ترك الوثنية، لكنه لا يذهب ليهدم الصنم فيقبضوا عليه في جريمة، جريمة إهلاك الصنم. هكذا كانت العقلية، لا. لم يفعل وكان يدخل
ويصلي وكل شيء ولكنه لم يهدم الأصنام، دعا إلى الله. فأنت افعل هكذا، فهذا نموذج، ها هو مسلم يعيش في وسط المشركين. بعد ذلك المسلمون عاشوا في الحبشة، ها هو نموذج ثانٍ، ها هو مسلم والدولة لا تمنعه من أن يكون مسلماً، لكنها ليست مسلمة، هذه الدولة ليست مسلمة. عاشوا ودخلوا في جيش النجاشي وأقاموا هناك حتى بعدما ذهب سيدنا إلى المدينة، حتى مات كثير منهم في الحبشة، حتى إن مسلمي الحبشة الآن من أبناء الصحابة الذين
استقروا في تلك البلاد. هذه دولة مثل كثير من الدول التي فيها دستور وقوانين وليس لديها مانع من الإسلام. يكون موجوداً، لا مانع يعني، وتجد مقابر للمسلمين، وتجد مذابح للمسلمين، وتجد شيئاً اسمه اللحم الحلال، وتجد أشياء كثيرة هكذا. النموذج الثالث: التعددية. انتقل سيدنا إلى المدينة وكوّن دولة، هذه الدولة مكونة من ماذا؟ من مسلمين ومشركين ويهود، فهذه التعددية عمل لها صحيفة المدينة وقال. ما المشترك بيننا؟ إنه الوطن. حسناً، فليكن الوطن هو المشترك بيننا الآن، نحميه جميعاً، ونؤدي واجبه جميعاً، ونفعل ونساوي
إلى آخره. وعندما أخلّت اليهود مرة بالخيانة العظمى في الخندق، ومرة بالاعتداء على المسلمين، ومرة برفض دفع الديون، حدث ما حدث. قال لهم: حسناً، اذهبوا واصنعوا [ما شئتم]، وأحالهم إلى المحاكمة في [تهمة] الخيانة. العظمى وفعل شيئاً لم يفعله أحد إلى الآن وهو أن المتهم يختار قاضيه. ما هذا؟ حتى الآن، المتهم لا يختار القاضي. توجد لدينا شيء يسمى رد المحكمة. حسناً، عندما أرد هذه المحكمة، من الذي سأحضره؟ لا أعرف. ليس من حقه أن يختار، لكنه
قال لهم: اختاروا القاضي الخاص بكم، فاختاروا سعد. ابن معاذ رضي الله تعالى عنه كان بينه وبينهم مصالح، فليس من المعقول أن سعداً سيضيع مصالحه، فألهمه الله سبحانه وتعالى، فضاعت مصالح يهود. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له: "بماذا حكمت؟"، فأخبره بالحكم، قال: "وفقك الله لما أراد من فوق سبعة أرقع". ربنا وفق سعداً في الحكم. هذا حكم الله. أعطى القضية، وبعد ذلك خلت المدينة وأسلم المشركون مما رأوا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمعجزات المتتالية. كيف تكفرون وأنا فيكم؟ فخلت المدينة من غير المسلمين، فأصبحت نموذجاً، ثالث دولة ليس فيها إلا المسلمون، مثل المدينة ومكة إلى يومنا هذا. إذاً، الحكاية واضحة. نماذج... أين أنت إذاً؟ السيدة السائلة هذه في مكان يبيح المحرمات أو يبيح الأخطاء أو يبيح كذا إلى آخره، فإما أن تكون في الحبشة أو في مكة. فلتنظر أين هي وتفعل ما فعله رسول الله في النموذج. وهذا معناه أن المثلية حلال؟ حرام. وماذا عن الخمر أيضاً؟ حرام. وماذا عن قلة الديانة وقلة... الأدب حرام! هذه هي الحكاية. ويعيش المسلم
حيث ما يعيش كما عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في النموذج الذي تركوه لنا. المسألة محلولة، لكن تريد تطبيق الإسلام في ديار لا تعلم شيئاً عن الإسلام أصلاً، ليس أنها ترفضه فقط، بل هي لم تسمع عنه ولا تعرف معناه. عندما نقول لهم طبّقوا الإسلام، يقول لك: أي إسلام؟ لست فاهماً، يعني ليس لدينا هذه الكلمة. فإذاً، نحن نعيش في بلادنا كما أراد الله، وهذه البلاد واحدة من الأربعة، لا يوجد غيرهم، إما كأنها مكة، وإما كأنها الحبشة، وإما كأنها المدينة أولاً، وإما كأنها. المدينة آخرة وهكذا محلولة