أنت صوفي؟! اتق الله... | أ.د علي جمعة

يقول أحدهم أنه كان يشتري كتاباً لسيدي ابن عطاء، فقال له شخص: الله هل أنت صوفي". أجابه: "نعم". قال له: "يا أخي اتقِ الله". ويتساءل: "ماذا أفعل؟ ماذا أقول له؟" الرد: "قل له: اللهم اجعلنا من المتقين" وامضِ، لسن عليك أكثر من ذلك. قل له هكذا كما قال الله تعالى: "سلاماً"، ودع الأمر. هكذا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. تفعل له هكذا وتأخذ نفسك وتمشي من غير كِبر منك بل برجاء الهداية وأنت تقول له سلاماً. لعله يهتدي. لا تقلها له متكبراً إنما تقولها له برجاء الهداية. سلاماً فقط. أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو محقاً، فندخل.
معه في ماذا؟ انتهى الأمر. لقد أغلق على نفسه وأفهمه جماعته أن هذا الصوفي رجل سيئ. فعلى الفور قل له: حسناً، سلامتك، ربنا يهديك. إذا أراد الله هدايته، سيريه رؤية تشرح صدره وهو يذكر الله أو شيئاً ما، أو يجعله مثلاً وهو يمشي يصطدم بكتاب، أو يدخل مسجداً فيجد فيه مديحاً. ولا شيء وقلبه يتحرك، ولو أراد الله له غير ذلك فمن ذا الذي يتعالى على الله. أنت تستطيع أن تفعل له شيئاً، والله أبداً إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. إنما تمنّ له الخير وقل له كما قال الله لك، سلاما ربما يكون لها أثر وأنت لا تعلم أنه عندما تقع في قلبه بشكل حسن،
فإنك تفعل ذلك معه.