أنسى أثناء الصلاة فماذا أفعل؟ | أ.د علي جمعة

أنسى أثناء الصلاة فماذا أفعل؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يقول أحدهم: وأنا أصلي أقوم فلا أعرف أأنا في الركعة الثانية أم في الثالثة أم في الرابعة. استفتيت العلماء فقالوا: يا بني، ابنِ على الأقل، فالأصل هكذا. إذا لم أكن أعرف أأنا في الثالثة أم في الرابعة، فلتكن الثالثة. حتى لو كان من هم خارج الصلاة يرونني أصلي أربع ركعات، نعم، لكن أنت بينك وبين... ربنا عندما نشك في عدد الركعات هل هم ثلاثة أو أربعة، فلنجعلهم ثلاثة. لماذا
نختار الأقل؟ لأنه أحوط. لأنك بهذا ستكون قد صليت أربع ركعات يقيناً أو خمساً، لكن أربعاً على وجه اليقين. فإذا تشككت في الصلاة، ابنِ على الأقل. فقال لي: لكن لدي مشكلة أخرى. قلت له: ما هي؟ قال لي: أنا دائماً هكذا. دائماً هكذا، ماذا يعني؟ قال لي: يعني دائماً موسوس هكذا؟ حسناً، صلِّ أمام شخص وانظر هل أصابك هذا الوسواس أم لا، وقل له بعد الصلاة: هل صليت أم لم أصلِّ؟ هل صليت أربع ركعات أم صليت خمساً؟ سيقول لك: صليت خمساً. فالإمام
مالك ماذا يقول إذن؟ يقول لك: ابنِ على... الأكثر في هذه الحالة، ولكن لكي تتخلص من الوسواس وترميه في سلة المهملات، أنا متيقن، ماذا تفعل؟ تقول له: لا، أنت تتلاعب معي، يعني الشيطان يتلاعب معك. حسناً، سأبني على الأكثر. قم فتجد أن الوسواس قد ذهب. مجرب هذه الأشياء، مجربها يا إخواننا. إننا جالسون نصلي منذ ألف وأربعمائة سنة، ففي... خبرة في خبرة في الصلاة، ملايين مملين صلوا آلاف السنين، مئات السنين، يعني هذه خبرة. فالكلام هذا ليس كلاماً سهلاً، هذا كلام ناتج عن تجربة. فإذا دام هذا الحال عليك اتبع الأكثر. طيب، سؤال متعلق
بالسؤال هذا. قال لي: أنا أصلي أمام زوجتي، أمام ابني، أمام أخي، أمام... زميلي في العمل وقلت لهم نبهوني عندما تجدونني صليت أربعة، قولوا فقط هكذا: "صليت أربعة" بصوت عالٍ. هل يمكنني الاعتماد عليهم؟ نعم، يمكنك الاعتماد عليهم. هل تنتبه كيف؟ قال: لكن هذا خارج الصلاة، هذا شخص خارج الصلاة. قال: ولكن لمصلحة الصلاة. هل تطيع من كان خارج الصلاة لمصلحة الصلاة أم لا تطيع؟ مَن كان خارج الصلاة لغير مصلحة الصلاة، ما
معنى ذلك؟ يعني أنني أصلي ثم دخل شخص قال لي: "القبلة قليلاً إلى الشمال يا أخي". قال: أنا أعرف قليلاً، فهو يعرف لأنه من أهل المكان. هذا خارج الصلاة لكن لمصلحة الصلاة، لأنه يريد أن يرشدني إلى القبلة، فقم واستجب له، أنت صليت. يا مولانا، أربعة خلاص، يعني صليت أربعة ركعات. أطيع من قال لي إنني نهضت من الركعة الثالثة وهو يعرف هذا الأمر عني، فقال لي: عليك ركعة رابعة، فأقوم لأؤدي الركعة الرابعة. كل هذا لمصلحة الصلاة. ما دام الأمر لمصلحة الصلاة، فيجوز أن أطيع شخصاً ليس في الصلاة. الذي في الصلاة لا يعترض على الإمام. ينسى الإمام هكذا، فيقوم هؤلاء بالتصفيق له، وهؤلاء يُسبِّحون له،
وأشياء مثل هذا، لا يحدث شيء، لكننا نقول في ما هو خارج الصلاة، خارج الصلاة، ما دام ذلك لمصلحة الصلاة، فهو جائز.