أهلي يريدونى أن أتزوج رجل لا أحبه فهل عدم طاعتي لهم تعتبر عقوق للوالدين؟ | أ.د علي جمعة

سؤال: يسأل أهلي يريدونني أن أتزوج رجلاً لا أحبه وأنا لا أطيعهم في هذا، فهل هذا من عقوق الوالدين؟ النبي صلى الله عليه وسلم جعل أمر الرشيدة البالغة بيدها، وجاءت بنت تقول له إن أبي يريدني أن أتزوج من أكره، فجعل أمرها بيدها، ونهانا عن إكراه البنات، ولذلك ليس في ذلك عقوق للوالدين وإن جاهداك
على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما يبقى هنا أمرنا بعدم الطاعة وصاحبهما في الدنيا معروفًا فأمرنا بالبر ودل ذلك على أن البر ليس في كل طاعة فنحن نبر آباءنا والبر من موجبات الجنة ومن محاسن الأخلاق إلا أنه لا يتمثل في كل طاعة في كبيرة وصغيرة في خطأ وصواب في إكراه ونحوه لا علاقة لهذا بالبر، أما غالب التجربة وهذا هو
حكم الدين ما ذكرناه في غالب الأحيان فإن رؤية الوالدين تكون هي الصواب، يعني سنضيع على أنفسنا خيراً في الدنيا وإن لم يكن فيه عقوق وإن لم يكن فيه. كذا لكن ليست فيه حكمة، ولذلك ينبغي أن نتأمل ملياً في ما يختارونه لنا، إلا إذا كانت هناك عداوة بين هذه البنت وذلك الرجل، أو عداوة بينها وبين أمها وأبوها يريده من أجل إغاظة الأم، أو نحو ذلك من الأحوال. وعلى كل حال فالمخالفة لا تقدح في البر.