أولادى يتصلوا بى يوميًا ولكن أشعر بالوحدة.. فهل هذا البر كافى؟ | أ.د علي جمعة

أولادى يتصلوا بى يوميًا ولكن أشعر بالوحدة.. فهل هذا البر كافى؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
أولادي يتصلون بي يوميًا ولكنني أشعر بالوحدة، فهل هذا البر كافٍ؟ البر درجات والاتصال اليومي درجة من درجاته، لكن الاتصال الذي سينالون به الثواب ويتقون به الشرور ويُبارك لهم فيه في الأعمال هو أن يستمروا في برك حتى ترضي. أنت الآن لست راضية، وهذا يعني أنك تطمحين لمزيد من البر. بعض الناس لا ينبغي
أن تتوقف عند حد الاتصال كل يوم، وتريد منهم أن يأتوا مثلاً مرتين في الأسبوع، وبعد مرتين في الأسبوع تقول: "لا، أنا أريد أن يأتوا كل يوم"، وتكلفهم بما لا يطاق من ترك أعمالهم وأسرهم ومسؤولياتهم ليأتوا ويجلسوا عندها. هذا خطأ، وحينها سنقول لهم: "برًا". أمك على قدر المستطاع، لكن هناك بر يقيك الشرور والأمراض، وهناك بر يبني لك حصناً حصيناً. أي بر هذا؟ في حديث البخاري في قصة الثلاثة الذين دخلوا الكهف فسقطت الصخرة، وقف بالحليب أمام أبيه وأمه النائمين وأولاده يبكون، وهو واقف بالحليب هكذا. هل يجلس؟ أو يستريح؟ قال...
لا، إنه بر يقي الشرور ويستجيب الله معه الدعاء، ويصبح المرء مشهوراً في السماء بهذا البر. لكن البر الأول الذي تقوم به كل يوم هو بر لتطييب الخاطر، له ثواب، لكنه ليس بالحصن الحصين كالآخر. فالبر درجات.