أ د علي جمعة: هل هناك تناقض بين "بدأ الإسلام غريبا" و"فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"؟

أ د علي جمعة: هل هناك تناقض بين "بدأ الإسلام غريبا" و"فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"؟ - فتاوي
كيف نجمع هذا الشرح؟ يقولون إن حديث "بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء" أن معناه أن الإسلام بدأ في ضعف فقوة، وكان غريباً فانتشر، وسيعود كذلك غريباً وينتشر. فالبدء هنا ليس معناه القلة. قالوا: أمن قلة
نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء". كغثاء السيل ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويلقي الوهن في قلوبكم. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. حب الدنيا أي كما قال الصالحون في دعائهم: اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. وتكلم أهل الله في هذا فقال: إلا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود فندعو الله أن تكون الدنيا في أيدينا أغنياء أقوياء، فالمؤمن الغني القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف. والبدء غريباً مرة ثانية ليس في قلة العدد وإنما في العودة مرة أخرى بالإسلام حتى يلقي بجرانه على الأرض، بشبكته على الأرض. فلا،
ليس هناك خلاف، هو ليس. قال: "طوبى للغرباء" الذين هم قلة، ليسوا يومئذٍ كثيرين، والسواد الأعظم هو أغلب هذا الكثير. "ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة"، فإذاً ليس هناك تناقض.
    أ د علي جمعة: هل هناك تناقض بين "بدأ الإسلام غريبا" و"فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"؟ | نور الدين والدنيا