إذا شككت في وضوئي فماذا أفعل؟ | أ.د علي جمعة

إذا شككت في وضوئي فماذا أفعل؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يقول أحدهم: "إنني متوضئ وأخرج كل يوم على العادة متوضئاً من بيتي، لأنني سمعت القول الذي يقول: الوضوء سلاح المؤمن. ماذا يعني الوضوء سلاح المؤمن؟ يعني أنه إذا أدركته الصلاة يقوم ليصلي دون أن يضطر إلى الوضوء أو شيء آخر، فيكون دائماً متوضئاً. لقد اعتدت على هذا، ولكن حدث لي..." وهذا شك أو شك خمسين بالمائة خمسين بالمائة، ما معنى ذلك؟ خمسين بالمائة والوهم أقل من خمسين، ثلاثون في المائة مقابل سبعين في المائة، ثلاثون في المائة
كحد أقصى وسبعون في المائة. نسمي الثلاثين وهماً والسبعين ظناً. أما خمسون خمسون فيكون شكاً. فأنا أصابني الشك، هل أنا متوضئ؟ توضأت، هل أنا متوضئ؟ أقول فقط هل أنا متوضئ؟ نقضتُ وضوئي أم لا؟ تبقى متوضئاً لأن اليقين الذي هو الوضوء لا يزول بالشك. القاعدة الفقهية الكبيرة هكذا: اليقين لا يزول بالشك أبداً. إذن إذا كنا أمام يقين بأنني متوضئ والشك الذي طرأ هو: هل نقضتُ الوضوء أم لم أنقضه؟ أفكر هكذا؟ لا.
يا حبيبي تكون متوضئاً أمام الجميع، وإذا جرت عليك أيضاً العادة، فإن هذه العادة تقوي يقينك بأنك متوضئ. أنا أتذكر وأنا أتوضأ وأتنشف وما إلى ذلك، أتذكر فقط، أما أنا فأعطش أو لا أعطش، فتكون متوضئاً بمنتهى السهولة هكذا. هل كان الصحابة هكذا؟ لم يكونوا يصابون بالوسواس والأخذ والرد والشك والريب. أعوذ بك من الشك والريب. كانوا يعبدون ربنا ببساطة هكذا، لأنه ماذا؟ لأنها عادة يومية. لا توجد أمة تسجد خمس مرات في اليوم سبعة عشر ركعة فرضاً وسبعة عشر سنة. لا أحد يفعل ذلك. لا توجد أمة من الأمم هكذا. الأمم يوجد فيها ما يسمى برجال الدين هم. الذين يصلون والباقي
يعني يأتي يوماً في الأسبوع لشيء كهذا، لكن كل الناس رجالاً ونساءً وصبياناً وشيوخاً يصلون. لم تأتِ أمة تفعل هكذا، لا توجد أمة ساجدة هكذا إلا هذه الأمة. فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، نعم، "وكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". وتؤمنون بالله تكليفاً وتشريفاً، فكل ما شرَّفك كلَّفك، وكل ما يشرفك يكلفك.