إذا كان لشخص ما مبلغ على شخص أخر مبلغ على سبيل الأمانة وحينما طالبه برد الأمانة ..

إذا كان لشخص ما مبلغ على شخص أخر مبلغ على سبيل الأمانة وحينما طالبه برد الأمانة .. - فتاوي
إذا كان لشخص ما على شخص آخر مبلغ على سبيل الأمانة وضعت عندك مائة ألف جنيه أمانة، فأنت جئت في يوم المولد النبوي وأحضرت لي حلاوة المولد، لا أعرف بكم أصبحت الآن، فأحضرت لي حلاوة المولد علبة جميلة جيدة، اتضح أنها والعياذ بالله تعالى بخمسة آلاف جنيه، حسناً هذه هي ابنتي. تزوجت وفرحت وأحضرت قطعة من حلي الذهب، قال إنهم يسمونها نقطة، هدية للفتاة التي تزوجت.
بكم هذه القطعة التي أحضرها؟ هذه الصياغة بخمسة آلاف جنيه. أيضاً لا أعرف ماذا حدث، فأحضر لي خمسة أخرى فأصبح المبلغ عشرين ألف. وبعد ذلك ذهبت إليه وقلت له: لو سمحت، أنا وضعت عندك مائة ألف في الظرف الفلاني. قال: "نعم، بالطبع. حسنًا، أحضره." قال: "حاضر." ودخل وأحضر الظرف نفسه. بعدما وجدتها ثمانين، قلت له: "ما هذا؟" قال: "ألم أُحضر لك بعشرين ألفًا هدايا للناس؟ أنسيت الحلوى التي أكلتها في المولد؟ أنسيت قطعة الذهب التي أحضرتها لابنتك؟ أنسيت عندما أصلحت لك السيارة وقلت لك هذه هدية؟" من عندي كادو أي هدية وهي أيضاً بالفرنسية، فتعني
عشرين ألف، فيسأل: هل هذا حلال؟ لا، هذا حرام، هذا خيانة للأمانة. الأمانة في وعائها، أعطاك في الظرف، والظرف لا يُفتَح، تضعه وترده. وإذا فتحته تكون مقصراً ومتعدياً وضامناً، وهذا لو وصل إلى حضرة القاضي سيحكم عليه برد العشرين ألف. طيب، وعلبة الحلاوة؟ قال له: علبة الحلاوة أنت تريد أن ترجع فيها؟ الراجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه. قال له: وهل يحرم
أن يرجع الكلب في قيئه؟ طيب ماذا يعني؟ ما هو يوجد أناس تتصرف هكذا معك، فهناك كلاب ترجع. قال له: ماذا يا سيدي؟ يعني اللي بستَ فيَّ ما... ارجع في قيئك، فقالوا: لا، ليس لنا مثل السوء. في أول الحديث يقول ماذا؟ "ليس لنا مثل السوء"، إذاً نهى عن ذلك. فما يصح ما فعله هذا لا دينياً ولا أخلاقياً ولا عرفياً. في موضع آخر قلت له: حسناً، لكنك ألم تُحضر لي هدية؟ قال لي: نعم. قلت له: لقد أكلتها. اذهب وابحث عنها في بطني إذن، التي يسميها الفقهاء ماذا؟ فإن كانت الهدية قائمة، قائمة يعني ما زالت موجودة، حُلي البنت ما زالت موجودة، وإن
كانت مستهلكة. أحياناً يسمونها قائمة وأحياناً يسمونها مستهلكة، فتكون علبة الحلوى مستهلكة، أُكلت واستُهلكت وانتهت وهكذا، لكن القائمة هي التي سيكون فيها اختلاف الفقهاء. ونحن نقول إنه لا القائمة ولا المستهلكة، لا هذه ولا تلك. قال: فمتى يتملك علبة الحلاوة؟ هل بوصولها إلى البيت، أو بإمساكه للسمسمية أو الحمصية، أو بوضعها في فمه؟ يعني متى يتملك الإنسان الطعام؟ قال: بإمساكها في يده أقرب إلى أخلاق
الشريعة. الفقهاء يقولون هكذا، يعني أمسكتها في يدي هكذا. حسناً لقد أصبحت ملكي، لم أضعها في فمي بعد، لم أبتلعها بعد، أصبحت ملكي، فهذا يليق بأخلاق الشريعة. انتبه أنني لم أمسكها بعد. وبعد ذلك هكذا، حسناً أنت الآن... سأحمل علبة الحلوى هذه، لا بأس، لكن الثانية سيئة جداً. الشيء في يدي وخطفها بـ... شيء سيئ جداً. فخلقنا ليس هكذا، كل هذا خطأ.