إنتشار الإسلام | المبشرات | حـ 29 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات المبشرات، الحلقة قبل الأخيرة من هذا البرنامج مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً بحضرتك. أهلاً وسهلاً بكم، كنا في الحلقة الماضية يا مولانا نتحدث عن العوائق التي تعوق اتحاد الدول العربية والإسلامية كما رأينا في الاتحاد الأوروبي، ولدينا حديث سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه: "زُويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها" أو كما قال عليه الصلاة والسلام وأن الإسلام سيبلغ ما زوي له. منها فهل هذا الإسلام وانتشاره في بشرى وفي أمل أن يبقى في دولة إسلامية موحدة ومتحدة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. عليه الصلاة والسلام، رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرنا بأن الإسلام سوف ينتشر في العالم ويلقى الإسلام. بجيرانه
في الأرض يعني بشبكته في الأرض. رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما زُويت له الأرض، زُويت له البلاد التي أصبحت بلاداً إسلامية، نعم، وليس البلاد التي سوف يدخلها الإسلام. نعم، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيعود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء"، ومعنى هذا كما فسَّر العلماءُ أن الإسلام سوف يعود مرةً ثانيةً من قلةٍ إلى كثرةٍ ومن ضعفٍ إلى قوةٍ كما بدأ ذلك أول مرةٍ، فقد بدأ في قلةٍ في العدد وضعفٍ في العُدد والإمكانيات، ثم بعد ذلك انتشر فإذا به يملأ الأرض بنوره شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، فكذلك سيكون مرةً أخرى غريباً. كما بدأ فطوبى للغرباء، ليس معناه أننا سنقل، بل معناه أننا سنزداد، جميلاً ما شاء الله. تفسير هذا هو جانب البشرى التي فيها أن "فطوبى للغرباء" الذين
يتحملون مرة ثانية البدء والانتشار، كما كان البدء والانتشار على كتف الجيل الأول. الرسول قال إنه ستكون بلاد العرب مروجاً. أي ستكون فيها خضرة وأنهار ومياه وما إلى ذلك، نعم. وقد بدأت بلاد العرب وجزيرة العرب في زراعة القمح وزراعة أشياء أخرى حتى فاضت، صحيح. فكل هذه الأشياء عندما أجرينا دراسات على عوائق الوحدة، نعم، وجدنا أن العوائق البشرية تشكل ربما أكثر من سبعين في المائة، أكثر من سبعين في القرارات واللوائح والقوانين والرغبات والشهوات والمصالح وهكذا جمالك وإلى آخره جميل، نعم، طيب. العوائق الخارجية تعني هل لو أننا أردنا أن نتحد في اتحادات مختلفة، اتحاد
في القوانين، في منهج التعليم، في الاقتصاد، في سوق مشتركة، في دفاع مشترك، في كذا وكذا، هل نجد اعتراضاً من أمريكا مثلاً أو... من الغرب أو العالم الأوروبي، وجدنا شيئًا غريبًا جدًا وهو أنه ليس هناك اعتراض، ليس هناك اعتراض. طبعًا بعض الإخوة الدعاة يقولون: "لا، لن يتركونا ونفعله أبدًا". سيتركوننا نأخذ تجربتنا. نعم، ونحن في زمن التكتلات الآن أو الاتحادات. طبيعي جدًا وليس هناك في الفكر السياسي العالمي هذه النظرية التي تدعو. إلى القضاء على هذا الاتحاد بهذه الصورة، نعم، كما كان عند نابليون في القضاء على نهضة الفكر، هذا لم يعد موجوداً، أصبح هناك قواعد أخرى للعبة إن صح التعبير، لكن ليست بهذه الكيفية، فسيتركك تتحد،
فلماذا لا تتحد؟ ولذلك مسؤوليتنا أمام الله سبحانه وتعالى كبيرة جداً حيث أنه ليس هناك عائق خلقي لهذه الوحدة وليس هناك تهديد خارجي لهذه الوحدة، جميل طيب، إذاً فما الذي نحتاج إليه لهذه الوحدة؟ نحتاج إرادة، جميل. أولاً، ثانياً، عندما أتينا لندخل في التفاصيل وجدنا مصائب، وجدنا مصائب، نعم، ما هذه المصائب؟ هذه المصائب أولاً أن أصبحت... أو قد أوصلنا أنفسنا إلى أن مصالح كل قطر إقليمي قد تتعارض مع مصالح القطر الآخر، لا
حول ولا قوة إلا بالله. وهنا يبقى لا يتم لوحده، أي لأنه مَن منا الذي سيترك مصالحه وفي سبيل ماذا؟ وفي مقابل ماذا؟ ولأجل ماذا؟ أترك مصلحتي الآن، أترك مصلحتي لصالحك، وبعد ذلك لا أعرف ماذا ستفعل غدًا ولا ما الذي سيحدث غدًا. فهذه نقطة تمثل عائقًا كبيرًا، وهي أننا قد أوصلنا أنفسنا إلى تعارض المصالح. تعارض المصالح يعني تضاربًا في المصالح. جميل، المنظمات الدولية مثل جامعة الدول العربية ومثل منظمة المؤتمر الإسلامي ونحوها المفترض... إنها تعمل ليلاً ونهاراً على عكس هذا، على توحيد المصالح وتشابكها، بحيث يكون تنفيذ الوحدة محققاً لمصلحتي ومصلحتك،
وليس لمصلحة أحدنا فقط. نعم، من العوائق عدم... هناك شيء في الطبيعة يُسمى الأواني المستطرقة، نعم، ونظرية الأواني المستطرقة تقول إن المياه تكون في مستوى واحد مهما كان شكل الأنبوبة. الفتحة الأنبوبية الواسعة الثخينة والضيقة في البلد يسمونها المليان، يصب في الفارغ حتى يتساويا مع بعضهما. نعم، فدولنا ليست على نظام واحد، ففيها المليان وفيها الفارغ. لا يصلح أن نفتح المليان فيخرب بيته، نعم، لمصلحة الفارغ. يخاف أن ثروته ستتوزع على الفقراء المحتاجين وتضيع، نعم. وفي نفس الوقت قد لا تكفي هذه الأموال إذا استُخدمت
بطريقة عشوائية، فتذهب المياه إلى الأرض البور فلا تنتج الأرض البور ويضيع الماء. صحيح، فهذه مشكلة أخرى. ولذلك عندما أراد الاتحاد الأوروبي أن ينشئ فيما بينه اتحاداً، فإلى الآن اليورو موجود في كل أوروبا إلا إنجلترا، نعم، وذلك بسبب أنه... لم يستطيعوا الوصول إلى إلغاء الجنيه الإنجليزي مقابل اليورو، لكنهم ألغوا الفرنك والمارك والجولدن، وكلها أُلغيت، لكن لم يُلغَ حتى الآن الجنيه الإنجليزي. لماذا؟ لأنهم لم يستطيعوا إيجاد الأواني المشتركة مع الإنجليز. نعم، وهم يسعون إلى عملها، وقد حددوا سنة للوصول إليها،
ويعملون بجد فيها بحيث أنه عندما يحدث... استطراق فإنه لا يحدث أن الممتلئ ينصب على الفارغ فيتخرب بيت الممتلئ. نعم، لا يمكن للممتلئ أن ينصب على الفارغ فيؤدي إلى الاستطراق وليس إلى الاستنزاف. نعم، جميل، أي استطراق وليس استنزاف، ليس استنزافاً. نعم، هذا يحتاج إلى مجهود ويحتاج إلى وقت ويحتاج إلى خطة، فالقضية ليست قضية أن نجتمع. ونقرر كرؤساء جميعنا ونحن جالسون هكذا على الطاولة أن نصنع وحدة، أن نصنع وحدة، لا يوجد شيء اسمه هكذا. هذه الوحدة تُصنع اليوم وتُفك بعد غد، نعم، وتفشل كما فشلت الوحدة بين مصر وسوريا، وكما فشل الاتحاد الذي بين مصر وليبيا والسودان، وكما فشلت كل محاولات التجميع هذه
من... بالإضافة إلى هذا التمهيد، لا بد علينا أن نمهد الأرض ولا بد علينا من أن نوحد المصالح. أولاً، يجب أن يكون لدي مجهود ضخم في توحيد المصالح وفي بذل مجهود ضخم في تمهيد الطريق، إن صح التعبير. بحيث أنه عندما تحدث الوحدة، لا يتخرب بيت الغني ولا يغتني الفقير، يعني ماذا نريد؟ نحن نريد أن يكون الناس جميعاً متساوين. حسناً، ماذا نفعل في وجود أغنياء وفقراء؟ الأغنياء والفقراء... الفقراء لا نستطيع... الأشد فقراً... الغني، نعم. حسناً، وبعد ذلك؟ مساواة في الفقر؟ يعني إغناء الفقير غير ممكن، نعم، وإفقار الغني مصيبة حقيقية. سيضيع الفقير لأن هذا ليس الحل. هل يمكن أن صدقة، ولذلك نظرية الاستطراق هي من أهم الأمور في قضية
الوحدة. جميل نتاج البحث هذا، فيه بشرى أي تقول هذه البشرى أنه ليس هناك عوائق تجعل وحدة المسلمين مستحيلة، لا عوائق داخلية ولا تاريخية ولا خارجية، وإنما الحاصل أن وحدة المسلمين تحتاج إلى إخلاص نية وإلى عمل ضخم. وهمة جميل يبقى إذا أنا إن شاء الله العملية تحتاج فقط إخلاص نية، إخلاص نية، ليس هناك عوائق. هو في الحقيقة ليست مجرد كلمة، يعني ليست قضية سهلة. الأصل أن بعض الناس تظن أن المصيبة في الحكام، نعم، وأن هؤلاء الحكام يجتمعون اليوم في مدينة. كذا ويأخذوا قراراً ونصبح في الصباح
كذا. لا ليس هكذا أبداً. هذه تحتاج إلى أن توحد كل البلاد مصالحها أولاً، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً ووقتاً، وتضع خطة للاستطراق بحيث أنها إذا ما اتحدت فإنها لا تخرب الغنى وفي نفس الوقت لن تستطيع أن تطور من حالة الفقر. حسناً، لقد حان أحتاج إلى الاثنين معاً. إذاً يا مولانا، فاصل ونعود إليكم، فابقوا معنا نستكمل هذا الحوار الشيق مع الأستاذ الدكتور علي جمعة. فإلى ذلك الحين ابقوا معنا، فاصل ثم نواصل. السلام عليكم ورحمة الله، عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من الحلقة قبل الأخيرة من حلقات المبشرات مع فضيلة الإمام. الدكتور علي جمعة مفتي الدار المصرية: يا مولانا، لقد أوضحت لنا فضيلتك أننا لا نريد أن نقيم وحدة بسرعة حتى لا نُفقِر الغني ولا نتمكن من
إغناء الفقير. هنا يا مولانا، يَرِدُ على الخاطر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لنا أن الله يبعث لهذه الأمة رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها، أليس هذا نوعاً من أنواع البشرى يا مولانا؟ أن في متابعة أو في نوع من أنواع الرفق من رب العزة تبارك وتعالى أن هناك من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. بشرى وبشرى كبيرة وبشرى قد حدثت وتحدث. جميل. ولذلك الإمام السيوطي هناك ما يذكر تسعمائة وأحد عشر يُعدُّون من المجددين الذين جددوا الفكر الإسلامي، نعم. ويُعد من أولهم عمر بن عبد العزيز، نعم، على رأس المائة الأولى. وعلى رأس المائة الثانية الإمام الشافعي، نعم. وعلى رأس المائة الثالثة أبو الحسن الأشعري، وعلى رأس المائة الرابعة ابن فورك. وعلى رأس المائة الخامسة وهكذا ويعد نفسه على رأس المائة العاشرة. فبعد ذلك
يؤلف الشيخ عبد المتعالي الصعيدي رحمه الله تعالى كتاب "المجددون في الإسلام". ونرى فعلاً أن كل مائة عام يرسل الله سبحانه وتعالى من يحيي للأمة أمر دينها ومن يجدد للأمة شبابها ومن يجدد للأمة استطاعتها أن... توجد وأن يكون لها مكان وموطن قدم في هذا العالم وفي هذه الخريطة، أحياناً تتعلق الأمور بالصياغة وأحياناً تتعلق الأمور بالأفكار وأحياناً تتعلق الأمور بطريقة العرض والترتيب. إنه لا يحدث شيء جديد في الدين، أي أن الدين لا يتغير، بمعنى أن هؤلاء الناس لم يأتوا بدين جديد صحيح، وإنما الذي جديدًا كيف
تصل المعاني الراقية إلى الآخر بلغته وبما يصل إلى عقله ووجدانه. كيف أصل إلى قلبه؟ كيف أصل إلى أن يتأثر بي ويقتنع بي؟ كيف حتى أصل إلى أن لا يحاربني؟ أي أنه عندما أبين له حقيقتي ويطلع هو على حقيقة أمري، لن يحاربني. لماذا سيحاربني؟ ما... هو يرى أنني شخص طيب لدي وجهة نظر، وهذه الوجهة تعارضه أو تخالفه، لكن مع هذه المعارضة والمخالفة أنا لست في نزاع يقتضي القتل والقتال، ولست في نزاع يقتضي الصدام والخصام. ولذلك فإن طريقة العرض وصياغة الأسلوب واستعمال
المصطلحات واللغة التي بها يتم التفاهم بين الناس عليها أهمية كبيرة. نعم، إن ترتيب الأولويات له معنى كبير. وقضية الاجتهاد في المستحدثات لها معنى كبير أيضاً. كل هذا يندرج تحت دراسة الواقع لكي أطبق الأحكام. ودراسة الواقع وفهمه لهما معنى كبير ليتم تطبيق النصوص عليه بشكل صحيح. دراسة المآلات والتمسك بالمقاصد ومصالح الناس لها معنى كبير أيضاً. إذاً، العاقل خصيم نفسه، فقد أوتي خيراً كثيراً، لكن مع وجود هذا المجدد ومع وجود هذه البشرى وفرحنا بها وأن
الله لم يتركنا عبثاً، وبعد انقطاع النبوة استمرت المبشرات، ومن ضمن هذه المبشرات "وفيكم محدثون يلهمهم الله الصواب"، وكان عمر من أولئك المحدثين يلهمه الله الصواب. مع هذه الحالة هناك حالة أخرى من التخلف. والجمود والبقاء على القديم والعيش في مسائل الزمن الماضي والتقليد الممل أو التفلت وتقليد الآخر وتبعية الآخرين تبعية تذيب هويتنا وتذيب أوضاعنا، تقليد الماضي وتقليد الآخر ليس من الحق في شيء وليس من المبشرات في شيء، بل هو من المعطلات وهو من الخيبة، دعونا نقول هكذا، إنه من الخيبة
وعلى... ذلك فيجب علينا أن نتمسك بالاجتهاد وبالتجديد مع إخلاص النية لله، مع أن هذه الدنيا فانية وأنها مطية للآخرة، وأن الله سبحانه وتعالى - لا حول ولا قوة إلا بالله - ندعو الله أن تكون الدنيا في أيدينا ولا تكون في قلوبنا، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمتعنا بهذه البشرى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل هنا يا مولانا لأننا خلاص يعني بقي لدينا دقائق في حلقة اليوم والحلقة القادمة هي آخر حلقة من حلقات المبشرات ولا تزال هناك موضوعات كثيرة ومتعددة لكننا كنا نريد بعد إذن فضيلتك أن نركز على بعض الأمور كما فعل سيدنا محمد عليه بشرنا بأنه لا تزال طائفة من أمتي منصورين وظاهرين على الحق، قالوا: أين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس، أو كما قال عليه الصلاة
والسلام. وأن الرسول قال لنا - ومعظم المسلمين يعرفون هذا الحديث - أننا سنقاتل اليهود ونقاتلهم حتى يختبئوا، ويقول الحجر والشجر: يا خلفي يهودي تعال فاقتلوه مختبئ وراء شجر يسمى الغرقد لأنه ملجأ اليهود. فنريد أن نتناول هذا الموضوع باختصار في الدقائق المتبقية وفي الحلقة القادمة، أي بشرى بانتصار المسلمين وحل مشكلة القدس. سينتصر المسلمون، سينتصر المسلمون، والسبب في ذلك أن الحق معهم، أن الحق معهم. جميل، والحق واضح والباطل متلبس. جميلٌ! فدولةٌ غريبةٌ، عندما طلبوا من آينشتاين أن يتولى رئاسة إسرائيل قال: "أنا رجلٌ عالمٌ في الطبيعة، وهذه دولةٌ غيرُ طبيعية". دولةٌ غيرُ طبيعية، فكيف يمكنني أن أرأس دولة إسرائيل؟ مع هذا يمدُّ العرب أيديهم بالسلام فيرفض السلام، ويمدُّ العرب أيديهم
بالتفاهم فيقول: لا، وتُسمَّى اللاءات الإسرائيلية، والثانية والعاشرة والعشرين، ولذلك لأن الحق أبلج ولأن الباطل لجلج، فإن الذي سوف ينتصر ويبقى هو الحق. نحن نعلم، حسناً، هم يعلمون أيضاً. نحن نرجو من الله ما لا يرجون، نحن نرجو من الله عمارة الدنيا، نرجو من الله التوفيق في العبادة، نرجو من الله تزكية النفس. كثير جداً يقول... لك إن دولة إسرائيل دولة علمانية، أي بالرغم من ادعائها أنها دولة صهيونية ودولة يهودية ودولة إسرائيلية وما إلى آخره، إلا أن حقيقة الأمر أنها دولة علمانية. فإذا لمّا يأتي كل حجر وشجر ويقول: "يا مسلم، وراءي يهودي تعال فاقتله"، فإن الله على كل شيء قدير، إلا شجر الغرقد نحن... لدينا بلدة هنا على البحر الأحمر اسمها
الغردقة، نعم هي سُميت الغردقة نسبة لذلك الشجر. نعم، شجر يبلغ طوله حوالي ثلاثة أمتار، وأوراقه مدببة فيها شيء من البياض، يعني أخضر لكن مائل للبياض هكذا، ولها كأنها تحتوي على عطر، نعم، وتسمى بالغرقد، وهذا شجر مقدس عند اليهود وكثيراً. ما يزرعونه في الأراضي الآن التي تحتلها إسرائيل ويحصل فيما يسمى بالقلب المكاني فتسمى الغردق أو الغرقد، مثل جذب وجبذ، وسكب وسبك. هناك شيء يسمى القلب المكاني هكذا، القلب المكاني حرفان يأتيان مكان بعضهما وهي هي. ولكي نتذكرها "الغرقد" دعونا نتذكر الغردقة لأن الغردقة هذه هي... الشجرة التي هي شجر الغرقد
أو شجر الغردق في صحيح مسلم وهو صحيح الإسناد والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، بشرى للانتصار الحق لأنه حق وليس لأي سبب آخر. يعني إن شاء الله يا مولانا الحلقة القادمة هي آخر حلقة. نحن استمتعنا بعلم فضيلتكم، ربنا يعطيك الصحة يا مولانا في علمنا نريد أن نتحدث - بعد إذن فضيلتكم - في الحلقة القادمة عن المبشرات في آخر الزمان والمهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام، بعد إذن فضيلتكم، ولكن في الحلقة القادمة إن شاء الله. إلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم،