إن ضللت القبلة هل يجوز أن أصلي إلى أي اتجاه؟ | أ.د علي جمعة

إذا كنت في مكان ولم أستطع التعرف على اتجاه القبلة فهل يجوز أن أصلي إلى أي اتجاه؟ الإنسان عندما يكون في مكان، فإما أن يكون نهاراً وإما أن يكون ليلاً، فيحاول ويجتهد أن يعرف القبلة. فلو كنت في الساحل الشمالي فإن البحر في جهة الشمال، البحر في جهة الشمال والقبلة... في مصر في الجنوب الشرقي فاستقبل هكذا البحر ثم التفت عن يميني ثم أخذ خمسة وأربعين درجة هكذا تكون القبلة، فلو
كان البحر فيه خليج وضللني حيث إن هذا البحر الذي أمامي ليس هو الشمال بل هو خليج هكذا فهو الشرق مثلاً، معك موبايل اجعل الموبايل على مائة وستة وعشرين. البوصلة على مئة وستة وعشرين درجة تحدد لك القبلة، وأنا في الليل أعتمد على علامات في السماء تسمى عصا موسى، وعصا موسى هذه ثلاثة نجوم أو أربعة تشير في مصر إلى القبلة، في مصر فقط أو في مصر وما هو غربها تشير إلى القبلة، فننظر إلى أي اتجاه تشير هذه العصا مثل السهم. فكأنها هي القبلة، أو
انظر إلى غروب الشمس فيكون هذا جهة الغرب، فتكون هذه جهة الشرق، فاعرف الشمال من الجنوب واعرف اتجاه القبلة. قال لي: أنا لا أُحسن هذا، أو أنا ضرير لا أرى شمساً ولا أرى قمراً، وليس هناك أحد، ولا أعرف كيف استعمال الأجهزة هذه البوصلة التي موجودة. في الهاتف المحمول أو ما شابه فليصل حيثما اتفق، فإذا تبين له في أثناء الوقت أنه أخطأ أعاد، وإذا تبين له خارج الوقت أنه أخطأ لا يعيد. إذا تبين له أنه أخطأ ولكن
قبل أذان الصلاة التي بعدها - صلى الظهر وبعد ذلك تبين أنه صلى في اتجاه خاطئ - يعيد لأن الوقت ما زال متاحاً. بقي الوقت قد فات وأصبحنا في صلاة العشاء، فماذا أفعل إذًا؟ لا يصلي ولا يعيد، فقد أدى ما عليه باجتهاده.