ابنتي توفيت في العشرين من عمرها وأريد أن أزور قبرها ويمنعني ابني ويقول انه حرام ...

ابنتي توفيت في العشرين من عمرها رحمها الله تعالى. أريد أن أزور قبرها فيمنعني ابني ويقول أنه حرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله زوارات القبور". نعم، هو قال هذا ولكن لم يقل "لعن الله زائرات القبور"، زائرة اسم فاعل، تذهب مرة أو مرتين، ولكن زوّارة هي مقيمة طيلة النهار والليل بالمقبرة،
تذهب إلى المقبرة، تذهب إلى مقبرة ابنتها
لتُجدد الأحزان وترفع صوتها وتلطم وتشق الجيوب وتبكي، وعندما ترجع إلى البيت تقلب البيت حزن، هؤلاء هن زوارات القبور. أما أنا فقد ذهبت مرة، ذهبت مرتين، وقع الشوق في قلبي، فمررت على ابنتي وقرأت لها الفاتحة. لا بأس بذلك، إذاً النهي هنا معلل بالخروج عن نطاق الأوامر الشرعية، لأنه وردت أحاديث أخرى تبين هذا المعنى أن النبي مر على قبر أو قبر أهله. فوجد امرأة تصيح بجانبه فقال: "ويحك يا امرأة،
اصبري واحتسبي". هي لم تكن تعرف من هذا، لم تتعرف عليه. قالت له: "عليك عني"، يعني ابتعد عني. فذهب، فقالوا لها: "إنه الرسول". فقامت تجري وراءه: "يا رسول الله، آه! لم أعرفك، لم أعرفك أنك أنت الذي تقول لي اصبري". قال: "إنما..." الصبر عند الصدمة الأولى يعني أنه لا ينفعك صبر الآن بعدما أخذت هذا الأمر، لأن الصبر الذي سيُثاب عليه الإنسان هو علاقة بينك وبين الله كان ينبغي أن تمنعك من أن يحزن القلب وأن تدمع العين، ولا نقول ما يغضب الله، بل
تمنعك ابتداءً من أن تغضب الله. هذه المسألة. إذن زوارات أي من تفعل هذه المنهيات التي نهى الشرع عنها وليس محض الزيارة.