ابنتي ذات السبع عشر عاما تسألني لماذا رب العالمين خلقنا وخلق الكون ومن ثم يدمر الكون ويحاسب البشر

ابنتي ذات السبعة عشر عاماً تسألني لماذا رب العالمين خلقنا وخلق الكون ثم يدمره ويحاسب البشر وتبقى الجنة والنار وماذا بعد ذلك. كيف يدمر ربنا شيئاً خلقه؟ هل ذلك للتسلية؟ لا، ليس للتسلية وإنما للتكريم. كرمك ووهبك النعم، "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، "ولقد كرمنا بني آدم"، ثم أمر. ونهى فأمر بالقليل، أشياء بسيطة جداً، ونهى بالقليل، أشياء محدودة جداً. ويقول لك: اعمل هذا البرنامج وأنا أجعل الملائكة الذين سجدوا لك ابتداءً يخدمونك في الجنة. أنا وافقت، ألا بعد ما لا أوافق! أنا
مالي؟ أنا تركتك يا عبد تدخل النار بإرادتك. أنت تريدني ألا أدخل الجنة بإرادتي؟ لماذا؟ كما تركتك في... خلّ سبيلك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لست عليهم وما أرسلناك عليهم حفيظاً لست عليهم بمسيطر. اتركني يا أخي أدخل الجنة. نقول للفتاة ذات السبعة عشر عاماً هكذا في برنامج خالق الأكوان يقول لكِ افعليه تدخلي الجنة وتصيري كذا وكذا إلى آخره، لا تفعلي أنتِ حرة أيضاً لن نفعل. لك شيء آخر وهو أن الله يفعل شيئًا في هذا كله للاختبار والابتلاء والعبادة، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، عملية عادلة مقابلها ثواب وهكذا. إنما
شخص لا يريد أن يُكلَّف، لأن هذه الأسئلة كلها نتجت من هنا، سيظل يزعجني لماذا ويقول لي توضأ وصلِّ؟ هو أصلاً هكذا لا يريد أن يتوضأ ويصلي. نقول له: توضأ وصلِّ وستنال ثواباً كبيراً وعميماً وطيباً.