ابني عمره 12 سنة ولا يصلي فهل أضربه ؟ | أ.د علي جمعة

هل يجوز أن أضرب ابني على ترك الصلاة؟ سن ابني اثني عشر سنة. الضرب يفهمه الناس بمفاهيم مختلفة. الضرب يبدأ بأن يقول له "كخ"، وهذا ما فعلته، وليس هو الضرب الذي يتحدث عنه التربويون بأنه مؤذٍ وبأنه مؤثر في نفسية الطفل. ليس المقصود أن تجلده أو تضربه. بالعصا حتى يتعود جسمه عليها تعتبر عقوبة بدنية قاسية، ولكن الولد عنده
اثنتا عشرة سنة، نبدأ معه ونحرمه من المصروف، وفي بعض الأحيان بعض المدارس التربوية تقول لك أن تحرمه من العشاء، وبعضها الآخر يقول لك لا، لئلا يؤثر العشاء على بنيته وتكوين جسده، فدع حكاية العشاء هذه، واحرمه من... الفسحة أن يذهب للتنزه مع أصدقائه. تذهب لتحرمه من أصدقائه: "اليوم يوم الأربعاء، أنت لن تخرج، كفى، أنت تخرج كل يوم خميس، فلا تخرج اليوم". تحرمه من شيء يحبه: مشاهدة التلفاز، لعبة إلكترونية، أي شيء. ثم إذا جاء دور الضرب، فالضرب هو إظهار غضب الولي وليس انتقاماً ولا تأثيراً. في جسد الطفل، لماذا
لا تصلي؟ أنا غاضب منك. نعم، حسناً، لأن الضرب يصدق بهذا. إذاً فهناك فرق بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص. النص يتحدث عن الضرب أنه إذا بلغ الأولاد، لكن أي ضرب؟ ما تفسير الضرب؟ الضرب هنا نموذج للعقوبة، وهل ينتهي بذات الضرب؟ نعم. لأنه لا يجوز أن نستنبط معنى من النص يعود على النص بالبطلان، لا نقول إن العقوبة التي ليس فيها ضرب، بل فيها ضرب، فتكون كيفية الضرب في التطبيق، وكيف يكون التطبيق ضرباً خفيفاً، ما هو هذا الضرب الذي
كان النبي عليه الصلاة والسلام يستخدمه عندما تأخر أنس عليه وهو يحمل سواكاً هكذا. على أذنه الشريفة فقال له: "السواك هذا ما هو؟ قطعة عود شجرة هكذا، هاتها واضرب أنت نفسك بنفسك". لا يوجد إظهار للغضب. قال له: "والله لولا أني أخاف الله لضربتك بهذا السواك" عليه الصلاة والسلام. "لضربتك بهذا السواك". هذا هو الضرب، لكن سنفهم الضرب بأنه الجلد، بأنه الانتقام، بأنها إهانة. لا، هذا ليس ضرباً، هذا عدوانٌ، فهناك فرقٌ في التطبيق. لا بد
علينا ونحن نتعامل مع الشريعة أن نفرق بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص. اتخذها قاعدةً عندك في ذهنك دائماً، لأنه تُحَلُّ كل مشكلة بها، ولا يكون هناك أي نوع من أنواع العدوان أو الطغيان. أو كذا إلى آخره، وبالرغم من ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم في غير الجهاد لم يضرب كفاً على كف، يعني لم يضرب أحداً لا بالألم ولا على يديه ولا بالسواك. هذا يقول له: "لولا أني أخاف الله لضربتك بهذا السواك"، لكنه لم يضربه، هو يهدده ويعني هو لو... هذا كان من المفترض أن يكون نهاية فرحتي، ولكن لم يفعل ذلك، وهكذا لم
يضرب نساءه قط، وقال: لا يضرب خياركم. وضرب المرأة يكون بمثابة إظهار للغضب، هناك ثقافات هكذا بُنيت أن المرأة إذا حدث ولم يضربها على يديها هكذا، تقول له: طيب أنت لم... نعم بينت أنا لم أقل. لك مرة واثنتين، نعم أنت قلت يعني على سبيل الندب وليس على سبيل الوجوب. كيف يتحول الندب عند هذه الثقافات إلى وجوب بإظهار الغضب الذي يتم بذلك الضرب؟ هو فقط تصوير الأمر في غير ما هو له، ولذلك ربنا أعطانا خيارات: "فعظوهن" ثقافة "واهجروهن في المضاجع". هذه ثقافة أخرى تماماً، و"واضربوهن" هذه ثقافة ثالثة
لا تصلح الآن مع الفتيات في أمريكا وكندا، لأنهم علّموهن أن من يلمسكِ هكذا فقط، عليكِ أن تطلبي الشرطة فوراً. انتهى الأمر، فعقلها يكون هكذا. إذاً خاطبوا الناس على قدر عقولهم، فهذا الأسلوب لا يصلح معهم. في إفريقيا وفي جنوب آسيا أن المرأة لا تريد ذلك إلا أن تُظهر لها الغضب وهكذا، ففرقوا بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص بما يجعل الحياة أكثر سعادة.