اسمع اتباع بعض الطرق الصوفية قولهم مدد يا رسول الله أو مدد يا سيدنا الحسين ونحو ذلك أو يقولون اغثنا

اسمع اتباع بعض الطرق الصوفية قولهم مدد يا رسول الله أو مدد يا سيدنا الحسين ونحو ذلك أو يقولون اغثنا - فتاوي
يسأل سائل يقول: أسمع من بعض أتباع الطرق الصوفية قولهم "مدد يا رسول الله" أو "مدد يا سيدنا الحسين" ونحو ذلك، أو يقولون "أغثني".
لقد كان العرب والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وعلمنا هذا المنهج أن نتكلم باللغة العربية على مقتضى أهلها، وكان العرب قديماً إذا أرادوا أن... يقدمون قصيدة مديح بدأوها بالتشبيب، والتشبيب معناه أن يذكر شيئاً من الحب العاطفي، والحب أمثل ما يكون بين الرجل والمرأة لبناء الأسرة ولعمارة الدنيا. والله سبحانه وتعالى أمر بهذه الأسرة ووضح لنا
في قصة الخلق أنه خلق آدم ولم يكتفِ بذلك بل خلق منه حواء. قال تعالى: "يا أيها يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذي من أجل عمارة الدنيا عن طريق الاجتماع البشري، ومن هنا جاءت
المحبة، فهو الذي خلق سبحانه وتعالى لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة، فأشار أيضاً إلى هذا. الحب الذي هو بين الرجل والمرأة، لمّا عرف العربي بفطرته هذا، وأراد أحدهم أن يقدم قصيدة اعتذار لرسول الله وفيها المديح، قال: "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول"، يعني سعاد بعدت عني فأنا متضايق اليوم، حتى يرق قلب رسول الله. وكانت تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية اسمها بريرة. متزوجة لرجل لا تحبه وهو يحبها اسمه
مغيث، فأعتقت عائشة بريرة جزاءً لخدمتها وإخلاصها في تلك الخدمة، والأمة إذا ما تحررت فلها الخيار أن تستمر مع زوجها وهو عبد أو ألا تستمر، فاختارت بريرة الانفصال، وكان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتنظر حال مغيث؟" يا رسول الله، فإنه يسير في المدينة يبكي حتى نرده إلى بريرة. هلَّا كلمتها؟ هو
سيدها ونبيها ومعتقها، وفضله عليها غير منكور. قال لها: "يا بريرة، وصل الحب بالمغيث إلى أنه يبكيك". قالت: "أتأمرني أم تتشفع يا رسول الله؟" قال: "لا آمرك بل أتشفع". قالت: "إذًا فلا". يظهر مغيث كان. محزنها كثيراً فمغيث يطوف بالمدينة باكياً من حبه لبريرة والنبي يتوسط في هذا الشأن وعمر يطلب من سيدنا صلى الله عليه وسلم أن يصلح بين المحبين وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون على منابر من نور يوم القيامة فلما كان الأمر كذلك رأينا البصيري وهو في بردته عندما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أمن تذكر جيران بذي سلمٍ مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدم. يتشبب في حبيبته ويقصد بذلك طيبة الطيبة، لكن الصياغة تدل على كأنه يحب امرأة. ويقول شوقي وهو في نهج بردته: ريمٌ على القاع بين
البان والعلمِ أحل سفك دمٍ في. الأشهر الحروب رمى القضاء بعين جؤذر أسداً يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجل فهذه الأسر وهذا الحب من كلام العرب وعليه نفهم كلام أولئك العرب بعد ما تدخلت الأهواء وحصروا الأمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فخالفوا سنته وكروا على الديانة كلها بالبطلان فأفسدوا الدين والدنيا معاً من هذه المجازات أن تطلب الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وهذا هو المدد الذي يليق به. امددنا بشيء من عندك يا رسول الله. هم يريدون أن رسول الله يأمرك بهذا على عينه هكذا، ورسول الله يقول: "تعرض علي أعمالكم، فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت غير ذلك...". ذلك استغفرت لكم والله يقول: "ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول". هذه المادة هي بنص القرآن "لوجدوا الله تواباً رحيماً". ولذلك أظهر الله قبره وأعلى شأنه واتفق عليه الجن والإنس والكافر والمؤمن، حتى تبقى هذه الآية إلى
يوم الدين يلجأ إليه المسلمون عندما تضيق بهم. الأرض بما رحبت ويذهبون إلى قبره الشريف يلتمسون منه الدعاء مدد يا رسول الله ادعو لنا يا رسول الله اغثنا يا رسول الله بالدعاء دعاء لمن لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والدعاء هذا الذي يفعله رسول الله مع علو مقامه ومكانه ومكانته عند الله أقرب وأرجى للاستجابة، ولكن هو القاهر فوق عباده، فالله قاهر فعال لما يريد،
لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. فالله متفرد بالجلال والجمال والكمال. "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"، والرؤوف الرحيم صلى الله عليه. وسلم يقول: "والله لو علمت أنني لو استغفرت فوق السبعين لاستغفرت له". فرسول الله يستغفر والله لا يستجيب، لكن هذا في الأقل عندما يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعلمه الله، وهو يعلم السر وأخفى من السر. ولذلك يأتي في مشاهد يوم القيامة أن رسول الله يأتيه قوم
على الحوض فيناولهم كأساً حتى يشربوا من يده الشريفة فيُحال بينهم وبينه، فيقول: "يا رب، أصحابي أصحابي"، فيقول: "صه يا محمد، اسكت فإنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". وهذا يدل على أن الله هو القاهر فوق عباده، وأن الله فعّال لما يريد، ولكن علينا أن نلجأ إليه. وأن نلتمس إليه الدعاء وأن نطلب من الصالحين أحياءً وأمواتاً الدعاء والله فعال لما يريد، فمدد يا رسول الله إنما هي نوع من أنواع طلب الدعاء من روحه الشريفة في مكانه
المنيف لقربه من الله سبحانه وتعالى. أغثنا يا رسول الله، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا فيما علمنا أن نطلب من عباد الله حتى غير المرئيين منهم المدد، فقال: "إذا ضل بعيرك في الفلاة فقل: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله احبسوا". أنت وحدك في الصحراء والبعير هرب منك هكذا، فـ"عباد الله" من هم؟
نعم، إنهم الملائكة، فإن لله ملائكة يحبسونها عليك. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. ومما رزقناهم ينفقون، فهذه البلية التي عليها النابتة حيث ينكرون ما أقره العلماء وما أقره أهل الله وما وافق اللغة، قادحين في ذلك في عقيدة من فعل جهلاً منهم وطغياناً وغباوة وعماءً. إنما هو تغيير لملامح الدين الذي نُقِل كابراً عن كابر وطبقة بعد طبقة حتى وصلنا غضاً طرياً لا. يعكر صفوه شيء من هذه الترهات ظن
ابن تيمية أن كلمة اغثنا يا رسول الله هي دعاء له وليست طلباً نطلب منه الدعاء فأنكرها فجعلوا له مجلساً يحاكم فيه من أكابر العلماء فقال أنا أقصد أن ندعو النبي في ذاته قالوا له وهل يرد في ذهن مسلم أن يدعو النبي في ذاته لم أرَ مسلماً يعبد النبي، فهذا لم يحدث. قال: هذا هو المعنى الذي نفيته. طيب، وطلب الدعاء؟
قال: لا، هذا لم ننفِه. فالعلماء عملوا محضراً وقالوا: على كل حال، إذا كان قد تبرأ من المعنى القبيح وأقر بالمعنى الصحيح، فنعفو عنه. إلا العز بن جماعة قال: أراه... يتلاعب بكم ولا نعفو عنه، فصدر الحكم بالأغلبية أن أغلب العلماء اكتفوا منه بهذا التصريح، والعز قال: "أبداً، من اتهم أن الاستغاثة برسول الله إنما هي نوع من الشرك لا يُسامح". من
أين أتيت بهذا الكلام؟ ابن كثير في البداية والنهاية، وهو ممن كان ينبهر بابن تيمية وعلمه وفضله، ولكل. حصان هفوة من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط فكلمة مدد يا رسول الله تعني أننا نطلب من روحه الشريفة الدعاء فإذا استجاب ودعا فإن الأمر تحول إلى حضرة الرب سبحانه وتعالى فإن أراد أن يستجيب
بعلمه وحكمته فعل وإن أراد ألا يفعل فهو فعال لما يريد لا يتعالى عليه أحد فهو سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء ويسلب من يشاء ويعطي من يشاء ويحيي من يشاء ويميت من يشاء بيده الملك وبيده الخير وهو على كل شيء قدير هذا والله تعالى أعلى وأعلم