اعمل مدرس وأثناء فترة الاجازة الصيفية لا نذهب في بعض الأوقات للعمل فما حكم الراتب؟ | أ.د علي جمعة

اعمل مدرس وأثناء فترة الاجازة الصيفية لا نذهب في بعض الأوقات للعمل فما حكم الراتب؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يقول أثناء فترة الإجازة الصيفية لا نذهب إلى المدرسة، يعني هو مدرس، وفي الإجازة يأخذون ما يسمونه - كنا ونحن صغاراً نسميها فسحة - فسحة تعني إجازة، أي إجازة الصيف، لكن لابد أن يكون شخص ما في المدرسة، شخص قادم ليقدم ورقة، أو شخص يريد أن يسأل سؤالاً، أو شخص يريد شيئاً ما، فلابد من وجود شخص ما. المدرسة يكون فيها حياة، أي أن ناظر المدرسة أو مديرها ينظم لهم هذه المسألة، فواحد يقول له: "أنا سأذهب للاصطياف أسبوعاً"، وآخر يقول له: "إنني مسافر إلى البلد"،
وآخر يقول له كذا وكذا. فينظم لهم ويقول له: "حسناً، أنت تعال في الأسبوع الفلاني، وأنت خذ إجازة أسبوعين وربع، وأنت كذا"، وهكذا. يقول: "هل راتبي حلال أم حرام؟ أنا آخذ راتباً في التقسيمة التي وضعها المدير، هل هذه حلال أم حرام؟" لنرجع إلى فقهائنا، ماذا يقول فقهاؤنا؟ يقولون لك: "العمل على نوعين: لتحقيق نتيجة أو لبذل مجهود". احفظ، احفظ: العمل، أي عمل، يكون على نوعين: واحد الذي مطلوب منه بذل المجهود وليس النتيجة أن العوام عندما حضروا دروس
المشايخ فعلوا هذا، فمثلاً يقول لك: "أأنا مغسل الوضوء من أجل الجنة؟ أنا غسلت ما هو واجب علي، ضمن الله لي الجنة"، يعني "أنا ضمن الله لي الجنة". إذاً، إذا كان هذا مطلوباً منه بذل مجهود، ضربوا مثالاً بالطبيب: ما المطلوب من الطبيب؟ الشفاء، والله الشفاء. الشفاء بيد الله، والمطلوب من الطبيب بذل المجهود، ويطلقون عليه مجهود الرجل المعتاد، أي الطبيب المعتاد الذي ستحاسبه النقابة إذا قصَّر فيه. نقابة الأطباء تقول له: "لماذا لم تفعل ما تعلمته في الكتاب الذي علمناك إياه؟ لماذا قصَّرت واستهنت هكذا؟" فيما لو أنه قصَّر واستهان. قصّر
ولا له علاقة على بما يرضي الله وكما علموه ومات المريض أجلاً ولا يؤاخذ الطبيب إطلاقاً إلا عند التقصير أو التعدي لكن بذل المجهود كالرجل المعتاد يعني ماذا الرجل المعتاد يعني الشخص المعتاد في هذه المهنة المهندس كذلك المحاسب كذلك لن يؤاخذ أحد بقدر الله إنما يؤاخذ بتقصيره أو تتجاوزه هذا نسميه بذل مجهود والثاني لتحقيق نتيجة وضربوا مثالًا به الفنان الرسام هذا شخص يرسل لك لوحة أو الخطاط سيكتب لك لوحة هكذا فلان الفلاني
كذا وكذا وكذا، حسنًا، أتى وجلس شهرًا يبذل مجهودًا ويحضر ويكتب ويعمل وكلما أتى ليكتب على شيء ينسكب عليه الحبر أو تتمزق الورقة. تتكسر الرخامة وأتيت إليه بعد شهر فقال لي: "والله أنا لا أعرف ما هذا، لماذا تصطدم معي؟ أنا لم أصنع اللوحة لأنه كلما صنعتها يظهر فيها شيء". أقول له: "حسناً، وأنت لن تأخذ مني النقود، لماذا؟ لأنني أريد تحقيق نتيجة، أريد تحقيق نتيجة ولا أريد بذل مجهود". يقول... والله لو عرفت مقدار التعب الذي عانيته في هذه اللوحة لأعطيتني ثمانية. أقول له ولكن أين هي حتى
أعطيك ثمانية؟ إذن المطلوب منه هنا ليس بذل مجهود، بل تحقيق نتيجة. تحقيق نتيجة. فعندما يأتينا سؤال مثل هذا، يجب أن نحن... لنرَ، هل هذا بذل مجهود أم تحقيق نتيجة؟ المدرسون في الصيف، هل المطلوب منهم الحضور فقط أم المطلوب منهم أن تكون العملية التعليمية على أحسن وجه؟ الحقيقة أنه مطلوب منهم أن تكون العملية التعليمية على أكمل وجه، إذن ليس المطلوب منهم بذل المجهود، وإنما المطلوب منهم تحقيق النتيجة، وأنا أريد... المدرسة تكون فيها حياة، المدرسة فيها حياة، فهذا يعني أننا حققنا النتيجة، وهذا يعني أنه ينفع، وقس
على هذا. دائماً تبحث عن بذل المجهود، كل الإداريات هكذا، انظر إلى بذل المجهود وتحقيق النتيجة، فإذا كان هذا من صنف بذل المجهود وبذله فلا تثريب عليه ولا مؤاخذة وشكراً لك، أما تحقيق النتيجة فلا بد أنه... يعطيني شيئاً طيباً، ولذلك لو أن هذا المدرس جلس يبذل مجهوده وبعد ذلك رسب جميع الطلاب، فهذا يعني أنه لم يحقق النتيجة المطلوبة مني، لأنه بذلك لم يُعَلِّم، لم يُعَلِّم. إذاً، لكي نضبط الأمر، نأخذ من هذا السؤال قاعدة: الأعمال على قسمين: تحقيق نتيجة وبذل مجهود، وعلى الدوام تقيس الأمور ببعضها.