افتتاح قاعة الوثائق القومية فى دار الكتب

الديار المصرية: أهلاً بسيادتك دائماً معنا، وقد شرفت هذا المعرض الكبير الذي له دلالة خاصة عند سيادتك. أهلاً وسهلاً بكم. ما هي الدلالة، فضيلة المفتي، على هذا المعرض الذي يؤكد على قيمة الإسلام السمح؟ بسم الله الرحمن الرحيم، دلالته كبيرة، دلالة نقطة مضيئة للالتقاء بين الشرق والغرب، بين النمسا... ومصر بين دار الكتب الوطنية في النمسا في فيينا وبين دار الكتب المصرية الدار الوطنية في القاهرة دلالته كبيرة في العلاقة التي كشفها هذا المعرض عَرَضاً بين المسلمين والمسيحيين في القرن الأول، دلالته كبيرة في ذلك المنهج العلمي المتخذ في قراءة مثل هذه المستندات الذي يحتاج أولاً إلى أن نعمل بروح الفريق، خمسون عالماً جلسوا على هذه المستندات من أجل ترجمتها من العربي إلى العربي، من الخط القديم ومن الأسلوب
القديم إلى أسلوب حديث يستطيع القارئ العربي المعاصر أن يقرأه. دلالة ذلك كبيرة في المثابرة والاستمرارية في العمل وعدم الاستهانة بالقليل من المجهودات، وأيضاً دلالته كبيرة في التراكم. المعرفي الذي في النهاية أوصلنا إلى هذا، أما النتائج فهي الكشف عن الحالة الاجتماعية في مصر، والكشف عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في القرن الأول في مصر وأوروبا. فضيلة المفتي في مصر وأوروبا في ذلك الوقت، كل هذه المستندات إنما هي مستندات عربية مصرية في القرن الأول ولكن قامت بها. مكتبة فيينا وهذا يدل على أن العلم يتعدى الحدود ويتعدى الديانات ويتعدى الحضارات وأن العلاقة بين الحضارات
ينبغي أن تكون هي التفاهم والمشاركة والتعاون وأن نعمل معاً في روح الفريق وليس صدام الحضارات. هذا المعرض هو دليل عملي بسيط ولكنه عميق على أن صدام الحضارات مسألة خرافية وأننا عبر التاريخ ينبغي أن نهتم بتلاقح الحضارات باستفادة الحضارات بعضها من بعض، وهكذا ونحن نطّلع على الحالة الاجتماعية من بيع وشراء وزواج وطلاق وكفالة، والمسلم الذي يستلف من المسيحي والمسيحي الذي يضمن المسلم، نعرف وتتكشف لنا ما نحن فيه الآن من نسيج الوحدة الوطنية الذي أبهر العالم، وعدم قدرة كل هذه الأحداث المفتعلة. نعم. أو الأحداث التي تأتي من غباء أو من تعصبات أو من جهالة في هدم هذه الوحدة الوطنية. كيف هذا وأصلاً المسلم لا يطيق
المسلم في بعض البلاد، والمسيحي لا يطيق المسيحي في بعضها الآخر؟ كيف هذا؟ ما هذه المصرية المتغلغلة؟ ينبئنا هذا المعرض بمثل هذه الإجابات عند التأمل. نحن نريد من مثل هذه المعارض أن تحفز أبناءنا على العمل، وتحفز أبناءنا على البحث العلمي، وتحفز أبناءنا على الانفتاح على الحضارات الأخرى والاستفادة منها. وليس هذا الكلام فقط، بل إننا نريد أن تكون رسولاً في كل أنحاء أوروبا، ولكل المشككين في سماحة الإسلام، فهذه تأتي كأنها من عند الله. لأن هذه شهادة ليست من عندنا ولا من حولنا وقوتنا وإنما هي شهادة بريئة لكنها قوية وعميقة لتشهد على تاريخ هذا الأمر وكيف كان المسلمون وكيف هم الآن ومن هم الجمهور العريض لهم، ولذلك نحن دائماً
نقول: لا بد عليكم أيها العالم كله غربه وشرقه أن تضعوا أيديكم مع الوسطية. أن تضعوا أيديكم مع جمهور المسلمين، أن تضعوا أيديكم مع الإسلام في حقائقه ومصادره، لا أن تضعوا أيديكم مع مجموعة ضلت فأضلت وانحرفت فانجرفت. لا بد عليكم أن تعلموا أننا في جو محتاج إلى - ونحن في التغيير مثلاً - أن يكون التغيير نابعاً لا تابعاً، نابع من هذا الذي... ترونه الذي اكتشفتموه وكأنه اكتشاف جديد ولكنه في الحقيقة ترجمة للحاضر وعمل للمستقبل فضيلة المفتي. أخيراً، الرسالة التي تود أن ترسلها لمن يعنيه الأمر في كل أنحاء العالم بتوقيع فضيلة المفتي الدكتور علي الجمعة مفتي الديار المصرية: "وقل اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنين". هذا الكلام ليس قصيراً على أبناء. الإسلام إنما هو لكل العالم، وقل اعملوا لكل الناس في المطلق، في المطلق. الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب رئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية، أهلاً بسيادتك دائماً معنا من خلال القناة التلفزيونية. أهلاً بك، أهلاً وسهلاً أستاذ دكتور محمد، هذا المعرض له دلالة خاصة وله قيمة تاريخية وإسلامية نعرضها لحضرتك. مشاهدينا، سريعاً هذا المعرض هو عبارة عن نماذج من مقتنيات المخطوطات، آسف، البرديات العربية المودعة في المكتبة النمساوية والمكتبة القومية النمساوية ودار الكتب المصرية. يعني لا يوجد سبب للاستطالة على اختيار موضوعات بذاتها، ونحن اخترنا نماذج من هذه البرديات وهم اختاروا نماذج ونعرضها. المعنى
المقروء من كل هذه النماذج أطابت. يا دكتور محمد، معنى المقروء من كل هذه الرسالة الواسعة ومن كل هذه النماذج هو كيف كان الإسلام عظيمًا، كيف كان الإسلام سمحًا، كيف كان الإسلام، أي كيف بدأ الإسلام من حيث انتهت الحضارات التي سبقته، سواء كانت حضارة مصرية أو حتى مجمل الحضارات المصرية القديمة التي لم تعبّر. لا تعبر هذه النماذج عن نتاج مبتسر من الواقع الاجتماعي والواقع الثقافي لحياة المصريين، سواء كانوا مسلمين ممن دخلوا في الإسلام، أو العرب القادمين إلى مصر، أو من بقوا على ديانتهم من النصارى واليهود أو المسيحيين واليهود. القراءة المهمة جدًا أنه كان هناك... حالة من حالات التعايش الرائع جداً، تقرأ ذلك في البيع، في الشراء، في الرهن، في العتق، في المقايضة، في المناسبات،
في الأعياد المختلفة. تقدم كل هذه المقتنيات معنىً واسعاً جداً يمكن قراءته من مداخل كثيرة جداً، لكن القراءة الرئيسية أن الإسلام كان عظيماً وأن الإسلام كان. متسامحاً، وإن ما يحدث للأسف الشديد من قراءات مبتسرة وقراءات ضيقة ونصوص مختارة لا تعبر عن سماحة هذا الدين الحنيف وافتراءات مختلفة. نعم، وهذه النماذج كلها من القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني حيث كان الإسلام ما زال بفطرته وبمعناه الإنساني وبمعناه الاجتماعي وبمعناه الثقافي، دكتور محمد صابر سيادتك. رئيس الهيئة وهذا المكان المتميز الذي يعطي ثقافة وعلماً، نريد أن يكون مكاناً مفتوحاً لكل من يريد
أن يتعرف على هذه القراءات. مفتوح يعني لك أن توجه دعوة عامة لكل من يريد، دعوة عامة لكل من يريد أن يزور الدار. مفتوحة كل يوم من التاسعة صباحاً إلى الخامسة وفي... في الصيف، ستكون المواعيد ليلاً في الثامنة، وستكون مفتوحة لكل المصريين بجميع أعمارهم، وللأجانب، ولكل من يريد أن يعرف وظيفة دار الكتب القديمة والجديدة في باب الخلق. حسناً دكتور محمد صابر، هذه هي البداية الطيبة لسيادتك من خلال هذا المجال، لكننا نقول إن الخطوات المتبقية هي لتعريف الناس كافة والعالم كله بحقيقة الإسلام السمح. يعني كل الجهات يجب أن تتعاون في ذلك: التعليم، الثقافة، الإعلام، الفرد، الإنسان ودوره كذلك، وأيضاً الإسلام، السياق القومي، من خلال هذا الافتتاح الكبير لفضيلة المفتي الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية والسفير النمساوي بالقاهرة والدكتور محمد صابر عرب. شكراً لكم ونلتقي معكم في لقاء قادم
إن شاء الله.