اقترضت مالاً من صديق ثم اختفى فماذا أفعل بهذا المال؟ | أ.د علي جمعة

اقترضت مالاً من صديق ثم اختفى فماذا أفعل بهذا المال؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
اقترضت مالاً من صديق ولكن انقطعت أخباره ولا أستطيع رد أمانته، فماذا أفعل بهذا المال؟ ضعه في دفتر توفير أو في بنك باسمه، وأخبر ورثتك أن هذا المال يخص فلاناً، وعندما يأتي يكون الألف قد أصبح ألفين أو ثلاثة أو أربعة، فيأخذها عندما يظهر. افصله من مالك وضعه باسمه كما هو وَدَعْهُ يتكاثر. وفي حديث الثلاثة في البخاري الذين دخلوا الغار فأُغلِقَت عليهم الصخرة،
فتوسلوا بأعمال صالحة لهم، فكان واحد منهم رجل له دَيْن، كان أجيرًا عنده فذهب ولم يأخذ أجره، ثم رجع إليه بعد سنين قائلاً له: أين أجري الذي كان لي؟ هل عندك عشرة جنيهات؟ قال له: كل هذا الوادي من الإبل والغنم والبقر ملكك؟ قال له: نعم. أمم يعني أنت لن تدفع العشرة جنيهات وتسخر بها! أنا أريد العشرة جنيهات، الله لا يسيئك، لأنني محتاج إليها بشدة. قال له: والله العظيم كما أقول لك، لقد أحضرت لك. معزة وخروف ومعزة ولا شيء يعني شاة شاة وأنجبوا وربنا
رعاهم حتى أصبحوا ثلاثين أو أربعين أو خمسين، فباع منهم واشترى بقرتين. وأنت هذا كل ما لديك؟ كل هذا ملكك؟ هذا منذ عشر سنوات؟ قال: فأخذهم ومشى. حسناً أعطه هدية. لكنه لم يعطه. حسناً أعطه. له أجر المراعاة لم يُعطَه، والرجل لم يكلمه، فاعتبر الله تعالى هذا عملاً صالحاً يوجب الفرج عليه وعلى من معه، ففرج الصخرة بحيث لا يخرج منها أحد حتى أكمل الثلاثة أعمالهم الصالحة، فانفرجت وخرجوا. وهنا أجاز العلماء التوسل بعمل الصالحين الآخرين،
إذ إن كل واحد توسل بالاثنين الآخرين. هو وحده لم يستطع، فالثلاثة معاً نظر الله إليهم بنظر الرحمة وأخرجهم من الغار، وهذا يسمى حديث الغار. فنقترح على أخينا هذا أن يضع هذه الأموال في دفتر توفير، يضعها في بنك كذا، وعندما يأتي صاحبنا بعد ذلك يأخذ المبالغ كلها التي نتجت عن هذا.