الأشباه والنظائر | حـ 4 | أ.د علي جمعة

الأشباه والنظائر | حـ 4 | أ.د علي جمعة - الأشباه والنظائر
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. يقول المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه وعلومكم في الدارين آمين: المبحث
الثالث فيما شُرعت النية لأجله، المقصود الأهم منها تمييز العبادات من العادات، وتدخل أيضاً في نية قطع السفر، إذ النية تدخل في نية قطع السفر لأن القاعدة أنه إذا اجتمع الحضر والسفر قُدِّم الحضر. فإذا نوينا قطع السفر تحول إلى حضر، وهنا تترتب عليه أحكام، فمثلاً لا يجوز الإفطار في رمضان إذا كان الفجر لم يؤذن بعد ونويت قطع نية السفر. وكيف يُقطع السفر؟ قالوا... بالتأهل يعني أن تتزوج، أنت مسافر إلى الإسكندرية في أمانة الله، وهناك مارست أحكام السفر، فجمعت
وقصرت وأفطرت ومسحت على الخف ثلاثة أيام. نويت قطع السفر بالزواج، فمن تأهل في بلد أقام، يعني أصبحت مقيماً. لا يصح أن تتزوج في بلد وأنت ما زلت مسافراً، لا يوجد شيء اسمه مسافر متزوج من. أهلُ البلدِ، إذا تزوجتَ في بلدٍ أقمتَ فيها فتزوجتَ وانقطعَ السفرُ، فنيةُ قطعِ السفرِ موجودةٌ. نيةُ الإقامةِ أنكَ ذاهبٌ في سفرٍ وعائدٌ، وبعدَ ذلك نويتَ أن تبقى هناكَ لأيِ سببٍ كان، فقطعتَ السفرَ. نيةُ قطعي للسفرِ يترتبُ عليها الحضرُ، وإذا اجتمعَ الحضرُ والسفرُ في
مدةٍ واحدةٍ، قُدِّمَ الحضرُ. فيصبحُ انتهى فصلُ الصلاة. انتهى جواز الجمع، انتهت ثلاثة أيام الخوف وستعود إلى يوم واحد، انتهى. وهكذا وقطع القرآنية حتى تعد قرآنا. في الصلاة، وقلنا إن القرآن لا يكون كذلك إلا بالنية باتفاق العلماء. يعني عندما تقول "هنيئاً مريئاً" وهذا قرآن، فهي موجودة في القرآن "هنيئاً مريئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية"، "يا يحيى خذ الكتاب". بقوةٍ يا إبراهيم، أعرِضْ عن هذا. يا هذا قرآن! بسم الله الرحمن الرحيم، أهذا ذِكرٌ أم قرآن؟ أم ماذا نفعل؟ لماذا؟ لأن القراءة تحتاج إلى طهارة. كان يقرأ القرآن على كل حال إلا أن يكون جُنُباً، فهل
يجوز للجُنُب أن يتلفظ بهذه الأشياء؟ قدَّمَ لكَ شيئاً فقال لكَ: هنيئاً. مريئاً أو عنده جنتين، قال انظر مدهامتان، هل يجوز أم لا يجوز؟ القصد هو النية. ماذا تقصد بمدهامتان؟ الآية التي في سورة الرحمن، إذاً لا يجوز. أما الكلمة في اللغة فتعني أنها شديدة الخضرة مائلة إلى السواد من شدة خضرتها، إذاً يجوز. ماذا تقصد ببسم الله الرحمن الرحيم؟ كل أمر ذي بال لا يبدأ... لا يبدو كذلك ولا تقصد الآية التي هي من سورة الفاتحة وهكذا، فأنت محتاج هنا إلى النية حتى يترتب
عليه الأمر. وقراءة القرآن جُنُباً بقصده، يعني ماذا بقصده؟ كما قلنا وشرحنا هكذا، أو بقصد الذكر. فالذكر كان يذكر الله على كل حال، فيبقى غير محتاجة، يعني محتاجة إلى... عند النية، أقول هذا ذكراً فيجوز أن أقوله، وإن كان قرآناً فلا بد من الطهارة. وفي الصلاة إذا قصدت الإفهام، وإذا كان بقصد الإفهام بطلت الصلاة لأنه تعمد القراءة، إذ لم يعد قرآناً. وأنت تصلي وتقول له: "يا يحيى"، إذا كان ابنك اسمه يحيى، "خذ الكتاب الذي على الطاولة بقوة وإلا سيقع منك". يا بُنيّ، أَجَل، هذا يكون كلامًا آخر وليس قرآنًا. حسنًا، وأنت في الصلاة قد أبطلت صلاتك لأنك تكلمت عمدًا
وفي الصلاة بقصد الإفهام وفي غير ذلك. وفي الجعالة إذا التزم جُعلًا أو التزم جُعلًا لمعيّن. يعني هنا نأتي ونقول ماذا؟ يجب علينا التصوير. أول شيء نصوّر المسألة، ثاني شيء... التكييف بعد ما نتصور المسألة ما هي صورتها، وما الذي حدث، ومن أعطى من، ومن الذي عليه، فيكون هذا هو رقم اثنين. التكييف رقم ثلاثة، والحكم رقم أربعة، والتدليل ما هو دليل هذا؟ رقم خمسة التعليل. وحيث كان الأمر كذلك،
فيكون لدينا خمسة أشياء: التصوير، والتكييف، والحكم، والتدليل، والتعليل. وعندما تقرأ كتبهم تجدها كذلك وأنت تقرأ. يقول لك إنه سيصور لك المسألة، وسيكيّفها لك بكلمة واحدة. فيقول: هو عقد معلق أو عقد نافذ أو عقد مُكيّف. بعد أن صوّر لك المسألة، فهو يحكم بأنه حلال. هذا حكيم استناداً لقوله سبحانه وتعالى ولقوله صلى الله عليه وسلم. هذا يستدل لأنه يعلّم كلمات أصبحت مفتاحية. وصغيرة لا يلتفت إليها كثير من إخواننا، فنقول
دائماً: ما التصوير، فالتكييف، فالحكم، فالتدليل، فالتعليم. هذه من الفوائد التي لو ذهبنا من الشام لأجل أن نأخذها ثم عُدنا مرة أخرى، لا يحدث شيء. يعني هذا قد فتح فتوحات كبيرة، أتفهم ذلك؟ نعم والله. فتكون الحكاية هكذا كما يقول. ما فائدة القراءة على المشايخ؟ إن لديهم مفاتيح ليست كلها مكتوبة، وإنما تلقوها هم عن مشايخهم رضي الله عنهم. كان الشيخ محمود عبد الدائم - ونحن نقرأ في "مغني المحتاج" - سيُعلِّم ويُدلِّل أول ما يسمع آية أو قولاً، يقول: سيُعلِّم ويُدلِّل، لأنه سيُعلِّم هكذا
مباشرة، أي أن عقله مرتب. على هذا تفهم وتقدر أن تقول الشيء الصحيح. نشرح الآن ماذا يقول وفي الجعالة. إذا قلنا أنه في الجعالة، أي مسألة الجعالة مضبوطة، صحيح، الجعالة تصلح. إذا التزم جُعلاً لمعين، فنحن لدينا طرفين: الشخص صاحب الشيء وهذا سنسميه المالك، والشخص العامل الذي سيذهب ليبحث عن معزة ضائعة. ماذا تريدون مني هذه المعزة، أنا مالك المعزة. الذي سيحضر لي المعزة سأعطيه عشرة جنيهات. عندما أقول هكذا: "الذي سيحضر لي المعزة سأعطيه
عشرة جنيهات"، فهذا ليس موجهًا لشخص محدد، بل هو كلام عام. قلت أمام الأمة: "لا إله إلا الله"، فجريتم جميعكم ليس من أجل الشيخ، بل من أجل العشرة جنيهات التي ستحصلون عليها. عليها، هو هذا الذي سيأخذ والباقي لن يأخذ، لأنني قلت الذي سيحضرها لي سيأخذ عشرة جنيهات. الجعالة أمام عمل غير محدد، لأنك يمكن أن تبحث عنها ثلاثة أيام ولا تجدها، أو تجدها بصعوبة، ومن الممكن أن تخرج خارج المسجد الآن فتجدها واقفة. أرزاق تأخذها وتقول لي: ها هي. كم اشتغلت؟ تقدير. عشرة جنيهات ليس لدينا هذا
المبلغ، إنك كنت خارجاً ووجدتها هذه ستأخذ عشرة جنيهات وخلال الثلاثة أيام ستأخذ عشرة جنيهات. إذن إذا خالفت الجعالة موازنة العقد، لأن في كل عقد، عقد الإيجار، توجد موازنة. ستعمل عندي ثلاثة أيام وتأخذ ثلاثين جنيهاً. لا، هذه هنا الصورة الخاصة بنا لمعين أحمد، أحضرته هكذا وقلت. قلت له: "يا أحمد، سأعطيك عشرة جنيهات إذا أحضرت لي هذه المعزة الضالة". فهنا في موضوع الجعالة، إذا التزم شخص بجُعلٍ - وهو العشرة جنيهات - لشخص معين - وهو أحمد - لا لغيره، لا إله إلا
الله، ثم شاركه غيره في العمل، أي شخص آخر شاركه في العمل - أحمد دخل في الموضوع وكذلك حسين، فحسين هذا جاء معه. من أين إذن جاء حسين؟ أهو قادم من أحمد أم حسين قادم من المالك؟ أم أن حسين فضولي دخل هكذا فجأة؟ كان واقفاً وسمع وقال: حسناً، فلنذهب. أقصد إعانته له. أقصد من الذي قصد؟ المالك أم حسين أم أحمد؟
نعم. حسناً، واحدة واحدة، لأنك عندما تقرأ الحوار، يجب عليك أن تسأل نفسك الأسئلة. هذه، لأنه يمكن هذه ويمكن هذه ويمكن هذه، ولابد أن يكون الكلام متسقاً ومتراكباً بعضه فوق بعض. المقصود هو إعانة المالك له، فإذاً أحمد وهو واقف، ما نريد أن نفهم، قلت له عشرة جنيهات إذا أحضرت المعزف، فحسين قال لي: وأنا سأبحث معه، فأنا يا مالك قصدت إعانة أحمد، إعانته له، له الذي هو. أحمد وأنا الذي قصدت، يا مالك. فالقضية كلها بدأت عندما ذهبوا يبحثون، فكان حسين هو الذي وجدها، فيكون له
عشرة جنيهات وليس لأحمد شيء. ويكون حينما أذنت هكذا لحسين أن يبحث مع أحمد، وقصدت ونويت أن يعينه، كأنني خرجت من التعيين، خرجت من أنني عينت لأحمد، فأكون مثل الصورة الأولى. أنني قلت لكم من يحضر المعزة يأخذ عشرة جنيهات. أحمد وحسين هذه المرة هم الذين لم يعد معيناً. أحمد لم يعد معيناً. عينت أحمد أولاً، وعندما جعلت حسين مشاركاً له لمساعدته، ألغي التعيين. فذهب حسين وأحضرها وعاد، فيأخذ العشرة جنيهات كلها. وأحمد عندما يأتي ويقول: هل وجدتم
المعزى؟ نقول: نعم. حسناً، أحضر العشرة جنيهات ونقول له: لا، المُعين الخاص بك الذي نحن راضون به قد أخذها، وهو حسين. دعنا نسير هكذا، ربما نكون مخطئين، دعنا نرى ما نهاية الكلام. تمهل وأنت تقرأ، فشاركه غيره في العمل. المقصود، المقصود هو إما المالك أو أحمد أو حسين. دعنا نبقى مع المالك أولاً. إعانته. له إعانة. حسين لأحمد، فله كل الجعل. فحسين له كل الجعل. سنمشي هكذا أولاً لكي نرى لماذا يلتبس الناس في فهم النصوص. وإن كان قصد العمل
للمالكين، فيكون المالك لم يذل، فيكون القصد هنا الذي هو حسين، قصد أنه سيذهب ليعمل ويأتي مثله مثل أحمد، فله قسطه يكون خمسة جنيهات وأحمد. خمسة جنيه ولا شيء للمشارك، وإذا قصد أن يكون مشاركاً وليس العمل عند المالك، بل أنه قصد أن يشارك صاحبنا، فكأنه وكيل حسين وكيل لأحمد، فلا شيء له، لماذا؟ لأن أحمد لم يأذن له، أحمد
لم يأذن له. هذه هي الصورة، لو قلنا الآن وفي الجعالة إذا التزم جعلاً لمعين. فشاركه غيره في العمل، المقصود أن أحمد أعانه. قصد أحمد أن هذا الشاب يأتي معه فله كل الأجر، فأحسن له كل الأجر. وإذا قُصد العمل للمالك فله نصيبه. وإذا قال: "لا، أنا أقصد أنه يعمل للمالك معي، فهذا له خمسة جنيهات وهذا له خمسة
جنيهات". وإن شاركه بلا نية فلا شيء له. له ثلاث صور أيضاً. انظر، إذا قُصد إعانته، ينبغي ألا تكون فيه له. "له" توجد عندما نجعل القاصد هو المالك. انقصد المالك إعانته، إعانة حسين له الذي هو أحمد، لكن إذا قصد حسين إعانته، يعني إعانة أحمد، نعم، "له" غير موجودة عندك، فيكون... الذي قال له عن حمل له فإنه يجعل هذا الفرع على أنه مقصود. لا، الذي
يضع له يكون المالك، والذي يحمل له يكون حسين. إذا وضعنا له يكون المالك هو الذي قصد إعانته له. الأصل أن هناك ضميرين يجب أن نرجعهما: قصد المالك إعانة حسين لأحمد، أو قصد حسين إعانة أحمد. قَصَدَ المالكُ إعانتَهُ، أعانَهُ حسينٌ له، الذي هو الأحمد. عندما نضعُ له، يصبحُ القاصدُ المالكَ. إذا شنَّ له، يصبحُ القاصدُ المشاركَ حسين. حسينٌ شاركَ أحمدَ، فلهُ كلُّ الجُعْلِ. فأحمدُ
كلُّ الجُعْلِ، يعني الإعانةُ هذه. نعم، فلهُ الثانيةُ، يعني مَدَّ يأخذُ كلَّ الجُعْلِ، لأنَّ الثاني تطوَّعَ بإعانتِهِ، وقُصِدَ العملُ للمالكِ الذي. هو حسين رائع! دفع قسطه، نعم دفعوه. فالنتيجة ستكون متساوية. لا، الحقيقة أن حسين لن يأخذ شيئًا لأنه لم يتفق مع الملك على شيء، فهو لم يُعهد إليه بأي أمر. أما أحمد فلم يفعل سوى نصف ما كان مطلوبًا منه فقط. حسنًا، بهذا الشكل جعلت الاثنين متساويين. لقد كان قال... أيضاً هنا مسألة. ما الفرق بين "كل الجُعل" و"قسطه قسطه"؟ يعني أنه سيأخذ النصف لأن اثنين وجداها، الذي يقول مسألة "قسطه" ولا شيء للمشاركة. يعني أحمد سيأخذ نصف
النعال لأنه لم يأخذ بكل العمل بل بنصفه فقط. نعم، سيأخذ خمسة جنيهات، وحسين لن يأخذ شيئاً، ولا شيء للمشاركة. حسنًا، ولا من صاحبنا التاريخ، ولذلك العبارة هنا مع النسخ المختلفة لها صورتان من صورة واحدة لأنهم أضافوا كلمة "له"، فتجد في هذه النسخة "له" والنسخة الأخرى ليس فيها "له". فماذا نفعل؟ نرجع إلى كتب الفقه في أحكام الجعالة لكي نحرر المسألة، يعني هذا ليس كتاب فقه، هذا كتاب يشير. على فروع الفقه لكي نثبت له أو نحذف له، فنذهب إلى كتب الفقه في باب الجعالة لنبحث
عن هذا الفرق، وفي الجعالة إذا التزم جعلاً لشخص معين فشاركه غيره في العمل، إن قُصِد إعانته وليست إعانته له ستفرط، فله كل الجعل، وإن قُصِد العمل للمالك فله قسطه ولا شيء للمشارك، يبدو أنها الصورة الأولى. التي فيها الضمير يرجع أولاً مخفياً إلى المالك وظاهراً إلى أحمد حسين، وليس أصلاً هو حسين. نتحدث في قصده أنه فعل هذا، أعانه زميله أحمد، أو عملا عند المالك بدون عقد. وارد هذا ووارد ذاك. من كلمة "له" هذه، كيف نحررها؟
نرجع إلى الفقه، نذهب للفقه ونرى. والعجيب أن... الفقه يتحدث في الصورتين، هل تنتبه؟ أي أن تضع له وتمضي، أو تحمل له وتمضي، الحالتان واردتان. إذا قصدت أن المالك قصد إعانته له، أي إعانة هذا لهذا، فله كل الجُعل، فتكون هذه العشرة جنيهات. وإن كان قصد العمل للمالك، فله خمسة جنيهات. فعليكم أن تبحثوا، ويكون هذا هو الواجب الخاص ببكر ويُحضروه. هذا... فهذه
سبعون باباً. نعم، تفضل. النص، الهدف يأخذه أحمد حتى لو لم يقولوه. هذا حسناً حسناً، ستأتي لي. ابحث هكذا في كتاب مغني المحتاج ستجدها وتحضرها. خلاص، إذاً أول شيء التصوير، نصور ونرى ما معناها. ثاني شيء، التبس الأمر، هل هي هذه الصورة أم تلك الصورة لوجود نسخ. قم. نعود إلى الفقه وندرسها مرة أخرى بسعة صدر حتى لا نقول شيئاً يكون خطأً. هذا هو الفرق بين العلماء والجهلة. العالم يقول: "لا أدري"، لكن الجاهل يقول لك:
"لا، أنا فاهم"، وهو لا يفهم شيئاً. إنه مثل هذا العمود، بل هذا العمود أفضل منه لأنه... بُيسبح، أقرأ، نعم، لا، شرطي، نعم، أقرأ، وفي الذبائح هذه سبعون باباً أو أكثر دخلت فيها النية كما ترى، فَعُلِمَ من ذلك فساد قول من قال إن مراد الشافعي بقوله "تدخل في سبعين باباً من العلم" المبالغة، وإذا عددت مسائل هذه الأبواب التي للنية فيها مدخل لم تقصر عن أن... تكون ثلث الفقه أو ربعه، وقد قيل في قوله صلى الله عليه وسلم "نية المؤمن خير من عمله"، إن المؤمن يخلد في الجنة وإن أطاع الله مدة حياته فقط. أن الكافر يخلد في النار وإن لم يعصِ الله إلا مدة حياته فقط،
لأن نيته الكفر ما عاش. وهنا يتكلم العلماء عن النية الحكمية، يعني في الجملة في الجملة، لأن نيته أنه لو بقي أبد الآباد لاستمر على الإيمان، فجوزي على ذلك بالخلود في الجنة. فإن المسلم إذا بلغ ودخل حد التكليف فإنه ينوي جملةً وليس تفصيلاً الإيمان، فصاحبه إلى وفاته، ولا يلزم كل يوم في الصباح أن يجدد إيمانه هكذا يقول: أنا مؤمن، أنا مؤمن، أنا مؤمن، لكي يُسدد، ولا في كل لحظة. قالوا: لا، هذه نية إجمالية، يعني نية تخيم
على حياتي ما لم يأتِ بنقيضها. جاءَ وقال: لا، أنا غير مؤمن. نعم، لقد أتى بالنقيض. أما ما دام لم يأتِ بالنقيض، فإن هذه النية تستمر معه حتى وفاته. وكذلك الكافر الذي لا يؤمن، أيضاً نيته تستمر معه ما لم يأتِ بنقيض فيدخل الإيمان على وجهه. نعم، الخير في قوله صلى الله عليه وآله. نية المؤمن خير من عمله. تحتمل أن تكون الأفعال فضيلة وتكون مبطرة. نعم، مع أنه لم يعمل إلا قليلاً فكانت أفضل من العمل. ما القرينة التي استعملوا المشتركة فيها بفعل التوضيح هو الحديث، وفيه ما قال أولاً يعني: "نية المؤمن
خير من عمله" في كلام للمحدثين، ونحن معنا أئمة المحدثين. هنا الشيخ أشرف الشيخ أسامة وأركان الدنيا هذه فنية. المؤمن خير من عمله في كلام لكن على فرض صحته فإنه عندما تكون النية الحقيقية لا يشوبها نقص والنية خالصة لوجه الله، فالنية الصحيحة أعلى من العمل. ومن هنا القرينة هي الفهم وهي الواقع أنه "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ". ما نوى فجعل النية هي الأساس، والأساس دائماً يكون أمتن من البناء، فإذا اشتركا في المتانة إلا أن الأساس يكون أمتن، فإذا كان
العمل بلا نية كان عملاً غير مقبول، فلما كان بالنية كان عملاً مقبولاً. إذاً الأساس هو النية، فيجب أن تُحمل كلمة "خير" هنا على أفعل التفضيل لأن الحقيقة... أفعل التفضيل أنه يقتضي المشاركة مع زيادة أحد الطرفين على الآخر، وهذا حاصل، فالنية والعمل كلاهما خير، إلا أن النية أساس والعمل فرع عنها، يُقبل بها. ولا مقارنة بين العمل وبين
النية، لماذا؟ لأن النية قاصرة عليك والعمل متعدٍ لغيرك، حتى فيما بينك وبين الله. ابنك عندما يراك وأنت تُصلّي ليتعلم الصلاةَ أو يتعلق قلبه بالصلاة أو يُقِرّ الصلاة، حتى صلاتك التي هي بينك وبين ربك يعود خيرها على الناس، بخلاف الحج والنفقة المالية والزكاة وما إلى ذلك. لا، بل حتى ما بينك وبينه عندما يراك ابنك أو أهلك أو قومك وأنت تسبح، يذكرون الله ويقولون: هذا يسبح ربنا، وهكذا. العمل مهم لكن هذا لا علاقة له بما استقر في القلب ولا يتنوع. والحديث أيضاً فيما قال: "ما سبقكم أبو بكر بكثرة عمل وإنما سبقكم بشيء وقر في قلبه"، أي
أن ما استقر في قلبه سبق ما يعملون به. لكن هذا الحديث الذي يتحدث عن العشرة وما إلى آخره هو للحث وليس... للتقويم وأقول لك شيئًا: أحب الأعمال إلى الله جهد المُقل. حسنًا، إذا كان معي عشرة جنيهات فتصدقت بتسعة، أي تسعين في المئة من ثروتي، وأنت معك عشرة ملايين وتصدقت بمئة ألف... فبالعقل: هل التسعة جنيهات أكثر أم المئة ألف أكثر؟ التسعة جنيهات ثقيلة في الميزان، ستُوزن في الميزان من قيمتها. ثقيلة جداً كالحديد، والمائة ألف ستُصنع
من كيس قطن فتخرج خفيفة كثيرة هكذا وهشة. فالقضية في العشرة والواحد هذه ليس لها علاقة بثقل الميزان. فالنية هذه ستُصنع ككتلة من الذهب، والعمل هذا سيُصنع ككتلة أيضاً لكن من الصفيح، عشر صفائح، فلن يصل إلى وزن الذهب هذا، وهكذا. فالقضية أن... هناك كم وهناك كيف، فليس الكم دليلاً على الكيف. فنية المؤمن خير من عمله كيفاً، وإذا نوى فله أجر، فإن فعل فله عشرة كماً. ولا تعارض بين الكيف والكم إن
فُكت الجهة، فلا تعارض. قاعدة: إن فُكت الجهة فلا تعارض، والجهة تنفك بثمانية أشياء: الزمان، المكان، الأشخاص، الأحوال، الموضوع. يختلف هل أخذت بالك سيادتك أن هذه الجهة شيء وتلك الجهة شيء آخر تماماً من حيث الزمان والمكان والموضوع وما إلى ذلك، تفضل نعم. إن أعمال القلوب واسعة، فحركة البدن محدودة لكن أعمال القلوب واسعة وموجودة، فيمكننا أن نقول إنها متخيلة من هنا. يعني أنا يمكنني لأجل أن أنوي، يمكنني أن أنوي في ركعتين اثنتين أن أنوي أشياء عديدة، أنوي... تحت مسجدٍ وأنوي في أنوي الآن وأنوي سودادية وأنه شيء ذلك هو أن يُهدد على عمل الأعمال محدودة باسم الإنسان ما لا يستطيع أن يعمله في الحال لكن اليد يمكن أن تصبح نزيد فيها كما نحن
عارضينها يعني أنت الآن تبحث لماذا هذا من ذهب وهذا من صفيح مثلاً يعني فيمكن أن نقول إذاً من هنا إلى ما بعد غدٍ، تفضل المبحث أي نوع من أنواع المشتقات. ليس هناك حضور مثل حضورك، يجب أن تقول له يا ولد: ألم نتحدث في هذا؟ هذا مبحث أي نوع من أنواع المشتقات، مصدر ميمي يا ولد، مصدر ميمي. والمصدر الميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث. مسألة أي نوع من أنواع... المشتقات، مصدر ميمي أيضاً، نعم، أجل، أجل، فهو يصلح للدلالة على هذا وذاك وذاك.
فهل المشترك يعم أو لا يعم؟ قولان. فأنت الآن حددت الشافعي، نعم، الشافعي سيقول هكذا، يصلح للدلالة. والوهابية يزعجوننا، أنت أحضرتها لأجل هذا، أنا أعرف، لكي يأتي ويقول لك، نعم هذا هو. يصلح للدلالة على كذا لكن هذا خلاف الأصل. هيا اسكت تماماً لأن مجدي يقول لي: "الخلع". أنا قلت إن الخلع وهو فسخ يهدم ما قبله. هل أنا قلت هكذا؟ ها، الخلع إما أن يكون فسخاً أو أن يكون طلاقاً، فإن كان طلاقاً عُدّ، وإن كان فسخاً لم يُعد. يعد واحد طلق زوجته مرة والثانية وخلعها،
هل تُعد هذه الطلقة الثالثة أم لا؟ هنا يكمن الخلاف، لكن لو راجعها على أساس أنه فسخ ولا يُعد طلاقاً، كانت عليه طلقتان وبقيت له طلقة. بعض الإخوة فهموا أنني أقول أن هذا الخلع عندما كان فسخاً رجع على الماضي بالهدم كالزواج، يعني كما لو تزوجت، لا ليس كذلك. لم يقل أحد ذلك، والذي يقول ذلك فهو مخطئ. إذا كان الخلع فاسخاً للزواج، فإنها ترجع إليه على طلقة واحدة، ويكون بينهما طلقة واحدة، وليس أنها ترجع إليه دون احتساب طلاق. نعم، ما معنى الرأيين؟ يعني قال إنه يفسخ العقد، فيرجع بعقد جديد، وأن العقد السابق انتهى بكل
آثاره. لا، لم يقل أحد في العالمين ذلك. حسناً، هو... أليس العقد انتهى؟ نعم، العقد انتهى، نعم. مثل الطلاق، هذا عقد جديد، فتُصبح كل الآثار... كيف يعني؟ يعني المحمَّل بالطلقتين هاتين ذهب في داهية. هو الآن لدينا عقد في محمَّل بطلقتين، هذا العقد فاسد خلاص، العقد أُلغي. أنا أحضرت عقداً جديداً، هذه أصبحت لي منذ بداية هذا السفر الجديد عندكم. في الملكية هكذا أو أن هذا من تفكيرك أنت، فتكون أنت السبب إذن، أنت الذي شوشت على الإخوة. يا سيدي، الطلاق منه بائن ومنه رجعي. الرجل الذي طلق زوجته، في العدة يمكنه إرجاعها، وبعد العدة تبين منه. عندما بانت منه ذهبت وتزوجت شخصاً آخر، تزوجت شخصاً آخر. حسناً، فهذا يعني أن البينونة هذه تتيح... قال لها أن تذهب لتتزوج،
لكنها لم تتزوج ورجعت إليه، فطلقها مرة ثانية، وبعد العدة أصبحت طليقة حرة، فذهبت وتزوجت ثم طُلقت. هل تعود للزوج الأول بما كان معها من طلقات أم بعقد جديد نظيف؟ قالوا: إذا كان الزواج الجديد يهدم الطلقات الثلاث، فمن باب أولى أن يهدم الطلقتين، فهذا هو ما حدث. من الزواج يهدم الاثنين ويهدم الثلاثة فترجع إليه بعقد جديد. هل الفسخ في قوة الزواج الثاني؟ لم يقل أحد ذلك. هذا الفسخ حدث للانفصال
فوقع على العقد، فالعقد المُحمّل بالشروط ذهب. فلما ذهب وأرادت أن ترجع إليه، رجع إليها بمهر جديد. الشروط التي كانت معلقة في العقد القديم انتهت، أما... هذه المرأة قد تزوجتها وطلقتها مرتين، وهي لم تتزوج ولم تفعل ما يزيل الطلقتين. فانفصلنا، وهذا فصل للعقد فأوجب عقداً جديداً له مهر جديد بشهود جدد وبولي جديد وبكل شيء جديد. لكن هذه المرأة لم يُهدم ما بيني وبينها من طلقات. والله، أنا عندما أطلق مرة وأطلق الثانية وانقضت الفترة...
عني لم أتزوج ولا شيء منذ عشر سنوات، ثم أرجع وأقول لها: نحن خلاص أمضينا عشر سنوات، الشروط التي كانت قديماً سقطت بالتقادم. لا يوجد شيء اسمه هكذا، لا يوجد شيء اسمه سقط بالتقادم، سقط بالفسخ، سقط... لا يوجد شيء في الفقه الإسلامي اسمه هكذا يا بني، أنت تتكلم من عقلك الذي أنت. تقول له: "هذا قرأته في كتاب، أم لم تقرأه في كتاب؟ اصمت تمامًا! ما تقوله هذا اختراع من عقلك أم من الجن أم من الإنس؟ لا جن ولا إنس؟ نعم؟ ماذا؟ اجتهاد؟ يعني الشيخ يجتهد، أليس كذلك؟ وأنت تؤيد الاجتهاد أم
ترى أننا يجب أن نسكت؟ أنا أصمت؟ يعني اجتهاد؟ ها، هذا..." اجتهاد يا حلاوة، وجدتها منك أو من هذا أو من ذاك. لا، هذا لا يصح، لا، لم يقل أحد هكذا. وإذا كان شخص فكر مثل الشيخ عماد هكذا، فكيف فكر؟ هذا لا يصح. كان هناك شخص اسمه الشيخ عبد العال كان يقول هذا الكلام، لكن هذا غير موجود في الكتب. هذا لا علاقة له بالمسلمين، فالشيخ عبد العال محمد عبد العال كان يقول هذا الكلام، لكن هذا لا علاقة له بالكتب، أي أن كتب المسلمين لا يوجد فيها هذا الأمر. وقد سألته هل قرأتها لأرى إن كان يعرف الشيخ عبد العال أم لا، فوجدته لا يعرفه ولا يعرف شيئاً عنه. الشيخ
عبد العال محمد عبد العال ولا هذا ولا لم يقل أحد هكذا من العلماء، أي الذي قال هكذا الشيخ عماد، هل سنكفره مثلاً؟ نعم هي غلطة، لكن قل له: لا يا شيخ عماد، احتشم، لم يقل أحد هكذا. وأصبح معنا الآن الشيخ أشرف. يا شيخ أشرف، أنت شافعي. ولا حنفي شافعي هذا، وأنت شافعي أيضاً، الله، إنَّ الشافعيين كلهم أنت، وأنت حنفي، ماذا لديكم في المذهب الحنفي؟ لم يقل أحد هكذا. تُشغلني يا شيخ عماد بالكلام الذي ما أنزل الله به من سلطان. حسناً، هيا يا مولانا، المبحث الثالث فيما شُرعت النية لأجله، المقصود الأهم منها تمييز العبادات من... العادات هذه رقم واحد: النية ماذا تفعل؟ إنها
تميز العبادات من العادات. يعني أنت تغسل وجهك كجزء من الوضوء أم لأن الجو حار لإزالة الأتربة تنظفاً وتبرداً؟ ستميز. فالنية تقول: لا، هذا جزء من الوضوء. هل تستحم إزالةً للأوساخ وتطهراً أم تستحم أو تتسنن يوم الجمعة، أم تفعل ذلك لسبب آخر؟ عادةً كل يوم في الصباح تدخل لتأخذ حماماً، هل هذا عادة أم عبادة؟ هذه أول درجة، نعم، وتمييز مراتب العبادات بعضها من بعض. كذلك دخولنا، هل هو فرض لإزالة الجنابة أم هو سنة لأجل يوم
الجمعة أو لأجل دخول مكة أو لأجل دخول المدينة أو لأجل الإحرام أو لأجل... سبعةَ عشرَ غُسلاً يُطلقون عليها الأغسالَ المسنونة، بعضُها واردٌ وبعضُها مقيسٌ على الوارد، وليس هذا فرضاً، ولا يمنع أن تجمعَ بين هذا وذاك، فيكون إذن للجنابة وفي يوم الجمعة هو غسلٌ واحدٌ شملَ الأمرين. العبارتان دخلتا، صليتُ الظهر، وهذا الظهر هو تحيةُ مسجدٍ أيضاً لأنكَ بدأتَ المسجدَ بصلاةٍ فقط. الصلاة هذه ما هي فرض الذي هو عليك، فإذا يميز رتب العبادات بعضها من بعض، صائم
قضاءً أم صائم الستة من شوال أو غير ذلك وهكذا، نعم وتمييز رتب العبادات بعضها من بعض كالوضوء والغسل يتردد بين التنظف والتبرد والعبادة، والإمساك عن المفطرات قد يكون للحمية والتداوي أو لعدم الحاجة إليه، والجلوس. في المسجد قد يكون للاستراحة ودفع المال للغير قد يكون هبة أو وصلة لغرض دنيوي وقد يكون قربة كالزكاة والصدقة والكفارة والذبح قد يكون بقصد الأكل وقد يكون للتقرب بإراقة الدماء فشرعت النية لتمييز القُرَب من غيرها وكل من الوضوء والغسل والصلاة والصوم ونحوها قد يكون فرضاً ونذراً ونفلاً والتيمم. قد يكون عن الحدث أو الجنابة وسورته واحدة، فشرعت
لتمييز رتب العبادات بعضها من بعض، ومن ثم ترتب على ذلك أمور، أحدها: عدم اشتراط النية في عبادة لا تكون عادة أو لا تلتبس بغيرها، كالإيمان بالله تعالى والمعرفة والخوف والرجاء والنية وقراءة القرآن والأذكار؛ لأنها متميزة بصورتها. نعم يجب في القراءة إذا كانت منظورة لتمييز الفرد من غيره نقله القمولي في الجواهر عن الروياني وأقره. نعم، إذا كانت العبادة كالإيمان والخوف من الله والمعرفة والتوكل والرجاء والنية، فالنية نفسها لا تحتاج إلى نية لأنها عبادة واضحة لا تلتبس بأمثالها. ليس هناك إيمان عادة وإيمان عبادة، أو خوف عادة وخوف
عبادة، هذا ما... ليس هناك خوف من الله، هو واحد، التوكل على الله واحد، الرجاء في وجه الله واحد، ولذلك فلا تحتاج إلى نية قراءة القرآن، تحتاج إلى قصد القراءة.