الأشباه والنظائر | حـ 6 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: قال في مبحث فيما
شُرعت النية لأجله ضابط: قال بعضهم: ليس لنا عبادة يجب العزم عليها ولا يجب فعلها. سوى الفرار من الزحف لا يجوز إلا بقصد التحيز إلى فئة، وإذا تحير وإذا تحير أحدهم ثمانين في أي مكان ضابط، والفرق بين الضابط والقاعدة كما ذكرنا أن القاعدة تشمل أبواباً وأن الضابط يكون في باب واحد كالزواج مثلاً أو الطلاق أو البيع أو الشراء أو في مسألة واحدة كمسألة الجمع. المحرمات في الجمع فيحرم الجمع بين المرأة وأختها وبين المرأة وعمتها وبين المرأة
وخالتها، وبين كل... والقاعدة الضابطة هي أن بين كل امرأتين لو فرضنا إحداهما ذكراً حرم عليه الزواج من الأخرى من الجهتين. هذه هي القاعدة الضابطة، فيكون هذا ضابطاً لأنه يختص بمسألة حرمة الجمع بين امرأتين. في القرآن بين المرأة... وأختها بالنص، وفي السنة في حديث البخاري: "ما بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، فإنه أقطع للرحم". هذه نصوص الشيعة أنكرت ما في البخاري، فيجيزون الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، وقصروا الأمر على ما في القرآن: المرأة بين المرأة وأختها فقط. اثنا عشرية هكذا. أهل السنة توسعوا
وجعلوا الأمر فإنه... اقطع للرحم فجعلوا كل ما كان يقطع الرحم مقيساً على ما نص عليه فوسعوا المسألة. لو افترضنا إحداهما ذكراً يحرم عليه أن يتزوج بالأخرى. إلى هنا خطأ، يجب أن نقول من الجهتين، من الجهتين. يعني سنفترض المرأة ألف ذكراً، هل يحرم عليها أن تتزوج من الأخرى؟ نعم. طيب وباء؟ لو افترضناها ذكراً، لو افترضنا المرأة (باء) ذكراً، هل يحرم عليها أن تتزوج أيضاً من (الألف)؟ نعم. إذاً هذه يحرم الجمع بينهم.
(الألف) لو حولناه ذكراً لحرم، و(باء) لو حولناه ذكراً لا يحرم. إذن يجوز الجمع بينهما. هو أن إحداهما لم يعينوا أي من الطرفين، فمن هنا لازم تأتي هكذا. ولابد أن تأتي هكذا، فيكون قد أحضرنا الجزء الضار الثقيل الأخير هذا للجهتين، لأنه لو فعلنا واحدة منهما فإن الثانية ستصدق القاعدة، لأن هناك فرقاً بين أن نقول من الجهتين فيجب عليك أن تقوم بخطوتين، لكنك عندما تقول افترضنا إحداهما، حسناً، أنت افترضت ألفاً، وبهذا طبقت القاعدة لكن لم تنتهِ بعد. لديك عمل لم تقم به بعد لأجعلك تعمل ولا أقول لك شيئاً من الجهتين، ولذلك تجدها في بعض الكتب أحدهما،
ويتعين عليك أن تفعل الاثنين، لكنك لن تنتبه لهذا، ستفعل واحدة وتحرم بها على البديهة هكذا، وأنت مخطئ، يجب أن نقول من الجهتين، حسناً، فمثال ذلك مثلاً المرأة وزوجة. أبيها يعني أنا تزوجت امرأة التي هي ألف، وبعد ذلك جاءني عارض أريد أن أتزوج معها زوجة أبيها، هل يجوز أم لا؟ دعنا نرى ونبحث: هذه المرأة نحولها إلى ذكر، أي أخوها،
يعني تصور أنها أخوها. ما معناه أنها تحولت لذكر مع بقاء العلاقات أنها أخوها، فهل يجوز للرجل أن يتزوج بزوجة أخيه؟ أبيه لا حرام، خلاص هذه واحدة على الفور. من البداية هكذا تقول يصبح يحرم الجمع بين المرأة وزوجة أبيها. ما أنت نفّست القاعدة خلاص. لا، اعكس. يجب أن تنفذ الخطوة الثانية. زوجة الأب افترضها أخوها ذكر، افترضها ذكراً يعني أخوها. طيب، رجل متزوج امرأة أخوها، جاء يزورها فيريد أن يتزوج. بنته يجري أمرٌ لا يجري
فيكون جائزًا. إذا افترضنا أن هذه زوجة الأب، هل يجوز لرجل أن يتزوج هذه البنت؟ فإذا كان هذا من جهة واحدة، فيجوز لك أن تجمع بين المرأة وزوجة أبيها. انظر، يحرم عليك أن تجمع بين المرأة وأمها بالنص، لكن أليست هذه في مقام أمها حتى لو كانت... هذه المرأة رجلاً أو ذكراً يحرم عليه أن يتزوج زوجة أبيه، فهي أمه. لكن هنا عندما حوّلناها إلى ذكر، يجوز فعلاً أنها تتزوج بهذه البنية. حسناً، إذاً إذا كان لا بد، نقول ماذا من الجهتين؟ يعني يجب عليك خطان وليس خطاً واحداً. ضابط
قال بعضهم: ليس لنا عبادة يجب العزم عليها. ولا يجب فعلها، يجب العزم عليها. طيب، إذاً يجب فعلها. أليس نحن نعزم على الصلاة ونصلي، ونعزم على الوضوء ونتوضأ، ونعزم على الصيام ونصوم، نعزم على... طبعاً العزم هو أساس النية. فكلمة العزم ما معناها؟ النية مراتب القصد خمس: هاجس فذكر فخاطر فحديث النفس فاستمع، يليه همّ فعزم، كلها. رفعت سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقع، تبقى مراتب القصد كانت خمس مراتب. أول
مرتبة لأنك تقصد الشيء الهاجس، يسمونه في العربية الهاجس. ما معنى الهاجس؟ أتتك الصورة فقط، تريد أن تصلي فجاءتك صورة أنك هكذا وأنت تصلي، لكن ما هذه الصورة؟ يعني أريد أن أقوم لأصلي أم لا. لم أصلِ ولا شيء من هذا القبيل، لكن المقصود أولاً أنك ترى هذه الصورة سواء كانت طاعة أو معصية، شيء ما، صورة حدثت في ذهنك إيجابية أو سلبية، حسناً. ما هو الهاجس؟ الهاجس
هكذا، أما الخاطر فهو الصورة التي تثبت وتتأكد. يعني الهاجس صورة تمر، والخاطر صورة تثبت. حديث النفس: بدأت أفكر هل أقوم لأصلي أم لا، لأني أريد أن أبقى جالساً. الدرسُ أو لديّ موعد، هل نؤخر الصلاة قليلاً أم نقدمها؟ إنه حديث نفسٍ يذهب ويأتي هكذا، تردد في الفعل. الهمُّ هو ميل النفس إلى الفعل. لقد رأينا أن الصلاة تحتاج إلى أن أقوم لأصلي، يعني مالت نفسي، مالت نفسي
سبعين في المائة. العزم هو أنني هممتُ أن أقوم لأصلي، ولكن توكلتُ على الله. قمتُ لأصلي هكذا، هذا عزمٌ أصبح هنا. عند العزم هذا، إذا كان خيراً كتب الله لك به حسنةً حتى لو لم تفعل، فإذا فعلت كتبها لك عشرة. وإذا كان شراً وتبت منه كتب الله لك حسنة، فإن فعلته كتب عليك سيئةً من رحمته الواسعة. العزم أنت
مؤاخذ عليه وأيضاً أنت. مأجور عليه حتى لو لم تفعل، فإن العزم عمل من أعمال القلوب، ولذلك أنت تؤجر عليه لأنه عمل من أعمال القلوب. إذاً مراتب القصد خمس: هاجس، ذكر، خاطر، حديث النفس فاستمع، يليه همٌّ فعزم. كلها رُفِعت سوى الأخير، الأربعة رُفِعت. الهاجس لا تُحاسب عليه. شخص جاءته زجاجة خمر ومضى. هكذا وبعد ذلك سكت أمامه، وبعد ذلك قال: "والله أنا أريد أن أشرب خمراً" أو ما شابه. كل هذا معفو عنه. في الأمم السابقة كان يؤاخذ به بشدة. شددوا
على أنفسهم فشدد الله عليهم. في أمة الرحمة لا، معفو عنه ما مالت النفس للفعل. وبعد ذلك قالوا: "نحن ندرس في الأزهر ونذهب صباحاً." أصبح كلاماً فارغاً ما هذا الخمر وما هذا وما ذاك. قم، يكرمك الله، ويسامحك ولا يحاسبك على هؤلاء الأربعة. أما العزم فيجب أن أفعله. هنا تظهر المحاسن، فيقول ليس لنا عبادة يجب العزم عليها. ولكن يجب العزم في الصلاة وفي الصيام وفي الوضوء وفي أمور أخرى عند الشافعية. لكن بالرغم من ذلك لا يجب فعلها، فتكون مثل أي شيء في الزيارة؟ إنه لغز، أي
ما الشيء الذي يجب العزم عليه ولا يجب فعله؟ إنه الفرار يوم الزحف. إذا فررت من غير عزم فهذه كبيرة من الكبائر، وعظيمة من العظائم، ومن الموبقات الكبار التي تحبط الأعمال، فلازم العزم، ويجب عليك العزم. بعد أن عزمت على الفرار لأجل مصلحة القتال، وجدت ثغرة في صفوف العدو. لا أقول ماذا حدث بعد ذلك، فما دمت قد عزمت فلابد أن أعمل بهذا العزم. لا، بل سأذهب وأهجم على هذا الموقع وألغي فكرة الفرار. فخطة الفرار ألغيها لأن
الأوضاع في القتال تتغير بين لحظة وأخرى. لذا يجب العزم ولكن لا يجب التسرع في الفعل. رأيت أنني لو... فررت بهذه الطريقة الآن وإن كانت فيها النجاة إلا أنه سيكون فيها كسر القلوب، فإذا هجمت واستشهدت فلا مانع من ذلك. إذن يجب العزم ولا يجب الفعل ولا يجب فعلها، سوى أن الفار من الزحف لا يجوز إلا بقصد التحيز إلى فعل، وهي المناورة بانسحاب من هنا عندما يدخل العدو، ثم نقوم بعمل ما يلزم. عليه كماشة يعني ما المناورة وانسحبت من هنا لكي أنحاز إلى اليمين أو أنحاز إلى اليسار. خطة، خطتي هكذا. في بعض الساعات هكذا نستدرج العدو، فنأتي مفرغين
له المكان لكي يطمع في الاحتلال فيدخل ونحيط به فننتصر نحن وهكذا. وإذا تحيز إليها، تحيز إلى فئة لا يجب القتال معها، في الأصح أنا. معي قواتي وذخيرتي وانحزت إلى الكتيبة الأخرى لأجل خطة وضعتها، لا يجب أن أقاتل معهم ولكن يجوز حسب الحال. أنا منسحب من أجل خطة وضعتها، فيمكن أن أصمم على هذه الخطة. لا يجب وإنما يجوز، يجوز أن أقاتل معه لأن العزم مرخص له في الانصراف.
العزم الذي قام به يجعل الإنسان يجوز له أن ينصرف من موقع المعركة، ولا يلزمه الرجوع بعد انسحابه. ليس من الضروري أن يعود، فقد يكون انسحب للحفاظ على قوته ليجهزها مرة أخرى، فهناك خطط كثيرة. إذن الإجابة على هذا اللغز: ما هي العبادة التي يجب العزم عليها ولا يجب فعلها؟ يقول الانسحاب أو بمعنى آخر باللغة الشرعية الفرار من الزحف. نعم، الأمر الثاني هو اشتراط التعيين فيما يلتبس دون غيره. قال في شرح المهذب: ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وإنما لكل امرئ ما نوى".
لا، أعني الأمر الثاني، هنا أين الأمر الأول؟ الأمر الأول الذي هو عدم اشتراط النية في... عبادة ومن ثم ترتب على ذلك أمور وأمور. كلمة "أمر" في اللغة تُجمع على "أمور" وتُجمع على "أوامر". فإذا جُمعت على "أمور" تكون بمعنى الشيء والصفة، وإذا جُمعت على "أوامر" تكون بمعنى الأمر: افعل ولا تفعل. إذاً هنا الكلمة في اللغة العربية يكون لها جمعان: جمع يجعلها بمعنى، وجمع يجعلها. بمعنى
آخر ومثال ذلك "أمور" لأنها هي جمع لـ "أمر" بمعنى الصفة أو الشأن أو الحال. هذا المعنى قال تعالى: "وما أمرُ فرعون برشيد" يعني حالة فرعون هكذا ليست رشيدة. صفة فرعون عدم الرشاد. "أمر فرعون" يعني ماذا؟ شأن فرعون ليس رشيداً. "أمر" هنا ليس معناه أن فرعون يصدر أمراً وأن هذا الأمر. غير رشيد، لا حالة فرعون هكذا ليست صحيحة في دعواه الألوهية، في إنكاره للنبوة، في فساده وطغيانه في الأرض إلى آخره، لكن
أطع الأمر هذا. الأمر هنا معناه ماذا؟ أفعل، معناها هكذا أفعل. طيب، وهناك الجموع في لغة العرب للشيء الواحد، فنحن هنا عندنا أمر لها جمعان: أمور وأوامر. ولكن اختلف الحال فأمور لها معنى وأوامر لها معنى في جموع أخرى يتفق معناها حتى لو خُصص بالاستعمال. فمثلاً "وقف" تُجمع على "أوقاف" و"وقوف"، وهي
هي في اللغة، هي هي سبحان الله. في الاستعمال أصبحت "أوقاف" هي الأحباس التي ترعاها وزارة الأوقاف، و"الوقوف" أصبحت هي الوقوف المتعلقة. بالقرآن هذه بعيدة جداً لكن الاثنتين في اللغة واحد، ليس مثل "أوامر" و"أمور". كلمة "عين" تُجمع على "عيون" وتُجمع على "أعين"، وستجد الاثنتين في القاموس. لكن "عيون" أصبحت تُستعمل في الآبار، لأن العين معناها بيان، و"أعين" أصبحت تُستعمل في الجارحة
التي هي العين المبصرة. هذا يصلح. ويصح أن نقول على الأحباس "وقوف"، ويصح أن نقول على وقوف القرآن "أوقاف". هل تنتبه لهذا؟ وبالرغم من ذلك، أصبح هذا كثيراً، وهذه الأمثلة كثيرة جداً، ومع ذلك لا يصلح في الاستعمال. ستربكني هكذا. عندما يقول أحدهم: "أوقف القرآن الكريم"، فأنا أظن أن شخصاً قام بالوقف. وخصص شيئاً لطباعة المصحف فتقول
لي: "لا، أنا لن أقصد هكذا، أنا أقصد صاداً ولاماً وجيماً وكذا". أنت هكذا أربكتني. يصبح دائماً نحن نراعي الاستعمال، لكن هذا ليس من اللغة، انتبه، ليس من اللغة وإنما من مراعاة المخاطب. لا أريد أن أربكك، وهذه ظاهرة من ظواهر اللغة، أحياناً نسميها أو نعرفها هكذا. أن يكون للكلمة عموم في المعنى بحسب اللغة فيرد عليها خصوص بحسب الاستعمال مثل
كلمة "دابة". ما هي الدابة؟ هي أي ما يدب على الأرض، وبعد ذلك في الاستعمال أصبح الحمار والحصان هما الدابة، حتى أننا لا نقول على البقرة دابة. هذا في الاستعمال، بينما يصلح في اللغة أن تكون البقرة دابة. يقول إنسان يكون... دابَّة لأنه يدبُّ على قدميه، فإذا كان عموم بحسب الوضع يرد عليه خصوص بحسب الاستعمال. العقبة تعني أي عقبة في الطريق هكذا نسميها عقبة، لكن عندما أقول لك أنا ذاهب إلى العقبة، فتكون العقبة هي مدينة العقبة التي نذهب منها إلى الحج. المدينة... المدينة معناها انزل وسط المدينة هنا. اللغة... لكن عندما أقول لك أنا ذاهب إلى
المدينة تقول: الله مبارك، سلِّم على سيدنا، لأن المدينة هنا معناها ماذا؟ يثرب، يعني طيبة. فإذا لها عموم بحسب الوضع، لكن "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى"، مدينة من قرية، ولكن أصبحت الآن لها في الاستعمال معنى آخر. حسنًا، فالأمر الأول يعني الشأن. الأول: عدم اشتراط النية في عبادة لا تكون عادة أو لا تلتبس بغيرها. الأمر الثاني: قال في شرح المهذب - وهو من يكون؟ عندما نُطلق "شرح المهذب" فإننا نعني به إمام الأئمة النووي. فالمهذب شرحه كثيرون، لكن
الشرح المعتمد المقدم المشهور الذي إذا أُطلق انصرف الذهن إليه هو المجموع للإمام. النووي نعم قال في شرح المهذب ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وإنما لكل امرئ ما نوى"، فهذا ظاهر في اشتراط التعيين لأن أصل النية فُهِم من أول الحديث "إنما الأعمال بالنيات"، فمن الأول الصلاة فيشترط التعيين في الفرائض لتساوي الظهر والعصر فعلاً وصورة الظهر والعصر أربع ركعات لو... صلينا الظهر والعصر هي هي تماماً، فيجب إذاً من التعيين هنا، ليس الأصل ليس نية الصلاة، نية الصلاة شيء سنضيف إليها نية
التعيين أن الآن أنا أصلي الظهر، الآن أنا أصلي العصر. نية التعيين لماذا؟ للتشابه، لأنه لو صليت مطلقاً وجئت وسألتني ماذا صليت، لا أعرف أنا. صليتُ أربع ركعات فرضاً لله. حسناً، إن صلاة الظهر فرض وهي أربع ركعات، وصلاة العصر فرض وهي أيضاً أربع ركعات، فيصبح لا بد من نية التعيين حينئذٍ حتى تتميز العبادات بعضها من بعض. نعم، فلا يميز بينهما إلا التعيين. وفي النوافل غير المطلقة كالرواتب فيجب التعيين، يعني النوافل نوعان: مطلقة عن الزمان، ونوافل [مقيدة]. مطلقة تصليها كيفما شئت. صلِّ ماذا؟ قلت
لي ركعتين لله. ونوافل مقيدة. مقيدة بماذا؟ مقيدة إما بالصلوات الفرائض وإما بالمناسبات. دخلت المسجد صلِّ ركعتين يكونان تحية المسجد. هذه مسألة اتصلت بسبب وهي الدخول. وإذا حصل كسوف صليت صلاة الكسوف، صليت صلاة الخسوف، صليت سنن الصلوات أربعة قبل الظهر، اثنتين قبل الظهر. الرابعة بعد الظهر، اثنتان قبل الظهر وأربع بعد الظهر. الصيغ التي وردت للصلاة، ماذا تقول لي؟ سنة الظهر، يعني شيء ما مقيد. حسناً، وفي النوافل غير المطلقة كالرواتب، يجب أن
نحددها. نعم، وفي النوافل غير المطلقة كالرواتب، فيحددها بإضافتها إلى الظهر مثلاً، وكونها التي قبلها أو التي بعدها. كما جزم به في شرح المهذب والعيدين فيعينها بالفطر والنحر وقال الشيخ عز الدين ينبغي أن لا يجب التعرض لذلك لأنهما يستويان في جميع الصفات فيلحق بالكفارات والتراويح والضحى والوتر والكسوف والاستسقاء فيعينها بما اشتهرت به هذا ما ذكر في الروضة وأصلها وشرح المهذب في باب صفة الصلاة الروضة الأصل ما هو مصدرها؟ إذ أن
"الروضة" هي "فتح العزيز" للرافعي وهو المسمى بالشرح الكبير، فلخَّصها الإمام ابتداءً قبل أن يتوسع في المجموعة، وبعد أن لخَّصها لم يرضَ عنها فأمر خادمه علاء الدين بمحوها، فقال: "نمحو ماذا؟ قد شاعت عُمدةً للمفتين في الآفاق"، فتركها. قال: "جادلني كثيراً على محوها". من شدة الإتقان قال
له: ماذا نفعل؟ لقد طُبعت وانتشرت في كل مكان. لم تكن هناك طباعة في ذلك الوقت، إنما الناس نقلوها كلها. نعم، نعم، جعل مناط وجوب تعيين نية التسيب بين الظهر، فمن عرف أن ابن عبد السلام جعل عدم وجوب النية في الفطر والنحر هو تساويه ما في جميع. الصفات، فكيف يكون التساوي علة في الوجوب وعلة في عدم الوجوب؟ وهذا رأي ابن عبد السلام يخالف به رأي الجمهور، يعني هما قولان. نعم، هذا ما يسمونه القلب، أنه نفس علتك تعكس بها الحكم. يعني أنا أقول: هما متساويان ولذلك
يجب التعيين، وأنت تقول: بل إنهما متساويان فلا يجب. يجب التعيين فتأخذ مني نفس العلة وتوافق عليها لتسويتهما، ثم ينتج رأي آخر لذات العلة التي قلت عنها أنه يجب التعيين، فتقول هذا لتسويتهما لا يجب التعيين، وقاسها على الكفارات والتراويح. التراويح ما هم متشابهون، العشرون ركعة متشابهة وهم كلهم تراويح. كلامه هذا منقوض في الحقيقة. كلام العز أنه لا الظهر والعصر أو العيدين صورهما بالفيديو وقل لي الآن، هل هذا هو الفطر
أم الأضحى؟ هما متساويان تماماً، فيجب عليك أن تنوي لله ماذا ستفعل. قد يكون في العيدين، يقول لي حددهما الزمن، اليوم هو الأول من شوال فهذا عيد الفطر، فلا يحتاج إلى تعيين، وكذلك في... الزوال عند الزوال لا يحتاج إلى تعيين، وعند مصير ظل مثله مثليه لا يحتاجون تعيين، طيب، ولكن لو جمع بينهما لعارض عام هذه الجماعة، ما عندكم في المذهب الحنفي إلا في يوم، تعرف ماذا تفعل الآن؟ ستسويها، فلا بد عليك أن تميز واحداً نوى جمع
الظهر ثم حضر الجماعة. قال مصلي العصر أنه يصلي بنية الظهر وراء العصر. اتفاق نية الإمام والمأموم ليست شرطاً عندنا، فنقول له: ادخل بنية الظهر ويقوم بصلاة العصر، فيكون عين الظهر. فالتعيين عند المتساويين ما لم يكن هناك عامل خارجي يحدد هو الأقرب إلى العقل حتى يميز، لأن المطلوب هو أن النية تميز بين الأمور المتساوية. وتميّز بين الفرض والنافلة وتميّز بين الإطلاق والتقييد وتميّز إلى آخره، فهي كلام ابن عبد السلام. كون أنه اعتمد على هذا، هذا اسمه القلب، يأخذ علتك ويقول: أنا موافق عليها لكن لست موافقاً على الحكم، هذه العلة لا تُنتِج هذا الحكم،
فيبقى التخريج هو الذي مختلف، يعني لذلك لذلك هنا. يا سيدي، عُد إلى أيِّ شيء. الضمير ينبغي ألا يُتعرَّض لذلك، هل لذلك الذي هو التعيين؟ التعيين يقول: لا ينبغي أن نتعرض للتعيين، لا نُعيِّن ولا شيئاً. نعم، ما قبلها وما بعدها. لماذا حددها؟ معروفة يعني حصلت ببيانه قبل الظهر. إذن ورد في حديث هكذا أنه كان يصلي فسُئل فقال: "هذا شغلني". وفي فلان عن السنة هذه فكان قضاءً، أنت تصلي بعد الظهر هذا قبلياً أم بعدياً؟ يمكن أن تكون قبلية إذا أردت القضاء أو بعدية إذا كان في
مكان. نعم، ليست مشكلة ولا شيء. لا، صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى هذه بتراء، يعني أنها لا تحدث. هل أنت سيدنا النبي؟ أي هل مثلاً لنفترض أنك تسير في طريق خاطئ طوال حياتك، أأنت سيدنا النبي؟ يعني لأنك تعترض على الأئمة الأعلام بفعلك! يقول له: "لا تصح الصلاة بغير وضوء"، فيرد عليه: "لكنني منذ عشر سنوات أصلي بغير وضوء وقد نفع ذلك". ماذا أفعل إذن؟ أنا الآن، أنا الآن، الصلاة بدون وضوء لا تصح. حسنًا، أنا
صليت بدون وضوء ونفعت. كيف نفعت؟ إنها لم تنفع. نعم، أجل، يعني أنت مرة في الثلاثين أو الأربعين سنة التي تقوم فيها في [مسجد] الشيخ الدردير، حدث لك أثناء صلاة عيد الفطر أنك تخيلت أنه يجب علينا أن نفعل بسرعة. لكي نذهب لنذبحها خلاص، هذا يعني أنك نويت الفطر. أنت هكذا ناوٍ الفطر. هل حدث مرة أن ذهبت إلى صلاة الأضحى وقد أكلت قبلها ظناً منك أنك في عيد الفطر، ونزلت إلى الناس مستعجلاً حامداً ربنا أنه قد أتم رمضان بالخير؟ هذا لم يحدث.
إذن أنت نويت هكذا، جالس تنوي عشرين سنة، ويا حسرة تُظلم. نفسك وتقول أنا لم أنوِ، حسناً، تفضل قُل. وباقي النوافل الأخرى منها ركعة الإحرام والطواف. قال في المهمات وقد نُقِل في الكفاية عن الأصحاب اشتراط التعيين فيهما، وصرَّح بركعتي الطواف النووي في تصحيح التنبيه، وعدَّها فيما يجب فيه التعيين بلا خلاف. قلت: وصرَّح بركعتي الإحرام في المناسك، ومنها التحية. فنقل في المهمات عن الكفاية أنها تحصل بمطلق الصلاة ولا يشترط الغزالي في الإحياء. قلت:
المجزوم به في الروضة في آخر باب الوضوء خلاف ذلك. وأما الغزالي فإنه أنكر في الإحياء سنة الوضوء أصلاً ورأساً. أي لا توجد عنده شيء اسمه سنة وضوء، وهي طبعاً مأخوذة من حديث بلال. أنه كان كلما توضأ صلى ركعتين وكأنه لم يجعلها سنة وإنما جعلها عادة. نعم، ومنها صلاة الاستخارة والحاجة، ولا شك في اشتراط التعيين فيهما، ولم أرَ من تعرض لذلك. لكن قال النووي في الأذكار: "الظاهر أن الاستخارة تحصل بركعتين من السنن الرواتب وبتحية المسجد وبغيرها من النوافل". يبقى هنا... تأتي مسألة التشريك وهي أن تشرك في النية فتنوي شيئين معًا، فتصلي ركعتين سنة الظهر
واستخارة، أو تحية المسجد واستخارة، أو ركعتين مطلقتين واستخارة، وهكذا يكون شيئان مستحبان. هذا في الإحياء لأن الوضوء قربة فمقصودها الصلاة، والأحداث عارضة، فربما يطرأ الحدث قبل الصلاة فينتقض الوضوء ويضيع السعي، فالمبادرة إلى الركعة. الاستيفاء المقصود قبل الفوائز وعُرِف ذلك بحديث بلال إلى آخر ما قيل، لكنه يا سيدي هو ناقش أن تكون سبباً قوياً للوضوء كاعتبار أن
أتوضأ بسبب الصلاة فلا يصح أن أصلي بنية الوضوء فيكون السبب هو المسبب شيء واحد ويلزم الدور، فهو لم يكن تسويغاً حتى يقول سيدي. بعد ذلك وما أوردناه يتكلم عن السنن من التحية بعد التحية من ركعته الوضوء وصلاة السفر والخروج من المنزل والاستخارة، فلا، أي لا تصلِّ في وقت كراهة لأن النهي مؤكد وهذه الأسباب ضعيفة، فلا. تبلغ درجة الخشوع والاستسقاء والتحية، وقد رأيت بعض المتصوفة يصلي في الأوقات المفروضة ركعتين وضوء، وهو في غاية البعد، لأن الوضوء لا يكون سبباً للصلاة بل الصلاة سبب للوضوء، فينبغي أن يتوضأ أن يصلي لا أنه يصلي بأنه توضأ إلى أن قال. وحديث بلال لم يدل على أن الوضوء
سبب كالكسوف والتحية حتى ينوي ركعتين. حسناً، لكن ألم ينكر هكذا أنها سنة؟ هو يريد أن يقول إن العلاقة السببية بين الوضوء وبين الركعتين غير واردة في هذا الاتجاه، فالوضوء ليس سبباً للصلاة، وعلة ذلك أن الصلاة هي السبب في الوضوء. الذي دفعني للوضوء هو أن أصلي، لا أن أتوضأ، فيجب عليّ أو يُسن لي أن أصلي. هكذا قُطعت
العلاقة السببية بين الوضوء وبين الصلاة أو عكسها، وجُعلت الصلاة هي سبب الوضوء. أي صلاة إذن؟ ركعتان أم الصلاة مطلقاً؟ الصلاة مطلقاً. إذن تكون الركعتان بلا سبب وكأنهما... نافلة مطلقة وكما قلت إنه لم ينكر فعلهما بل أنكر سنتيهما يعني لو كانتا سنة ثابتة لرآها مثل تحية المسجد، فهو هنا أثبت التحية وأثبت غيرها، فلو كانت سنة ثابتة للحقت بالتحية، لكنها لم تلحق بالتحية لأنها ليست
سنة أصلاً وإنما هي شيء مطلق بعدما توضأت ذهبت وصليت. لله كل إنها جاءت بعد الوضوء، لا يصلح أن يكون الوضوء سبباً لها. فكان الإمام السيوطي فهم هذا من مضمون هذا الكلام، ولذلك هنا تكلم بطريقة أصلاً ورأساً، يعني ليست هي السنة إطلاقاً، إنما السنة هي تحية المسجد وما ذكره. فلعل هذه العبارة لا يُتورك بها على السيوطي لأن هذا. هو فهمه وإن لم يكن قد صرّح فقال: صلاة ركعتين الوضوء ليست من السنة مثلاً، يعني لم يقل هكذا، لكن مفهوم كلامه هكذا. اقرأ ثانيةً، اقرأ الذي تحت العبارة التي تحت هذه، لا
الذي تحت تماماً، الذي بعد السهم. حسناً، بل الصلاة سبب، حسناً، فينبغي أن يتوضأ ليصلي لا أنه. نصلي لأنه توضأ، حسناً، موافق. إلا أن قال: وحديث بلال لم يدل على أن الوضوء سبب كالخسوف والتحية حتى ينوي ركعتي الوضوء، كالخسوف والتحية، حتى ينوي ركعتي الوضوء. يعني لا أريد هذا، هذا مطلق، فيكون عندنا فعلاً مطلق، فهو ليس سنة، بل إنها تكون مستحبة في بداية كلامها هكذا. وأنها