الإحسان | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مكون آخر من مكونات الرحمة وعنصر لا يتجزأ من عناصر هذا الخلق القويم الذي بدأ الله به كتابه في قوله بسم الله الرحمن الرحيم والذي أمرنا به في حديث به وبالتخلق به هو مكون قيمة الإحسان قال تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون إذن الله سبحانه وتعالى أمرنا وحثنا على الإحسان والمفروض الآن أن ننظر إلى هذه القيمة من خلال الرحمة من خلال أن الإحسان في كل شيء إنما هو جزء لا يتجزأ من الرحمة قال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما انظر كلمة أف أصغر كلمة في اللغة العربية مكونة من حرفين عموما الكلمات العربية مكونة
من حروف ثلاثة ولكن هذا حرف أف وأقل شيء للضجر يقوله الإنسان حتى إذا ضجر من نفسه ولكن لا تواجه بها أباك ولا أمك لماذا غاية الإحسان ما هذا الإحسان وكيف يتولد في قلبي إنه يأتي من الرحمة فالإحسان نتيجة طبيعية للرحمة فإذا رحمت أباك ورحمت أمك ورحمت ولدك فإن الله سبحان الله وتعالى يعني يصفك بالإحسان، متى تكون محسنا؟ عندما تقول لأبيك وأمك قولا كريما. قال تعالى "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان
كان للإنسان عدوا مبينا". إذن الإنسان أيضا مطالب بالإحسان ليس مع الوالدين فقط بل مع عموم الناس "وقولوا للناس حسنا وأقيموا أي كان كلام الحسن قبل الصلاة عندما نواجه الناس نواجههم بالكلام الحسن وفي الحديث المسلسل بالحسن كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحسن الحسن الخلق الحسن إذن الحسن والإحسان هو جزء لا يتجزأ من الرحمة نتيجة حتمية للإيمان بها وللتخلق بها إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم السلام ورحمة الله