الإخلاص | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع قيمة أخرى من القيم التي ترسم لنا طريق الرحمة، رحمة ربنا سبحانه وتعالى. هذه القيمة قيمة في غاية الأهمية وهي قيمة الإخلاص، قيمة الإخلاص التي لخصها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أمته ويذكر ذلك وهو فوق منبره الشريف فيقول فيما يرويه عنه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن
كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. والإخلاص هو من طلب رحمة الله سبحانه وتعالى. نحن نطلب رحمة الله بأمرين، الأول الإخلاص والثاني الصواب، أن يكون عملنا موافقا لما أراده الله، فإن الله سبحانه وتعالى لا يتوسل إليه ولا نصل إليه إلا بما يرضى وإلا بما أمرنا به سبحانه وتعالى، فلا بد لنا أن نخلص نيتنا لله رب العالمين، قال تعالى: قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون، فإذا
كان الإخلاص هنا في الكلام الرباني ينبغي علينا أن نجعله عنصرا من عناصر تخلقنا بالرحمة التي نرجوها من الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون. لا بد لنا أن بالإخلاص ومع الإخلاص كما يقول الفضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب، أما الإخلاص فيكون من إخلاص النية لله، أما
الصواب فيكون باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا، وكما نخلص النية لله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نخلص لإخواننا في النصيحة فقال: الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وجعل الدين هو عين النصيحة وكأن أهم شيء في الدين هو النصيحة، وقال صلى الله عليه وسلم فيما روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء رواه أبو داود أخلصوا له الدعاء فكأننا
أمرنا بالإخلاص لله رب العالمين والإخلاص في إتقان العمل والإخلاص لإخواننا المسلمين ولمن حولنا وللمجتمع إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته