الإسلام كتاب مفتوح - أحكام المساجد - توحيد الأذان

الإسلام كتاب مفتوح - أحكام المساجد - توحيد الأذان - الإسلام كتاب مفتوح, فتاوي
أعزائي المشاهدين مساء الخير، نستكمل مع فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة الحوار حول أحكام المساجد. فضيلة المفتي أهلاً بحضرتك. يا فنان أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. كنا قد استضفنا فيما سبق فضيلة وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وكنت سألته فيما يتعلق بتوحيد الأذان، قال لي... إن الهدف من توحيد الأذان هو القضاء على عشوائية الأذان والتشويش والأصوات المزعجة، وقال لي أن فضيلتك فضيلة المفتي والمفتي
السابق أيضاً الدكتور أحمد الطيب والمفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل قد استندتم مع مجمع البحوث الإسلامية إلى رأي أحد الفقهاء الأربعة الذي يجوز من خلاله أن يكون الأذان. واحداً ما دام كان مسموعاً وأن هذا مُطبَّقٌ في كثير من دول العالم الإسلامية في إسطنبول وفي دبي وفي بعض الدول الخليجية، هل هذا صحيح؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه الفتوى صدرت من دار الإفتاء المصرية وأيضاً نحن نحب أن ننبه مراراً إلى أن دار الإفتاء المصرية هي عبارة عن مؤسسة، وإن كنت أنا على
رأس هذه المؤسسة، يعمل معي أكثر من خمسة عشر عالماً في كافة المجالات في المجال الشرعي وحده، وتستعين دار الإفتاء بلجان علمية في الفلك والاقتصاد والطب وفي سائر التخصصات. لجان معتمدة من علماء هذه التخصصات وغيرها، وتُشكَّل اللجان ونستمع وكذا إلى آخره، إلى أن تصدر الفتوى بعد دراستها من الناحية الواقعية وبعد دراستها من الناحية الشرعية. قضية التوحيد، وإذا كانت تحتاج إلى رأي علمي من خلال اللجان، نأتي بالتخصص العلمي الدقيق الذي تحتاجه، أو ننفذ البروتوكولات التي بيننا وبين... مراكز البحث والأبحاث، نعم، فبيننا وبين
مركز البحوث القومي بروتوكول، وبيننا وبين جامعة عين شمس بروتوكول، وبيننا وبين المرصد والمساحة المصرية بروتوكول، ومركز دراسات واستشارات علوم الفضاء بكلية العلوم جامعة القاهرة بيننا وبينهم بروتوكول، وهناك بروتوكولات متعددة في نواحٍ شتى بيننا وبين وزارة الاتصالات. في بروتوكول وهكذا فنحن مؤسسة ولسنا فرضاً يُتكلم عنه أو رأياً حتى يُواجه برأيٍ آخر أو شيء من هذا القبيل، هذه مؤسسة علمية رصينة، هكذا كانت وهكذا هي الآن وإن شاء الله ستظل هكذا. لمّا جاءت قضية توحيد الأذان، توحيد الأذان مباشرة عندما نُسأل عنه فإننا ننظر إلى الجانبين، الجانب الأول... الموقف الشرعي هل هو جائز أو غير جائز؟ ماذا يقول الأئمة؟ والجانب الآخر هو
الجانب الواقعي: هل هو مناسب؟ هل هو ملائم؟ هل هو ممكن؟ هل تعتري تنفيذه مشكلات؟ ما هذه المشكلات؟ كيف يمكن الحل؟ هل تُعد هذه المشكلات عائقاً؟ وهكذا. ويُدرس الأمر من كل الوجوه ثم تُصدر الفتوى خالصة. للناس كثير جداً من الناس لا يعرف هذا الترتيب ويعتقد أن هذا رأي يمكن أن يُرد عليه برأي آخر ومن غير المختصين وبطريقة عشوائية، وهكذا يعتقد السواد الأعظم من الناس، وهذا هو الذي نصححه للناس، أن هذا الرأي عندما يخرج وإنما يخرج من مؤسسة علمية رصينة تدرس الأمور من جوانبها. الواقعية العلمية الفنية ومن جوانبها أيضاً وقبل كل ذلك وبعده الشرعية، نعم. فبالنسبة لتوحيد الأذان، هل يجوز أن تكون البلدة كلها
يؤذن فيها مؤذن واحد؟ رجعنا إلى الكتب فوجدنا أن جمهور العلماء على ذلك، ولا أريد أن أقول اتفاق العلماء على ذلك. لماذا لا أقول اتفاق العلماء؟ لأن هناك بعض العبارات. عند السادة المالكية قد يختلف في تفسيرها أو تأويلها أو فهمها، فلكي لا ندخل في نزاع نقول إن جمهور العلماء يقولون أنه يُكتفى بأذان واحد في بلدة واحدة ما دام يكون مُسمِعاً. طيب، أبو الوفاء بن عقيل ينص على ذلك، والمغني لابن قدامة ينص على ذلك، هؤلاء أئمة فقهاء علماء لما... نأتي الآن إلى الواقع. الواقع أن هذا مطبق في الأردن
منذ سنة ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين. قلنا لهم: حسناً يا جماعة أهل الأردن، أنتم بنيتم كلامكم على ماذا؟ قالوا: على فتوى أصدرها الشيخ عبد الله القلقيلي من قلقيلية، وكان من كبار علماء الأردن. فاستجلبنا هذه الفتوى وأخرجناها من الأضابير هناك. انظر إلى مؤسسة تعمل ووجدنا فعلاً أنهم يفعلون هذا ومنذ سنة ألف تسعمائة أربعة وسبعين، يعني نحن داخلون في ثلاثين سنة. إذاً هناك تجربة وتجربة ناجحة من غير إنكار فيها فتوى سابقة لأحد المتخصصين المفتين في بلدة إسلامية عريقة اسمها الأردن الهاشمية، نعم، وبعد ذلك وجدنا أن نفس القصة طُبِّقت. في أبي ظبي وبعد
ذلك وجدنا أنها أيضاً مطبقة في اليمن، بعد ذلك وجدنا أنها مطبقة في تركيا، ليس في إسطنبول فقط بل في تركيا كلها. في تركيا فرحت وركبت سيارة بصوت مسموع، ثم ركبت الطائرة وذهبت إلى تركيا، وذهبت إلى يلوى وسمعت فيها الأذان، وجلست في يلوى يومين لأرى هل ستنقطع الكهرباء. الصوت هذا من أين يخرج؟ ما تأثيره في النفس البشرية؟ هل الأداء حسن أم غير حسن؟ هل الصوت مسموع أم غير مسموع؟ وقد ذهبت إلى عمّان وفعلت نفس الأمر، وذهبت إلى أبو ظبي وطلبت من وزير الأوقاف هناك أن أزور لأرى كيفية الأداء هذا في الأذان، يعني كيف يكون؟ أين المؤذن؟ أين الجهاز؟ كيف يتم ذلك؟
كيف تُفتح؟ كيف تُغلق؟ حسناً، أين المسجد الذي سيستقبلها؟ فذهبنا إلى المسجد الذي فيه الإرسال، وذهبنا إلى المسجد الذي فيه الاستقبال، ومررنا على عدة مساجد، وانتظرنا وقت الأذان ليؤذن كي أسمع وأرى، وهكذا. وبعد أن درسنا الأمر هكذا، قلنا: حسناً، السؤال هو: هل سيؤذن مؤذن عبر الراديو أم سيؤذن مؤذن حقيقي؟ فقالوا لنا. لا، إنه سيؤذن مؤذن حي. إذاً ففي مؤذن سيؤذن لكل صلاة من الصلوات الخمس. نعم، سيؤذن من أين؟ قال: والله، يمكن أن يكون من النور في العباسية، ويمكن أن يكون من جامع الأزهر. واستقروا الآن على جامع الأزهر. حسناً، في مصر كم؟ ماذا تقصدون بمصر؟ مصر كلها أم القاهرة؟ قالوا لها: القاهرة. الكبرى حسناً حسناً، ستضع في كل مسجد جهاز استقبال (ريسيفر)
بحيث أن الشيخ عندما يؤذن في الأزهر وهو يعيش هكذا، سيستقبل كل مكان. قالوا نعم، ويُسمع كما هو الحال في ليوا وفي عمان وفي أبو ظبي وفي اليمن. قالوا نعم، هذه تجارب موجودة. حسناً، افترضوا أن الكهرباء انقطعت، ماذا ستفعلون؟ قالوا حسناً. افترض أن الكهرباء انقطعت من العاصمة، ماذا ستفعلون؟ وإذا لم يكن هناك أذان موحد، أو حدث عطل في الأجهزة الإلكترونية الموجودة، ماذا سيحدث؟ لا شيء، ولو لمدة دقيقة أو دقيقتين. ألا يعد هذا أيضاً حياً يغير من معادلة الصلاة؟ لكن لا، فمعادلة الصلاة معروفة ومفهومة ومحسوبة في قسم الجيوديسيا في المساحة. المصرية ومكتوب في النتائج أن القاهرة كذا كذا كل يوم لا يتغير إلا كل خمسمائة ستمائة سنة. لا، أنا أقول أنه إذا تأخر أو
حدث عطل فني، نعم، أو عطل في الكهرباء، فليؤذن كل مؤذن في مسجده مباشرةً لأن هذه الحالة نحن... لا نلغي المؤذن أيضاً، فالناس تظن أنه مع توحيد الأذان سيتم إلغاء المؤذنين، وهذا غير حاصل. فالمؤذنون سيظلون موجودين من أجل الآتي: أولاً، الأذان الثاني يوم الجمعة، حيث إنه سيختلف من مسجد لآخر فلا يوجد فيه توحيد للأذان. ثانياً، الإقامة في كل مسجد، والإقامة في كل... هذه المساجد ستجعل كل مسجد له مؤذن يقيم الصلاة فيه، إذاً مهنة المؤذن لن تنتهي وسنحتاج إليها دائماً. سنحتاج إليها في إقامة كل
صلاة وسنحتاج إليها في يوم الجمعة. فحكاية أن هذا سيلغي المؤذن دعونا نتجنبها، لكن البعض اعتقد - واعتقد هذا ليس مجرد شخص أي أحد يعني - الشيخ الدكتور. منصور الرفاعي وكيل وزارة الأوقاف سابقاً، نعم، لشؤون المساجد، نعم، قال إنه ماذا لو أن طُرح هذا الطرح: يا أيها الناس إن هناك عطلاً فنياً أو أية أخطاء في الأجهزة الإلكترونية أو ما شابه ذلك، فأين سيؤذَّن؟ سوف تضيع علينا أربعة آلاف وظيفة من خلال (وظيفة) المؤذن. المسجد الذي يكون فيه حافظ القرآن يصبح إذا هذه ليست اعتراضات مقبولة لأنها وهمية ولأنها لا حقيقة لها حيث أن وأضاف وأضاف المؤذن سوف يبقى. حسناً، انتهى الأمر يعني لا يوجد إذاً اعتراض لأننا سنستغني عن أربعة آلاف مؤذن.
الإجابة: لا، لن نستغني عن أربعة آلاف مؤذن. هذا الاقتراح أو... هذا توحيد الأذان عُرِض منذ عام ألف وتسع مئة ثلاثة وستين على كثير من الوزراء، وكان العلماء يرفضونه اقتداءً بالرسول عليه الصلاة والسلام. كان يقول: لا بد من شخص مرئي يؤذن ويقيم الصلاة، ولابد أن يراه الناس، أي أنه يتشهد اقتداءً برسول الله عليه الصلاة والسلام. والكلام لا يزال للدكتور منصور. الفاضل وكيل المزارع الأصلي، طيب هذا الكلام درسناه نعم، ووجدنا الآتي: نعم، رقم واحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده إلا مؤذن واحد وهو بلال،
مؤذن رسول الله فقط، ومجموع المؤذنين الذين أذنوا في حضرته صلى الله عليه وآله وسلم أربعة: بلال وابن أم مكتوم وابن محذورة أبو. محظورة في مكة. أبو محظورة في مكة، يعني ليس في المدينة. فلما دخل مكة وأسلم أبو محظورة في آية ومعجزة جرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم، جعله مؤذناً له في الحرم. ورجل اسمه الساعدي، ثم كان هناك أذان عارض وهو لرجل من صداء، فقال: "إن أخا صداء قد..." إذن ومن أذن فهو يقيم، فهذا عارض واحد جاء إلى المسجد وقال: "أنا أريد أن أؤذن يا
رسول الله"، فجعله يؤذن مرة واحدة فقط. فمؤذن الرسول في المدينة، وهي متعددة المساجد، كان شخصاً واحداً وهو بلال، ويضم إليه شخص واحد أيضاً وهو ابن أم مكتوم في الفجر فقط، نعم وكان ابن... ابن أم مكتوم هو الذي يؤذن للفجر الصادق وبلال يؤذن بليل. إن بلالاً يؤذن بليل، نعم، فإذا سمعتم ابن أم مكتوم فقد وجبت الصلاة وحرم على الصائم الطعام. ابن أم مكتوم وبلال شخصان مختلفان وليسا شخصاً واحداً. حسناً، هل كان في المدينة مساجد غير مسجد رسول الله؟ نعم، من ضمنها مسجد القبلتين ومن... ضمّنها هنا وهنا وهنا، وكان في المدينة أذان واحد. فإذا حكاية أنه لا بد من شخص
مرئي، فهذا كلام لم يقله الأئمة ولم يُذكر في كتب الفقه. هذا كلام معترض، والرد عليه هو ما في كتب الأئمة الأعلام أن الأذان الواحد يكفي في المدينة الواحدة ما دام يكون مُسمِعاً. نقطة. إن هذا الأمر عُرِض سنة ثلاثة وستين وقد رفضه العلماء. لماذا رفضه العلماء؟ رفضه العلماء لأنه لم تكن هناك تقنيات، ولأن المعروض سنة ثلاثة وستين كان شيئاً آخر. ما هو الشيء الآخر؟ هو أن يؤذن مؤذن في الإذاعة وبأصوات مسجلة، فرفض العلماء هذا وقالوا هذه الأصوات حكاية صوت وليست. هي ذات الصوت فيكون بذلك حكى الصوت وحكاية الصوت لا ثواب
فيها كثواب الصوت نفسه في ثواب السمع لأن سماع الصوت هو هو فقط مع الشيخ رفعت لكن ليس فيها ثواب للأداء. فقلت له: حسناً، ولكن حالتنا مختلفة عن ذلك، إذن الذي عُرض سنة ثلاث وسبعين مختلف. الذي عُرِضَ سنة ألفين وثلاثة أو ألفين وأربعة، الفرق بينهما أن الأول كان يريد أن يجعل ذلك بالإذاعة بصوت مسجل، وحينئذٍ ستُلغى وظيفة المؤذن، وحينئذٍ فعلاً ليس هناك حيٌّ يؤذن. لكن الآن لا، هذا يعني أن هناك حياً يؤذن ووظيفة المؤذن لا تُلغى، وتوحيد الأذان يأتي في صورته الشرعية لأن الأئمة أجازوه. وفي سورة الالتزام بصحة الأذان والالتزام
بأداء الأذان وخشوع الأذان، لو سمعت الأذان في خلوة ستقول على الفور: "لابد أن نوحد الأذان" لأنه صوت رخيم جميل يدعو إلى الله، وكم من إنسان قد أسلم من أجل الأذان. ولذلك فنحن ندعو الناس إلى أن تتعامل مع هذا الشأن لا بمنطق الخوف، قال... نعم، نحن نخشى أن نفعل ذلك لأن هذا لم يكن في آبائنا الأولين. الأمر ليس كذلك أبداً، نحن ندرس الأمور شرعياً وندرس الأمور واقعياً ولا ندخل في هذه المتاهات. أي أنني أسميها متاهات مضحكة لأنها تقوم على التوهمات والانطباعات والتخوفات وليس على الآراء الفقهية الرصينة التي... عليها الأئمة الأعلام في ديننا، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين، الحمد لله. ولكن المجمع
الفقهي في مكة المكرمة يرفض توحيد الأذان، ويقول إن هذا مخالف للإجماع، ويقضي على ظاهرة تميزت بها المجتمعات الإسلامية. واستشهدوا بذلك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم" هذا. الذي ذكرته منسوباً إلى المجمع هذا رأي من الآراء يرى عدم الملاءمة، وهذه خاصة ببيئة معينة، خاصة ببلد معين، ونحن لا نتكلم. ونحن والحمد لله نسبق غيرنا في حل مشكلات عصرنا بخمسين سنة، حيث إن المصريين
يضعون قانوناً للأحوال الشخصية يُقلَّد في البلاد الأخرى بعد خمسين سنة لأننا نبادر. أحل مشكلات الناس طبقاً لمقررات الفقه الإسلامي الرصين. بعد ذلك بخمسين سنة يأتي هذا وذاك هنا وهناك محاولاً أن يقلدنا. ولذلك نحن في منتهى الحرص أن تصدر منا فتاوانا لتكون صالحة للأمة الإسلامية كلها. ولكن بالرغم من ذلك فإن كل بيئة وكل مكان له حالته الخاصة، لكن هذا المكان... ليس قائداً للعالم الإسلامي ولا يُصدر فتواه إلا للمواءمة والملاءمة. خرجت فتوى بأن المرأة لا تقود السيارة. لا يُصدر فتوى أبداً عندنا تقول أن المرأة لا تقود السيارة، لأن فتواه ستلتزم بها الأمريكية كما ستلتزم بها اليابانية. أما حكاية أن المرأة لا تقود السيارة فقد
يكون صحيحاً في بيئة ما. لها تقاليدها ولها ظروفها ولها قوانينها ولها أعرافها ولها تركيبتها الاجتماعية المعينة، لكنها لا تصلح لأن تكون مثالاً يُحتذى به في الشرق والغرب، بل تكون خاصة. ولذلك، والإجابة على السؤال - وأنا لا أتهرب من شيء - إنما أنا أقرر أشياءً من أجل المستمع الذي يستمع من مفتي الديار المصرية الآن ليبني عقله. وليأخذ منه دينه الخالص فإنني أقول لك إن هذه الفتوى فتوى تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، فتوى لمصر الرائدة القائدة، فتوى مؤسسة على موقف شرعي رصين، على وضع عالمي واضح، وليست فتوى محلية، ولا تتأثروا بهذا ولا ذاك، ولا أضربه مجمعاً، ولا أرد على
علماء، وإنما الذي أفعله... أنَّني أُسِّسُ من أجل البناء وهكذا دائماً، ومن هذه اللطيفة تتبين لنا خصائص دار الإفتاء المصرية: أننا لسنا في نزاع مع أحد، نحن نبني وليست لنا ردود أفعال مع أحد، نحن نؤسس ولسنا في جهاد من غير وغى، بل إننا في جهاد مستمر لبناء الفقه الإسلامي الرصين المأخوذ من الأئمة. أهل السنة والجماعة عبر القرون المعتمد على الكتاب والسنة والأدلة والبراهين الواضحة، ثم بعد ذلك أمامنا الأدوات والمناهج التي نتعامل بها فنحيا عصرنا وننصر مصرنا ونكون أقوياء كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير
وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير". أشكر فضيلتكم ونتواصل. في الغد بإذن الله تعالى إن شاء الله، أيها المشاهدون الأعزاء، نتواصل في الغد بإذن الله مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة.