الإسلام كتاب مفتوح - البهائية

أعزائي المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نستكمل اليوم الحوار مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة من خلال "الإسلام كتاب مفتوح". أهلاً بفضيلتك سيدي. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. لماذا تُرفض البهائية كدين وأن تُدوَّن في الأوراق الرسمية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. وآله وصحبه ومن والاه. في الحقيقة البهائية ليست ديناً أصلاً، إنما هي مجموعة من الآراء. والبهائية فيها
علة خطيرة وهي أنه ليس عندهم علماء، يعني كل الشعب البهائي واحد، ليس هناك شيء اسمه عالم في الدين وشيء اسمه عامي، كلهم درجة واحدة، فليس له مرجع يرجعون إليه، فهو ليس... الدين له مصدر وله منهج وله أدوات للتفسير وله أدوات لمقابلة الأحداث والحوادث. هذه آراء، وهناك فرق كبير بين الآراء وبين الدين. الدين الإسلامي له قرآن يُفسر باللغة العربية بواسطة أداة تسمى أصول الفقه. الدين المسيحي له شيء يسمى
الكتاب المقدس مكون من العهد القديم والعهد الجديد وله أداة. ولديه رجال دين كمراجع يسمونها بالإنجليزية "Authority". هذه السلطة المرجعية معناها أنه مرجع نرجع إليه في المرجعية. عندما يريدون شيئاً في الإيمان أو شيئاً في التفسير أو شيئاً مماثلاً، يذهبون في الكاثوليك ليسألوا البابا، وفي الأرثوذكس يسألون بابا الكرازة المرقسية، وهكذا. اليهودية معتمدة على العهد القديم بطريقة معينة. بألوان معينة ولهم منهج محدد، إذا ذهب يردونه. الهندوس يحفظون الفيدا، كل عائلة تحفظ باباً من أبواب الفيدا، والعائلة هذه تورث ذلك. البوذية لها إنجيل بوذا الصغير، وهذا هو. ولكل دين من هذه الأديان
أصول يمكنك أن تميز بها حقيقته، لكن البهائية ليست ديناً، ولكن اسمح لي، يعني القضاء الإداري سمح. لهم مؤخراً بأنهم ديانة وبأنهم أيضاً يعني لهم مرجعية في إثبات ذلك في الأوراق الرسمية في البطاقة في جواز السفر في المتعلقات بالأوراق الشخصية والرسمية أيضاً في الدولة، يعني هل هذا معناه - ونحن لا ننتقد طبعاً حكم القضاء - هل هناك خلط بين الأوراق الإدارية والدين؟ لا، إن القضاء الإداري هذا... عبارة عن درجات، نعم، مثل الطب، فهي عبارة عن درجات. فالذي حكم بهذا الحكم هو قاضٍ صغير، قاضٍ
في الدرجة الأولى. عندما رُفع هذا إلى من هو أعلى منه درجةً ممن هو أكثر فهماً منه بالقانون وبالإدارة وبالقضاء وبالتطبيق، رفض هذا الحكم، فهو حكم باطل. لماذا هو حكم باطل؟ لأنه صدر من... قاضٍ لم يستوعب المسألة وأدرك شيئًا وغابت عنه أشياء كما يقولون، وبرهان ذلك أنه عندما صعد إلى من هو أعلى منه خبرة ودراية وقضاءً واطلاعًا على القوانين وعلى الدستور وعلى الإدارة وعلى غير ذلك إلى آخره، قال: ما هذا الكلام؟ هذا ملغي، فألغى الحكم. فهذا يشبه خطأ الطبيب فلا... يُستدل به ولكن
اسمح لي، فضيلة المفتي، أيضاً، كان للبهائيين معبد حتى عام ألف وتسعمائة وستين، كما تعلم، في العباسية، وكانوا يمارسون شعائرهم. فجأة لم يعد لهم دين، كيف؟ يعني أيام، طبعاً لأن المعبد كان موجوداً منذ القديم، وكان الشيخ البقوري موجوداً. كان الشيخ عبد الحليم محمود موجوداً، وكل الأساتذة الأجلاء الكبار والشيوخ كانوا موجودين، وكان لهم دين بالفعل، ولهم معبد بالفعل، وتُمارس فيه شعائرهم. هذا الكلام لا تأخذني فيه، هذا الكلام لا تأخذني فيه. توهمات، توهمات، هذا كان واقعاً. هو في
الحقيقة توهمات لأن أحداً ممن ذكرت لم يسمِ هذا ديناً وهذا المعبد. الذي تتحدث عنه موجود في شارع محمد توفيق في العباسية خلف الكاتدرائية المرقسية، وهي المستشفى المسيحية. كان هذا يدل على أننا كنا نترك الناس تمارس آراءها وطقوسها كما تشاء. عندما تم الاعتراف بالدين الإسلامي في النمسا، دخل في مناهج التعليم وأصبح من حق المسلمين أن يكون لديهم مدرس ومنهج تصرف عليه الدولة. لكن عندما لم يعترف به في هولندا، لم يكن لهم الحق في ذلك، وكان فضل المسلمين في بلجيكا أنهم يدعون إلى الاعتراف حتى تم الاعتراف بهم. وهكذا، فهناك أمر يُسمى
الاعتراف، ولم يحدث أبداً في مصر أن اعترفت بالبهائية. ما حدث أن الإدارة في مصر وجّهت نظرها إلى أنها تعترف بأديان ثلاثة. يعترف بموسى ولا يعترف بعيسى ومحمد واسمه اليهوديون، ودين يعترف بموسى وعيسى ولا يعترف بمحمد واسمه المسيحيون، ودين يعترف بالثلاثة واسمه الإسلام. ما توجد أديان غير ذلك، لا يأتيني أحد ويقول أنا لا أعترف بشيء، هذا غير مقبول. لا يأتيني أحد ويقول أنا أعترف بموسى وعيسى لكنني أريد أن أكتفي بـ... البطاقة كاثوليكية أو أرمنية أو أرثوذكسية. فالكلام الذي أقوله أن الإدارة لها
وجهة نظر وفلسفة، وبكلامي هذا أخذ القضاء الإداري الأعلى في نظام عام. هناك شيء اسمه النظام العام والآداب، لا يجوز منازعة النظام العام والآداب، يعني لا يأتي شخص ويقول لي أنا حر، ولذلك فيجوز أن أكون جاسوساً. لا يصح ذلك، فالجاسوسية مخالفة للنظام العام والآداب. لا يمكن لأحد أن يقول لي: "يا أخي، أنا حر فأريد أن أمشي عارياً في الشارع". هذا لا يصح لأنه مخالف للنظام العام والآداب. وعلى فكرة، في أمريكا يُمنع على الإنسان أن يمشي عارياً في الشارع، فكذلك نحن هنا عندنا اعتراف بثلاثة. بهذا الترتيب فلا يأتي أحد ليقول لي أنا سُنّي والآخر يقول لي أنا شيعي، أو يقول لي أنا حنفي والآخر يقول لي أنا مالكي، أو يقول لي أنا صوفي والآخر يقول لي أنا وهابي. لا، ليس هناك شيء كهذا، بل هناك شيء اسمه
مسلم، ولذلك من اعترف بالأديان الثلاثة سأكتبه مسلماً من. أعترف بالديانتين، سأكتبه مسيحي، لن أكتبه مورموني ولا سأكتبه كاثوليكي وأرثوذكسي أبداً. والذي يعترف بهذا، لن أكتبه نوعاً من أنواع اليهود، هؤلاء سامريون وهؤلاء حاخاميون، وهذا أبداً. فأنا لدي إدارة، وهذه الإدارة يأتي إليها شخص يقول لي: أنا معترف بالأديان الثلاثة. فأقول له: حسناً، ما دمت معترفاً بالأديان الثلاثة فيكون اسمك مسلماً. قال: "أنا أريد أن أكتبها بهائي". قلت له: "لا يصح، ليس لدي شيء اسمه بهائي". هذه هي القضية، فهي قضية إدارية واضحة. وبعد ذلك يأتي إليّ، فأقول له: "تعال، هل أنت مسلم؟". هو إدارياً يعترف بالقرآن الكريم ونبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، مسلم في الإدارة، نعم. أسأله دينياً. هكذا، أنت مسلم، ما بالك مصمم على أن تكون بهائياً؟ لا، أنا
لست مسلماً. قال لي هكذا: "أنا لست مسلماً". قلت له: "حسناً، أنا لا أكرهك على الإسلام". هو في الحقيقة رداً فقط على فضيلتك، اسمح لي، البهائيون موجودون في مصر كما نقبل عن جد. أنا ليس دفاعاً... عنهم أنا رجل مسلم لكنني أتحدث كلاماً واقعياً عنهم، أي أنهم موجودون في الأوراق الرسمية. فمثلاً الفنان الكبير حسين بيكار كان بهائياً، وهناك إعلامية كبيرة الآن تملك الأسماع والأبصار وكانت فنانة سابقة أيضاً، مكتوب في بطاقتها هكذا "بهائية". هؤلاء موجودون، ولم يكونوا بهائيين منذ سنة أو اثنتين ولا... خمسة، لا، هذا قبض بالفعل، ماذا تعني بأنه لم يحدث؟ حسنًا، ما هو الحل للهوية بالنسبة للبهائيين الذين تقول حضرتك إن هذا مخالف
للواقع؟ ما هو الحل؟ ما هو الحل للهوية؟ هل يعني أن يكتبوا إسلام؟ أم ماذا يكتبون؟ يكتب مسلم، مسلم، يكتب مسلم، لكن ما تقوله حضرتك هذا... أن حسين بكار كاتب بهائي، حسين بكار كاتب بهائي برشوة دفعها لشخص والشخص مات وأصبحت قضية. نعم، يعني أنا عندما أزور في أوراق رسمية، نعم، وأكتب مثلاً مكان مسلم شيعي، نعم، هذه فيها رشوة، نعم فيها خطأ إداري حدث عن طريق خلل. هذه نقطة واحدة، نقطة اثنين: أنا لا أدري. طبعاً أنت ماذا تتحدث؟ أنْ هناك فنانة كبيرة وأنا لا أعرف عمَّن تتحدث، وأن فيها بهائي، هذا لم يحدث. لم يكن في الماضي إلا حسين بكار هو
الذي كُتب عنه أنه بهائي، ولم تتكرر هذه الحادثة، وكانت عن طريق رشوة وأصبحت قضية، وحتى نفس الفنان حسين بكار. أُلقي القبض عليه فيها، وكان عدد البهائيين في مصر حسب الإحصاءات الرسمية أربعة وستين شخصاً. حسناً، إذا كان هناك معبد موجود في العباسية، فماذا هو الآن؟ إنه الآن جمعية لتحفيظ أو المحافظة على القرآن الكريم. نعم، ولماذا أُغلِق في الستينيات بقرار جمهوري؟ لأنه في الستينيات وجدوا... إنَّ هناك اتصالاً مع العدو
من إسرائيل في حالة قيام حرب، وما نحن على الحرب قائمة سنة ألف وتسعمائة وثمانٍ وأربعين، وتأكدت سنة ألف وتسعمائة وستٍ وخمسين، ثم حدثت بلية سبعٍ وستين، ثم ثلاثٍ وسبعين. فنحن في حالة حرب بين مصر وبين إسرائيل قبل اتفاقية السلام، ففي هذه السنة وجدوا اتصالاً غريباً ما بين جماعات. وما بين إسرائيل فسألوا: "لماذا تفعلون هكذا؟" نعم، استمر، استمر. لدينا نحن دين اسمه دين السلام، ويجب علينا أن نسعى إلى السلام، فنعطي هذه المعلومات للآخرين بصورة توحي بالسلام. فذهبوا وأغلقوها ليس لأنهم يضيقون على العقائد، بل لأنهم متهمون بالاتصال مع العدو في زمن الحرب. اليوم هم ينكرون. يقولون إنه لم تحدث هذه القصة طبعاً. أن ينكر أو لا
ينكر فهذا ليس شأني، لكنني أريد أن أوضح موقف مصر. مصر تحترم بموجب الدستور أولاً أنها تعترف بثلاثة أديان ولا تعترف بسواها، وثانياً تعترف أيضاً بحرية المعتقد فيمكنك أن تعتقد فيما تريده، وتجعل حرية التعبير مقننة بحيث إنك... لا تؤذِ الآخرين بحيث لا تتطاول عليهم ولا تسلب حقوقهم. وهكذا بالنسبة للبهائية، فلي موقف منها حدث في سنة ثمانين، وهو أن فتاة بهائية كانت تدعو شاباً أحبها في الجماعة، فكانت تدعوه إلى البهائية، فجاءني وقال لي: "ما هي البهائية هذه؟ هل..." يجوز له أن أصبح بهائياً؟ قلت له: لا يجوز. وهم يقولون: أنا لست مسلماً أصلاً. حسناً، إما أن تُسلِم هي، وإما أن أتحول للبهائية حتى
نكون معاً. فجاءت الفتاة وأنا مطلع على مصادر البهائية لدرجة أن لدي من المصادر ما لم يكن عند هذه الطائفة، فالفتاة بدأت تقتنع. بالإسلام فتقول لأهلها، فجاء أناسٌ من طائفة لكي يجادلوني ويروا ما القصة، وجاء شاب يعمل مدرس رسم أو شيء من هذا القبيل هو وزوجته، وكانوا أيضاً بهائيين، وكما تقول أن هؤلاء وُلِدوا بهائيين أبناء بهائيين أبناء بهائيين، لكن لا يوجد أحد يتحول إلى البهائية ولا يدخل جديداً في البهائية، نعم. هذا صحيح. طيب، نعم يا أبناء، ماذا تريدون؟ قالوا: "بهاء الله هو الحق". قلتُ لهم: "يا أبناء،
أنتم لا تعرفون شيئاً في دينكم، هل أنتم علماء؟" قالوا: "لا، ليس لدينا علماء، نحن جميعاً هكذا على باب الله". قلتُ لهم: "حسناً، هل تعرفون هذا الدين الذي تتحدثون عنه؟" دين ونحن نقول عنه إنه ليس ديناً وإنما رأي، فعلى ماذا هو مبني؟ قالوا لي: لا، لا أعرف ماذا. قلت لهم: مبني على شيء اسمه الأبجدية، وهو أن كل حرف له قيمة حسب ترتيب حروف الأبجدية: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ. أبجد هوز كانت تغنيها ليلى مرات. فالناس يعرفونها، لا، هذه لها تتمة: أبجد هوز حطي كلم صعفص قرشت ثخذ ضظغ، وكل
حرف من هؤلاء له رقم، وبعد ذلك أحضروا هذه الأرقام وقالوا مثلاً: هيا نحسب "بسم الله الرحمن الرحيم" تساوي كم رقماً، وقالوا انظر، هذه تسعة عشر حرفاً، وعندما نحسبها تنقسم على تسعة عشر، فيكون... رقم تسعة عشر هذا رقم مقدس وكل هذا يا أبنائي أوهام وسأقول لكم سبب هذا الوهم الذي يهدم البهائية كلها. قالوا لي ماذا؟ قلت لهم إن ترتيب الحروف هكذا فيه خلاف منذ زمن بعيد بين المشارقة وبين المغاربة. يعني المغاربة كما يقول ابن خلدون في مقدمته لهم ترتيب آخر يختلف ابتداءً من حرف السين. أبجد هوز حطي كلمن سعفص من هنا سيختلف
وأحضرت لهم الترتيب الخاص بابن خلدون. ابن خلدون هذا متوفى منذ ستمائة سنة، أي قبل البهائية وقبل أي شيء آخر. نعم، منذ زمن قلت لهم انظروا كيف اختلطت الأرقام لأنها أصبحت لها أرقام أخرى، الحروف أصبح لها أرقام أخرى، فلو... حسبنا على المغاربة أن تخرج كل البهائية خاطئة، فذُهِلوا ونظروا إلى بعضهم وقالوا: "إلى هذا الحد نحن لن نستطيع أن نكمل أي شيء لأننا نعيش ونهيم وننام على الرقم تسعة عشر، لدرجة أننا نصوم تسعة عشر شهراً، كل شهر فيه تسعة عشر يوماً، ونخرج تسعة عشر في المائة من أرباحنا للفقراء". كل شيء عندنا تسعة عشر وأنت الآن جئت وبجرة قلم هدمت
المعبد كله، هدمت التسعة عشر وجعلت أن هذه الأرقام بهذا الشكل، معنى ذلك أنه لا يؤمن بالبهائية إلا المشارقة، لكن المغاربة الذين لديهم ترتيب آخر للحروف وأرقام أخرى للحروف ليستخدموها في الشعر لن يوافقوا على ذلك وسيقولون. أنا قلت لهم إنكم كذابون، ماذا ستفعلون في هذه الورطة؟ قالوا: حسناً سنرد عليكم، وحتى اليوم لم يردوا. هذا الكلام كان في عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين، أي منذ خمسة وعشرين عاماً. يبدو أنهم لم يردوا خلالها. حسناً، ما أريد قوله يا أستاذ محمود أن هذه ليست ديناً عندما... دينٌ كله يأتي على خرافة ليس دينًا، بل هو رأيه هو ورغبته. وهكذا، حسناً، هل هم منشقون عن الإسلام مثل القاديانية ومثل الدروز ومثل الناحية
الموجودة في هذا؟ نسألهم، نأتي بشخص ونسأله: هل أنت منشق عن الإسلام؟ فيقول لك: أنا لا أصلي ولا أصوم ولا أحج ولا... لماذا تهتم بالإسلام من أساسه؟ أنت تقول إنني أفعل كذا وكذا، وتتحدث عن رقم تسعة عشر ورقم تسعة عشر وهذا وذاك. من أين أتيت بهذا الكلام؟ أنت تستقيه من شيء يسمى الإيقان وشيء يسمى البيان وشيء يسمى الأقدس وشيء يسمى صحائف ابن ذئب وأشياء أخرى متنوعة، حسناً. وهكذا يعني موقفك الرافض من البهائية يُعد فتوى في حد ذاته الآن، لكن لست أنا الذي أفتي. إنه أستاذك، لا، ليس أستاذك، بل الدكتور جاد الحق علي جاد الحق، وهو أستاذك له فتوى شهيرة في هذا الشأن، وليس الشيخ جاد رحمه الله فقط، بل كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. يعتبرون
أنهم خارجون عن الإسلام ضرباً من ضروب المروق، هذه هي النقطة الأولى. ويجب أن تنفذ عليهم كل الحدود المتعلقة بالردة. انظر الآن، انظر إلى النقطة الثانية، هل هذا مرتد؟ إنه يقول لك أنا لست مسلماً من الأصل، هل دخل الإسلام ثم دعا إلى غير الإسلام؟ أبداً. رجل يقول لك أنا من بيتنا أنا لست مسلماً، ولذلك يدعو إلى أن تكون في الأوراق الرسمية اعتراف بديانته. والاعتراف بالديانة لها شروط. عندما نأتي على شخص يريد أن يُعترَف بدينه، كيف نعترف بدينه؟ له شروط. من الشروط هذه، من ضمن الشروط - لها شروط كثيرة - لكن من ضمن هذه الشروط الشيوع. وهؤلاء ليس فيهم شيوع ولا شيء. إنهم أناس يفكرون بطريقة خرافية تتعلق بقيم حروف،
وهذه قيم الحروف فيها اختلاف بين المشارقة والمغاربة. انتهت الحكاية وانتهى الأمر. ألفنا الكتاب، فالقضية هنا أننا في العقل العلمي، والعقل العلمي يقول إن هذه ليست أدياناً. انتبه، فقد جاءنا شهود يهوه. وقالوا نحن نريد أن ندخل هنا، فيه المورمون جاؤونا، المورمون الكنيسة تقول إنهم كفار، شهود يهوه يقولون إنهم كفار، فالكنيسة رفضت وقالت: "كيف تُدخلون هؤلاء الناس هنا؟ هؤلاء كفار". من الذي يقول عن المورمون إنهم كفار؟ الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت يقولون عن المورمون إنهم كفار، لسنا نحن من نقول ذلك، نحن لا شأن لنا، فهؤلاء رافضون. أن هؤلاء يدخلون وكذلك شهود يهوه وكذلك عندما يأتي شخص ما ويقول لي: "والله أنا أريدك أن تعترف لي
بالدروز أو تعترف لي بالتنيا سيكيو"، وهذا التنيا سيكيو دين وضعي نشأ سنة ألف وتسعمائة وستة وثلاثين في اليابان، يُشعلون ناراً ويرمون ناراً ويصنعون ناراً وأشياء مثل هذا، حسناً أقول له. لِمَ أنا لا أعترف؟ خلاص لن يستطيع أن يفعل شيئاً. ثانياً هذا الـ سي كيو أنا لا أعترف به. وهكذا في النهاية نتقدم بالشكر لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، ونستكمل الحوار غداً بإذن الله إن شاء الله. أعزائي المشاهدين، نتواصل في الغد بإذن الله مع فضيلة المفتي، مفتي الديار. الأستاذ الدكتور علي جمعة إلى اللقاء