الإسلام كتاب مفتوح - فتوى إقامة محطات لتقوية المحمول

أعزائي المشاهدين، مساء الخير. نتواصل اليوم مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة في الحوار الإسلامي. كتابه فضيلة المفتي، أهلا بحضرتك يا سيدي. أهلا وسهلا ومرحبا بكم. لا شك أن المساجد لها فوائد عديدة متعددة، مثلا مسجد المدينة الذي شارك الرسول عليه الصلاة والسلام في بنائه، وخرج منه أبطال. الإسلام الذين دانت لهم الدنيا وكانوا أصحاب الفتوحات الإسلامية الكبيرة كانت تُعقد فيه الأفراح والمآتم وتُعقد فيه ندوات العلم
ويلعبون فيه التحطيب أيضاً. فتوى حضرتك مؤخراً بإجازة إقامة محطات لتقوية شبكات المحمول في أعلى المآذن أحدثت ضجة كبيرة وخلافاً كبيراً، فالبعض اعتقد أو اعتبر هذا تشويهاً للمآذن وإهداراً لقيمة المساجد. وأن المساجد تدخل في دائرة الأعمال التجارية فضلاً عما تجلبه من إدرار للصحة. ما هو ردك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. وفي الحقيقة أنا لم أصدر هذه الفتوى، الذي أصدر هذه الفتوى هي دار الإفتاء المصرية، دار الإفتاء المصرية. هذه مؤسسة فيها علماء
وفقهاء ولجان علمية، وليست شخصاً واحداً، ولا يمكن أن تُختزل في شخص، وإن كنت أنا على رأسها طبعاً، لكن عندما تصدر فتوى من دار الإفتاء المصرية، لا تصدر ارتجالاً، إنما تصدر بعد تدقيق وتحقيق وترقيق وتنميق يليق بتاريخ هذه المؤسسة العريقة التي أصبحت فتاواها. هي الأساس والمكون الفكري لأهل السنة والجماعة في العالم. يُدرس مثلاً - نضرب مثالاً بهذه الفتوى التي صدرت عن دار الإفتاء المصرية وأنا على رأسها، وأنا على رأس هذه المؤسسة - عندما
يأتي سؤال: هل يجوز أن نضع حاملاً أو مقوياً للهاتف المحمول؟ فلا بد أولاً أن نتصور ما هو هذا الحامل. أو هذا المقوي للهاتف المحمول ما شكله وأين يُباع وكيف سيعمل ولذلك نتصل بوزارة الاتصالات لتشكل لجنة علمية لتقيسه وتخبرني ما الحاصل في هذا الجهاز، ما شكله، ما مجاله الكهربائي، ما مجاله المغناطيسي، على أي الأوضاع يُوضع، ما تأثيره على البشر في المدى القصير، ما تأثيره على البشر
في المدى. الطويل هل هو يختلف في قواه من جهاز إلى جهاز إلى جهاز بحيث أنه في قوة معينة لا يكون ضاراً أو في قوة أخرى يكون ضاراً؟ هل سيتم تشويه التوازن به؟ هل هناك أماكن أخرى يمكن أن يوضع فيها؟ ما هي المسافات التي يجب فنياً أن يوضع عليها هذا؟ الحامل، ما هي المسافات التي بها الضرر أو التي ليس عليها ضرر؟ علمٌ علمٌ وليس كلامًا. علمٌ لأنها مُؤسَّسة. الكلام كثير، ولكن يا سيدي اسمح لي، "إعلام الساجد في أحكام المساجد" للزركشي
يقول أين أن هواء المساجد هو في حكم المسجد وأنه ينبغي ألا تُنشد فيه ضالة ولا يُؤجر ولا... لا يُستأجر ولا يُباع ولا يُشترى وهذا هو الصحيح والمشهور، ثم إنّ المساجد - يعني البعض يستغرب - المساجد لماذا تدخل عن هذا الطريق وهي لها أوقاف لا حصر لها في الوزارة، يعني يكفي دور المناسبات: الأفراح والمآتم، والتي تُدرّ دخلاً كبيراً. ولهذا البعض اليوم تساءل: يا فضيلة المفتي، كل شيء في البلد داخل في... الثرثرة والهراء، فهل جاء الدور على المساجد لتدخل في دائرة الاستغلال الاستثماري؟ هو
أصل الكلام مجرد ثرثرة. غير ذلك ليس مجرد ثرثرة يا فضيلة المفتي. أنا أقول، لا أقول إن كلام سيادتك ثرثرة، بل أقول لك أن الثرثرة غير العلم. نعم، الثرثرة لا تقوم على أساس علمي. بصاحبه في نار جهنم، لكن العلم الذي نتحدث فيه، علم مؤسس الشغب، هو أن يتكلم بألفاظ أهل العلم ولسنا منهم. بيان ذلك وبرهانه هو أننا عندما تأتينا مسألة مثل هذه، وبعد أن نستوفي الجانب العلمي منها لمعرفة الواقع، نذهب من أجل أن نخرج ملف المساجد في الفقه الإسلامي ونعرف. ما الذي حدث حول المساجد؟ كيف
عامل العلماء الفقهاء الأتقياء المساجد؟ وكيف عامل بعض العوام الجهلاء المساجد؟ هذا الملف عندما ندرسه من الناحية الشرعية، ندرسه من الناحية العلمية وليس من باب الكلام بلا علم. ولذلك كلامنا ليس مجرد كلام بلا أساس، لا من الناحية العلمية الفنية الكهربائية المغناطيسية، ولا من الناحية الطبية، ولا من... الناحية الشرعية هي هذا الذي أريد إيصاله لسيادتك، لأن تلصيق الكلام بجوار بعضه بعضاً لا يفيد أي مسألة علمية، ويؤدي بنا إلى عقلية الخرافة لا إلى العقلية العلمية. ونحن نخاطب المشاهدين الآن بالعقلية العلمية التي تقول: هناك تاريخ للمسجد، حدث فدخل في المسجد الفرش، فلما دخل في
المسجد الفرش... غضب الناس لم يُغضب العلماء. غضب الناس وهناك ما يسمى بالورع الكاذب. هكذا تفعلون في مساجد المسلمين. إنه من فعل المجوس. الفرش التي معنا الآن من فعل المجوس. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يحب أن يصلي يصلي في نعاله، لأن المسجد كان مفروشاً بالحصباء والحجارة. الصغيرة. فعندما فرشوه بالسجاد، وسأدخل أنا الآن بحذائي الذي خضت به في الطين وخضت به في الشوارع، سأفسد السجاد، فاضطروا إلى أن يزيلوا الأحذية. فاعترض عليهم معترضون أيضاً من العوام، من الذين يحبون المسجد ويحبون أن يدافعوا عنه، قالوا: لقد ألغيتم سنة رسول
الله، لأن من السنة. أن تصلي في نعليك، وهكذا نحن اضطررنا لخلع النعال لأننا من حيث نظر السجاد بنيناه بناء الكنائس وبنيناه بناء المساجد، وحدثت الضجة. العلماء لم يلتفتوا إلى هذه الضجة وصمموا على أن المساجد تُفرش بالسجاد، واعتاد المسلمون أنهم يضعوا شيئاً في الخارج هكذا، حذاء - لا مؤاخذة - يضعون فيه نعالهم ويدخلون من غير النعال. هذا المسجد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف بعلامة فيه دون محراب، فوجدوا أن هذا يُضيع صفاً فعملوا المحراب. قالوا: "ها، ابتدعتم في المسجد بدعة". لم يلتفت العلماء إليهم. عملوا منبراً
عالياً هكذا، وكان منبر رسول الله ثلاث درجات، فعملوا المنبر العالي، فاعترض الناس قائلين: "تجعلون الخطيب بعيداً عن...". الناس هم صنعوه لأجل أن يصل صوته إليهم جميعاً لأن المسجد اتسع حيث كثُر المسلمون. كان مسجد رسول الله إذا رأيت حدوده يتسع لثلاثمائة، لكن الآن مسجد السلطان حسن هذا يتسع لاثني عشر ألفاً. كيف يصل صوت الخطيب وليس هناك ميكروفونات بعد؟ فصنعوا شيئاً عالياً. حتى يصل الصوت من الناحية الرياضية، وقد بنوا أبنية وما إلى ذلك، غضبوا، ولذلك تجد بعض الناس الذين اعترضوا على كل هذا وأعادوا المساجد مرة أخرى إلى ما كانت عليه في
عهد رسول الله. بعضها مثل الجمعية الشرعية مثلاً، تدخل فلا تجد فيها محراباً، وتدخل فتجد فيها المنبر بثلاث درجات، وتدخل كذا لأنهم يحاولون. ماذا يعودون إلى استعادة هذا التاريخ العظيم كله؟ نحن ندرس ونقول نعم أو لا. حدث ما هو أشد من ذلك عندما دخلت الكهرباء المسجد، فقام أناس وصاحوا وقالوا: هذا سيضر بالمسلمين وستتعرضون للكهرباء، وكيف تخالفون الضوء الذي سيكون في المسجد؟ أهذا بديل عن قناديل ربنا التي... هناك الزيت المبارك الذي ينشأ من زيت مبارك وتضعونه والعياذ بالله في هذا الشيء الشيطاني الذي اسمه الكهرباء. لم يلتفت العلماء إلى هذا، ودخلت الكهرباء الحرمين ودخلت الأزهر. عندما
أراد الإمام محمد عبده أن يُدخل الحنفيات في الأزهر، رفض طلبة العلم الصغار وقالوا له: كيف؟ كيف تُدخل ما لم يدخله؟ سلفك الصالح أدخل الحنفيات - والعياذ بالله - إلى الأزهر فسكت وصمت، وصمت العلماء معه في إدخال الميضأة إلى الجامع، وأصبح كل جامع فيه ميضأة، بالرغم من أن مسجد رسول الله لم يكن فيه ميضأة، ولم يقل أحد من العلماء "الله" [استنكاراً] لهذا، لكن من العوام نعم، قالوا: "أتنجسون المسجد هكذا؟ كيف تضعون ميضأة فيه؟" دورات مياه بجانب المسجد، أعوذ بالله، ولكن قداسة المسجد ووظيفته وخصائصه التي يعلمها العلماء واجهت ما عليه الجهلاء وقالت لهم: اسكتوا واستحيوا، فهذه لمنفعة المسجد.
تطورت الأمور ودخل الميكروفون، فامتنع كثير من الناس عن الصلاة في المسجد لأنه، والعياذ بالله تعالى، قد أصبح فيه الصوت العالي واعترضوا عليه اعتراضاً. غضبوا غضباً شديداً بجوار سيدنا رسول الله وقالوا كيف يعلو صوتكم على صوت النبي في حضرة رسول الله وأصبحت مشكلة واستدلوا بقول الله تعالى "ولا تجهروا له بالقول"، "إن الذين يرفعون أصواتهم عند رسول الله"، وهكذا "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى" وأمور مماثلة. كبيرة حصلت وفتنة عمياء صماء، ونامت الفتنة ونامت جهلاء، وبقي العلماء. يا أستاذ، عندما عُرض هذا على
مؤسسة دار الإفتاء وجاءها التقرير أن هذا لا يشوه المآذن، وأن هذا لا يضر بالمصلين، وأن قياس الكهرباء والمغناطيسية تؤدي إلى كذا، وارتفاع كذا، وعمل كذا، وسوى كذا، رجعت إلى المسجد وقالت: طيب، هل... يجوز أن يكون في المسجد مكان يُؤجَر، ورجعتُ ووجدتُ أن المسجد له ما يُسمى بالمسجد وله ما يُسمى بالمُلحقات. لم تنتبهوا، كان المسجد نفسه يَحرم تأجيره لتعطيل فريضة فيه، يعني لا أذهب لأؤجره حتى يسكن الناس فيه، أو حتى يزرعوا فيه، أو حتى يخلعوا فيه أو يتاجروا فيه، فهذا ممنوع لأنه هذا. يعطل الشعير، لكن يجوز له أن أبني بجوار
عمر مكرم داراً للمناسبات أؤجرها للأيتام كما اعتدنا طوال حياتنا. ألم تنتبه؟ يجوز والله. هل هذه ليست جزءاً من المسجد؟ نعم، إنها جزء من المسجد لكنها ملحقة بالمسجد. حسناً، يوم الجمعة هل يصلي الناس فيها؟ وماذا عنها؟ ملحقة بالمسجد، سبحان الله! ويجوز تأجيرها، نعم يجوز تأجيرها كقاعة للمناسبات. وظيفة المسجد تقتضي ذلك. هواء المسجد من المسجد طبعاً، هواء المسجد من المسجد. حسناً، الميزانية قال: هذه ملحقة بالمسجد، ولذلك لم تكن موجودة في عهد رسول الله. نعم، هذه مثل دار المناسبات. هل يجوز يا ترى في... صورة المسجد من الخارج أننا نبني دكاكين نؤجرها. ما الأمر؟ وما هو شأن محمد بيك أبو الذهب في هذا؟ حسناً، وهذه الدكاكين ماذا
تفعل؟ تنفق على المسجد. حسناً، ودار المناسبات هذه ماذا تفعل؟ تنفق على المسجد. الله! حسناً، إنها هي ذاتها، فإذاً الذي يقول أن هذا سوف يذهب بقداسة المسجد... لقد قيل من قبل، قيل عن دار المناسبات، وقيل عن المضيف، وقيل على المنبر، وقيل عن الكهرباء، وقيل عن الفرش، وقيل عن الإذاعة، وقيل عن كل شيء. والآن يقولون أن زلزلة العولمة أوشكت أن تؤثر على المئذنة. أصمت! لماذا؟ لأنني أفهم تاريخ المسجد، أفهم وظيفة المسجد، أفهم وظيفة... المسجد يفهم علاقة العلماء بالمسجد وعلاقة الجهلاء بالمسجد. هناك أناس خائفون من كل شيء، خائفون من أننا نطبع المصحف.
فعندما فتح محمد علي باشا المطبعة الأميرية وقال لهم سنطبع المصحف، ظهر أناس قالوا له: "لا، والنبي لا تطبع المصحف". سألهم: "لماذا؟" فقالوا له: "نحن خائفون لعل المصحف هذا هو..." يحدث فيه خطأ، فمن أجل النبي لا تطبع المصحف يا محمد يا علي، لكنه طبعًا قام باستشارة كبار العلماء. وعندما استشار كبار العلماء قالوا له: اطبعوا. فقامت بطباعته بالطبع، فحدث فيه خطأ، وأخطاء كثيرة. قلنا لكم سيهينون المصحف، وها هم قد أهانوه. سيحرفون المصحف، وها هم قد حرفوه. سيضيعون المصحف، وها هم قد ضيعوه. محمد علي غضب.
كثيراً لأن غرضه هو نشر المصحف، غرضه هو هدف سامٍ نبيل، ليس مجرد تطوير. هدفه هو أن يعيش عصره وأن يخدم مصره وأن يكون بهذا قوياً كما أمر رسول الله، ولهذا فهو بنى مصر الحديثة بالفعل. يعني على كل مستوى، هل تعرف ماذا فعل؟ جمع المصاحف، كان قد طبع مائتي مصحف. وذهب موزعاً إياها مع المشايخ ليصلحوا لي الأخطاء بالقلم كلمةً كلمة وحرفاً حرف، وصححوها بالقلم الصيني، ووضعوا أربعة صاغ على كل غلطة، وهذا مبلغ ضخم جداً. ورصد مبلغاً ضخماً لا أعرف إن كان مائتي جنيه أو ثلاثمائة جنيه، وهذا المبلغ يكفي لشراء ثلاث أو أربع عزم من الآصار كان. بعشرين جنيهًا كنت
تشتري. أصرّ منيف على فدانين بعشرين جنيهًا. ليلُ تصحيحٍ أثار غضبه لكنه استمر في الطباعة ونجح. تخيل الآن لو لم يُطبع المصحف حتى وقتنا هذا، لكنا ضعنا يا أستاذ، لكنا ضعنا. حسنًا، ماذا يقول من يأتي ويقول: "لا تنشد الضالة"؟ هل هذا إنشاد ضالة؟ إنشاد الضالة هو أن يقول شخص: "يا أهل الخير، لقد ضاعت لي معزة، أين هذه المعزة؟". وعندما نعلق مثل هذا الإعلان، فهو مقبول ولا يضر ولا يشوه كما يُقال في الإشاعات. هذا التعليق الذي سيجلب للمسجد بعض المال لينفق عليه بالإضافة إلى المال القليل الذي تقدمه الأوقاف، لكن بعض الناس يقولون إن هذا يجلب أضراراً. يعني يُؤثر
على الصحة، حسناً، نعم، يعني هناك أصحاب إمارات اليوم لا يرضون أن يضعوا هذا عندهم، لماذا؟ لأن هذا يؤثر فعلاً وثبت هذا. فضيلة النفطي كلمة أصبحت ثابتة. من الذي قالها لك؟ من خلال أبحاث علمية منشورة. ما اسم هذه الأبحاث؟ لقد ذهبنا إلى الناس المختصين بالأبحاث، نعم. فقالوا لنا: أبداً ما تركت، نعم، هذا له تأثير ثلاثين سنتيمتراً تحته، وبعد ثلاثين سنتيمتراً لا يوجد شيء. وأخذنا منهم تقارير، يا أستاذ، دار الإفتاء هذه مؤسسة، أخذنا منهم تقارير تثبت هذا، وبناءً عليه أفتينا. من الممكن أن تظهر في يوم من الأيام علوم تثبت ضرر هذا، ويأتيني المختص، أنا عملت اتفاقية وبروتوكولاً. بين دار الإفتاء وبين مركز البحوث توجد اتفاقية بروتوكول، وبين دار الإفتاء وبين وزارة الاتصالات توجد اتفاقية
بروتوكول، وبيني وبين جامعة عين شمس مركز التوثيق توجد اتفاقيات. هذه الاتفاقيات علمية رصينة رسمية من أجل أن أقول فأكون معتمداً على شيء علمي. تأتيني إشاعة، ولكنها مجرد إشاعة يرددها جميع الناس. أسميها أنا في نفسي هكذا حكايات الهاتف، وقد تصدر من شخص يعمل في مجال الاتصالات. أقول له: تعال، أحضر لي فقط البحث، أرسل لي بحثاً علمياً نشرته مؤسسة عالمية، نشرته كذا. وأنا مباشرة أقول: بناءً على أن هذا بهذه الصفة وهذه الحال يضر الناس، فإن القاعدة الشرعية المرعية تقول لا. ضرر ولا ضرار، ما أحد فعل لي هكذا، لم يرسل لي أحد
بحثاً، الكل يريد أن يمضي، هذا عمل أيضاً. فضيلة المفتي يعني... يعني هذه العملية لا أستطيع بمجرد الكلام أن أقبل فتوى أقابل بها ربي يوم الدين. نعم، أنا لا أستطيع، لا، أنا لا... لا أقول على حدثك أنت رجل، يعني أنا لا أستطيع أن أقف في وجه قوة المسلمين ولا في وجه نفع المساجد حتى لا أُسأل أمام الله. أنا أعرف ما أقوله شرعاً، وأنا أعرف ما أقوله عن المساجد من أحكام المساجد. الزركشي هذا رجل خاصتي، فأنا حاصل على الماجستير. في الزركشي طيبٌ، حسناً، هل انتبهتَ أنه لا يقول هذا الكلام؟ فأنا أعلم، وأنا مختص، وأنا مسؤول. فالكلام عندما يأتي أتساءل: ما هو؟ مَن الذي يقول هذا؟ الذي يقول هذا مثلاً واحد فاضل من فضلاء أبنائنا
أو أبناء أبنائنا في العلم، قرأ كلمةً، أخذ منها كلمةً ووضعها في كلمة دون تدقيق. وبدون علم بقوله: "لا، تعال يا حبيبي، أنا سأفهمك. هذا الكتاب يُقرأ بالشكل الفلاني، هذه الكلمة معناها كذا، وهذه الكلمة معناها كذا". لكن ما يؤسف أن شخصاً ما ينشر مقالاً، وطبعاً هذا حدث قريب، وطبعاً كل ما كُتِب عن هذا، ثم يقول ماذا؟ يقول مثلاً ماذا؟ ونرجو من القراء. أن يبدوا آراءهم قراء آية لا بالمثلية لا يصح لا لا ولذلك عندما سألوا الشيخ يوسف القرضاوي في أحد البرامج قال لهم هذه مسألة علمية فاسألوا المختصين لأن الرجل فقيه طبعاً، فلا بد علينا أن نبني عقلية علمية عند الناس ونفهم الناس أن الطبيب طبيب وأن المختص بالاتصالات متخصص. الاتصالات وأن المهندس مهندس
وأنه لا بد علينا إلا أن ندخل بإشاعة أُشيعت عن مشروب معين أن فيه خنزيرًا. ذهبنا وأحضرنا قومًا وأعطيناهم مركز البحوث بموجب البروتوكول الخاص بنا. يا مركز البحوث، هل في هذا خنزير؟ قال: لا. قلنا: لا، خلاص، إذًا هو حلال. حسنًا، ما الأمر؟ جاءت ضربت في العالم، فلتضرب، لكنه حلال. حسناً، ربما الشركة المنافسة هي التي تطّلع على هذا، أو ربما شخص آخر هو الذي يطّلع عليه. لذا يا إخواننا تنبهوا إلى أنكم تقولون إن هذا عمل تجاري. نعم، هو عمل تجاري ضمن أعمال تجارية، وهناك حرب في مجال الأعمال التجارية، فما شأني بها، ولذلك أنا لا أدخل في هذا الأمر. أنا أدخل في المنهج العلمي والتأسيس العلمي، في النهاية يعني ردًا على كل مقال. والله أعلم طبعًا، هذا ونحن نقول أيضًا "والله تعالى أعلى وأعلم"، أعلى
لأنه في الأحساب، وأعلم لأنه كذلك، وفوق كل ذي علم عليم. ولكن إذا اجتهدت فأخطأت فلي أجر، يبقى ربنا راضٍ عني، وإذا أصبت من... فضل الله في أجران، وفي ما أخرجه الدارقطني: "إذا اجتهدت فأخطأت فلك أجران، وإذا أصبت فلك عشرة". فنسأل الله أن يمنحنا العشرة، وأن يسترها معنا في الدنيا والآخرة. ونحن نبذل ما في وسعنا مراعين وجه الله، فإن أخطأنا فلنا الأجر، وإن أصبنا فلنا الأجور، والحمد لله العلي الغفور. دائماً يا فضيلة المفتي، وعلى وعدٍ بلقاءٍ في الغد بإذن الله مع فضيلتكم. أهلاً وسهلاً بكم أعزائي المشاهدين، نتواصل غداً وللحديث بقية
مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة.