الإسلام كتاب مفتوح - هل يقبل صيام تارك الصلاة؟

الإسلام كتاب مفتوح - هل يقبل صيام تارك الصلاة؟ - الإسلام كتاب مفتوح, فتاوي
أعزائي المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نلتقي ونتواصل اليوم مع فضيلة مفتي الديار المصرية، فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك. - أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. - هل يُقبل صيام تارك الصلاة؟ - تارك الصلاة يعني الرسول عليه الصلاة والسلام قال، يعني وصف ذلك، أطلق لفظ الكفر على تارك الصلاة وأنه... يعني من الكبائر يقول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، ووصف الصلاة بأنها عماد الدين، وبأنها ركن الإسلام، وأنها كذا وكذا إلى آخره. ولذلك الذي لا يصلي على خطر عظيم، حتى كفَّره بموجب هذا الحديث بعض الأئمة كأحمد بن حنبل. لكن الجمهور
لا يقولون بكفره. فالصيام... صحيح أيضاً سيأتي يوم القيامة لا يُحاسَب على الصيام لأنه صام، إنما يا أخي يجب عليه أن يستحي من الله ولا بد عليه أن يرجع إلى الصلاة. فقضية صحة الشيء مسألة، وقضية وقوع الحرمة به مسألة أخرى. أنت تعلم مثلاً شخصٌ يأتي سارقاً منك زجاجة ماء أو يغتصبها، يأخذها خطفاً هكذا، ما رأيك؟ في هذه المنطقة حرامٌ السرقة حرامٌ والاغتصاب والخطف حرامٌ. قال لك: "حسناً، سأتوضأ بها"، وذهب متوضئاً بها. على فكرة، يجب عليه أن يدفع ثمنها أو يرد مثلها، لكن وضوءه صحيح ويمكنه أن يصلي به. شخص اغتصب منك قطعة أرض، ثم بنى عليها مسجداً، وأول ما دخل قال: "الله أكبر" وصلى الظهر، صلاة الظهر صحيحة. لكنه حرام لوقوعها
في أرض مغصوبة، نعم، كأن أغصب منك ثوباً وأذهب مرتدياً إياه بعدما أصلحه وأصلي فيه، هذا هو الحرام في كل هذه الأشياء. كيف ذلك يعني؟ وأنا أيضاً، وأستأذن مشاهدينا أيضاً لنتساءل: كيف يكون ذلك؟ يعني رجل، انظر، مغتصب، أو رجل... سأقول لك كيف ربنا... الكريم، هذه النقطة لا تنساها: إن الله يفتح باب التوبة ولا يأمر بالمنكر، بل دائماً يأمر بالمعروف. خذ هاتين النقطتين في اعتبارك وستُحَل المشكلة عندك. عندما أجد رجلاً يصلي ويشرب الخمر، لا أقول له: "اذهب، اذهب، اذهب، أنت تشرب الخمر، لن تنفعك الصلاة"، فأكون بذلك قد أمرته بالمنكر وهو ترك الصلاة. لا
تَمْلُ أمراً بالمعروف، قل لي يا رجل، انظر كيف اختلف الخطاب. يا رجل، أنت رجل مصلٍّ، أتقوم لتشرب الخمر؟ إذن فإن لغة الخطاب هنا اختلفت. أنا حينما آمر بالمعروف وأخبر رجلاً يصلي ويصوم ثم لا يصلي، أأتي وأقول له إن صيامك باطل؟ لا، سيصوم. ولن يصلي. لا، أقول: يا رجل، إنك رجل مؤمن، وأنت صائم، ولكي يُقبل هذا الصيام عند الله، وأنت صائم لله، وقد امتنعت عن الطعام والشراب ومارست الجوع وغير ذلك، وكبحت هذه الشهوة إلا لله، فصلِّ. فدائماً أنا آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. يا رجل، أنت مصلٍّ الآن، وتستمر في اغتصاب أرض الرجل؟ اخرج منها وأعدها إليه. جاءوا
إلى النبي برجل أو تحدثوا عن رجل فقالوا: "يا رسول الله، فلان يصلي ولا تنهى صلاته عن الفحشاء والمنكر، يرتكب كذا وكذا"، فقال: "لعل صلاته أن تنهاه يوماً"، فينبغي أن أكون دائماً آمراً بالمعروف، ونعم. المروءة، حسناً، ومن أين هذا؟ إنه من كرم الله، لأن الله لو جعل السيئات يُذهبن الحسنات لكانت ورطتنا ستصبح كبيرة جداً، وما كان سيَصلح منا أحد، لكن ربنا جعل العكس أن الحسنات يُذهبن السيئات، "لعل صلاته تنهاه يوماً". فعندما يأتيني هذا الرجل ويقول لي أن المعصية... هذه أفعلها، ماذا أفعل؟ قال له ربنا: "تُب عليك، أنت رجل طيب، أنت رجل صالح، أنت رجل تصلي، اترك الخمر. أنت رجل تصوم وتصلي، أنت رجل تفعل كذا،
أنتِ امرأة تفعلين كذا، توقفي عن الغيبة والنميمة لأنك أنت، انظر ماذا، أو أنت تدافع عن الحق وتفعل وتعمل، فليكن بدون كذب، بدون [كذب]". شهادة الظهر وهكذا أبداً، فإذاً العملية واضحة وسهلة، وهي الحق بالشكل هذا أن يملي: ربنا يأمرنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وليس بالعكس. وربنا كريم سلط الحسنات على السيئات ولم يسلط السيئات على الحسنات. فضيلة المفتي، في بعض الأحيان، يعني ما هو حكم من يجامع زوجته في نهار رمضان والكفارة. الكبرى عليه الكفارة الكبرى، عليه أن يصوم شهرين متتابعين، ويستحسن
أن يكونا متصلين. أما بالنسبة للمرأة، فعليها أن تقضي ذلك اليوم يوماً واحداً فقط، سواء كانت عاصية أم غير عاصية، راضية أم غير راضية، مسافرة أو غير مسافرة. ما الحكمة من ذلك، مع أن المرأة يمكن أن تكون هي البادئة وهي التي تُغري زوجها بهذه المعاشرة الجنسية، هذا ليس محل اتفاق بين الفقهاء، بل هناك من الفقهاء كالمالكية مثلاً يقول أن الكفارة على الاثنين. هذه واحدة، ثانياً هذا المذهب الذي رويته الآن هو مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه. عندما نأتي إلى الفقه، لا بد ونحن نحكم، نحن لا نحكم بعقولنا ولا بمنطقنا ولا بهوانا ولا بما نراه نحن
أنه الأحسن أو غيره، نحن نحكم بطرق موضوعية وبآليات منهجية تحدد أولاً مصادر التشريع، فحددتها في الكتاب والسنة، تبحث في الكتاب أو السنة عن الدليل، تبحث في الدليل وتأخذ. منه الحكم، فالإمام الشافعي في هذه المسألة عنده الحديث الذي جاء فيه أن الأعرابي أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن أنه قد هلك لأنه وقع على زوجته في رمضان، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء الكفارة، ولم يسأله عن زوجته لعلها كانت في فترة الحيض أم لا. هل هي مسافرة أم لا، وهل هي التي دعتك أم لم تدعك إلى آخره، ولو كان هناك كفارة عليها لكان نبهه إليها رسول الله، ولابد،
لماذا قال: عندي قاعدة منهجية تقول وأنا أفهم القرآن وأفهم السنة، لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، لابد أن رسول الله يبين لهذه المرأة موقفها. ما الأمر؟ فالحاجة إلى البيان موجودة الآن، ها هي الحادثة قد وقعت، نعم، والرجل جاء يسأله: "ماذا نفعل؟" فإذا به وجَّهه قائلاً له: "أخرِج كفارة، أو صُم كفارة"، فأجاب: "لا أستطيع يا رسول الله"، فقال له: "حسناً، أخرِج كذا"، فرد: "والله أنا فقير"، فانتظره حتى أتى أحدهم بشيء له، فقال له: "حسناً، خذ وتصدق بها". إذا لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، هذه أداة منهجية أفهم بها النص. فهمت النص بهذه الصفة، ثم بعد ذلك هذا هو الحكم. نبحث إذًا أنا
وأنت وغيرنا وما شابه ذلك عن حكمته، وهذه الحكمة تظهر عبر القرون وتظهر بالتجريب وقد تظهر لي ولا تظهر لك وهكذا. الله سبحانه وتعالى جعل. هناك ساعة هنا في هذا المكان. أنا هنا وأقول إن هذه القضية، قضية العلاقة التي بين الرجل والمرأة، قضية حساسة جداً وفي غاية التعقيد. لو أردنا أن نشرحها فلسفياً فسنأخذ وقتاً، لكن في نظرة سريعة، هذه العلاقة غريبة وعجيبة. في الأصل أنا لا أريد أن أُفهم خطأً. فأنا أقول إنها تحتاج وقتاً، ولذلك الكلام الذي سأقوله هذا يحتاج إلى شرح. نعم، سأقوله بإيجاز، لكنه
يحتاج إلى شرح. فليس لأحد أن يسمعه ويعترض ويقول: "الله! إنه يقول كذا"، أنا أريد أن أعترض. لا، لن تعترض لو فهمته على وجهه الصحيح. هذه العلاقة في غاية [الأهمية]، لكنه... له حق الاعتراض أيضاً، أي أنه يجب على فضيلته - لو سمحتَ لي - أن يفهم الكلام أولاً. فعندما يفهم المسألة السادسة في أصول الفقه وفي تجديد أصول الفقه، عندما يفهم كلامي، يمكنه الاعتراض على شيء مفهوم، لكن أن يعترض على شيء لم يفهمه، فهذا يعني أنه يطلق رصاصة في الهواء. أنا أريد المناقشة المثرية أن تفهم كلامي وأفهم كلامك، فأنت تعطيني بعد فهمك لكلامي وجهة نظرك، وأعطيك بعد فهمي لكلامك وجهة نظري. نعم، لكن دعنا لا نفعل مثل حوار الطرشان، نعم أنا أتكلم في وادٍ وأنت تتكلم في وادٍ، ونظن أننا نتناقش، هذا عبث. نعم، نحن نريد المناقشة.
تكون مناقشة حقيقية، تكون مناقشة عن فهم، هذا قصدي. نعم، فالرجل هذا هو في علاقته الزوجية هو المتحكم، هو الفاعل. المرأة ليست متحكمة. بغض النظر، أنا أجرد القضية من كل مودة ومن كل حب ومن كل أي شيء. أنا أرى العلاقة الطبيعية الميكانيكية لأن هذه العلاقة بعد ذلك أصبحت... غلّفت بالحب وغلّفت بالود وغلّفت بالتساوي وغلّفت بالعطاء من كل وغلّفت وغلّفت وغلّفت. لا، أنا أنحّي كل العناصر لكي أدرس عنصراً واحداً لغرض معين، وهو أن هذا الرجل هو الفاعل وهذه المرأة ليست فاعلة ولا شيء، ولذلك تكلم الفقهاء على هذه النقطة: هل يجوز أن نقول إن...
الرجل يُكره على الزنا مثلاً، قالوا: كيف يُكره؟ امرأة تكرهه على الزنا، نعم، يمسكونها بأيديهم ويدخلون فيها، لكن الرجل لا يمكن أن يكون هكذا، الرجل لابد أن ينتصب فحسب، ولكن يمكن أن ينتصب من خلال إغراء المرأة نفسها، نعم، هذه قضية غير موضوعية، نعم، اسمع إذاً، هذه قضايا غير موضوعية لماذا؟ لأنها تختلف من... شخص لشخص لشخص لشخص، لا. يوجد واحد يستجيب، وواحد لا يستجيب، وواحد وهكذا. هذه قضايا غير موضوعية، لكن الذي أقوله هذا موضوعي. ها هو الفرق بين الاثنين: الذاتية والموضوعية، أو الشخصية والموضوعية. فالفقهاء يفكرون - الشافعية بالذات - بالموضوعية، بأن من هو الفاعل ومن هو المفعول، أين الرجل الفاعل، فيكون هو المسؤول. حسناً، هو... الذي يرغب المرأة هي التي رغبت المرأة هي التي
أغرته المرأة، لا أعرف ماذا، ولكن في النهاية لا تتم العملية إلا إذا كان فاعلاً، نعم بالطبع، لكن هذا تفكير نسميه في القانون التفكير الموضوعي، وبه أخذت المدرسة الألمانية وبنت عليه توجهها القانوني، بخلاف الإمام مالك، فمدرسته تنظر إلى النيات. والاعتبارات والأحداث وما الذي حدث ومن الذي كان السبب الذي تسميه في القانون المدرسة الذاتية وبها أخذ الفرنسيون والمذهب اللاتيني في القانون. الموضوعيون أيضاً فيهم بعض الذاتية ولكنها بسيطة، والذاتيون هؤلاء الشخصيون فيهم أيضاً بعض الموضوعية ولكن يعني رقم اثنين هنا رقم اثنين، فإذا أيضاً ما هي هذه المدارس طبعاً. مدارس فقهية، المدارس فكرية فقهية، كيف نتعامل مع النص، وأخذوها منا
ولله الحمد، واستقرت في وجدان البشرية في كيفية العدل، بالإضافة إلى ما كان موجوداً في تراث مدونة جوستنيان وغيرها إلى آخره. لا بأس بذلك حتى لا يأتي أحد ويقول لي: "أليس كذلك؟ هل تعني أنه لا توجد إلا الشريعة الإسلامية؟" لا شك أن الشريعة الإسلامية لعبت دوراً كبيراً جداً بالطبع في فكر القانون العالمي، ولكنها لم تأتِ في فراغ. عندما جاءت الشريعة الإسلامية كان هناك الرومان والهنود والفرس وكان هناك أناس كثيرون، ولذلك هنا إذا حدث هذا في رمضان فإن الرجل عند الشافعي عليه كفارة. والمرأة عليها قضاء يوم واحد، قد تكون في بعض الأحيان والصور مغلوبة على أمرها، قد تكون البيئة الثقافية تحتم عليها أن تستجيب حتى ولو كانت مخالفة للدين. قد تكون كما قلنا الآن: أين النظرة
الموضوعية للفاعل والمفعول به؟ وهكذا فالإمام الشافعي نظر هذه النظرة بناءً على الأدلة المنهجية. الدليل ها هو، والفهم الخاص به ها هو، والتفسير الخاص به ها هو. بمناسبة اختلاف المذاهب الفقهية، يعني الأمر يختلف. مثلاً بالنسبة للوضوء، عند الوضوء يحدث استنشاق أو مضمضة. في بعض الأحيان أحياناً يسقط الماء إلى حلق الصائم. طبعاً الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي مختلفان في هذا الأمر. إلى أي الآراء تميل؟
رأيك بالنسبة للاثنين يعني أحدهما يقول إن هذا مبطل للصيام والآخر يقول إنه غير مبطل أو مفسد للصيام، لا، والذي عليه الأمور أنه وكذلك الأمر في قضايا كثيرة، يعني التحاميل الشرجية عند الصائم، مسائل أخرى كثيرة، بخاخة الصدر، قطرة الأنف، كل هذه الأمور نحن نفتي بما عليه الإمام. الشافعي وهو أمر منضبط للغاية وهو أمر كما قلت لك أنه ناشئ من الفقه الموضوعي، فيعني يقول مثلاً: لا يفسد الصيام إلا إذا كان لضرورة. لا، هي ليست قضية ضرورة، بل هي قضية موضوعية أن وصول جرم الدواء عن طريق البخاخة إلى الحلق إلى الجوف مفسد للصيام.
لماذا؟ لأن هذا هو السبب. هناك جرم ارتكبه بعض الناس، حيث يعتقدون أن ما في البخاخة هواء، لكنه ليس هواءً، بل هو رذاذ لمادة تدخل وتؤثر، فالدواء يعمل على توسيع الشعب الهوائية وغير ذلك لعلاج الربو. فهذا البخاخ يُفسد الصيام. ثم يأتي شخص ليقول لي: "يا أخي، دعها تمر هكذا، إنها مسألة بسيطة". أنا مضطرة أن أقول له: لا، القضية ليست قضية اضطرار، بل هي قضية أبعد وأعمق في النفس البشرية من هذا. ما هي؟ "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". الله يُعبد كما يريد هو، لا كما نريد نحن. هذه نقطة مهمة جداً، ومن فقدانها تتولد فكرة التطرف والإرهاب. أنا يا ربنا أريد أن أعبدك ولكن كما... أنا أريد ما لا تريد أنت، إذا كان أبناؤنا
- سواء كنت يا ولد أو يا بنت - إذا جاءها الحيض فلتعبد الله بالإفطار، ويا ولد إذا جاءك الرب فاعبد ربنا بالإفطار. يا أخانا الصحيح، ويا بنت صحيحة، اعبدوا ربكم بالصيام. أنا أعبد ربنا كما يريد هو. لا كما أريد أنا، يا سلام لو هذه ترسخت في نفوس الناس، ما يظهر أي ولد إرهابي، لأن الشاب الإرهابي ماذا يقول لي؟ يقول لي: أنا أرى هذا خطأ، والخطأ يصبح كفراً، والكافر يجب أن يُقتل، والذي يُقتل أن أتولى قتله. ما هذا يا بني الذي تفعله؟ الذي أنت... وما تفعله هذا خطأ. توقَّف! أنا أعبد الله هكذا يا بني. أنت هكذا تعبد الله كما تريد أنت بخيالك،
وليس كما يريد هو. هذا هو ما يريده منك: أن تصبر. قال لي: "الصبر مُرّ". كيف أستمع وهم يسبون ديني وهم يشتمون نبيي وهم يفعلون... لا أعرف. ماذا؟ اصبر! كيف يا بني؟ ربنا قال لك اصبر، أنت لا تريد أن تصبر. أنت تقول: "لا، أنا أريد أن أجاهد في سبيل الله وأُميت نفسي وأُميتهم وأفعل كذا". تريد أن تعبد ربنا كما تريد أنت، لا كما يريد الله، وهذه هي قصة إبليس. ما الذي يجعل قصة إبليس هذه تأتي في سورة البقرة؟ في بداية القرآن أنه يؤسس له كلمة فهيم، يؤسس له كلمة فهيم. يقول لك إن إبليس هو الذي قال له: انظر، أنا من يعبدك وكل شيء وأسجد لك جل جلالك، لكن آدم لا. قال له: لا يصح أن
أسجد لآدم مع الملائكة. على فكرة، إبليس لم يكن من الملائكة، إلا أن إبليس كان... من الجن ففسق عن أمر ربي، هذا نص، يعني هذا نص. نعم، هذا كان حاضراً، لكن نعم، كان من الممكن أن يقول له حتى لو كان في قلبه شيء: "يا رب، أنا لست من الملائكة، أنت قلت للملائكة اسجدوا"، لكنه رفض أن يعبد الله كما يريد ربنا وقال له: "أعبدك". أنت لكن تجد في الآثار والروايات قصصًا لطيفة تدل على أن هؤلاء الناس فهموا ما أقوله. المسلمون فهموا الكلام الذي أقوله، وكان كل الناس يفهمون. نعم، قيل أن سيدنا موسى ظهر له إبليس في قصة كهذه وقال له: "يا سيدنا موسى أنت كليم ربنا وأنا أبكي هنا". أنا
أريد أن أتوب، قال له: والله يا إبليس هذا شعور طيب، يعني نكلم ربنا ونقول له إنك تريد أن تتوب. فذهب موسى عليه السلام وكلم ربه: يا ربنا، إن إبليس يريد أن يتوب. قال له: بسيط، وأنا أقبل توبته أيضاً، لكن قبر آدم في المكان الفلاني، فليذهب ويسجد له وتنتهي. المشكلة أن موسى ذهب إلى إبليس وقال له: "لقد جاءك الفرج، انتهت الحكاية، عملية في منتهى البساطة، تذهب إلى قبر آدم وتسجد له، ويصبح يا ضر ما دخلك شر، وينتهي الأمر". قال له: "يا سلام يا أخي، إذا كنت لم أسجد له وهو حي، فهل سأسجد له ميتاً؟". وهكذا استمرت الآية، قصة لكنها قصة تبيّن [الحقيقة]. ما أقوله هنا له معنى ومغزى عميق وهو أنه يجب علينا يا
إخواننا أن نعبد الله، وحقيقة العبادة هي أن نعبد الله كما أراد الله لا كما نريده نحن. ولذلك صاحب البخاخة هذا نقول له أفطر فيفطر، وصاحب التحميلة الشرجية هذا نقول له أفطر فيفطر، وكذلك الحقنة الشرجية أما... الحقنة في الوريد أو العضل أو الأنسولين تحت الجلد أو ما شابه ذلك لا تُفطر. القطرة التي في العين لا تُفطر، لكن القطرة التي في الأنف أو الأذن تُفطر. لماذا؟ لأن هذه منافذ مفتوحة. فيأتي طبيب ويقول لي: لا، هناك طبلة هنا، ولا أعرف ماذا يفعل، والآخر يقول... ليس لي أصل في مبرر قناة هنا، أقول له: لا، ليس لنا علاقة بهذا. اللغة هي الأداة المنهجية الخاصة بفهم النصوص وبناء الأحكام. اللغة العربية ليست التشريح ولا التصنيف الطبي، ما الذي هو جوف وما الذي ليس جوفاً. هذه اللغة هي التي تقول لي هكذا،
تقول أن الفرج والشرج وتقول أنه... الفم والأنف وما شابههما هي منافذ مفتوحة، بالرغم من أن شحمة العين هي منافذ مغلقة، لذلك عندما أضع هنا ومن ثم أشعر بمرارة هنا، فلا يحدث شيء. وإذا وضعت كريماً على يدي فامتصته يدي أو جلدي، فلا يوجد فيه ما ينقض الصيام أيضاً. مرضى الفشل الكلوي يضطرون أن... هم يقومون بالغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعياً عن طريق الحقن، نعم، يسحب ويعمل وهكذا. نعم، لا يحدث شيء، لا يحدث شيء. وبعد ذلك، أعزائي المشاهدين، نلتقي غداً بإذن الله مع فضيلة المفتي، مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة. إلى اللقاء.