الإسلام كتاب مفتوح - ولادة المرأة بعد 4 سنوات

أعزائي المشاهدين، مساء الخير. نلتقي مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية من خلال "الإسلام كتاب مفتوح". فضيلة المفتي، أهلاً بحضرتك. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. أثارت فتواك الأخيرة التي قلت فيها أن المرأة يمكنها أن تنجب بعد أربع سنوات من سفر أو وفاة زوجها ولا تكون زانية. في هذه الحالة وهي الفتوى التي أثارت شجون كاتبنا الكبير الساخر أحمد رجب، ما ردك على ذلك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الأستاذ أحمد رجب لم تثره هذه الفتوى، بل
تلقى من شخص اسمه محمد القدوسي كلاماً نُشر. لي وعلى لساني في كتاب اسمه "الدين والحياة" قبل تولي الإفتاء بسنتين، ويسأله هل هذه الفتوى صحيحة. محمد القدوسي، ويبدو أنه صحفي أو شيء من هذا القبيل أو من عموم الناس، لا أعرف. لا، هذا ليس محمد عبد القدوس. لا، هو ليس محمد عبد القدوس. قيل لي أن محمد القدوسي هذا... أيضاً صحفي آخر غير الأستاذ إحسان عبد القدوس، وأن يستفتي الأستاذ أحمد رجب في ما إذا كانت هذه الفتوى صحيحة أو غير صحيحة. فطبعاً هذه مسألة، باعتبار أن الأستاذ أحمد رجب من الأساتذة الكبار في الصحافة، تحتاج أيضاً إلى نظر وتأمل، لأن الأستاذ أحمد رجب هو أستاذ
في الصحافة. وليس مفتياً حتى يُسأل إذا كانت هذه الفتوى صحيحة أو غير صحيحة، لكن الرجل من أدبه قال إنه ما دامت صدرت من مفتي الجمهورية فهي صحيحة. هذه فتوى الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل والأوزاعي والطبري وكل أئمة الإسلام، وهي فتوى صحيحة مائة في المائة وتدل على إنسانية. هذا الفقه وعلو قدره كونك - كمستمع لها أو ما شابه ذلك وإلى آخره - لا تقبلها أو تتململ أو ما شابه ذلك، هذا شأن. وكون الشريعة الإسلامية تحمي الإنسان وتحمي عرضه وتحمي نفسه وتحمي عقله وتحمي ماله
وتحمي دينه، فهذا أمر آخر. الذي يستهزئ يستهزئ، والذي يسخر يسخر، والذي يقبل يقبل، والذي يرفض يرفض. والشريعة مطلقاً لا تهتم كثيراً بهذا الاعتراض عليها. ماذا تقول الفتوى؟ تقول أن القانون المصري الذي وضعه أساطين القانون في العالم، والذي هو مثال يُحتذى وتجربة يجب علينا أن نعيد قراءتها وأن نفتخر بها وبآبائنا الذين وضعوه من المشايخ والعلماء والقانونيين، أننا أمام أحكام مختلفة لهذه الحالة لامرأة يموت عنها زوجها. زوجها فإذا بها تأتي بولد بعد أربع سنوات. الحالة
الأولى هي نسبة هذا الولد للميت الذي سيترتب عليه الميراث، وهنا لا بد علينا من أن نذهب إلى العلم والطب. والعلم والطب يقولان أن هذا الطفل لا يبقى في بطن أمه أكثر من عشرة أشهر، نعم، ولذلك فنحن نسير مع الطب. الحديث الذي لم يُرصد - وأضع دائرة على كلمة "يُرصد" لأننا سنعود إليها - لم يُرصد إطلاقاً في أي حالة من الحالات على وجه الأرض رصداً علمياً دقيقاً معتمداً حاداً واضحاً أكثر من ثلاثة عشر شهراً. فالمرأة إذا أنجبت في الثلاثة عشر شهراً نقول لها: نعم، هذا ابنه حقاً. بالرغم من أن المعتاد تسعة، عندما
يصبح عشرة يكون هناك خطورة على نفسه. هذا ليس مجرد خطورة سيدي، بل إن الأطباء - وهذا ليس كلامي أنا - كبار الأطباء يقولون ثلاثة عشر شهراً، وإذا زاد عن هذا يموت. لا بد من عملية قيصرية لأن الطفل نفسه ينبت عليه شعر وأظافر ويمكن أن يؤذي الأم ويسبب لها حالة تنفجر فيها المشيمة. تنفجر والتسمم يأتيني الطبيب ويقول لي ماذا أفعل، هل أنتظر ربما هذا الولد الذي في بطنها يستقر أو يستيقظ؟ يجب عليك فوراً أن تتبع ما في الكتاب لأنك تعرف ترتيب ما في الكتاب ولا تعرف ترتيب ما تم منذ ألف وأربع مائة سنة، فأنت يا أخانا يا طبيب يجب عليك فوراً. انظر ماذا يقول لك الكتاب. افتح من الشهر العاشر، افتح، افتح من الشهر الأسبوع كذا، افتح. نعم، كل هذا مكتوب في الكتاب الذي كتبته. نعم يا طبيب، اتبع الطب، ويا قانون التزم بالطب في قضيتين: قضية النسب
والميراث. نعم، فالتزمنا فيها بماذا؟ بالثلاثة عشر شهراً. نعم، حسناً، البشرية واسعة. الأحوال مُطرية، الأطراف رصدتْ أربع سنوات. قلتُ له: "حسناً، كيف أوفِّق إذن يا فقيه بين هذا من خلال كتاب، من خلال امرأة محمد بن عجلان" وغيرها وغيرها. أين يا سيدي؟ أليس في سير أعلام النبلاء للشيخ الذهبي؟ نعم، لقد ضربتُ بها مثلاً وغيرها، فالإمام الشافعي رصد أربع سنوات أمامه. في كذا وضرب مثلاً بامرأة محمد بن عجلان لكن حدث في عصره أن رصد الأطباء هذا. الأطباء من يا سيدي؟ هل كان هناك سونار وأجهزة حديثة أو أجهزة معتمدة في ذلك الوقت؟ انظر، دعني أخبرك شيئاً: نحن أبناء آدم وحواء،
نعم يا سيدي، والنساء استمررن في الحمل والولادة، ثم الحمل والولادة، ثم الحمل والولادة. تحمل وتلد حتى يومنا هذا، فهي لا تحتاج إلى سونار وهي لا تحتاج إلى فلسفة إضافية. لماذا؟ لأن هذا حس مُدرَك بالحس، وهذا لا يحتاج - دعني أكمل من فضلك. تفضل يا سيدي، تفضل. إن المقاطعة لا تؤدي إلى تمام الجملة، وعدم تمام الجملة المفيدة لا يؤدي إلى شيء. لندخل في الموضوع. الحوار: لندخل في الموضوع يا سيدي. نعم، السيدة في أيام سيدنا نوح، نعم، كانت حاملاً وتوفيت وهي حامل، ففتحوا بطنها ووجدوا ولداً. السيدة تحمل وتشعر بالولد وهو يضرب ويركل برجليه. وقد مكث في بطنها
سنتين وثلاثة وأربعة، وولدته حياً، وولدته ميتاً، ولم تلده فماتت بسبب ذلك. والمرأة تموت بالجمع شهيدة، كل هذا. حدث وكل هذا أمام الناس وشاهدوه بأعينهم، وهناك امرأة دفنوها فوجدوا الطفل نزل من بطنها يصرخ وهو في القبر، ففتحوا القبر مرة أخرى وأخرجوا الولد. كل هذه الأمور حدثت وشاهدها الناس بأعينهم. فهي ليست بحاجة إلى سونار أو أي شيء آخر أو خبراء، وإنما هذه الروايات التي تُروى لنا في سِيَر أعلام النبلاء. ليس في كتاب "سير أعلام النبلاء" ما نأخذ به الآن في الطب، فأقول: لا، إن الطب أصبح له مناهج تجريبية وطرق حديثة للرصد الدقيق وآلات تساعد مثل السونار وما شابه، فلابد أن
نلتزم بها. حسناً، إذا أنجبت المرأة بعد أربع سنوات من زواجها، أأتهمها بالزنا؟ هكذا كانت الفتوى، وهؤلاء هم الناس الذين يريدون أن يعترضوا. يصبحون معترضين على الأئمة فيما يقولون، فيقولون: "لا". حسناً، قال: "لماذا لم يُطبق حد الزنا؟" قال: "لأن الحدود تُدرأ بالشبهات". قال له: "وأين الشبهة التي فيها؟" يعني قال: "ربما هذه المرأة من بين ستة مليارات إنسان - رجل وامرأة - ومن بين ثلاثة مليارات امرأة موجودين، ربما هي الحالة هي هكذا التي توافق مع ما أخبر به مالك والشافعي وغيرهم هي هذه، هي هذه، هي هذه. فأنا لأنني تقي بنسبة واحد على ستة مليار لا أستطيع الكذب على هذه السيدة. حسناً، إذاً ماذا تفعل؟ قلت نعمل شيئاً فعله الفقهاء يُسمى تفريق الأحكام.
تفريق الأحكام هذا كيف؟ نأتي في النسب والميراث. وقل لها لا يا سيدتي هذا ليس ابن الرجل. الناس الذين أخذوا الميراث أخذوه وانتهى الأمر. أنت تأخرت أربع سنوات فهذا ليس ابنه لأن ابنه كان سيولد من ثلاثة عشر شهراً. قالت لي: يعني أنا زانية؟ قلت لها: لا حاشا، لا أستطيع أن أقول عنك أنك زانية يا بنت. الحلال وامضِ في سبيلك. أنتِ لستِ زانية، أنتِ بنت حلال وطيبة. يعني يهمني الستر ودرء الحدود بالشبهات. أنا لم أستر، نعم، أنا طبقت ما ورد في الرصد الفقهي الذي يقول لي إن هذه المرأة ليست زانية. قلت له: حاضر، ليست زانية، ليست زانية. وماذا سأفعل أنا إن كانت زانية أم لا. أقتلها يعني أرجمها؟ حسناً، وما فائدتي أن أرجم امرأة في حالة وجود شبهة أنها قد لا تكون زانية عند
الله؟ نعم، هذه الشبهة بنسبة كم؟ واحد على ستة مليار؟ أليست هذه شبهة بسيطة جداً كي يحتاط في الفروج والدماء؟ نعم، هذا هو فكرنا الراقي الذي لم يصلوا إليه بعد. كثيرٌ من البشر يحتاط في الفروج وفي الدماء، أما أنا فأحافظ على نفس الإنسان، وأحافظ على عرض الإنسان. نعم، أنا لا أطعن باللسان. هناك من يقول لي: "تعال"، نعم لماذا لا نأتي ونقول لها: "يا زانية" وانتهى الأمر، هل سنخسر شيئاً؟ قلت له: عيبٌ عليك، عيبٌ عليك، عيبٌ عليك. أفٍ لك! هذه المرأة شريفة. قال لي: "أأنت مقتنع بذلك في قلبك يا مولانا أن المرأة شريفة وهي قد أنجبت الولد بعد أربع سنوات؟" قلت له: "الشرع يقول لي يجب أن تقتنع بذلك وتسكت وتكفّ لسانك بدلاً من أن يكون لك شأن آخر". قال لي: "حسناً، ألست متأكداً؟" أن هذه زانية وأنها تستحق الرجم.
قلتُ له: اسكت قبل أن يضربك الشرع ثمانين جلدة في ظهرك لأنك تتكلم بسوء عن النساء. قال لي: يعني ستخرجني من طوري وستخرجني من عقلي؟ قلتُ له: لا، أنا ألزمك بالشرع، انتبه. قال لي: ماذا؟ قلت له: الشرع هذا الذي ربما لا... يُعجبكم لكن هذا شرع الله يقول له: ثلاثة رأوا بأعينهم رجلًا يزني مع امرأة، لا يذهبوا للإبلاغ عنه، ولو أبلغوا عنه عند القاضي سيُضرب كل واحدٍ منهم ثمانين جلدة وهم صادقون للعلم، وفعلًا الرجل زنى بالمرأة للعلم. هل يصح أن تضرب التقي وتترك الفاجر؟ قال: ما هو... هذا التقي ليس تقياً لأنه يقول لك استر على أخيك ولو بطرف ثوبك، لأنه يقول لك يا مسلم كن ورعاً
وتقياً وأوسع صدرك وتغاضَ وتغافل عن ذنوب الناس، ولا تكن قاعداً بالمرصاد. الآن لنفترض أن شخصاً مسافر إلى دولة ما، السعودية أو غيرها، لمدة أربع سنوات لم يعاشر... زوجته ولم يجامعها ولم يلمسها من الأصل، رجع بعد أربع سنوات فوجد امرأته حاملاً، قال لها: ما هذا؟ قالت له: هذا ابنك. هل يصدقها؟ أجبني في الشرع. يقول له: نعم صدقها، صدقها، نعم. وبعد ذلك له ألا يصدقها. يقول له: يمكن أن تصدقها ولكن لك ألا
تصدقها، فإذا لم تصدقها فستلجأ. إلى المحكمة وفي المحكمة سيحدث عندنا في العصر الحديث فحص الحمض النووي، وعندما نجري فحص الحمض النووي، ستكون هي مع محامٍ، ومن الممكن أن يكون معها محامٍ فاقد الضمير يقول للمحكمة والقاضي: "ها هي فتوى المفتي، فتوى المفتي لم تقل بثبوت النسب، لا فتوى". المفتي: هي ليست زانية، نعم، ولكن يحدث حينئذ ما يسمى باللعان. نعم، فهي تحلف أربع يمينات كما قال ربنا في سورة النور على أنها من الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليها إن كانت من الكاذبين. والآخر يحلف أربع يمينات، ويتم التفريق بينهما أبداً، ولا
يُنسب الولد إليه. فهي لا تريد محام ولا تريد أي شيء، ولكن آه لهذه المرأة إن كانت صادقة في نفسها حتى تطمئن زوجها، هذا إن كانت صادقة، أو أراد الرجل أن يطمئن، فيعملان تحليل الـDNA، فإذا ظهر أن الـDNA ليس خاصاً به، يقول لها: انظري، أنتِ زانية، وينتهي الأمر شرعاً، وهذا ما لم يصدر به القانون بعد. لا، اجعل في بالك أن القانون لم يصدر بالإلزام. ولكن موجود إلى الآن الشيء وهو أن الحمض النووي أو البصمة الوراثية كما يسمونها، تُجرى في الطب الشرعي وتُجرى في مركز البحوث وبخمسة آلاف جنيه عند الطلب، فيمكن أن يلجأ إلى هذا لكي نرى ما هي هذه القضية وكيف مرت أربع سنوات وحدث ما حدث. هل
هذا هو الرصد الذي كنا نبحث عنه ويبحث عنه الناس، ذلك الذي هو مفقود ولم يتم أبداً في الثلاثمائة والأربعمائة سنة الماضية في الأرض كلها، وتكون هذه هي الحالة الغريبة العجيبة؟ أم أن هذه واضحة أنها تعني أن حضرتك موجود في منتصف القرن الماضي، اثنين وخمسين، حتى هذه اللحظة؟ هل... صادفتك ليس في مصر ولا العالم العربي، في العالم كله مثل هذه الحالة لم تحدث، لم تصادفنا منذ القرن الرابع الهجري وحتى يومنا هذا. افترض بسرعة في سنة، ليس فقط نصف القرن ولا ليس نصف القرن، افترض، افترض على سبيل الافتراض، ولم تكن هناك أجهزة حديثة، لا عليك، دعني أكمل كلامي، افترض. أن امرأة محمد بن عجلان هذه لديها حمل كاذب، توهمت لمدة ثلاث سنوات أنها حامل، وفي العام
الرابع حملت بالفعل وأنجبت. نعم، ربما كان لديها مرض خبيث أو مرض الانتفاخ البطني وتوهمت هذا. نعم، هل يمكن أن نأخذ بهذا الكلام؟ يعني، اسمح لي، البعض يقول إن هذا من نوادر الفقهاء. بمعنى ماذا أن هناك نوادر كثيرة جداً بالنسبة للفقهاء مثل حضرتك أستاذنا، وقصة محمد بن الحنفية الذي قيل إن أمه حملت به من بول أبيه، أو مثل فتوى الرجل الكبير الذي يرضع، أو ولادة الجفاف أو الكفاف أو الكفوف كما يقولون، التي هي الولادة. بدون دم، بدون نقطة دم. البعض يعتبرها من نوادر الفقهاء، والبعض يطالب بألا نغادر النصوص الإلهية إلى
النوادر والقصص البشرية. الآية تشرح نفسها: "حمله وفصاله ثلاثون شهراً". لم تقل إلى أربع سنين ولا خمس سنين ولا ست سنين، ومن هنا يظهر الفرق بين الغوغاء وبين العلماء الذي حضرتك نقلته من. إحدى الجرائد السياسية، ليست جرائد، هذا مكتوب في كل مكان. لا، ليس في كل مكان، هي جريدة واحدة فقط. حضرتك الذي نقل هذا. الإجابة تبين فعلاً المنهج الذي يفرق بين العلماء الفقهاء المجتهدين رضي الله تعالى عنهم وبين الغوغاء. تعال معي واحدة واحدة، لنتناول كلمة كلمة مما تفضلت به. ويقال إن ما ذكرته يعني على سبيل المثال الدكتورة سعاد صالح، هذه بالطبع إنسانة لها مكانتها. دعنا نتناول الكلام دون ذكر القائل. ولماذا لا نذكر القائل؟ هؤلاء أناس أفاضل وعلماء
أجلاء. تقول إنك تقدح في الشافعي، لست أقدح في الشافعي أبداً. سأتمهل الآن لأشرح لك الفرق بين... منهج الغوغاء ومنهج العلماء وأننا لا نطعن في الإمام الشافعي، لا أحد يطعن يا فضيلة المفتي، يجب أن تعلم جيداً. لكن لا تغضب إنني لست غاضبا كن أنت محاوراً هادئاً، فيجب عليك أن تكون هادئاً. أنت يعني على العين والرأس، ولك كل الاحترام والتقدير. والإجلال ولكن لا بد لهذا أن يقتنع بشكل صحيح، ولذلك لكي تقتنع يجب أن تكون هادئاً، يجب أن تتلقى الكلام فتسمعه بسمع حسن وتفكر فيه وترد عليه وتناقش بهدوء فضيلتك. فضيلتك، أعني أنني أريد السادة المشاهدين أن يقتنعوا فقط، ولكن أيضاً وأنا واحد منهم،
يعني وأنت واحد منهم، ولكن هدئ بالك لأن. كل الكلام الذي تتحدث عنه يخفي وراءه الكثير من الأخطاء التي سنبينها لك الآن وستقتنع بها، سأحدثك مباشرة. لا نريد أن نطيل، ولذلك أريدك أن تهدأ. نعم، أنا هادئ جداً. عندما تحدث القرآن، تحدث عن الحدود الدنيا ولم يتحدث عن الحدود العليا، ولذلك نحن نأخذ... هذا الكلام والإمام الشافعي يأخذه، فهو رجل واعٍ يعرف ماذا يقول النص. إنما الذي يقول علينا بالأخذ بالنصوص دون القصص البشرية في هذا المقام، هو لا يدري ما النص. النص يحدد له أقل
مدة الحمل وهي ستة شهور، وهي المقارنة ما بين الثلاثين شهراً "حمله وفصاله ثلاثين شهراً" وما بين... العامان اللذان هما الفصال، الفرق بينهما ستة أشهر، فهي أقل مدة الحمل، لكن لم يتم التعرض لأكثر مدة الحمل في كتاب أو سنة. فقال الإمام الشافعي ومن معه من العلماء: حدد القرآن وحددت السنة أقل مدة الحمل وتركت لنا أعلاه للوجود. النص قد حدد الأقل ولم يحدد الأكثر. أستاذ، هذا كذب على النص الشريف. أنت والدنيا ومن في الأرض جميعاً تعلمون أن النص لم يحدد الأكثر. إذاً هناك كذب في المسألة، فاتقوا الله. نعم، لأن هذا
كذب في المسألة، والكذب هنا أنه قال أن النص قد حدد الأكثر، وهذا خطأ، وليس هناك نص حدد الأكثر، وأنت تعلم ذلك وأنا أيضاً. أعلمُ، حسناً، دعك من ذلك، إذن هذه ما هي؟ دجل ومغالطة. هات الأمر الثاني، الجزء الثاني، الجزء الثاني ماذا يقول؟ يقول أنه هيا بنا لا نأخذ نوادر الفقهاء. لا يوجد شيء اسمه نوادر الفقهاء، هذه نوادر الفقهاء موجودة في ألف ليلة وليلة في شيء اسمه تودد الجارية، تودد اسمها تودد الجارية. تودد، نعم تودد الجارية، لها مسائل سُميت بنوادر الفقهاء، لكنها ليست مكتوبة في كتب العلم ككتاب الإمام الشافعي "الأم" وكتاب "مغني المحتاج شرح المنهاج"، ليس اسمها نوادر الفقهاء. وإذا
افترضنا أن هناك شخصاً أستاذاً أو ما شابه قال إنها من نوادر الفقهاء، نقول له أنت مخطئ يا... أستاذ وعلمك منقوص، خلاص قل لأنه لأنه أنا لا أدخل في جدال مع أحد غير ما هو موجود في المراجع العلمية. نعم، لا أثق إلا في المرجع العلمي قليلاً، ولذلك أقول له: الإشاعة التي تنتشر في السوء هذه لا تأخذوا بها يا أبناء، لأنها ليست من نوادر الفقهاء. من أسس القضاء وفي الفرق ما بين نوادر الفقهاء وأسس القضاء أن أسس القضاء ثلاثة عشر شهراً لا تُثبت النسب ولا تُثبت الميراث. أكثر من ذلك أسكت عن الزنا فالستر أولى. يأتي واحد آخر ويقول نحن يجب أن نأخذ بالعلم. نعم، نحن أخذنا على فكرة بالعلم.
واحد آخر يقول لي. لكنك هنا حكمت أنها ليست زانية ولم تُقِم عليها الحد، وحكمت في نفس الوقت أنها زانية فلم تُثبت نسب الولد. أنت متناقض. أقول له: هذه نظرية كبيرة في الفقه الإسلامي تُسمى تفريق الأحكام، موجودة في الطهارة وموجودة في العقود وموجودة في الزواج. وتفريق الأحكام هذه مما أبدعه الفكر الفقهي. الإسلامي المبهر الذي يريد العدل بين الناس ويريد حماية العرض وحماية الدين، دين الله، أن ثلاثة عشر شهراً معتمد على العلم وأن أربع سنوات معتمد على التقوى. يفهم الناس هكذا هذه الفتوى ألذ فتوى موجودة لأنها ترجمت عن الفكر الإسلامي وموقف الآخرين من الإنسانية وبينت
أن الفقه الإسلامي عالي القدر. أشكرك، وللحوار بخير إن شاء الله بإذن الله. أعزائي المشاهدين، بعد هذا الحوار الساخن نلتقي غداً بإذن الله. إلى اللقاء.