نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة". وقال سفيان بن عيينة: "مصر كنانة الله يحمل فيها خير سهامه". فاللهم يا ربنا اجعلنا من سهامك، ووجهنا إلى عدوك، واكسر بنا أنفه، ووفقنا إلى ما تحب وترضى، وعمر بنا أرضك، وافعل بنا خيرك. اللهم آمين. موسيقى هو سلطان. العلماء وبائع الأمراء الدمشقي المغربي المصري، كذلك هو ناصح الحكام حتى أن يكلفه ذلك حياته في أكثر من مرة. وأيضاً هو ناصر الشعوب لأنه ناصر الشعوب العربية والإسلامية في وجه التتار والصليبيين، وذلك في مقدمة الجيوش الإسلامية. اليوم نتوقف مع الإمام العز بن عبد السلام في مصر أرض الصالحين العز. ابن عبد السلام سلطان العلماء العز بن عبد السلام من أعظم علماء المسلمين، فقد جمع بين العلم والعمل، وبين الاتباع للسنة، وبين الاجتهاد الصحيح عند الحاجة إليه، وبين الفتوى في الأمور كلها في العبادة وفي العقيدة، بل وفي الأمور السياسية والاجتماعية، فكان حقاً سلطاناً للعلماء، رضي الله تعالى عنه وأرضاه. أرحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام، واليوم سنتوقف مع قاضي قضاة مصر مولانا العز بن عبد السلام. أرحب بداية بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام والتحية والإكرام، أهلاً بفضيلتك. أهلاً وسهلاً. مولانا العز بن عبد السلام يعني عالم من الأعلام قطعاً، ولكن قليل من يعرف. السيرة والنشأة والبدايات كيف كانت يعني؟ فأرجو من حضرتك أن تطلعنا وتطلع السادة المشاهدين على قصة حياته. نشأة الإمام العز بن عبد السلام أولاً. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هو أبو العز عبد العزيز بن عبد السلام أو العز. ابن عبد السلام السلمي وكان أصلاً مولوداً في منطقة الشام، يعني في الشام ونشأ فيها. وُلد رحمه الله تعالى وهو الملقب بعد ذلك بسلطان العلماء وبائع الملوك، بائع الملوك أجل، وسلطان العلماء. يعني لا تظنوا أنكم أنتم فقط السلاطين، فنحن أيضاً سلاطين، شيء مثل ذلك يعني مقارنة العز بن. عبد السلام وُلِد سنة خمسمائة وسبعة وسبعين، أي وُلِد في الربع الأخير من القرن السادس الهجري، وعاش معنا ثلاثة وثمانين سنة في الأرض، جيدة وطيبة، توفي سنة ستمائة وستين، أي بعد دخول التتار إلى بغداد بأربع سنوات، وبعد وفاة سيدي أبي الحسن الشاذلي بأربع سنوات. لأنهم التتار دخلوا بغداد سيدنا أبو الحسن الشاذلي توفي سنة ستمائة وستة وخمسين في نفس السنة، ولذلك هو عاصر أبا الحسن الشاذلي تماماً، فهو ولد في الشام وتعلم هناك في الشام وروى وغير ذلك إلى آخره، وكان على المذهب الشافعي وكان أشعري المذهب صحيح العقيدة، فيبقى هو كان أشعرياً شافعياً ثم صار شاذلياً واتبع منهج الإمام أبي الحسن الشاذلي، اتبع منهجه وأُعجب به جداً، لكن عندما جاء ليأخذ البيعة والطريقة والتعليم، أخذها من السهروردي. هذا السهروردي كان زميل أبي الحجاج الأقصري هناك في دراساته في بغداد في المدرسة النظامية. نعم صحيح. فالآن سيدي العز بن عبد... السلام ولد ونشأ وترعرع في الشام، فجاءه الصالح إسماعيل الأيوبي وأعطاه خطابة المسجد الأموي، وهذا المسجد هو المسجد الكبير الذي للبلد، فيكون إذًا - إن استطعنا القول - أنه كان خطيبًا مفوهًا، وسنرى بعد ذلك في مصر أنه خطب في مسجد عمرو بن العاص، فهو إذًا خطيب وعالم. فقيه شافعي وهو أيضاً رجل مفتي، يعني تولى منصب الإفتاء. عندما دخل مصر لم يرضَ أحد أن يفتي معه، هو الذي تصدى وقال: خلاص، كما قيل عن سيدنا مالك: "لا يُفتى ومالك في المدينة". فكان العز بن عبد السلام الشافعي قد وصل إلى مرحلة كبيرة جداً في العلم لدرجة أنه معدود من... المجتهدين وفضل يتعمق في الشافعية إلى أن أصبح حجة الشافعية، ثم بعد ذلك قد يكون قد وصل إلى الاجتهاد المطلق، يعني مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك والعلماء الكبار الذين هم في مكانة أعلى من هؤلاء. وعُيِّن قاضياً في الشام، فالصالح إسماعيل عينه قاضياً وخطيباً وجعله يتصدر للعلم وللعطاء، بعد ذلك الصالح. إسماعيل في الشام يُعادي نجم الدين أيوب في مصر، قام بفعل شيء غير لائق. ما النقيصة التي فعلها إسماعيل الأيوبي هذا؟ أنه ذهب واتفق مع الصليبيين ضد ابن عبد الله، فبدأنا في الاضطراب وتدهور الأحوال. فذهب العز بن عبد السلام وخطب خطبة بليغة على المنبر. الجامع الأموي يبين فيه خطأ هذا الحاكم وضلاله، وأنه وصل به الحال أنه يسمح في الاتفاقية بينه وبين الصليبيين أن يدخلوا دمشق فيشتروا منها السلاح. الرجل العز قال: بيع السلاح للعدو حرام لأنه سيحارب به، لأنه سيحارب به أنفسنا، يعني سيكر علينا، هو يضربنا نحن أيضاً. فإذا وقف... موقفاً قوياً في الاعتراض على الحاكم الذي أكرمه، نعم بالضبط، لكن لم يمنعه ذلك أن يقول في الحق، أن يقول الحق، نعم بالضبط. فجابهه إسماعيل قائلاً له: أنت تجاوزت حدودك، وما علاقتك بالسياسة؟ هذه سياسة. فقال له: لا، هذه ليست سياسة، هذا دين. وهذه أحكام شرعية، السياسة أنك تدير البلاد، السياسة أنك ترعى شؤون الأمة، ليست السياسة أنك في سجن. هو اعتُقل من هنا يا أستاذ، وقامت المظاهرات والأمور هذه من أجل أنه لابد أن نُخرج هذا الرجل من السجن، فأخرجه وقال له: لكن أنت لا تشارك في خطابة ولا في... قضاءٍ ولا في إفتاءٍ ولا في تدريس، اعتزلنا واجلس في بيتكم. فالعزُّ بن عبد السلام رأى أن ذلك جوٌّ غير ملائم للحياء وللعطاء وللدعوة وكذلك إلى غيره، فهاجر إلى مصر، نعم. بالطبع فيُعتبر موقفه كان مساندًا لنجم الدين أيوب؛ إذ رفض موقف صلاح إسماعيل ببيع السلاح للصليبيين. هذه عقيدة نجم الدين أيوب بالضبط، الذي هو يراه من الخارج هكذا، انتبه جيداً، لأنه سينقلب على نجم الدين أيوب عندما يأتي. هذا العز بن عبد السلام، هذا العز بن عبد السلام عندما سيأتي إلى مصر، فبمجرد ما بيننا يقول سينقلب عليه عندما يخالفه بالتأكيد، لأن كثيراً من الناس يظنون. أن تأييد الحاكم هو نوع من أنواع أنه بعد ذلك يعني أصبح تابعاً للحاكم. لا، بل عندما جاء إلى مصر وجدناه أن الصالح أيوب كان يريد أن يفرض ضرائب على الناس حتى يشتري سلاحاً وما إلى ذلك، فوقف له وقال له: لا، هذا لا يصلح، أحضر الأموال التي عندك أولاً وأحضر الأموال. بتلك المماليك وكل ما يتعلق بهم، والذهب الذي نساؤهم يرتدينه، فقد كانوا يلبسون من الأساس إلى الرأس هكذا، والأساس الذي هو القدم، ومن الأساس إلى الرأس يلبسون الذهب. مروءتك يعني زوجات المماليك أو زوجات المماليك وجواريهم، فكل واحد منهم عنده عشرون أو ثلاثون جارية، وكلهن مزينات بالذهب. قال له: أحضر الأشياء. انظر أولاً وتحقق إن كان في بيت المال مال أم لا، وعندما لا يكون في بيت المال، سنأخذ من الرعية، ويجب على الرعية أن تدفع لأننا نحميهم، لكن مع وجود هذا السفه لا يصلح، فابدأ بهذه المسألة. المهم أن سيدي عز الدين بن عبد السلام رحل من الشام ودخل إلى مصر فاستقبلوه. وأحسنوا وفادته وخاصة الصالح نجم الدين أيوب، أيضاً جعله يتولى مسجد عمرو بن العاص وعينه قاضياً. حسناً أستاذي الفاضل، بعد الفاصل سنرى واحداً من المواقف التي يذكرها التاريخ للإمام العز بن عبد السلام وهو موقفه ومساندته لمصر والمصريين آنذاك في وجه الصليبيين. فأستاذي المحترم، بعد الفاصل سنرى هذه القصة. ونرى كيف، هل بالفعل كانت له دعوة مستجابة في هذا الأمر أو كرامة من الكرامات، بمعنى أنه إن شاء الله من أولياء الله الصالحين. بعد الفاصل إن شاء الله، بعد إذنكم ابقوا معنا في سكينة وسلام بمنطقة البساتين والقرافة الكبرى وفي رحاب مقابر أولياء الله الصالحين بالقرب. من مقابر التنسي والإمام الليث هنا يرقد مجاهد وزاهد وفقيه ومفسر هو شيخ الإسلام العز بن عبد السلام. فحين تطأ قدماك منطقة القرافة الصغرى حيث تجتمع أرواح الزاهدين والصالحين، تلتف من حولك هالة من الروحانيات فتسري بك السكينة، فأنت برفقة أولياء الله الصالحين. تشهد المنطقة على الحضارة العريقة فيمتزج عبق التاريخ بالروحانيات وتطل عليه مشاهد أولياء الله الصالحين فتأخذنا المنطقة في رحلة عبر الزمن لتختتمها بجولة ساحرة في منطقة عين الصيرة التي أصبحت آية من آيات الخالق على أرضه، فبمياهها العذبة وبأشجارها الخضراء وجمال الطبيعة من حولها تجد نفسك في واحد من أهم المزارات السياحية بمنطقة مصر القديمة حيث يجتمع التاريخ القديم مع الجمال والطبيعة في جولة واحدة. أهلاً بحضراتكم، وما زال الحديث مستمراً حول سيرة قاضي القضاة وسلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام رضي الله عنه. ما زال الحديث أيضاً متواصلاً مع فضيلة الدكتور حول هذه السيرة الطيبة ودوره التاريخي الحقيقي سواء في مسند المصريين ومسند الحق بشكل عام. أو في الدين وعلوم الدين فجدد الترحيب بحضرتك مولانا، أهلاً وسهلاً بفضيلتك. لماذا كان يُلقب ببائع الأمراء؟ ماذا يعني؟ ما الذي حدث الآن حينما دخل وتولى القضاء؟ كان حريصاً على أن تكون السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة القضائية، الذي قالوا عنه فيما بعد إنها الديمقراطية، حسناً، عفواً، الفصل بين السلطات، نعم. الفصل بين السلطات، فرأى أن المماليك يبيعون ويشترون ويتزوجون الحرائر وهم ما زالوا تحت الرق. البندقدار الذي هو المدفعية، يعني البندق أي الرصاص، دار يعني يدير هذا الجانب. هكذا عنده بعض العبيد وما زالوا نوم عبيد، ما زالوا عبيداً حتى الآن. فإذا كان العبد شرعاً تابعاً لسيده، فحضرتك يا أستاذ. عبيد البندق دار لا يحق لك أن تبيع وتشتري وتتزوج هكذا، أي تعيش حياتك كأنه لا يوجد رق، حسناً فهذا مخالف للقانون. فالقاضي هنا حدث له نوع من أنواع التوجس وقال لهم: "على فكرة أيها الأمراء، أيها المماليك، أنتم حقيقةً اسمكم أمراء ولكن يجب أن يُفك هذا الرق عنكم"، حسناً. كيف يفهم أن المملوك يدفع لبيت المال ثمنه؟ أنت أصبحت غنياً من الحرب وغنياً من الغنيمة وغنياً من المرتبات وغير ذلك إلى آخره. فلماذا لا تدفع ثمنك؟ يكون هذا حفاظاً على المال العام بمفهوم ذلك الزمان وبمفهوم قواعد وأحكام قضية الرق التي - والحمد لله - تخلصنا منها وتجاوزناها، لكن في هذا الزمن. في قانون وفي مال عام وعلينا أن نحافظ على المال العام، فالمملوك يجب أن يشتري نفسه. فنائب السلطنة قال: "ما هذه الواقعة السوداء؟ أمير ونطلب منه أن يشتري نفسه؟" قال له: "والله إن المأزق القانوني أنك تجعله عبداً وتجعله أميراً، هو الذي فعل ذلك، هو الذي ضيّع على الخزانة ثمنه، فأنا..." ليس لي كلام، أنا قاضٍ وأنتم ليس لكم شأن بالقضاء. كما أنني لا أتدخل في سلطانكم، فأنتم أيضاً لا تتدخلوا في سلطاني. ونشأ من هنا نزاع، فلما رُفع الأمر إلى الصالح أيوب، جاءه متلطفاً: "يا مولانا، هذه ستؤدي إلى فتنة وستجعل هؤلاء الناس يضربون". قال: "ليس لي تدخل، الحكم نافذ ومشمول". بالنفاذ ولابد أنه ينفذ، والقضاء شيء والسياسة شيء آخر، الحكومة شيء آخر. فعندما يكون روح النجم ليس داخلاً في دمائه، كيف سيفعلها؟ كيف سيفعلها؟ أتفهم؟ طوائف وكلمات منتحرين. فنائب السلطنة قال له: "لا، أنا لن أقبل هذا الكلام"، وذهب آخذاً ما يسمونه كتيبة أو فصيلة أو ما شابه ذلك، وذهب إلى بيته. لأجل أن يقتله، يذهبون ليقتلوا العزيز محمد سلام. نعم، انتهى الأمر، لأن الدولة بذلك معرضة لخطر حقيقي، وهذا ناتج من شكل قانوني، والقاضي حكم: "اقتلوا هذا القاضي، اقتلوه". فذهب الرجل نائب السلطنة عبد اللطيف بن الشيخ ففتح له الباب، فوجده ممسكاً بالسيف هكذا، فجرى إلى أبيه وأخبره أن هذا القتل جار. هذا هذا هذا شهر السيف وليس سيف الغمد الخاص به، هذا في هذه لاحقًا فقال له: "يا بنية، أنا لم أصل إلى أن أموت في سبيل الله مقتولًا"، يعني انظر إلى هضمه لنفسه وانظر إلى تواضعه مع ربه، وخرج للأمير الذي شاهر سيفه، هذا الأمير أول ما رآه ارتعشت يده وسقط السيف من يده ودخل في نوبة بكاء، يا الله وسامحني يا سيدنا الشيخ، دعنا تبنا إلى الله يا سيدنا الشيخ، وهكذا. فلما حدث له ذلك، قالوا: لا، نحن نريد أن نقتل هذا الرجل. فدبر بعض الأمراء مقتله، فأصبحوا يرسلون إليه شخصاً ومعه خمسة أو ستة لكي يروه وهو عائد من الصلاة من الدرس من مجلس القضاء من شيء ما، وقتلوا كل من ذهب. أرسلوا مرة فتابوا على أيديهم، سبحان الله، سقطت هكذا أيضاً. وبعد ذلك يقول لهم: "أنتم كنتم تريدون قتلي"، فيقولون له: "نعم سيدنا الشيخ". فيقول لهم: "حسناً هيا بنا نصلي ركعتين توبة لله". ويصلي بهم، يا سبحان الله! يصلي بهم، انظر يعني. انظر إلى هذا المناخ كله، إنه الصدق مع الله. ولأنه لا يقول لك: "أنا، هل من المعقول أن الله سيميتني شهيداً؟ أنا لا أستحق إلى هذا الحد من الثبات ومن الوضوح". أرسلوا إليه مرة، اثنتين، ثلاثاً، لم توجد فائدة، فقالوا: "حسناً، دعونا نعقد مجلساً"، وبعنا وباعهم، وكل شخص دفع ثمنه، وكل ذلك ذهب. لبيت المال لكن كان رافضاً أن تصبح شجرة الدر أميرةً. هل كان متخذاً موقفاً في ذلك الوقت من حكم النساء أم أنك تريدنا أن نتشاجر مع النساء؟ لا، أنا أريد أن أوضح فقط. حسناً، تريد أن توضح فقط. يا إخواننا، كل عصر له آذانه وثقافته وأحواله التي هي كذلك. في هذا العصر ومذهب العز بن عبد السلام أن المرأة لا تتولى الولاية العامة وهذا محل خلاف بين الفقهاء لكن مذهبه هو هكذا وتولت شجرة الدر ولم تكن أول من تولى. أنا في كتابي عن المرأة في تاريخ الإسلام أوردت تسعين امرأة، تسعين امرأة بالاسم تولت السلطنة والولاية وما إلى ذلك. هي لا تتولى الخلافة صحيحاً لأن الخليفة يجب أن يصلي بالناس وهي لن تصلح أن تكون إماماً للناس صحيح، إذاً فالخلافة لكن بسبب مقتضيات الخلافة هي التي لن تتولاها المرأة، أما السلطنة والإمارة فهي محل خلاف، محل خلاف. بعد ثمانين يوماً من توليها هذا المنصب تنازلت لآيبك. عن الولاية لأن الحسابات حينها لماذا أقول ثقافة السيدة ولماذا أقول إنه كذا إلى آخره، الحسابات أنا أريد مصلحة مصر في هذا العصر. لو أن التتار عرفوا أن امرأة هي التي تحكمهم، سيأتون ويدخلون بجحافل غاية في الشدة. الثقافة هكذا، الثقافة في العالم كله هكذا بالضبط في العالم. كان الأمر كله هكذا في هذا العصر. نحن في ورطة أن المرأة ظُلمت كثيراً وتعرضت للاضطهاد كثيراً، فأصبحوا حساسين جداً عندما تأتي هذه القصص ويقيسون الماضي على الحاضر. نحن نقول لهم: لا، إياكم أن تقيسوا الماضي على الحاضر، فلكل عصر ظروفه ومشاغله. لا تقفوا عند هذه القصص لأن هذا في الحقيقة... أنه محل خلاف والخلاف نتج ليس لفهم الشريعة بقدر ما هو لتحقيق مصالح الخلق وما شابه ذلك، وبعد ذلك جو عام وثقافة عامة في الأرض كلها ليس في مكان دون مكان ولا دين دون دين، فيجب أن ننتبه ونأخذ في اعتبارنا أثناء الفهم وأثناء الاستدلال وأثناء الاسترجاع لهذا، بارك الله فيكم فضيلة دكتور. أعني شكراً جزيلاً لحضرتك على هذه الجولة في حياة وسيرة الإمام العزيز بن عبد السلام، أعني كلنا نسعد بهذه السيرة لقاضي القضاة والسيف الحق، أعني فشكراً جزيلاً لحضرتك، شكراً لكم، شكراً لفضيلتكم، وشكرٌ موصولٌ لحضراتكم. إلى اللقاء. من أهم المهمات صلة الأرحام، مهمة في الدنيا ومهمة في الدين. اشتق الله. سبحانه وتعالى من اسمه الرحمن اسم الرحمن وعرش الرحمن الرحمن على العرش استوى هو أكبر كائن في ذلك الكون فسماه ربنا بعرش الرحمن والرحم معلقة بذلك العرش العظيم فصلة الرحم تؤدي بك إلى خير الدنيا وإلى خير الآخرة تؤدي بك إلى زيادة الرزق وإلى العمل الصالح وإلى طول العمر وفي الآخرة إلى الجنة وإلى رضا الرحمن، اشتركوا في القناة.

النص بالعامية المصرية

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة وقال سفيان بن عيينة مصر كنانة الله يحمل فيها خير سهامه فاللهم يا ربنا اجعلنا من سهامك ووجهنا إلى عدوك واكسر بنا انفه ووفقنا إلى ما تحب وترضى وعمر بنا أرضك وافعل بنا خيرك اللهم آمين موسيقىهو سلطان العلماء وبائع الأمراء الدمشقي المغربي المصري كذلك هو ناصح الحكام حتى كذلك أن يكلفه حياته في أكثر من مرة وأيضا هو ناصر الشعوب لأنه ناصر الشعوب العربية والإسلامية في وجه التتار والصليبيين وذلك في مقدمة الجوش الإسلامية اليوم نتوقف مع الإمام العز بن عبد السلام في مصر أرض الصالحين العز بن عبد السلام سلطان العلماء العز بن عبد السلام من أعظم علماء المسلمين فقد جمع بين العلم والعمل وبين الاتباع للسنة وبين الاجتهاد الصحيح عند الحاجة إليه وبين الفتوى في الأمور كلها في العبادة وفي العقيدة بل وفي الأمور السياسية والاجتماعية فكان حقا سلطانا للعلماء رضي الله تعالى عنه وارضاه برحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام واليوم هنتوقف مع قاضي قضاة مصر مولانا العز بن عبد السلام برحب بداية بفضيلة العليم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة السلام عليكم مولانا وعليكم السلام والتحية والإكرام أهلا بفضيلتك أهلا وسهلا مولانزيز بن عبد السلام يعني عالم من الأعلام قطعا يعني ولكن قليل من من يعرف السيرة والناشئة والبدايات كيف كانت يعني فارجو من حضرتك يعني تطلعنا ونطلع أصدق المشاهدين على قصة حياته نشات أولا الإمام العزيز بن عبد السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه هو أبو العز عبد العزيز بن عبد السلام أو العز بن عبد السلام السلمي وكان أصلا مولود في منطقة الشام يعني في الشام ونشأ فيها ولد رحمه الله تعالى وهو الملقب بعد ذلك بسلطان العلماء وبائع الملوك بائع الملوك اه وسلطان العلماء يعني ما تفتكروش انتم بس اللي سلاطين ده احنا كمان سلاطين حاجة زي كده يعني مقارنة العز بن عبد السلام ولد خمس مائة سبعة وسبعين خمس مائة سبعة وسبعين يعني ولد في الربع الاخير من القرن السادس الهجري وعاش معانا ثلاثة وثمانين سنة في الأرض حلوين كويسين ست مائة وستين مات يعني بعد دخول التتار إلى بغداد بأربع سنين يعني بعد وفاة سيدي أبو الحسن الشاذلي بأربع سنين لأنهم التتار دخلوا بغداد سيدي أبو الحسن الشاذلي ميت ست مائة ستة وخمسين في نفس السنة ولذلك هو عاصر أبو الحسن الشاذلي تماما فهو ولد في الشام وتعلم هناك في الشام وروى وكذا إلى آخره وكان على المذهب الشافعي وكان اشعري المذهب صحيح العقيدة فيبقى هو كان اشعريا شافعيا ثم صار شاذليا اتبع منهج الإمام أبو الحسن الشاذلي اتبع منهجه واعجب به جدا لكن لما جه ياخد البيعة الطريقة التعليم يعني خده من السهر واردي السهر واردي ده اللي هو كان زميل أبو الحجاج الاقصري هناك في دراساته في بغداد في النظامية أيوه صحيح اه فدلوقتي سيدي العز بن عبد السلام ولد ونشأ وترعرع في في الشام فجه الصالح اسماعيل الايوبي وراح عاطي له خطابة المسجد الاموي والمسجد ده هو المسجد الكبير بتاع البلد فيبقى إذا نقدر نقول أنه كان خطيبا مفواها وهنشوف بعد كده في مصر أنه خطب في مسجد عمرو بن العاص يبقى إذا هو خطيب وهو عالم فقيه شافعي وهو أيضا رجل مفتي يعني تولى منصب الافتاء لما دخل مصر ما حدش رضي يفتي معاه هو اللي تصدق قال خلاص زي لما سيدنا مالك كده لا يفتى ومالك في المدينة فكان العز بن عبد السلام الشافعي وصل إلى مرحلة كبيرة جدا في العلم لدرجة أنه معدود من المجتهدين وفضل يتعمق في الشافعية إلى أن أصبح حجة الشافعية ثم بعد ذلك قد يكون قد وصل إلى الاجتهاد المطلق يعني زي أبو حنيفة بقى والشافعي والمالك والناس الأكابر اللي فوق دوله وعين قاضيا في الشام يبقى الصالح اسماعيل عينه قاضي وعينه خطيب ووخلاه يتصدر للعلم وللعطاء بعد كده الصالح اسماعيل في الشام بيناقر نجم الدين أيوب في مصر قوم عملوا حاجة كده ايه يعني نقيصة ايه النقيصة اللي عملها اسماعيل الايوبي ده أنه راح اتفق مع الصليبيين ضد بن عبد الله يبقى ابتدينا ايه بقى في اللخبطه وقلت الحاجة فراح العز بن عبد السلام خطب خطبة عصماء على منبر الجامع الاموي يبين فيها خطا هذا الحاكم وضلال هذا الحاكم وأنه وصل به الحال أنه يسمح في الاتفاقية بينه وبين الصلبين أن يدخلوا دمشق فيشتروا منها السلاح الراجل العز قال بيع السلاح للعدو حرام عشان يحارب بيه علشان يحارب بيه أنفسنا يعني هيكر علينا هو يضربنا احنا كمان فإذا وقف موقفا قويا في الاعتراض على الحاكم اللي اكرمه عينه اه بالظبط لكن يعني لم يمنعه أن يقول في الحق أن يقول الحق اه بالظبط فجابه اسماعيل قال له أنت بقى ايه أنت تجاوزت حدودك وانت دي أنت مالك ومال السياسة دي سياسة قال له لا دي مش سياسة ده دين وده احكام شرعية السياسة إنك أنت تدير البلاد السياسة إنك ترعي اشيون الأ مش السياسة إنك أنت في سجن هو اتسجن من هنا يا أستاذ وقامت بقى ايه المظاهرات والحاجات دي هي أنه لازم نطلع الراجل ده من السجن فأخرجه قال له بس أنت لا في خطابة بقى ولا في قضاء ولا في افتاء ولا في تدريس اعتزلنا واقعد في بيتكم فالعزيز بن عبد السلام رأى أن ذلك جوا غير ملائم للحياء وللعطاء وللدعوة وكذا إلى غيره فهجر إلى مصر إلى مصر اه الطبعا فيعتبر موقفه كان مساند لنجم الدين أيوب أن هو رفض موقف صلاح اسماعيل ببيع السلاح للصلبيين ده عقيدة نجم الدين أيوب كده بظبط اللي هو شايفه من البرا كده واخد بالك لأنه هيقلب على نجم الدين أيوب لما هيجي ده العيسي بن عبد السلام ده العيسي بن عبس لما هيجي مصر هي مجرد ما بينا يقول هيقلب عليه لما يخالف اكيد لأنه كثير من الناس يفتكروا أن تاييد الحاكم هو نوع من أنواع أنه بعد يعني خلاص أصبح تابعا للحاكم لا ده هو لما هيجي بقى مصر هنلاقيه أنه الصالح أيوب بعايز يفرض ضرايب على الناس علشان يجيبوا سلاح وكذا إلى آخره فوقف له وقال له لا ما ينفعش هات الفلوس اللي عندك الأول وهات الفلوس بتاعة المماليك دي كلها والذهب اللي الستات بتاعتهم قاعدين يلبسوه كانوا يلبسوا من الساس للراس كده الساس اللي هو ايه الأساس الرجل والراس من الساس للراس يلبس ذهب مروتك يعني زوجات المماليك أو زوجات المماليك وجواريهم وكده كل واحد عنده عشرين ثلاثين جارية وكلهم مطقمين بالذهب قال له هات الحاجات دي الأول وشوف بيت المال هيبقى فيه ولا ولما ما يبقاش في بيت المال هناخد من الرعاية ولازم الرعاية تدفع لإن احنا بنحميهم لكن مع وجود السفه ده ما ينفعش فابدأ بالحكاية دي فالمهم الحاصل أنه سيدي عز الدين بن عبد السلام مشي من من الشام ودخل إلى مصر فاستقبلوه واحسنوا وفادته وخاصة الصالح نجم الدين أيوب أيضا خلاه يمسك مسجد عمرو بن عاص وعينه قاضيا طب اساذم فضيلتك بعد الفاصل نشوف واحد من المواقف يعني اللي التاريخ بيذكرها للامام العزيز بن عبد السلام هو موقفه ومسندته لمصر والمصريين وقتها في وجه الصالبيين فاساذم حضرتك بعد الفاصل نشوف القصة دي ونشوف إزاي هل بالفعل كانت ليه دعوة مستجابه في هذا الأمر أو كرامة يعني من الكرامات ده بقى أنه إن شاء الله من أولياء الله الصالحين بعد الفاصل إن شاء الله بعد اذن حضرتك واساذينكم خليكم معانافي سكينة وسلام بمنطقة البستين والقرافة الكبرى وفي رحاب مقابر أولياء الله الصالحين بالقرب من مقابر التنسي والإمام الليث هنا يرقد مجاهد وزاهد وفقيه ومفسر هو شيخ الإسلام العز بن عبد السلام فحين تطأ قدماك منطقة القرافة الصغرى حيث تجتمع أرواح الزاهدين والصالحين تلتف من حولك هالة من الروحانيات فتسري بك السكينة فأنت برفقة أولياء الله الصالحين تشهد المنطقة على الحضارة العريقة فيمتزج عبق التاريخ بالروحانيات وتطل عليه مشاهد أولياء الله الصالحين فتأخذنا المنطقة في رحلة عبر الزمن لتغتتمها بجولة ساحرة في منطقة عين الصيرة التي أصبحت آية من آيات الخالق على أرضه فبمياهها العذبة وبأشجارها الخضراء وجمال الطبيعة من حولها تجد نفسك في واحد من أهم المزارات السياحية بمنطقة مصر القديمة حيث يجتمع التاريخ القديم مع الجمال والطبيعة في جولة واحدة أهلا بحضراتكم ومازال الحديث مستمر حول سيرة قاضي القضاة وسلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام رضي الله عنه مازال حديث أيضا متواصل مع فضيلة الدكتور حول هذه السيرة الطيبة والدوره التاريخي الحقيقة سواء في في مسندد المصريين ومسندد الحق بشكل عام أو في الدين وعلوم الدين فجدد الحيب بحضرتك مولانا أهلا وسهلا بفضيلتك ليه كان بيلقب ببائع الاماراء يعني ايه اللي حصل دلوقتي لما دخل وتولى القضاء كان حريصا على أن تكون السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة القضائية اللي هو بعد كده قالوا دي الديمقراطية ماشي معليش الفصل بين السلطات اه الفصل بين السلطات فرأى أن المماليك بيبيعوا وبيشتروا وبيتزوجوا الحرائر وهم لسه تحت الرق البندق دار اللي هو اللي هو المدفعية يعني البندق بندق يعني الرصاص دار يعني بيدير الجانب ده كده عنده شوية عبيد ولسه نوم عبيد لسه عبيد لغاية دلوقتي فإذا شرعا العبد تابع لسيده فحضرتك يا أستاذ عبيد البندق دار ما لكش إنك أنت تبيع وتشتري وتتجوز كده يعني عايش حياتك كأنك ما فيش رق طيب يبقى ده مخالف للقانون فالقاضي هنا حصل له نوع من أنواع التوجس وقال لهم على فكرة أيها الأمراء أيها المماليك انتوا حقيقة اسمكم أمراء ولكن لازم تتفك الرق ده عنكم طب يتفك إزاي أن المملوك يدفع لبيت المال ثمنه أنت بقيت غني من الحرب وغني من الغنيمة وغني من المرتبات وكذا إلى آخره ما تدفع ثمانك يبقى ده حفاظ على المال العام بمفهوم ذلك الزمان وبمفهوم قواعد واحكام قضية الرق اللي احنا الحمد لله تخلصنا منها ومشيناها لكن في هذا الزمن في قانون وفي مال عام وإحنا لازم نحافظ على المال العام فالمملوك لازم يشتري نفسه فناقب السلطنة قال ايه الواقعه السوداء دي امير وهنطلب أن هو يشتري نفسه قال له والله الماذق القانوني أن أنت تخليه عبد وتخليه امير هو اللي عمل كده هو اللي ضيع على الخزانة ثمنه فانا ما لياش كلام أنا قاضي وانتم ما لكوش دعوة بالقضاء أنا كما لا اتدخل في سلطانكم انتم كمان لا تتدخلون في سلطاني ونشا من هنا نزاع فلما رفع الأمر إلى الصالح أيوب جاءه يتلطف يا مولانا دي هتعمل فتنة وهتخلي الناس دي تضرب قال ما لياش تدخل الحكم نافذ ومشمول بالنفاذ ولابد أنه ينفذ والقضاء حاجة والسياسة حاجة ثانية الحكومة حاجة ثانية فلما روح النجم مش داخل ادماؤه هيعملها إزاي بيه هيعملها إزاي واخد بالك طواقف وكلوم متنحرين فنائب السلطانه قال له لا أنا مش هقبل الكلام ده وراح واخد يعني بيسموها ايه كتيبة ولا فصيلة ولا كده وراح لبيته عشان يقتله يروحوا يقتلوا العزيز محمد سلام اه خلاص بقى لأنه الدولة كده معرضة لهذه حقيقية وهو ناتج من أشكال قانوني والقاضي حكم اقتلوا القاضي ده اقتلوه فراح الراجل نائب السلطنة عبد اللطيف بن الشيخ فتح له لقاه ماسك السيف كده فجري على ابوه وقال له جري أنه القتل ده ده ده ده شهر السيف مش سيف الغمد بتاعه ده في دي لاحقا فقال له يا بنية أنا لم أصل إلى أن اموت في سبيل الله مقتولا يعني شوف هضمه لنفسه وشوف تواضعه مع ربه وخرج للامير اللي شاهر سيفه ده الامير أول ما شافه ارتعشت ايده وسقط السيف من ايده ودخل في دور بكاء يا الله وسامحني يا سيدنا الشيخ خلينا تبنا إلى الله يا سيدنا الشيخ وكذا فلما حصل ليه كده راح بقى قالوا لا احنا عايزين نقتل الراجل ده فدبر بعض الأمراء مقتله فبقوا يبعتوا له واحد ومعه خمسة ستة علشان يشوفوه هو راجع من الصلاة من الدرس من مجلس القضاء من حاجة كده ويقتلوا كل راح بعتوا مرة فتابوا على ايديهم سبحان الله برضو سقطت كده وبعدين يقول لهم انتم كنتوا عايزين تقتلوني يقولوا له أيوه سيدنا الشيخ يقول لهم طب يلا بقى نصلي ركعتين توبة لله ويصلي بيهم يا سبحان الله يصلي بيهم شوف يعني شوف الجو ده كله ده الصدق بالله ولأن هو مش بيقول لك أنا معقول ربنا هيموتني شهيد أنا ما استهالش إلى هذا الحد من الثبات ومن الوضوح بعتوا له مرة اثنين ثلاثة ما فيش فايدة فقالوا طب خلاص نعمل بقى مجلس وبعنا وباعهم وكل واحد دفع ثمنه وكل ده راح لبيت المال لكن كان رافض شجرة الدر تصبح اميرة هل كان واخد موقف في وقتها من حكم النساء ولا هو أنت عايزنا نعمل أشكال مع الستات لا ده أنا عايز اوضح بس طيب عايز توضح بس يا إخوانا كل عصر ليه اذانه ليه ثقافته السيدة وليه أحواله اللي زي كده في هذا العصر ومذهب العز بن عبد السلام أن المرأة لا تتولى الولاية العامة وده محل خلاف بين الفقهاء بس مذهبه هو كده وتولت شجرة الدر ولم تكن أول من تولى أنا في كتابي عن المرأة في تاريخ الإسلام جبت تسعين واحدة تسعين واحدة بالاسم تولت السلطنة الولاية اللي كذا هي لا تتولى الخلافة مظبوط لأن الخليفة يجب أن يصلي بالناس وهي مش هتنفع تكون امام للناس صحيح إذا فالخلافة بس هي علشان مقتضيات الخلافة هي اللي مش هتتولها المرأة إنما السلطانه الاماره إنما السلطانه واللول خلاف محل خلاف محل خلاف بعد ثمانين يوم من توليها الحاجة دي تنازلت لايبك عن الولاية لأنه الحسابات ساعتها ليه أنا بقول ثقافة السيده وليه بقول أنه كذا إلى آخره الحسابات أنا عايز مصلحة مصر في هذا العصر لو أن التتار عرفوا أن في امرأة هي اللي بتحكمهم يجوا يدخلوا بجحافل غاية في البتاع الثقافة كده الثقافة في العالم كله كده بالظبط في العالم كله كان كده في هذا العصر احنا في ورطة أن الست اتظلمت كتير والست اضطغت عليها كتير فبيبقوا حساسين أوي لما تيجي القصص دي ويسحبوا الماضي على الحاضر احنا بنقول لهم لا اوعوا تسحبوا الماضي الحاضر لكل عصره لكل عصر ويشغلنته بلاش تقفوا عند هذه القصص لأنه ده في الحقيقة أنه محل خلاف والخلاف نتج مش لفهم الشريعة بقدر ما هو لتحقيق المصالح بتاعة الخلق وبتاع وبعدين جو عام وثقافة عامة في الأرض كلها مش في مكان دون مكان ولا دين دون دين يبقى لازم ناخد بالنا واعتبرنا اثناء الفهم واثناء الاستدلال واثناء الاسترجاع لهذا بارك الله فيكم فضيلة دكتور يعني شكرا جزيلا لحضرتك على هذه الجولة في حياة وسيرة الإمام العزيز بن عبد السلام يعني كلنا بنسعد بهذه السيرة لقاضي القضاة والسيف الحق يعني فشكرا جزيلا لحضرتك شكرا لكم شكرا لفضيلتكم وشكر موصول لحضراتكم إلى اللقاء من أهم المهمات صلة الأرحام مهمة في الدنيا ومهمة في الدين اشتق الله سبحانه وتعالى من اسمه الرحمن اسم الرحمن وعرش الرحمن الرحمن على العرش استوى هو أكبر كائن في ذلك الكون فسماه ربنا بعرش الرحمن والرحم معلقة بذلك العرش العظيم فصلة الرحم تؤدي بك إلى خير الدنيا والي خير الآخرة تؤدي بك إلى زيادة الرزق والي العمل الصالح والي طول العمر وفي الآخرة إلى الجنة والي رضا الرحمن اشتركوا في القناة

ملخص المحاضرة

- العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبائع الملوك، ولد سنة 577هـ بالشام وتوفي سنة 660هـ. - كان عالماً شافعي المذهب أشعري العقيدة، جمع بين العلم والعمل، واتبع منهج الإمام الشاذلي. - تولى خطابة المسجد الأموي في دمشق، وعندما اعترض على حاكم الشام الصالح إسماعيل لاتفاقه مع الصليبيين سُجن ثم أُخرج. - هاجر إلى مصر واستقبله الصالح نجم الدين أيوب بالترحاب وعينه قاضياً وخطيباً بمسجد عمرو بن العاص. - لُقِّب ببائع الأمراء لأنه طالب المماليك بشراء أنفسهم من بيت المال كونهم ما زالوا عبيداً قانوناً. - حاول بعض الأمراء قتله لكنهم عجزوا عن ذلك وتابوا على يديه. - كان يفصل بين السلطات وأصر على استقلال القضاء. - وصل إلى مرتبة الاجتهاد المطلق وكان شديد الصدق مع الله.

الإمام العز بن عبد السلام | #33 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

الإمام العز بن عبد السلام  | #33 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة - شخصيات إسلامية, مصر أرض الصالحين
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة". وقال سفيان بن عيينة: "مصر كنانة الله يحمل فيها خير سهامه". فاللهم يا ربنا اجعلنا من سهامك، ووجهنا إلى عدوك، واكسر بنا أنفه، ووفقنا إلى ما تحب وترضى، وعمر بنا أرضك، وافعل بنا
خيرك. اللهم آمين. موسيقى هو سلطان. العلماء وبائع الأمراء الدمشقي المغربي المصري، كذلك هو ناصح الحكام حتى أن يكلفه ذلك حياته في أكثر من مرة. وأيضاً هو ناصر الشعوب لأنه ناصر الشعوب العربية والإسلامية في وجه التتار والصليبيين، وذلك في مقدمة الجيوش الإسلامية. اليوم نتوقف مع الإمام العز بن عبد السلام في مصر أرض الصالحين العز.
ابن عبد السلام سلطان العلماء العز بن عبد السلام من أعظم علماء المسلمين، فقد جمع بين العلم والعمل، وبين الاتباع للسنة، وبين الاجتهاد الصحيح عند الحاجة إليه، وبين الفتوى في الأمور كلها في العبادة وفي العقيدة، بل وفي الأمور السياسية والاجتماعية، فكان حقاً سلطاناً للعلماء، رضي الله تعالى عنه وأرضاه. أرحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام، واليوم سنتوقف مع قاضي قضاة مصر مولانا العز بن عبد السلام. أرحب بداية بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة.
السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام والتحية والإكرام، أهلاً بفضيلتك. أهلاً وسهلاً. مولانا العز بن عبد السلام يعني عالم من الأعلام قطعاً، ولكن قليل من يعرف. السيرة والنشأة والبدايات كيف كانت يعني؟ فأرجو من حضرتك أن تطلعنا وتطلع السادة المشاهدين على قصة حياته. نشأة الإمام العز بن عبد السلام أولاً. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هو أبو العز عبد العزيز بن عبد السلام أو العز. ابن عبد السلام السلمي وكان أصلاً مولوداً في منطقة الشام، يعني في الشام ونشأ فيها. وُلد رحمه الله تعالى وهو الملقب بعد ذلك بسلطان العلماء
وبائع الملوك، بائع الملوك أجل، وسلطان العلماء. يعني لا تظنوا أنكم أنتم فقط السلاطين، فنحن أيضاً سلاطين، شيء مثل ذلك يعني مقارنة العز بن. عبد السلام وُلِد سنة خمسمائة وسبعة وسبعين، أي وُلِد في الربع الأخير من القرن السادس الهجري، وعاش معنا ثلاثة وثمانين سنة في الأرض، جيدة وطيبة، توفي سنة ستمائة وستين، أي بعد دخول التتار إلى بغداد بأربع سنوات، وبعد وفاة سيدي أبي الحسن الشاذلي بأربع سنوات. لأنهم التتار دخلوا بغداد سيدنا أبو الحسن الشاذلي توفي سنة ستمائة وستة وخمسين في نفس السنة، ولذلك
هو عاصر أبا الحسن الشاذلي تماماً، فهو ولد في الشام وتعلم هناك في الشام وروى وغير ذلك إلى آخره، وكان على المذهب الشافعي وكان أشعري المذهب صحيح العقيدة، فيبقى هو كان أشعرياً شافعياً ثم صار شاذلياً واتبع منهج الإمام أبي الحسن الشاذلي، اتبع منهجه وأُعجب به جداً، لكن عندما جاء ليأخذ البيعة والطريقة والتعليم، أخذها من السهروردي. هذا السهروردي كان زميل أبي الحجاج الأقصري هناك في دراساته في بغداد في المدرسة النظامية. نعم صحيح. فالآن سيدي العز بن عبد... السلام ولد ونشأ وترعرع
في الشام، فجاءه الصالح إسماعيل الأيوبي وأعطاه خطابة المسجد الأموي، وهذا المسجد هو المسجد الكبير الذي للبلد، فيكون إذًا - إن استطعنا القول - أنه كان خطيبًا مفوهًا، وسنرى بعد ذلك في مصر أنه خطب في مسجد عمرو بن العاص، فهو إذًا خطيب وعالم. فقيه شافعي وهو أيضاً رجل مفتي، يعني تولى منصب الإفتاء. عندما دخل مصر لم يرضَ أحد أن يفتي معه، هو الذي تصدى وقال: خلاص، كما قيل عن سيدنا مالك: "لا يُفتى ومالك في المدينة".
فكان العز بن عبد السلام الشافعي قد وصل إلى مرحلة كبيرة جداً في العلم لدرجة أنه معدود من... المجتهدين وفضل يتعمق في الشافعية إلى أن أصبح حجة الشافعية، ثم بعد ذلك قد يكون قد وصل إلى الاجتهاد المطلق، يعني مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك والعلماء الكبار الذين هم في مكانة أعلى من هؤلاء. وعُيِّن قاضياً في الشام، فالصالح إسماعيل عينه قاضياً وخطيباً وجعله يتصدر للعلم وللعطاء، بعد ذلك الصالح. إسماعيل في الشام يُعادي نجم الدين أيوب في مصر، قام بفعل شيء غير لائق. ما النقيصة التي فعلها إسماعيل الأيوبي هذا؟ أنه ذهب واتفق مع الصليبيين
ضد ابن عبد الله، فبدأنا في الاضطراب وتدهور الأحوال. فذهب العز بن عبد السلام وخطب خطبة بليغة على المنبر. الجامع الأموي يبين فيه خطأ هذا الحاكم وضلاله، وأنه وصل به الحال أنه يسمح في الاتفاقية بينه وبين الصليبيين أن يدخلوا دمشق فيشتروا منها السلاح. الرجل العز قال: بيع السلاح للعدو حرام لأنه سيحارب به، لأنه سيحارب به أنفسنا، يعني سيكر علينا، هو يضربنا نحن أيضاً. فإذا وقف... موقفاً قوياً في الاعتراض على الحاكم الذي أكرمه، نعم بالضبط، لكن لم يمنعه ذلك أن يقول في الحق، أن يقول الحق، نعم
بالضبط. فجابهه إسماعيل قائلاً له: أنت تجاوزت حدودك، وما علاقتك بالسياسة؟ هذه سياسة. فقال له: لا، هذه ليست سياسة، هذا دين. وهذه أحكام شرعية، السياسة أنك تدير البلاد، السياسة أنك ترعى شؤون الأمة، ليست السياسة أنك في سجن. هو اعتُقل من هنا يا أستاذ، وقامت المظاهرات والأمور هذه من أجل أنه لابد أن نُخرج هذا الرجل من السجن، فأخرجه وقال له: لكن أنت لا تشارك في خطابة ولا في... قضاءٍ ولا في إفتاءٍ ولا في تدريس، اعتزلنا واجلس في بيتكم. فالعزُّ بن عبد السلام رأى أن ذلك جوٌّ غير ملائم للحياء
وللعطاء وللدعوة وكذلك إلى غيره، فهاجر إلى مصر، نعم. بالطبع فيُعتبر موقفه كان مساندًا لنجم الدين أيوب؛ إذ رفض موقف صلاح إسماعيل ببيع السلاح للصليبيين. هذه عقيدة نجم الدين أيوب بالضبط، الذي هو يراه من الخارج هكذا، انتبه جيداً، لأنه سينقلب على نجم الدين أيوب عندما يأتي. هذا العز بن عبد السلام، هذا العز بن عبد السلام عندما سيأتي إلى مصر، فبمجرد ما بيننا يقول سينقلب عليه عندما يخالفه بالتأكيد، لأن كثيراً من الناس يظنون. أن تأييد الحاكم هو نوع من أنواع أنه بعد ذلك يعني أصبح تابعاً للحاكم. لا، بل عندما جاء إلى مصر وجدناه أن الصالح أيوب كان يريد أن يفرض ضرائب على الناس حتى يشتري سلاحاً وما إلى ذلك، فوقف له وقال له: لا، هذا لا يصلح، أحضر الأموال التي عندك أولاً وأحضر الأموال.
بتلك المماليك وكل ما يتعلق بهم، والذهب الذي نساؤهم يرتدينه، فقد كانوا يلبسون من الأساس إلى الرأس هكذا، والأساس الذي هو القدم، ومن الأساس إلى الرأس يلبسون الذهب. مروءتك يعني زوجات المماليك أو زوجات المماليك وجواريهم، فكل واحد منهم عنده عشرون أو ثلاثون جارية، وكلهن مزينات بالذهب. قال له: أحضر الأشياء. انظر أولاً وتحقق إن كان في بيت المال مال أم لا، وعندما لا يكون في بيت المال، سنأخذ من الرعية، ويجب على الرعية أن تدفع لأننا نحميهم، لكن مع وجود هذا السفه لا يصلح، فابدأ بهذه المسألة. المهم أن سيدي عز الدين بن عبد السلام رحل من الشام ودخل إلى مصر فاستقبلوه. وأحسنوا وفادته وخاصة الصالح
نجم الدين أيوب، أيضاً جعله يتولى مسجد عمرو بن العاص وعينه قاضياً. حسناً أستاذي الفاضل، بعد الفاصل سنرى واحداً من المواقف التي يذكرها التاريخ للإمام العز بن عبد السلام وهو موقفه ومساندته لمصر والمصريين آنذاك في وجه الصليبيين. فأستاذي المحترم، بعد الفاصل سنرى هذه القصة. ونرى كيف، هل بالفعل كانت له دعوة مستجابة في هذا الأمر أو كرامة من الكرامات، بمعنى أنه إن شاء الله من أولياء الله الصالحين. بعد الفاصل إن شاء الله، بعد إذنكم ابقوا معنا في سكينة وسلام بمنطقة
البساتين والقرافة الكبرى وفي رحاب مقابر أولياء الله الصالحين بالقرب. من مقابر التنسي والإمام الليث هنا يرقد مجاهد وزاهد وفقيه ومفسر هو شيخ الإسلام العز بن عبد السلام. فحين تطأ قدماك منطقة القرافة الصغرى حيث تجتمع أرواح الزاهدين والصالحين، تلتف من حولك هالة من الروحانيات فتسري بك السكينة، فأنت برفقة أولياء الله الصالحين. تشهد المنطقة على الحضارة العريقة فيمتزج عبق التاريخ بالروحانيات وتطل عليه مشاهد أولياء الله الصالحين فتأخذنا المنطقة
في رحلة عبر الزمن لتختتمها بجولة ساحرة في منطقة عين الصيرة التي أصبحت آية من آيات الخالق على أرضه، فبمياهها العذبة وبأشجارها الخضراء وجمال الطبيعة من حولها تجد نفسك في واحد من أهم المزارات السياحية بمنطقة مصر القديمة حيث يجتمع التاريخ القديم مع الجمال والطبيعة في جولة واحدة. أهلاً بحضراتكم، وما زال الحديث مستمراً حول سيرة قاضي القضاة وسلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام رضي الله عنه. ما زال الحديث أيضاً متواصلاً مع فضيلة الدكتور حول هذه السيرة الطيبة ودوره التاريخي الحقيقي سواء في مسند المصريين ومسند الحق بشكل عام. أو في الدين وعلوم الدين فجدد الترحيب بحضرتك مولانا،
أهلاً وسهلاً بفضيلتك. لماذا كان يُلقب ببائع الأمراء؟ ماذا يعني؟ ما الذي حدث الآن حينما دخل وتولى القضاء؟ كان حريصاً على أن تكون السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة القضائية، الذي قالوا عنه فيما بعد إنها الديمقراطية، حسناً، عفواً، الفصل بين السلطات، نعم. الفصل بين السلطات، فرأى أن المماليك يبيعون ويشترون ويتزوجون الحرائر وهم ما زالوا تحت الرق. البندقدار الذي هو المدفعية، يعني البندق أي الرصاص، دار يعني يدير هذا الجانب. هكذا عنده بعض العبيد وما زالوا نوم عبيد، ما زالوا عبيداً حتى الآن. فإذا كان العبد شرعاً تابعاً
لسيده، فحضرتك يا أستاذ. عبيد البندق دار لا يحق لك أن تبيع وتشتري وتتزوج هكذا، أي تعيش حياتك كأنه لا يوجد رق، حسناً فهذا مخالف للقانون. فالقاضي هنا حدث له نوع من أنواع التوجس وقال لهم: "على فكرة أيها الأمراء، أيها المماليك، أنتم حقيقةً اسمكم أمراء ولكن يجب أن يُفك هذا الرق عنكم"، حسناً. كيف يفهم أن المملوك يدفع لبيت المال ثمنه؟ أنت أصبحت غنياً من الحرب وغنياً من الغنيمة وغنياً من المرتبات وغير ذلك إلى آخره. فلماذا لا تدفع ثمنك؟ يكون هذا حفاظاً على المال العام بمفهوم ذلك الزمان وبمفهوم قواعد وأحكام قضية الرق التي - والحمد
لله - تخلصنا منها وتجاوزناها، لكن في هذا الزمن. في قانون وفي مال عام وعلينا أن نحافظ على المال العام، فالمملوك يجب أن يشتري نفسه. فنائب السلطنة قال: "ما هذه الواقعة السوداء؟ أمير ونطلب منه أن يشتري نفسه؟" قال له: "والله إن المأزق القانوني أنك تجعله عبداً وتجعله أميراً، هو الذي فعل ذلك، هو الذي ضيّع على الخزانة ثمنه، فأنا..." ليس لي كلام، أنا قاضٍ وأنتم ليس لكم شأن بالقضاء. كما أنني لا أتدخل في سلطانكم، فأنتم أيضاً لا تتدخلوا في سلطاني. ونشأ من هنا نزاع، فلما رُفع الأمر إلى الصالح أيوب، جاءه متلطفاً: "يا مولانا، هذه ستؤدي إلى فتنة وستجعل هؤلاء الناس يضربون". قال: "ليس لي تدخل، الحكم نافذ ومشمول".
بالنفاذ ولابد أنه ينفذ، والقضاء شيء والسياسة شيء آخر، الحكومة شيء آخر. فعندما يكون روح النجم ليس داخلاً في دمائه، كيف سيفعلها؟ كيف سيفعلها؟ أتفهم؟ طوائف وكلمات منتحرين. فنائب السلطنة قال له: "لا، أنا لن أقبل هذا الكلام"، وذهب آخذاً ما يسمونه كتيبة أو فصيلة أو ما شابه ذلك، وذهب إلى بيته. لأجل أن يقتله، يذهبون ليقتلوا العزيز محمد سلام. نعم، انتهى الأمر، لأن الدولة بذلك معرضة لخطر حقيقي، وهذا ناتج من شكل قانوني، والقاضي حكم: "اقتلوا هذا القاضي، اقتلوه". فذهب الرجل نائب السلطنة عبد اللطيف بن الشيخ ففتح له الباب، فوجده ممسكاً بالسيف هكذا، فجرى إلى أبيه وأخبره
أن هذا القتل جار. هذا هذا هذا شهر السيف وليس سيف الغمد الخاص به، هذا في هذه لاحقًا فقال له: "يا بنية، أنا لم أصل إلى أن أموت في سبيل الله مقتولًا"، يعني انظر إلى هضمه لنفسه وانظر إلى تواضعه مع ربه، وخرج للأمير الذي شاهر سيفه، هذا الأمير أول ما رآه ارتعشت يده وسقط السيف من يده ودخل في نوبة بكاء، يا الله وسامحني يا سيدنا الشيخ، دعنا تبنا إلى الله يا سيدنا الشيخ، وهكذا. فلما حدث له ذلك، قالوا: لا، نحن نريد أن نقتل هذا الرجل. فدبر بعض الأمراء مقتله، فأصبحوا
يرسلون إليه شخصاً ومعه خمسة أو ستة لكي يروه وهو عائد من الصلاة من الدرس من مجلس القضاء من شيء ما، وقتلوا كل من ذهب. أرسلوا مرة فتابوا على أيديهم، سبحان الله، سقطت هكذا أيضاً. وبعد ذلك يقول لهم: "أنتم كنتم تريدون قتلي"، فيقولون له: "نعم سيدنا الشيخ". فيقول لهم: "حسناً هيا بنا نصلي ركعتين توبة لله". ويصلي بهم، يا سبحان الله! يصلي بهم، انظر يعني. انظر إلى هذا المناخ كله، إنه الصدق مع الله. ولأنه لا يقول لك: "أنا، هل من المعقول أن الله سيميتني شهيداً؟ أنا لا أستحق إلى هذا الحد من الثبات ومن الوضوح". أرسلوا إليه مرة، اثنتين، ثلاثاً، لم توجد فائدة، فقالوا: "حسناً، دعونا نعقد مجلساً"، وبعنا وباعهم، وكل شخص دفع ثمنه، وكل ذلك ذهب. لبيت المال لكن كان رافضاً
أن تصبح شجرة الدر أميرةً. هل كان متخذاً موقفاً في ذلك الوقت من حكم النساء أم أنك تريدنا أن نتشاجر مع النساء؟ لا، أنا أريد أن أوضح فقط. حسناً، تريد أن توضح فقط. يا إخواننا، كل عصر له آذانه وثقافته وأحواله التي هي كذلك. في هذا العصر ومذهب العز بن عبد السلام أن المرأة لا تتولى الولاية العامة وهذا محل خلاف بين الفقهاء لكن مذهبه هو هكذا وتولت شجرة الدر ولم تكن أول من تولى. أنا في كتابي عن المرأة في تاريخ الإسلام أوردت تسعين امرأة، تسعين امرأة بالاسم تولت السلطنة والولاية وما إلى ذلك. هي لا تتولى الخلافة صحيحاً لأن الخليفة يجب أن يصلي
بالناس وهي لن تصلح أن تكون إماماً للناس صحيح، إذاً فالخلافة لكن بسبب مقتضيات الخلافة هي التي لن تتولاها المرأة، أما السلطنة والإمارة فهي محل خلاف، محل خلاف. بعد ثمانين يوماً من توليها هذا المنصب تنازلت لآيبك. عن الولاية لأن الحسابات حينها لماذا أقول ثقافة السيدة ولماذا أقول إنه كذا إلى آخره، الحسابات أنا أريد مصلحة مصر في هذا العصر. لو أن التتار عرفوا أن امرأة هي التي تحكمهم، سيأتون ويدخلون بجحافل غاية في الشدة. الثقافة هكذا، الثقافة في العالم كله هكذا بالضبط في العالم. كان الأمر كله هكذا في هذا
العصر. نحن في ورطة أن المرأة ظُلمت كثيراً وتعرضت للاضطهاد كثيراً، فأصبحوا حساسين جداً عندما تأتي هذه القصص ويقيسون الماضي على الحاضر. نحن نقول لهم: لا، إياكم أن تقيسوا الماضي على الحاضر، فلكل عصر ظروفه ومشاغله. لا تقفوا عند هذه القصص لأن هذا في الحقيقة... أنه محل خلاف والخلاف نتج ليس لفهم الشريعة بقدر ما هو لتحقيق مصالح الخلق وما شابه ذلك، وبعد ذلك جو عام وثقافة عامة في الأرض كلها ليس في مكان دون مكان ولا دين دون دين، فيجب أن ننتبه ونأخذ في اعتبارنا أثناء الفهم وأثناء الاستدلال وأثناء الاسترجاع لهذا، بارك الله فيكم فضيلة دكتور. أعني شكراً جزيلاً لحضرتك على هذه الجولة
في حياة وسيرة الإمام العزيز بن عبد السلام، أعني كلنا نسعد بهذه السيرة لقاضي القضاة والسيف الحق، أعني فشكراً جزيلاً لحضرتك، شكراً لكم، شكراً لفضيلتكم، وشكرٌ موصولٌ لحضراتكم. إلى اللقاء. من أهم المهمات صلة الأرحام، مهمة في الدنيا ومهمة في الدين. اشتق الله. سبحانه وتعالى من اسمه الرحمن اسم الرحمن وعرش الرحمن الرحمن على العرش استوى هو أكبر كائن في ذلك الكون فسماه ربنا بعرش الرحمن والرحم معلقة بذلك العرش العظيم فصلة الرحم تؤدي بك إلى خير الدنيا وإلى
خير الآخرة تؤدي بك إلى زيادة الرزق وإلى العمل الصالح وإلى طول العمر وفي الآخرة إلى الجنة وإلى رضا الرحمن، اشتركوا
في القناة.