نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

اللهم يا ربنا اجعل مصر بلد خير كما جعلتها بلد أمن وإيمان، اللهم اجعلها كما قال الجاحظ إن أهل مصر يستغنون بما فيها من خيرات عن كل بلد في الدنيا، حتى لو ضُرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ما ضرهم، فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، اللهم آمين. الإمام الموسوعي بحر العلوم الذي لقبه الكثيرون بأنه وارث علوم الأنبياء لكثرة مؤلفاته والتي تجاوزت الست مائة مؤلف. نتوقف اليوم مع الإمام جلال الدين السيوطي في مصر أرض الصالحين. كان جلال الدين السيوطي، رضي الله تعالى عنه، غابة لا تُرى بدايتها من نهايتها، وبحراً لا يُدرك ساحله من يمينه وشماله. بلغت مصنفاته نحو ستمائة كتاب وقيل عنه أنه أعلم أهل الأرض في علم الحديث بل وفي كل علم. نشأ يتيماً وحفظ القرآن الكريم وأتمه وهو دون الثامنة، وزاد من اتساع مداركه وزيادة معارفه اتجاهه إلى كتب العلوم بأنواعها، فحفظ بعض الكتب المهمة كان أبرزها ألفية ابن مالك والعمدة وغيرها. وقفة مع عالم جليل عالم مصري له الكثير من الإسهامات والمؤلفات، مئات المؤلفات التي مازلنا حتى هذه اللحظة سواء المتخصصون أو غير المتخصصين يحرصون على اقتنائها. بداية أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بفضيلتك مولانا. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بحضرتك. اليوم نتوقف مع الإمام جلال. السيوطي، وهو علَم من الأعلام. أرجو بدايةً قبل أن ندخل في فكره ومؤلفاته وحياته، أن نبدأ أولاً بنشأته: كيف كانت نشأة الإمام جلال الدين السيوطي. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كان أبو جلال الدين السيوطي من أسيوط، يعني... هي عائلة من أسيوط ولذلك سُمِّي بالأسيوطي أو السيوطي لأنه في النسبة أحياناً يخففونها فيزيلون الهمزة من الأسيوطي فتصبح السيوطي. وكان أبوه رضي الله تعالى عنه محباً للعلم وملتفتاً إليه وحريصاً عليه. وُلِدَ الإمام السيوطي بالقاهرة سنة ثمانمائة وتسعة وأربعين، وكان سيدنا ابن حجر قد توفي سنة ثمانمائة واثنين وخمسين. الذي هو أمير المؤمنين في الحديث هذا الذي لا يوجد مثله، وإذا كان السيوطي في ذلك الوقت عمره ثلاث سنوات، فإن والده من شدة حرصه على العلم وعلى اتصال البركة من خلال الإجازة، حمل السيوطي صغيراً وكان عمره حوالي سنتين، يعني أصبحت سنة واحد وخمسين قبل السيدي ابن حجر يذهب إلى مجلس ابن حجر وابن حجر ما زال طفلاً رضيعاً عمره سنتان يعني حملوا ابن حجر ودعا له وأجازه وهو رضيع، وهذه نسميها الإجازة العامة التي تعني أن فيها بركة وأن هذا العلم موروث ومنقول بحلقات يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. إذاً، يحمله العدول حلقة فحلقة ففي اتصال وليس فيه ضياع. نحن لسنا غير عالمين من أين أتى هذا الكلام، ليس هناك انقطاع للسند. يعني أنني في كل أمر أقول: حدثني شيخي فلان الفلاني، حدثه شيخه فلان الفلاني، وهكذا وصولاً إلى سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. فنكون عارفين، أن كيف ومن الذي حمل هذا العلم؟ ومن الذي بلغه لمن بعده؟ وهكذا. وهذا يسمونه علم الرجال، أن يكون للرجل ملف. هذا الملف يشرح من هو، متى ولد، متى مات، أين دفن، ماذا كان، من أساتذته، من تلاميذه، من زملاؤه، ماذا ألف، وهكذا. هذا هو الذي حفظ التراث الإسلامي. على الرغم من مرور خمسة عشر قرناً تقريباً، وأعطاه قوة التوثيق التي يحاول كثير من أعداء الإسلام أن يشككوا فيها. أول شيء أبهرهم: الله، هذا الكلام موثق، له سند، ومعروف من أين جاء وإلى أين يذهب. إذاً فلنأتِ ونشكك في هذا السند، فالقضية... محاولة التدليس والتلبيس لأنه هو التدليس والتلبيس على هذه السنة لأنه موجود وفعلاً القرآن الذي نقرؤه هو القرآن الذي كان يُقرأ منذ الخمسة عشر قرناً الماضية أو الأربعة عشر قرناً وشيء، فإذاً كيف نُقل إلينا هذا الدين؟ إنه نُقل بالسند، والسند ليس فقط توثيقاً بل أيضاً فيه بركة فيها شيء غيبي مخفي وهي البركة المتوارثة بين هؤلاء الأتقياء الذين وفقهم الله لهذه الفكرة. حمل أبو السيوطي جلال الدين إلى مجلس ابن حجر وأجازه ودعا له عندما كان في السادسة من عمره. هكذا عندما بلغ السيوطي ست سنوات، كان أبوه في مرض الموت فذهب ونادى ابنه، وهذا يدل يعني له العلاقات مع ابن حجر وله العلاقات مع الكمال بن الهمام، وذهب الكمال بن الهمام وقال له: تعال يا كمال، أنت الوصي على هذا الولد. وكانت في ذلك الوقت الوصاية إذا قبلتها تصبح مسؤولية ويصبح كأنه ولد من أولاده. وقبل الكمال أن يكون من أوصياء جلال الدين السيوطي، إذاً وبذلك عاش جلال الدين السيوطي حياته كلها علمًا وعلماء، عاش في كنف الكمال بن الهمم بذكاء مفرط وذاكرة غريبة عجيبة واطلاع واسع إلى أقصى الحدود. في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة كان مطلعًا على قدر كبير جدًا في فقه اللغة وفي النحو وفي الصرف وفيمن هم. النحاة الذين نقلوا لنا هذا العلم من هم؟ اللغويون الذين ألفوا المعاجم من هم؟ الشعراء الذين وضعوا الشواهد من هم؟ نعم، هذا توثيق ومنهجية. أراد أن يبدأها من الأصل، فألف كتاباً في حوالي ستة مجلدات ابتداءً من كان عمره سبعة عشر عاماً. تخيل! سبعة عشر عاماً وهو يؤلف ستة مجلدات يا الله، يعني بعد ذلك وجد أن الست مجلدات كثيرة، فذهب وجعلها كتباً: "المزهر في فقه اللغة"، "الأشباه والنظائر النحوية" مجلد، وهذا مجلدان، "بغية الوعاة في تراجم الرواة"، وهكذا. فعندما وجدوه شاباً واعياً يعرف الكتب وما إلى ذلك، عيّنوه أميناً لمكتبة السلطان محمود التي كانت تسمى. المحمودية فأصبح أمين المكتبة وكان السيوطي أثناء الطلب يلازم الشيخ من هؤلاء حتى يموت ويقرأ عليه كتباً كاملة ثم حتى يقول له الشيخ: "اكتفيت، أنت الآن تذهب وتذاكر بمفردك لأنك أصبحت قد فهمت ما أريد أن أعلمه". حسناً، هل صحيح أنه تعلم على يد سيداتٌ أو نساءٌ كثيراتٌ، لهنَّ أكثر من اسمٍ، يعني الكمالية الهاشمية، آسية بنت جارالله، أم هانئ، أم الفضل، كثيراتٌ يعني. لديَّ أسماء كثيرة لسيداتٍ أخذتُ منهن العلم. هل هذا صحيح؟ نحن الآن نتحدث عن القرن التاسع الهجري، وقد عاش السيوطي من ثمانمائة وتسعة وأربعين إلى تسعمائة وإحدى عشرة. يعني عاش اثنين وستين سنة، اثنين وستين، ثلاثة وستين سنة في القرن العاشر الهجري. لم يزل بعد وفاته بأربعة عشر سنة دخل العثمانيون وأصبحت فكرة الحرام لك والسلام لك والعزل والفصل ما بين النساء والرجال. السيوطي في إجازاته له أكثر من خمسين امرأة تعلم عليها، أنا في إجازاتي ما... ليس لدي ولا واحدة من السيدات لكي نبسط فقط المشاريع، يعني ما هي الإجازات؟ أن يعلمني أحد أنه أسد مثلي، لماذا أنا أسد مثله؟ صحيح كثيرات، واحدة منهن تكون سيدة مثلاً في السلسلة التي تلقيت منها العلم حضرتك. السلسلة التي تلقيت منها العلم أنا، لا يوجد ولا واحدة لا توجد ما فيها سيدة واحدة. أسيوط فيها خمسون سيدة، خمسون هذا في القرن التاسع. نعم، لكي تعرف فقط أننا في حالة تدخل وليست حالة تطور بالنسبة للعلاقة بين المجتمع والمرأة. ابن حجر العسقلاني له اثنان وخمسون أستاذًا، اثنان وخمسون أستاذًا. أنا لكي أقارن الآن ماذا حدث لي. أنا مع ابن حجر العسقلاني. حسناً، ابن حجر لديه اثنان وخمسون أستاذاً وأنا ليس لي ولا أستاذ، يعني ولا امرأة واحدة توحد الله علمتني شيئاً. انظر إلى الفرق بيننا. إذا كان هذا ما نقوله، نقول يا إخواننا هذا ليس إثبات حالة ولا أننا نتحدث عن المرأة وحقوقها، لا، هذا أمر النساء يعملن ويتعلمن بشكل صحيح، وليس لإثبات الحالة. نعم، حسنًا أستاذي فضيلتك، بعد الفاصل ننتقل لننظر في مؤلفات الإمام السيوطي وأبرز هذه المؤلفات، وأيضًا بعض الشائعات أو الادعاءات التي طالت مدينة أسيوط. هذه المنطقة التجارية التي تكتظ بالمواطنين في كل مكان، تجد داخلها نقطة يتوقف عندها كل من يمر بها. هو مسجد ومقام سيدي جلال الدين السيوطي، هذا المقام المبارك هو قبلة لمحبي الأولياء والصالحين، كلما وطأت أقدامهم مدينة أسيوط يأتون إليها للتبرك بوجود عالم من علماء الإسلام في هذه الرقعة من الأرض المصرية. هذه المدينة التي سهلت الوصول إلى مقام الإمام السيوطي عبر طرقها الجديدة والممهدة تضم كذلك مشروعاً أُقيمت المشروعات في صعيد مصر وهي قناطر أسيوط الجديدة التي تُعد من أكبر المنشآت المائية التي بُنيت على نهر النيل وتخدم عدداً كبيراً من المحافظات المجاورة. مرحباً بحضراتكم مرة أخرى وبفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً وسهلاً الإمام جلال الدين السيوطي. كان يصف نفسه بأنه وارث علوم أو علم الأنبياء، وأنه تبحّر في أكثر من سبعة علوم من بينها مثلاً الطب. ولكن في فترته أو في فترات لاحقة، كان يُتهم بأنه يقتبس - بلغة العصر - من بعض الكتب القديمة والمؤلفات القديمة المحض المعرفية وينسبها إلى نفسه. ما مدى صحة هذا؟ الكلام وكيف كان يرد على هذه الاتهامات أو حتى تلاميذه من بعده كيف كانوا يردون على هذه الاتهامات. سأحكي لك حكايتين أرجوك يا سيدي. الحكاية الأولى هي أن هذا الكلام قيل للسيوطي وهو على قيد الحياة، قالوا له: يعني كل فترة تُخرج لنا كتاباً، أنت تنقل لأنه غير معقول وليس أن يكون إنتاج المرء غزيراً إلى هذه الدرجة، فهو لديه ستة عشر مجلداً في ست سنوات، نعم أيضاً، ماذا يعني؟ هذا ليس معتاداً. فلو سمحت، أنت تدخل المكتبة المحمودية، المكتبة التي أنت أمينها، والكتب تحت يديك، ثم تنتزع منها رسالة وتكتب عليها اسمك وما إلى ذلك. آخره فذهب وألف كتاباً لينبهك. لم يقل ذلك، بل قال لك ما هو الفارق بين المؤلف والسارق. وقد حقق الكتاب ثلاث أو أربع مرات في ردٍ بكتاب في السنوات الأخيرة هذه، ويبين لك ما الفرق بين المؤلف والسارق. فعندما أنقل وأقتبس لا أصبح سارقاً، بل أكون منفذاً لأحد أغراض التأليف. وهي جامعة ما تفرق في التأليف، والتجميع شيء غير السرقة. أن تجد فصلاً ليس مكتوباً عليه اسم أحد ولا مكتوب، فتزيل اسمه وتضع اسمك، وتقطع الغلاف وتضع غلافاً آخر عليه اسمك. فهذه هي الحكاية الثانية. كنا ندرس أثناء الطلب الأشباه والنظائر الفقهية للإمام السيوطي، وكانوا يقولون في الكتب أنه... سرقها من السبكي في الأشباه والنظائر، أول من ألّف ابن الوكيل وبعده السبكي، فكتاب السبكي هذا هو الذي سرقه السيوطي منه، وبعد ذلك قام رجل طيب بتحقيق الأشباه والنظائر لابن السبكي، فأصبح لدينا الكتابان بوضوح. هذا ليس سارقاً من ذاك إطلاقاً، فهو رجل دقيق في غاية العلم والفهم الذي... هو الإمام السيوطي، نعم ابن السبكي قبله، نعم، ابن السبكي له فضل البدء في هذا، هو قبله ابن الوكيل، لكن كتاب السيوطي بديع نافع ماتع، يقول فيه ما تريد أن تقول له، لدرجة أننا كنا نحفظه، كنا نعمل على حفظه مثل القرآن. الإمام السيوطي ألّف كتاباً تم طبعه في نيويورك. اسمه "التحدث بنعمة الله" وهو كسيرة ذاتية له وصف فيها أحواله وأشياء وغير ذلك، وقال أنه لم يقلد الشافعي ولكن وافق اجتهاده الكلمة التي تخص ابن دقيق العيد، وقال في هذا الكتاب أنه عرض مذهب الشافعية مع ما يذهب إليه هو فوجد أنه يختلف مع الشافعية في سبع عشرة مسائل الفقه في صورها مليون ومائتا ألف صورة، ففي سبعة عشر منها فقط هو الذي اختلف بينهم وبين الشافعي. قال: "ورأيتهم أقوالاً ضعيفة في المذهب"، يعني أيضاً لن توفروا هكذا. ولذلك كان يقول عن نفسه أنه شافعي، وحضر بعض مجالس قنسوه الغوري، وكان قنسوه يثق فيه ويستدعيه، وحضر. مجالس المؤيدية هذه وكان له فيها باع كبير، لكن السيوطي بلغ سن الأربعين وألّف كتاباً عجيباً غريباً جداً. كان حينها قد ألّف حوالي - وهو في عمر الأربعين سنة - ما يقارب مائة وثمانين كتاباً أو شيئاً من هذا القبيل، وكثير من هذه الكتب كانت بحجم عشرين صفحة أو عشر الحاوي للفتاوى في حوالي اثنين وثمانين كتاباً ولكنه جزءان، فهي تعني أنه ليس مجرد كتاب عادي، بل إنه يتناول موضوعاً ويبحثه ويذكر أصله وتفصيله، فألَّف حوالي مائة وثمانين عنواناً، ثم ألَّف كتاباً سماه "التنفيذ في الاعتذار عن التدريس"، قال: خلاص أنا بهذا أعتزل، سأُحال إلى التقاعد. وكان بيت السيوطي في... المقياس في المانيلا، وانتبه! كان يجلس هناك، وكان جالساً كأنهم يجلسون على النيل. بالطبع، نعم، يعني لديه هكذا فيلا أو شيء ما على النيل، وجالس هناك، كافٍ خيره وشره. فكان الإمام السيوطي رجلاً، وكان شاذلياً، وكان شاذلياً، وكان شافعياً، وكان أشعرياً، فرضي الله تعالى عنه، آمين يا ربنا. ألَّفَ كتاباً اسمه "تأييد الحقيقة العالية بتأييد الطريقة الشاذلية" وجاء فيه بأشياء غريبة عجيبة تأييداً للتصوف وتأييداً لله. مرةً، قال له أحدهم: "ابن عربي" وما شابه ذلك، وهنا ظهرت مشكلته، فذهب وألَّف كتاباً اسمه "تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي". ثم قال له: "وماذا عن ابن الفارض؟" فرد عليه: "حسناً، لابن الفارض، كيف تُكتب هذه الكتب؟ كيف تُنسَى أو تتعارض؟ هكذا شيء كيف؟ فكان دائماً، أي الذي يؤلف له كتاباً مباشرةً، حاضراً لتصحيح المفاهيم ولتعليم الناس أمور دينهم بناءً على الدليل والمصلحة والمقصد الشرعي والمآلات ومراعاتها. فكان في الحقيقة آية من الآيات، ولما... مات ودُفن في مكان موجود حتى الآن، حرَّره أحمد باشا تيمور وألَّف كتاب "قبر جلال الدين" وراء المسجد المسمى بالمسبح الذي هو أمام السيدة عائشة بنت جعفر الصادق الذي يقع في صلاح سالم حالياً. عندما تسير في شارع صلاح سالم وتركب كوبري السيدة عائشة، على يسارك مباشرة يوجد مسجد يُسبح. وراءه مباشرة هو قبر الإمام السيوطي، وأحمد باشا تيمور ألّف هذا الكتاب لأنه أراد أن يوضح أن الذي في أسيوط تحت عنوان جلال الدين السيوطي هو مشهد وليس ضريحه، أي ليس قبره، ليس الضريح الخاص به رحمه الله. وهناك شيء في الحقيقة رائع جداً في سيرة الإمام جلال الدين السيوطي أشكرك على المعلومات الجميلة والقيمة حول هذه القامة والقيمة الكبيرة، شكراً جزيلاً لفضيلتك، الحمد لله، شكراً جزيلاً لفضيلتك، شكراً موصولاً لحضراتكم، إلى اللقاء. هواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضائك، إلى من تكلني؟ إلى عدو بعيد يتجهمني أو إلى... صديقٌ قريبٌ ملكتُهُ أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك. لك العتب حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.

النص بالعامية المصرية

اللهم يا ربنا اجعل مصر بلد خير كما جعلتها بلد أمن وإيمان اللهم اجعلها كما قال الجاحظ إن أهل مصر يستغنون بما فيها من خيرات عن كل بلد في الدنيا حتى لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ما ضرهم فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك اللهم آمينشكراهو الإمام الموسوعي بحر العلوم الذي لقبه الكثيرون بأنه وارث علوم الأنبياء لكثرة مؤلفاته والتي تخطت الست مائة مؤلف نتوقف اليوم مع الإمام جلال الدين السيوطي في مصر أرض الصالحين جلال الدين السيوطي كان رضي الله تعالى عنه غابة لا ترى بدايتها من نهايتها بحرا لا تدرك ساحله من يمينه وشماله بلغت مصنفاته نحو ست مائة كتاب وقيل عنه أنه أعلم أهل الأرض في علم الحديث بل وفي كل علم نشأ يتيما وحفظ القرآن الكريم واتمه وهو دون الثامنة وزاد من اتساع مداركه وزيادة معارفه اتجاه إلى كتب العلوم بأنواعها فحفظ بعض الكتب المهمة كان ابرزها الفية بن مالك والعمدة وغ وقفه مع عالم جليل عالم مصري له الكثير من الاسهامات والمؤلفات مئات المؤلفات اللي مازلنا حتى هذه الآن سواء المتخصصين أو الغير المتخصصين بيحرص أو بيحرصوا على اقتنائها بداية ارحب بفضيلة العالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة أهلا بفضيلتك مولانا أهلا وسهلا بكم أهلا بحضرتك اليوم نتوقف مع الإمام جلال الدين السيوطي وهو علم من الأعلام ارجو بداية قبل ما ندخل في فكرة ومؤلفاته وحياته نبدا أولا بس بنشاطه كيف كان نشأة الإمام جلال الدين السيوطي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه كان أبو جلال الدين السيوطي من اسيوط يعني هي عيلة من اسيوط ولذلك سمي بالاسيوطي أو السيوطي لأنه في النسبة ساعات بيخففوها فيشيلوا الهمزة الاسيوطي فتبقى ايه السيوطي وكان ابوه رضي الله تعالى عنه يعني محبا للعلم وملتفتا إليه وحريصا عليه ولد الإمام السيوطي بالقاهرة سنة ثمان مائة تسعة وأربعين سيدنا ابن حجر ميت سنة ثمان مائة اثنين وخمسين اللي هو امير المؤمنين في الحديث ده اللي هو ما فيش زي وزي إذا السيوطي كان ساعتها عنده ثلاث سنين ابوه من شدة حرصه على العلم وعلى اتصال البركة من خلال الاجازه حمل السيوطي صغيرا كان عنده بتاع سنتين يعني بقت سنة واحد وخمسين قبل السيدي بن حجر ما يموت إلى مجلس بن حجر فابن حجر لسه طفل رضيع سنتين يعني شالوا بن حجر ودعا له واجازه واجازه وهو رضيع وهو رضيع دي بنسميها الإجازة العامة التي يعني الإجازة دي معناها ايه أنه في بركة أنه انه العلم ده موروث ومنقول بحلقات يحمله هذا العلم من كل خلف عدوله يبقى إذا العدول يحمله حلقة فحلقة فحلقة ففي اتصال مش فيه توهان ما احناش عارفين الكلام ده جه منين ما فيش انقطاع للسند يعني أنا في كل حاجة أقول حدثني شيخي فلان الفلاني حدثه شيخ فلان الفلاني حدث إلى سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يبقى عارفين عارفين أن الدنيا مشيت إزاي مين اللي شال العلم ده مين اللي بلغه لمن بعده وهكذا وده بيسموه علم الرجال أنه الراجل ده يبقى ليه ملف الملف ده بيشرح هو مين اتولد امتى مت امتى دفن فين كان ايه مين وسدزته مين تزته مين زملائه ألف ايه وهكذا ده اللي حفظ التراث الإسلامي على الرغم من يعني مرور خمسة عشر قرن تقريبا واعطاه قوة التوثيق اللي هي بيحاول كثير من اعداء الإسلام أن هم يشككوا في هذا التوثيق أول حاجة بهرتهم الله ده الكلام ده موثق ده ليه سند ده معروف هو جاي منين ورايح فين طب ما تيجي نشكك في السند ده فالقضية محاولة التدليس والتلبيس لأن هو التدليس والتلبيس على هذا السنة لأنه هو موجود وفعلا القرآن اللي نقراه هو القرآن اللي كان يقرأ من الخمسة عشر قرن اللي فاتوا دول ولا الأربعة عشر قرن وشوية فإذا كيف نقل لنا هذا الدين هو نقل بالسند والسند ليس فقط توثيقا بل أيضا فيه بركة فيه حاجة غايبية مخفية وهي البركة المتوارثة بين هؤلاء الأتقياء الذين وفقهم الله لهذه الفكرة حمل أبو السيوطي جلال الدين إلى مجلس ابن حجر واجازه ودعا له عند ست سنين كده لما بلغ السيوطي ست سنين ابوه في مرض الموت فراح نادى على وده يدلك على أن الاب ده يعني له العلاقات مع بن حجر وله العلاقات مع الكمال بن الهمام وراح الكمال لابن الهمام تعالى يا كمال أنت الواصي على الولد ده وكان ساعتها الوصايا دي ادام ابلتها تبقى مسؤولية ويبقى كأنه ولد من اولاده وقبل الكمال أن يكون من اوصياء جلال الدين السيوطي يبقى إذا نقدر نعرف بكده جلال الدين السيوطي عاش حياته إزاي كلها علم وعلماء عاش حياته في كنف الكمال بن الهمم ذكاء مفرط حافظة غريبة عجيبة اطلاع واسع إلى اقصى الحدود سن سبعة عشر ثمانية عشر سنة كان مطلع على حاجة كبيرة أوي جدا في فقه اللغة وفي النحو وفي الصرف وفي مين هم النحاه اللي نقلوا لنا هذا العلم مين هم اللغويين اللي الفوا المعاجم مين هم الشعراء اللي وضعوا الشواهد مين هم اه ده توثيق ومنهجية عايز يجيبها من الأول فالف كتابا في حوالي ست مجلدات ابتداء من كان سنه سبعة عشر سنة تخيل سبعة عشر سنة بيالف ست مجلدات في اللغة يا الله يعني بعد ذلك لقى أن الست مجلدات كتيرة فراح عملها كتب المظهر في فقه اللغة الاشباه والنظائر النحوية مجلد وده مجلدين بغيت الوعاه في تراجم الرواه وهكذا فراحوا لما لقوه شاب يعني كده واعي وععرف الكتب وبتاع مش عارف ايه راحوا عملوه آمين مكتبة السلطان محمود كانت اسمها المحمودية فبقى آمين المكتبة وكان السيوطي اثناء الطلب يلزم الشيخ من دول لغاية ما يموت ويقرأ عليه كتب كتب كاملة وبعدين لغاية الشيخ ما يقول له اكتفيت أنت كده تروح تذاكر لوحدك لأنك أنت بقيت خلاص فاهم اللي أنا عايز افهمه هنا طب هل صحيح أن هو تعلم على يد سيدات أو نسائل أكثر من اسم يعني يعني الكمالية الهاشمية اسيه بنت جرالله أم هانئ أم الفضل كتير يعني يعني في عندي اسماء كتير سيدات أخذ منهم العلم هل ده صحيح احنا دلوقتي بنتكلم في القرن التاسع الهجري وعاش السيوطي من ثمان مائة تسعة وأربعين إلى تسع مائة واحدى عشر يعني عاش اثنين وستين سنة اثنين وستين ثلاثة وستين سنة في القرن العاشر الهجري لسه بقى بعد ما مات بأربعة عشر سنة دخل العثمانية وبقت فكرة الحرام لك والسلام لك والعزل والفصل ما بين الستات والرجاله الصيوطي في اجازاته له أكثر من خمسين امرأة اتعلم عليها أنا في اجازاتي ما عنديش ولا واحدة ستة عشان نبسط بس المشاريع يعني ايه الاجازات أنه حد يعلمني أنه انه اسد زتي أنا ليه اسد زه كتير صحيح واحدة منهم تبقى ستة مثلا في السلسلة اللي حضرتك تلقيت منهم بالعلم السلسلة اللي أنا تلقيت منهم العلم ما فيش ولا واحدة ما فيهاش سيدة واحدة ما فيهاش سيدة واحدة السيوط فيها خمسين سيدة خمسين ده في القرن التاسع أيوه علشان تعرف بس إن احنا في حال التدخل مش في حال التطور بالنسبة للعلاقة بين المجتمع والمراه ابن حجر العسقاني له ا اثنين وخمسين استاذ اثنين وخمسين استاذ أنا علشان اقارن بقى ايه اللي حصل لي أنا مع ابن حجر العسقلاني طب ابن حجر ليه اثنين وخمسين استاذ أنا ما لياش ولا استاذ يعني ولا واحدة توحد الله علمتني حاجة شوف الفرق ما بين يبقى إذا ادي اللي احنا بنقوله بنقول يا إخوانا دي مش إثبات حالة ولا إن احنا نقول المرأة وحقوقها لا ده لازم الستات تشتغل وتتعلم صح مش يبقى إثبات حالة نعم طيب اساذم فضيلتك بعد الفاصل نروح نبص على مؤلفات الإمام السيوطي وابرز هذه المؤلفات وكمان بعض الشائعات أو الادعاءات طالة الإمدينة أسيوت هذه المنطقة التجارية التي تكتظ بالمواطنين في كل مكان تجد داخلها نقطة يتوقف عندها كل من يمر بها نعم هو مسجد ومقام سيدي جلال الدين السيوطي هذا المقام المبارك هو قبلة لمحبي الأولياء والصالحين كلما وطأت أقدامهم مدينة أسيوط يأتوا إليها للتبرك بوجود عالم من علماء الإسلام في هذه الرقعة من الأرض المصرية هذه المدينة التي سهلت الوصول لمقام الإمام السيوطي عبر طرقها الجديدة والممهدة تضم كذلك مشروعا من أتقم المشروعات في صعيد مصر وهي قناطر السيوط الجديدة التي تعد من أكبر المنشآت المائية التي بنيت على نهر النيل وتخدم عددا كبيرا من المحافظات المجاورة مرحب بحضراتكم مرة أخرى وبفضيلة العالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة أهلا بحضراتكم مرة أخرى أهلا وسهلا بكم أهلا وسهلا الإمام جلال الدين السيوطي كان بيوصف أن هو وارث علوم أو علم الأنبياء تبحر في أكثر من سبع علوم من بينها مثلا الطب ولكن كان في فترته أو فترات كانت لاحقةه كان بيتهم أن هو يعني بيقتبس بلغة العصر من بعض الكتب القديمة والمؤلفات القديمة المحض الشعرفة وينسبها إلى نفسه ما مدي صحة هذا الكلام وازاي كان بيرد على هذه الاتهامات أو حتى تلاميذه من بعده كان بيرد وازاي على هذه الاتهامات هحكيلك حكايتين ارجوك يا فندم الحكاية الأولى هو أن هذا الكلام قيل للسيوطي وهو عايش قالوا له يعني كل شوية تطلع لنا كتاب أنت بتنقل لأنه مش معقول وليس من المعتاد أن أن أن الواحد يبقى انتاجه غزير للدرجات دي ما هو هو عنده ستة عشر سنة ست مجلدة اه برضو ايه يعني ما هياش معتاده فلو سمحت بقى أنت بتسري المحمودية المكتبة اللي هو المكتبة اللي أنت آمينها وهي الكتب تحت ايديك وبعدين تنتش منها رسالة وتكتب عليها اسمك وكذا إلى آخره فراح مالف كتد بالك لا ما قالش كده قال لك ايه الفارق بين المؤلف والسارق وحقق الكتاب ثلاث أربع مرات في رد بكتاب في السنين الاخيرة دي وبيبين لك ايه الفرق بين المؤلف والسارق هو أنا لما انقل واعزف ما بقى السارق لكن أبقى بنفذ حاجة من أغراض التاليف وهي جامع ما تفرق فالتاليف والتجميع شيء غير السرقة السرقة أن أنت تلاقي فصلة مش مكتوب عليها اسم حد ولا مكتوب تشيل اسمه تحط اسمه تقطع الجلدة وحط الجلدة وعليها اسمه يبقى ده الحكاية الثانية كنا بندرس أثناء الطلب الاشباه والنظائر الفقهية للامام السيوطي وكانوا يقولوا في الكتب أنه ده سرقها من السبكي في الاشبه والنظائر أول من ألف بن الوكيل وبعدين السبكي فكتاب السبكي ده هو ده السوطي سرقها منه وبعدين واحد ابن حلال راح محقق الاشبه والنظائح لابن السكي فبقى معانا الكتابين شتات ده مش سارق من ده اطلاقا نهائي ده رجل دقيق في غاية العلم والمفهومية اللي هو الإمام السيوطي نعم ابن السكي قبله نعم اب بن السكي له فضل البدء في في هذا هو قبله بن الوكيل لكن السيوطي كتابه بديع نافع ماتع قول فيه اللي تقول له لدرجة اننا كنا نحفظه كنا بنشتغل بحفظه زي القرآن الإمام السيوطي ألف كتابا ما تعلمه طبع في نيويورك اسمه التحدث بنعمة الله هي كسيرة ذاتية له وصف فيها أحواله وإشياء وكذا وقال أنه ما قلد الشافعي ولكن وافق اجتهاده اجتهادة الكلمة بتاعه ابن دقيق العيد وقال في هذا الكتاب أنه عرض مذهب الشافعية مع ما يذهب إليه هو فوجد أنه مختلف مع الشافعية في سبعة عشر مسألة عدد مسائل الفقه في صورها مليون مائتين ألف صورة ففي سبعة عشر بس منهم هو اللي مختلف بينهم وبين الشافعي الشافعية قال ورأيتهم أقوال ضعيفة في المذهب يعني كمان مش هتوفروا كده ولذلك كان يقول عن نفسه أن هو شافعي وحضر بعض مجالس قنسوه الغوري كان قنسوه يثق فيه ويجيبه وحضر مجالس المؤيدية هذه وكان له فيها باعه كبيرة لكن السيوطي جه عند سن الأربعين وراح مالف كتاب عجيب غريب جدا كان ساعتها مالف حوالي وهو عنده أربعين سنة مالف حوالي بتاع مثلا مائة وثمانين كتاب أو حاجة زي كده وكتب كتيرة منها كانت عشرين صفحة عشرة يعني رسائل مقالات يعني الحاول الفتاوي في حوالي اثنين وثمانين كتاب ولكن هو جزئين فهي يعني ايه مش يعني لكن هو بيجيب موضوع ويبحث ويجيب اصله من فصله فمالف بتاع مائة وثمانين عنوان فراح مالف كتاب سماه التنفيذ في الاعتذار عن التدريس قال خلاص أنا كده اعتزل هتحالق على المعاش وكان بيت السيوطي في المقياس في الروبرت المانيال واخد بالك كان يقعد هناك وكان بقى قاعد كأنهم قاعدين على النيل طبعا اه يعني ليه كده فيلا ولا حاجة على النيل وقاعد هناك كافي خير وشره فكان الإمام السيوطي رجلا وكان شاذلي وكان شاذلي وكان شافعي وكان اشعري فرضي الله تعالى آمين يا ربنا أي ألف كتابا اسماء تاييد الحقيقة العالية بتاييد الطريقة الشاذلية وجاب فيها حاجات غريبة عجيبة تاييدا للتصوف وتاييدا للاه مرة واحد قال له ابن عربي وبتاع والمشكلة بتاعته فراح ألف كتاب اسمه تنبيه الغبي في تبرئة بن عربي وراح قال له طب وابن الفارض قال له طيب يعني الرد على المعارض لابن الفارض طب دي كتب إزاي تتغشى ولا تتناقض هو كده حاجة إزاي فكان فكانكان فكان دائما يعني اللي بقى يؤلف له كتاب على طول حاضر لتصحيح المفاهيم ولتعليم الناس أمور دينهم على الدليل وعلى المصلحة وعلى المقصد الشرئي وعلى المآلات ومراعتها فكان الحقيقة لا هو ايه من الايات ولما مات دفن في مكان موجود لغاية دلوقتي حرره أحمد باشا تيمور والف كتاب قبر جلال الدين ورا المسجد المسمى بالمسبح اللي هو قدام السيدة عائشة بنت جعفر الصادق اللي هو في صلاح سالم دلوقتي شارع صلاح سالم وانت ماشي بتركب الكوبري بتاع سيدها عائشة علشمالك على طول في مسجد يسبح وراه مباشرة هو قبر الإمام السيوطي واحمد باشا تيمور ألف الكتاب ده لأن أن هو يحرر أن اللي في اسيوط تحت عنوان جلالي دين السيوطي مشهد بس ما هواش ضريع مش القبر اه ماهواش ضريع بتاعه رحمه الله يعني ووشيء الحقيقة رائع جدا في سيرة الإمام جلي الدين السيوطي انا بشكر حضرتك على المعلومات الجميلة والقيمة حول هذه القامة والقيمة الكبيرة يعني شكرا جزيلا لفضيلتك الحمد لله شكرا شكرا جزيلا لفضيلتك شكرا موصول لحضراتكم إلى اللقاءهواني على الناس أنت رب المستضعفين وانت ربي ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك إلى من تكلني إلى عدو بعيد يتجهمني أو إلى صديق قريب ملكته امري إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ولكن عافيتك اوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتب حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك

ملخص المحاضرة

- الإمام جلال الدين السيوطي ولد بالقاهرة سنة 849 هـ، ونشأ يتيماً وحفظ القرآن الكريم قبل الثامنة. - أجازه ابن حجر العسقلاني وهو في الثانية من عمره، وعندما بلغ السادسة أوصى به والده للكمال بن الهمام. - بدأ التأليف في سن مبكرة، وبلغت مؤلفاته نحو ستمائة كتاب في مختلف العلوم. - عُيّن أميناً لمكتبة السلطان محمود (المحمودية) بفضل وعيه ومعرفته الواسعة بالكتب. - تلقى العلم عن أكثر من خمسين امرأة من عالمات عصره. - ألف كتاب "التحدث بنعمة الله" كسيرة ذاتية، وكتاب "الفرق بين المؤلف والسارق" ليرد على من اتهمه بالسرقة العلمية. - اعتزل التدريس في سن الأربعين بعد تأليفه نحو 180 كتاباً. - كان شافعياً في المذهب، شاذلياً في التصوف، أشعرياً في العقيدة. - توفي عام 911 هـ عن عمر يناهز 62 عاماً، ودفن في القاهرة خلف مسجد المسبح أمام مقام السيدة عائشة بنت جعفر الصادق.

الإمام جلال الدين السيوطي | ح #38 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

الإمام جلال الدين السيوطي | ح #38 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة - شخصيات إسلامية, مصر أرض الصالحين
اللهم يا ربنا اجعل مصر بلد خير كما جعلتها بلد أمن وإيمان، اللهم اجعلها كما قال الجاحظ إن أهل مصر يستغنون بما فيها من خيرات عن كل بلد في الدنيا، حتى لو ضُرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ما ضرهم، فاللهم أغننا
بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، اللهم آمين. الإمام الموسوعي بحر العلوم الذي لقبه الكثيرون بأنه وارث علوم الأنبياء لكثرة مؤلفاته والتي تجاوزت الست مائة مؤلف. نتوقف اليوم مع الإمام جلال الدين السيوطي في مصر أرض الصالحين. كان جلال الدين السيوطي،
رضي الله تعالى عنه، غابة لا تُرى بدايتها من نهايتها، وبحراً لا يُدرك ساحله من يمينه وشماله. بلغت مصنفاته نحو ستمائة كتاب وقيل عنه أنه أعلم أهل الأرض في علم الحديث بل وفي كل علم. نشأ يتيماً وحفظ القرآن الكريم وأتمه وهو دون الثامنة، وزاد من اتساع مداركه وزيادة معارفه اتجاهه إلى كتب العلوم بأنواعها، فحفظ بعض الكتب المهمة كان أبرزها ألفية ابن مالك والعمدة وغيرها.
وقفة مع عالم جليل عالم مصري له الكثير من الإسهامات والمؤلفات، مئات المؤلفات التي مازلنا حتى هذه اللحظة سواء المتخصصون أو غير المتخصصين يحرصون على اقتنائها. بداية أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بفضيلتك مولانا. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بحضرتك. اليوم نتوقف مع الإمام جلال. السيوطي، وهو علَم من الأعلام. أرجو بدايةً قبل أن ندخل في فكره ومؤلفاته وحياته، أن نبدأ أولاً بنشأته: كيف كانت نشأة الإمام جلال الدين السيوطي. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كان أبو جلال الدين السيوطي من أسيوط، يعني... هي عائلة من أسيوط ولذلك سُمِّي بالأسيوطي أو السيوطي لأنه في
النسبة أحياناً يخففونها فيزيلون الهمزة من الأسيوطي فتصبح السيوطي. وكان أبوه رضي الله تعالى عنه محباً للعلم وملتفتاً إليه وحريصاً عليه. وُلِدَ الإمام السيوطي بالقاهرة سنة ثمانمائة وتسعة وأربعين، وكان سيدنا ابن حجر قد توفي سنة ثمانمائة واثنين وخمسين. الذي هو أمير المؤمنين في الحديث هذا الذي لا يوجد مثله، وإذا كان السيوطي في ذلك الوقت عمره ثلاث سنوات، فإن والده من شدة حرصه على العلم وعلى اتصال البركة من خلال الإجازة، حمل السيوطي صغيراً وكان عمره حوالي سنتين، يعني أصبحت
سنة واحد وخمسين قبل السيدي ابن حجر يذهب إلى مجلس ابن حجر وابن حجر ما زال طفلاً رضيعاً عمره سنتان يعني حملوا ابن حجر ودعا له وأجازه وهو رضيع، وهذه نسميها الإجازة العامة التي تعني أن فيها بركة وأن هذا العلم موروث ومنقول بحلقات يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. إذاً، يحمله العدول حلقة فحلقة ففي اتصال وليس فيه ضياع. نحن لسنا غير عالمين من أين أتى هذا الكلام، ليس هناك انقطاع للسند. يعني أنني في كل أمر أقول: حدثني شيخي فلان الفلاني، حدثه شيخه فلان الفلاني، وهكذا
وصولاً إلى سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. فنكون عارفين، أن كيف ومن الذي حمل هذا العلم؟ ومن الذي بلغه لمن بعده؟ وهكذا. وهذا يسمونه علم الرجال، أن يكون للرجل ملف. هذا الملف يشرح من هو، متى ولد، متى مات، أين دفن، ماذا كان، من أساتذته، من تلاميذه، من زملاؤه، ماذا ألف، وهكذا. هذا هو الذي حفظ التراث الإسلامي. على الرغم من مرور خمسة عشر قرناً تقريباً، وأعطاه قوة التوثيق التي يحاول كثير من أعداء الإسلام أن يشككوا فيها. أول شيء أبهرهم: الله، هذا الكلام موثق، له سند، ومعروف من أين جاء وإلى أين يذهب. إذاً فلنأتِ ونشكك في هذا السند، فالقضية...
محاولة التدليس والتلبيس لأنه هو التدليس والتلبيس على هذه السنة لأنه موجود وفعلاً القرآن الذي نقرؤه هو القرآن الذي كان يُقرأ منذ الخمسة عشر قرناً الماضية أو الأربعة عشر قرناً وشيء، فإذاً كيف نُقل إلينا هذا الدين؟ إنه نُقل بالسند، والسند ليس فقط توثيقاً بل أيضاً فيه بركة فيها شيء غيبي مخفي وهي البركة المتوارثة بين هؤلاء الأتقياء الذين وفقهم الله لهذه الفكرة. حمل أبو السيوطي جلال الدين إلى مجلس ابن حجر وأجازه ودعا له عندما كان في السادسة من عمره. هكذا عندما
بلغ السيوطي ست سنوات، كان أبوه في مرض الموت فذهب ونادى ابنه، وهذا يدل يعني له العلاقات مع ابن حجر وله العلاقات مع الكمال بن الهمام، وذهب الكمال بن الهمام وقال له: تعال يا كمال، أنت الوصي على هذا الولد. وكانت في ذلك الوقت الوصاية إذا قبلتها تصبح مسؤولية ويصبح كأنه ولد من أولاده. وقبل الكمال أن يكون من أوصياء جلال الدين السيوطي، إذاً وبذلك عاش جلال الدين السيوطي حياته كلها علمًا وعلماء، عاش في كنف الكمال بن الهمم بذكاء مفرط وذاكرة غريبة عجيبة واطلاع واسع إلى أقصى الحدود. في سن السابعة عشرة أو
الثامنة عشرة كان مطلعًا على قدر كبير جدًا في فقه اللغة وفي النحو وفي الصرف وفيمن هم. النحاة الذين نقلوا لنا هذا العلم من هم؟ اللغويون الذين ألفوا المعاجم من هم؟ الشعراء الذين وضعوا الشواهد من هم؟ نعم، هذا توثيق ومنهجية. أراد أن يبدأها من الأصل، فألف كتاباً في حوالي ستة مجلدات ابتداءً من كان عمره سبعة عشر عاماً. تخيل! سبعة عشر عاماً وهو يؤلف ستة مجلدات يا الله، يعني بعد ذلك وجد أن الست مجلدات كثيرة، فذهب
وجعلها كتباً: "المزهر في فقه اللغة"، "الأشباه والنظائر النحوية" مجلد، وهذا مجلدان، "بغية الوعاة في تراجم الرواة"، وهكذا. فعندما وجدوه شاباً واعياً يعرف الكتب وما إلى ذلك، عيّنوه أميناً لمكتبة السلطان محمود التي كانت تسمى. المحمودية فأصبح أمين المكتبة وكان السيوطي أثناء الطلب يلازم الشيخ من هؤلاء حتى يموت ويقرأ عليه كتباً كاملة ثم حتى يقول له الشيخ: "اكتفيت، أنت الآن تذهب وتذاكر بمفردك لأنك أصبحت قد فهمت ما أريد أن أعلمه". حسناً،
هل صحيح أنه تعلم على يد سيداتٌ أو نساءٌ كثيراتٌ، لهنَّ أكثر من اسمٍ، يعني الكمالية الهاشمية، آسية بنت جارالله، أم هانئ، أم الفضل، كثيراتٌ يعني. لديَّ أسماء كثيرة لسيداتٍ أخذتُ منهن العلم. هل هذا صحيح؟ نحن الآن نتحدث عن القرن التاسع الهجري، وقد عاش السيوطي من ثمانمائة وتسعة وأربعين إلى تسعمائة وإحدى عشرة. يعني عاش اثنين وستين سنة، اثنين وستين، ثلاثة وستين سنة في القرن العاشر الهجري. لم يزل بعد وفاته بأربعة عشر سنة دخل العثمانيون وأصبحت فكرة الحرام لك والسلام لك والعزل والفصل ما بين النساء والرجال. السيوطي في إجازاته له أكثر من خمسين امرأة تعلم عليها، أنا في
إجازاتي ما... ليس لدي ولا واحدة من السيدات لكي نبسط فقط المشاريع، يعني ما هي الإجازات؟ أن يعلمني أحد أنه أسد مثلي، لماذا أنا أسد مثله؟ صحيح كثيرات، واحدة منهن تكون سيدة مثلاً في السلسلة التي تلقيت منها العلم حضرتك. السلسلة التي تلقيت منها العلم أنا، لا يوجد ولا واحدة لا توجد ما فيها سيدة واحدة. أسيوط فيها خمسون سيدة، خمسون هذا في القرن التاسع. نعم، لكي تعرف فقط أننا في حالة تدخل وليست حالة تطور بالنسبة للعلاقة بين المجتمع والمرأة. ابن حجر العسقلاني له اثنان وخمسون أستاذًا، اثنان وخمسون أستاذًا. أنا لكي أقارن الآن ماذا حدث لي. أنا مع ابن حجر العسقلاني. حسناً، ابن حجر لديه اثنان وخمسون أستاذاً وأنا ليس لي ولا أستاذ، يعني
ولا امرأة واحدة توحد الله علمتني شيئاً. انظر إلى الفرق بيننا. إذا كان هذا ما نقوله، نقول يا إخواننا هذا ليس إثبات حالة ولا أننا نتحدث عن المرأة وحقوقها، لا، هذا أمر النساء يعملن ويتعلمن بشكل صحيح، وليس لإثبات الحالة. نعم، حسنًا أستاذي فضيلتك، بعد الفاصل ننتقل لننظر في مؤلفات الإمام السيوطي وأبرز هذه المؤلفات، وأيضًا بعض الشائعات أو الادعاءات التي طالت
مدينة أسيوط. هذه المنطقة التجارية التي تكتظ بالمواطنين في كل مكان، تجد داخلها نقطة يتوقف عندها كل من يمر بها. هو مسجد ومقام سيدي جلال الدين السيوطي، هذا المقام المبارك هو قبلة لمحبي الأولياء والصالحين، كلما وطأت أقدامهم مدينة أسيوط يأتون إليها للتبرك بوجود عالم من علماء الإسلام في هذه الرقعة من الأرض المصرية. هذه المدينة التي سهلت الوصول إلى مقام الإمام السيوطي عبر طرقها الجديدة والممهدة تضم كذلك مشروعاً أُقيمت المشروعات في صعيد مصر وهي قناطر أسيوط الجديدة التي تُعد من أكبر المنشآت المائية التي بُنيت على نهر النيل وتخدم عدداً كبيراً من المحافظات المجاورة.
مرحباً بحضراتكم مرة أخرى وبفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً وسهلاً الإمام جلال الدين السيوطي. كان يصف نفسه بأنه وارث علوم أو علم الأنبياء، وأنه تبحّر في أكثر من سبعة علوم من بينها مثلاً الطب. ولكن في فترته أو في فترات لاحقة، كان يُتهم بأنه يقتبس - بلغة العصر - من بعض الكتب القديمة والمؤلفات القديمة المحض المعرفية وينسبها إلى نفسه. ما مدى صحة هذا؟ الكلام وكيف كان يرد على هذه الاتهامات أو حتى تلاميذه من بعده كيف كانوا يردون على هذه الاتهامات. سأحكي لك حكايتين أرجوك يا سيدي. الحكاية الأولى هي أن هذا الكلام قيل للسيوطي وهو على قيد الحياة، قالوا له: يعني كل فترة تُخرج لنا كتاباً، أنت تنقل لأنه
غير معقول وليس أن يكون إنتاج المرء غزيراً إلى هذه الدرجة، فهو لديه ستة عشر مجلداً في ست سنوات، نعم أيضاً، ماذا يعني؟ هذا ليس معتاداً. فلو سمحت، أنت تدخل المكتبة المحمودية، المكتبة التي أنت أمينها، والكتب تحت يديك، ثم تنتزع منها رسالة وتكتب عليها اسمك وما إلى ذلك. آخره فذهب وألف كتاباً لينبهك. لم يقل ذلك، بل قال لك ما هو الفارق بين المؤلف
والسارق. وقد حقق الكتاب ثلاث أو أربع مرات في ردٍ بكتاب في السنوات الأخيرة هذه، ويبين لك ما الفرق بين المؤلف والسارق. فعندما أنقل وأقتبس لا أصبح سارقاً، بل أكون منفذاً لأحد أغراض التأليف. وهي جامعة ما تفرق في التأليف، والتجميع شيء غير السرقة. أن تجد فصلاً ليس مكتوباً عليه اسم أحد ولا مكتوب، فتزيل اسمه وتضع اسمك، وتقطع الغلاف وتضع غلافاً آخر عليه اسمك. فهذه هي الحكاية الثانية. كنا ندرس أثناء الطلب الأشباه والنظائر الفقهية للإمام السيوطي، وكانوا يقولون في الكتب أنه... سرقها من السبكي في الأشباه والنظائر، أول من ألّف ابن الوكيل وبعده السبكي، فكتاب السبكي هذا هو الذي سرقه السيوطي منه، وبعد
ذلك قام رجل طيب بتحقيق الأشباه والنظائر لابن السبكي، فأصبح لدينا الكتابان بوضوح. هذا ليس سارقاً من ذاك إطلاقاً، فهو رجل دقيق في غاية العلم والفهم الذي... هو الإمام السيوطي، نعم ابن السبكي قبله، نعم، ابن السبكي له فضل البدء في هذا، هو قبله ابن الوكيل، لكن كتاب السيوطي بديع نافع ماتع، يقول فيه ما تريد أن تقول له، لدرجة أننا كنا نحفظه، كنا نعمل على حفظه مثل القرآن. الإمام السيوطي ألّف كتاباً تم طبعه في نيويورك. اسمه "التحدث بنعمة الله" وهو كسيرة ذاتية له وصف فيها أحواله وأشياء وغير ذلك، وقال أنه لم يقلد
الشافعي ولكن وافق اجتهاده الكلمة التي تخص ابن دقيق العيد، وقال في هذا الكتاب أنه عرض مذهب الشافعية مع ما يذهب إليه هو فوجد أنه يختلف مع الشافعية في سبع عشرة مسائل الفقه في صورها مليون ومائتا ألف صورة، ففي سبعة عشر منها فقط هو الذي اختلف بينهم وبين الشافعي. قال: "ورأيتهم أقوالاً ضعيفة في المذهب"، يعني أيضاً لن توفروا هكذا. ولذلك كان يقول عن نفسه أنه شافعي، وحضر بعض مجالس قنسوه الغوري، وكان قنسوه يثق فيه ويستدعيه، وحضر. مجالس المؤيدية هذه وكان له فيها باع كبير، لكن السيوطي بلغ سن الأربعين
وألّف كتاباً عجيباً غريباً جداً. كان حينها قد ألّف حوالي - وهو في عمر الأربعين سنة - ما يقارب مائة وثمانين كتاباً أو شيئاً من هذا القبيل، وكثير من هذه الكتب كانت بحجم عشرين صفحة أو عشر الحاوي للفتاوى في حوالي اثنين وثمانين كتاباً ولكنه جزءان، فهي تعني أنه ليس مجرد كتاب عادي، بل إنه يتناول موضوعاً ويبحثه ويذكر أصله وتفصيله، فألَّف حوالي مائة وثمانين عنواناً، ثم ألَّف كتاباً سماه "التنفيذ في الاعتذار عن التدريس"، قال: خلاص أنا بهذا أعتزل، سأُحال إلى التقاعد. وكان بيت السيوطي في... المقياس في المانيلا، وانتبه! كان
يجلس هناك، وكان جالساً كأنهم يجلسون على النيل. بالطبع، نعم، يعني لديه هكذا فيلا أو شيء ما على النيل، وجالس هناك، كافٍ خيره وشره. فكان الإمام السيوطي رجلاً، وكان شاذلياً، وكان شاذلياً، وكان شافعياً، وكان أشعرياً، فرضي الله تعالى عنه، آمين يا ربنا. ألَّفَ كتاباً اسمه "تأييد الحقيقة العالية بتأييد الطريقة الشاذلية" وجاء فيه بأشياء غريبة عجيبة تأييداً للتصوف وتأييداً لله. مرةً، قال له أحدهم: "ابن عربي" وما شابه ذلك، وهنا ظهرت مشكلته، فذهب وألَّف كتاباً اسمه "تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي". ثم قال له: "وماذا عن ابن الفارض؟" فرد عليه: "حسناً، لابن الفارض، كيف تُكتب
هذه الكتب؟ كيف تُنسَى أو تتعارض؟ هكذا شيء كيف؟ فكان دائماً، أي الذي يؤلف له كتاباً مباشرةً، حاضراً لتصحيح المفاهيم ولتعليم الناس أمور دينهم بناءً على الدليل والمصلحة والمقصد الشرعي والمآلات ومراعاتها. فكان في الحقيقة آية من الآيات، ولما... مات ودُفن في مكان موجود حتى الآن، حرَّره أحمد باشا تيمور وألَّف كتاب "قبر جلال الدين" وراء المسجد المسمى بالمسبح الذي هو أمام السيدة عائشة بنت جعفر الصادق الذي يقع في صلاح سالم حالياً. عندما تسير في شارع صلاح سالم
وتركب كوبري السيدة عائشة، على يسارك مباشرة يوجد مسجد يُسبح. وراءه مباشرة هو قبر الإمام السيوطي، وأحمد باشا تيمور ألّف هذا الكتاب لأنه أراد أن يوضح أن الذي في أسيوط تحت عنوان جلال الدين السيوطي هو مشهد وليس ضريحه، أي ليس قبره، ليس الضريح الخاص به رحمه الله. وهناك شيء في الحقيقة رائع جداً في سيرة الإمام جلال الدين السيوطي أشكرك على المعلومات الجميلة والقيمة حول هذه القامة والقيمة الكبيرة، شكراً جزيلاً لفضيلتك، الحمد لله، شكراً جزيلاً لفضيلتك، شكراً موصولاً لحضراتكم، إلى اللقاء. هواني
على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضائك، إلى من تكلني؟ إلى عدو بعيد يتجهمني أو إلى... صديقٌ قريبٌ ملكتُهُ أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك. لك العتب حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.